إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأردن: أيام الضفة المقبلة «صعبة للغاية»… «الصديق الأوروبي» فقط معنا


عمان جو - بسام البدارين - لا شكوك، سياسياً وأمنياً وحتى شعبياً، في الأردن بأن تطورات الأحداث في الضفة الغربية أصبحت حديث المجالس والغرف المغلقة خلال الساعات القليلة الماضية، ليس لأن ما يسمى بـ «العملية العسكرية الإسرائيلية» الواسعة شمالي الضفة الغربية تثير كل الأسئلة الأمنية العالقة أردنياً، ولكن لأن الدولة الأردنية بمجساتها العميقة كانت تتوقع الذهاب نحو «أسوأ سيناريو» في انفلات الوضع في الضفة الغربية منذ نحو أسبوعين تقريباً، كما ظهر على هامش «حوارية إعلامية» استضافتها مديرية الإعلام في الديوان الملكي.
قيل وقتها من مسؤولين كبار في الدولة إن «الوضع القادم صعب ومعقد، وفيه الكثير من التحديات الأردنية حصراً». وقيل قرب وزارة الخارجية، إن اتصالات محمومة جرت مع الأمريكيين والأوروبيين بهدف تجنب سيناريو التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، لكنها خرجت عن السكة.
واشنطن تقف عند حدود «عبارات تخديرية» للأردنيين بخصوص «عدم وجود ما يستدعي القلق من تهجير نحو المملكة» أو عند حدود «ترتيبات» البنتاغون مع القيادة الوسطى بخصوص «تأمين وحماية الأردن» من أي «مغامرات يمينية إسرائيلية».
دون ذلك، فإن هواتف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «معطلة أو لا تجيب» على اتصالات الأردن عندما يتعلق الأمر بالضفة الغربية، ما دفع «حواريات الأردنيين العميقة» مؤخراً لإشارة مرصودة تؤكد أن عمان في المسألة الفلسطينية على الأقل «لا تراهن» على الإدارة الأمريكية، وتركز فقط على «الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي» وعلى «خمس دول عربية».
لوحظ بوضوح في «لقاءات سيادية» مؤخراً، أن الأدبيات الأردنية «لا تذكر» الولايات المتحدة عند الحديث عن «رهانات» في كبح جماح اليمين الإسرائيلي، لا بل توقفت عن ذكر دول عربية كبيرة أيضاً قد تكون من بينها مصر، وجزئياً السعودية.

هل فقدت اتفاقية «وادي عربة» قيمتها؟

وذلك طبيعي للغاية برأي الناشط السياسي الفلسطيني الأمريكي البارز في واشنطن الدكتور سنان شقديح، الذي قدر عندما استفسرت منه «القدس العربي» مباشرة بأن «السقف الزمني على الانتخابات الأمريكية الرئاسية يعني الآن بأن الإدارة لن تتخذ أي قرار بخصوص الضفة الغربية ولا غيرها».
شقديح يضم صوته لناصحي عمان بالبحث عن «خيارات ضغط» منتجة أكثر في المرحلة الحالية من تطورات الصراع. لكن رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر خصاونة، خطب مساء الأربعاء مجدداً وهو يقول «خياراتنا مفتوحة في الدفاع عن مصالحنا مقابل التصعيد الإسرائيلي الخطير». ولم يفصح الخصاونة إلا عن «جزء واحد» من الخيارات المفتوحة، وهو «اللجوء للمحاكم الدولية» في ملف القدس.
بقية الخيارات تتراوح ما بين الدبلوماسي الخشن والسيادي والتقدم بخطوات «اعتراضية حادة» ومحسوبة على ما يسمى بـ «خطة الحسم الإسرائيلية للصراع».
عمان تراهن ضمن خياراتها على «تطوير موقف أوروبي» خصوصاً في الاجتماعات التي تجري الخميس لوزراء الخارجية الأوروبيين، وفكرتها حتى اللحظة أن «الصديقة فرنسا» على خط التنسيق الأردني وفي طريقها إلى السيناريو الإسباني والبلجيكي بخصوص تطورات الأراضي المحتلة.
لكن في الجعبة واستناداً إلى ما «تسرب» من نقاشات سياسية مغلقة في عمان، «خطوة إضافية تحاول لجم يمين إسرائيل» على الأقل في جزئية لفت النظر إلى أن الأردن ليس بصدد «السكوت» إذا حصل «تحريك» للسكان في اتجاه الضفة الشرقية… لحظتها، قال أحد كبار المسؤولين في الغرف المغلقة: سنذهب لمنطقة «تفقد فيها اتفاقية وادي عربة قيمتها».
يعني ذلك «التلويح» بأخشن «خيارات الدولة الدبلوماسية» وعلى أساس القناعة التي سمعتها «القدس العربي» سابقاً من الوزير أيمن الصفدي وهو يصف أي قرار «لطرد السفير وإغلاق السفارة» بأنه «سهل وبسيط وسبق أن اتخذ في ظروف مختلفة».
كما يعني أن «فتح خيارات الدولة» ثم لجوء الخصاونة إلى التأكيد على ذلك، هو مقدمة تحضيرية سبقت القناعات بأن الأوضاع في الضفة الغربية تتجه لـ «أزمة أمنية إنسانية» ضاغطة بشدة على الحبل العصبي للأردنيين، فيما الجميع في منطقة السيناريوهات المفتوحة… والـ «أيام صعبة للغاية قادمة» حسب ما يقال الآن في غرف القرار المغلقة في عمان.
ورغم الحرص الشديد على «حراك أردني» نشط يعتبر المساس بالرئاسة أو الشرعية الفلسطينية «اختراقاً لخط أحمر» فإن مسؤولين كباراً يكررون الملاحظة القائلة إن «السلطة تفقد المبادرة».
ما تخشاه عمان الآن «فراغ» قد يتصدر على هامش «ضعف السلطة» بسبب الضربات الإسرائيلية العسكرية، وما قاله أمام «القدس العربي» السياسي الدكتور ممدوح العبادي بأن آخر ما ينبغي أن نفعله نحن الأردنيين هو «دفن رؤوسنا بالرمال» والزعم بأن ضمانات الأمريكيين كافية.
الفراغ نظرية أردنية «مرعبة» الآن، لذلك قدر رئيس الوزراء المخضرم الأسبق طاهر المصري، مؤخراً، بأنه يسمع حرصاً شديداً في أروقة كبار المسؤولين في عمان على «تثبيت» الشرعية الفلسطينية ودعم الرئيس عباس، فيما المصري يقر بالمقابل قبل أيام فقط وهو يستقبل «القدس العربي» بأن «ذلك لم يعد كافياً».

«القدس العربي»




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :