إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اكتشاف نحل جديد في جبال الألب يثير القلق


عمان جو - خلال عمليات الجرد الروتينية للنباتات والحيوانات في حديقة ميركانتور الوطنية الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية من جبال الألب الفرنسية، صادف الباحثون مخلوقًا صغيرًا يطل من خشب شجرة ميتة. وعند الفحص، اكتشفوا أنه نحلة برية صغيرة مخططة تتمتع بخرطوم طويل فريد من نوعه، لم يتم تسجيل وجوده في أي مكان آخر في فرنسا. بعد إجراء مقارنات شكلية، تبين أن هذه النحلة تنتمي إلى نوع غير موصوف سابقًا يُدعى "هوبليتيس أونوسمايفاي". أثارت النتائج المنشورة في دورية "ألبين إنتومولوجي" تساؤلات مهمة حول التوزيع الجغرافي غير المعتاد لهذا النوع، حيث تم العثور على تجمعات أخرى له في جنوب تركيا وشمال العراق، مما يثير القلق حول كيفية انتشار هذا النوع وتكيفه مع بيئات مختلفة.

تعتبر النحلة المكتشفة إضافة جديدة إلى التنوع البيولوجي في المنطقة، حيث تعتمد بشكل حصري على الأخشاب الميتة لبناء أعشاشها، وهي سمة غير شائعة بين أنواع النحل الأخرى. كما أنها تتميز بأطول خرطوم بين النحل، مما يتيح لها الوصول إلى الرحيق في أعماق أزهار نبات "أونوسما"، وهو نبات ضروري لبقائها. تستخدم الإناث أيضًا سلوك الطنين لجمع حبوب اللقاح، مما يزيد من كفاءتها في التلقيح.

تواجه هذه النحلة الجديدة تحديات كبيرة، إذ تعتمد بشكل رئيسي على نبات "أونوسما" للحصول على الغذاء. وبالتالي، فإن أي تقلبات في أعداد هذا النبات قد تعرض النحلة للخطر. وبالرغم من أن حديقة ميركانتور توفر بعض الحماية، فإن وجود النحلة في منطقتين صغيرتين فقط خارج أوروبا يثير مخاوف بشأن انقراضها. يعتقد الخبراء أن التوزيع المحدود للنحلة في فرنسا قد يكون مرتبطًا بتخصصها البيئي الضيق. فعلى سبيل المثال، تعيش هذه النحلة في ارتفاعات تتراوح بين 1900 و2000 متر حيث يسود مناخ بارد ورطب، وهو ما يتطلب ظروفًا مناخية محددة للبقاء.

استجابة لهذه التحديات، يدعو الباحثون إلى اتخاذ إجراءات فورية لحفظ النحلة وموائلها. تشمل هذه الإجراءات إدارة الرعي بشكل منضبط في المناطق المعروفة بوجود النحلة، للحفاظ على تجمعات نبات "أونوسما"، بالإضافة إلى الحفاظ على الأخشاب الميتة التي تعد ضرورية لبناء الأعشاش. يعتبر هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام ليس فقط بسبب كونه نوعًا جديدًا، بل لأنه يسلط الضوء أيضًا على أهمية النحل البري بشكل عام. بينما يعتبر نحل العسل مهمًا لإنتاج العسل، فإن النحل البري يلعب دورًا أساسيًا في تلقيح النباتات وزيادة التنوع البيولوجي. وهذا الاكتشاف يؤكد على الحاجة إلى فهم كيفية تأثير التغيرات المناخية والأنشطة البشرية على هذا النوع الفريد وحمايته من الانقراض. من المتوقع أن تواصل الأبحاث في هذا المجال لتوفير رؤى جديدة حول كيفية انتشار النحل في البيئات المختلفة وتقديم خطة لحمايتها لضمان بقائها واستمرار دورها البيئي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :