إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

سورية إلى أين؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - دوي غارات اسرائيل في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع يسمع في دمشق. لم يكن أحد يتصور أن تخترق اسرائيل صفوف حزب الله، وتعرف مكان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وفؤاد شكر وعلي كركي، وابراهيم عقيل، وكبار قادة الحزب العسكريين والامنيين.
و بذات الاختراق استطاعت اسرائيل من قبل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماهيل هنية في طهران.
من طهران الى الضاحية الجنوبية. ثمة أسئلة كثيرة بلا اجابات، واسئلة لم تطرح بعد الى النقاش والمكاشفة. على قناة إسرائيلية سمعت «جنرالا اسرائيليا متقاعدا» يتحدث عن اجتثاث الوجود الايراني من سورية.
و الوجود الايراني في سورية يعني ان اسرائيل ما زالت في خطر وفي مواجهة الردع الايراني. من واشنطن قدمت اغراءات كثيرة للرئيس بشار الاسد لكي تنضم سورية الى عملية السلام الجديد في الشرق الاوسط، والتأسيس لوضع سوريا جديدة تربطها علاقة سلام مع اسرائيل.
و قدمت اغراءات متعلقة في تفكيكك الحصار، والازمة الاقتصادية، ورفع قانون قيصر، ودفع النظام في دمشق نحو صفقة احادية مع دولة الاحتلال. اي صفقة سورية مع امريكا واسرائيل تعني تحديد وحسم مصير الرئيس بشار الاسد. وفي منظور بركة، وما ترضى عنه اورشليم فهو في امان ومنأى عن اسلحة التغيير. المطلوب امريكيا واسرائيليا سورية جديدة وتربطها علاقة سلام مع اسرائيل. و يبدو ان هذه العروض الامريكية مرفوضة في دمشق.. وفي بدايات الازمة السورية القيادي في حركة الاخوان المسلمين السورية محمد ابو رياض قال لمسؤول اسرائيلي رفيع : انه لا يكن اي اعداء لاسرائيل، وبل ان جماعة الاخوان جاهزون الى عقد صلح والانفتاح على اسرائيل، واذا ما وصلوا الى الحكم وامسكوا في السلطة.
القصف الاسرائيلي لدمشق ومطارها وقواعد ومنشآت امنية وعسكرية لم ينقطع ويتوقف. و من بعد فتح اسرائيل لجبهة حرب مباشرة مع لبنان، توسعت الغارات والضربات الجوية الاسرائيلية لدمشق ومدن سورية. ماذا تريد اسرائيل من سورية؟ نهاية الوجود الايراني ام صناعة فوضى مكثفة وجديدة في سورية، واستعادة سيناريوهات التفكيك والتجزئة؟
في التلمود ثمة اساطير تدعو الى احتلال وابادة سورية.. ودمشق ليست مفصولة ومعزولة عن «اسطورة التوراة»، واسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات. و الصورة تبدو واضحة. وحيث ان اسرائيل تسعى من ضرباتها العسكرية على البقاع وبعلبك لقطع الوصل والامداد اللوجيسيتي بين حزب الله والمقاومة مع دمشق. التدخل الاسرائيلي على الارض السورية، ومحاولة رسم خطوط حمراء في خريطتي لبنان وسورية. بالتأكيد انه لا يحدث دون موافقة من واشنطن. والتي اذ بدأت لا تمانع من ان تناط في حكومة تننياهو مهمة تفجير الشرق الاوسط، والانزلاق نحو حرب كبرى وشاملة.
الى متى سوف تبقى سورية بلدا مكشوفا ومرهونا الى الفوضى وحافة الهاوية؟ الخروج من الهاوية والفوضى لا بد ان يترجم في لغة نقيضة او متصالحة مع الازمات والمتغيرات الاقليمية والدولية معا.
نعم، روسيا حليف كبير لسورية.. وتخوض روسيا على جبهة اوكرانيا حربا وجودية مع الناتو والمعسكر الغربي. وايران بما تواجه اليوم من تحديات أخطر واقوى من كل الاشكال الحصار التي تواجهها منذ اربعة عقود.
و ماذا تستطيع ان تقدم ايران بعدما انكشفت خاصرتها في لبنان؟ وفاتورة ايران الاقليمية تتضخم وتكبر، ولم تعد قادرة على استيعاب مضاعفات جديدة لازمات الصراع، وذلك سوى أن ايران ردت ام لم ترد على الاغتيالات القديمة والجديدة.
وأما روسيا، حتى اليوم تكتفي بالتنديد باعتداءت اسرائيل على دمشق ومدن سورية.. والا اذا ما تهاوت التوازنات والتحالفات، وفي لحظة تنظر بها موسكو في قلق وريبة استراتيجية الى سقوط دمشق. و بمثابة اقتراب لصواريخ اسرائيل وامريكا من الحدود الاوراسية.
و بعد اغتيال السيد حسن نصر الله، وما تابعنا وسمعنا من تعليقات اغرقت صفحات التواصل الاجتماعي والرأي العام.. ويحق لكل فرد ومواطن ان يقول ما يشاء وان يحكي ما يشاء، وقد يرى بان بنية حزب الله الايدولوجية والعقائدية قد تكون مناوئة ومخالفة لاتجاهات افكاره وعقائده.. ولكن، علينا ان نعود الى عام 2014/2015، وفي عز ازمة سورية، ونتخيل لو ان احلام التنظيمات الدينية المتطرفة واقامة دولة الخلاقة قد تحققت، وان وحوش الرايات السوداء رفعوا احلامها على المسجد الاموي، واقاموا امارتهم على حدود الاردن وبلدان بلاد الشام!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :