من هي الجهات التي تترصد أو ستترصد المملكة؟
عمان جو - بسام البدارين - فعالية الترقيم والتسمية قد تصبح ضرورية جداً قريباً في الأردن. يطرح سياسي أردني رفيع المستوى بحضور «القدس العربي» السؤال الأكثر حساسية: من هي الجهات التي يمكنها وتستطيع لأغراض الضغط السياسي افتعال مشكلات أمنية في الأردن؟
سؤال محرج للغاية ليس من الصنف الذي تتوفر عليه إجابة لدى السياسيين أو الإعلاميين؛ لأن الجواب في الأقنية والأروقة العميقة في الدولة، ولأن ما يصفه رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بسيولة استراتيجية في المنطقة والإقليم يفتح مجال الأجوبة على سؤال تقني من هذا الصنف على احتمالات متعددة، الأمر الذي يبرر منطقياً جلوس الأردن وتموقعه سياسياً ومرحلياً في منتصف الدرب بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في مواجهة كل السيناريوهات.
وزير الداخلية الأردني الأسبق والسياسي صاحب النشط سمير الحباشنة، تحدث أمام «القدس العربي» عن سيناريو الاستهداف والتربص، مفترضاً بأن على الأردنيين تفويت الفرصة في الاتجاه المعاكس لأي أجندة واضحة أو مجسدة أو حتى غامضة ومخفية تستهدف أمن البلاد والعباد.
الحباشنة أعاد التحذير بصيغة علنية حاسمة أكثر مؤخراً خلال ندوة عامة نظمتها جمعية الشفافية الأردنية، ورصد فيها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة وهو يتفق مع الحباشنة على الانتباه الوطني ويطرح سيناريو «الأردن على حد السيف».
حوار هامس
مجدداً، خبير أمني مختص يفترض، في حوار هامس مع «القدس العربي» بأن موقع موقف بلد مثل الأردن من تطور وتدحرج مسار الأحداث في الإقليم ومن صراع الأجندات والمشاريع، مهم وأساسي للاعبين الإقليميين الكبار.
تلك الأهمية تجعل الأردن مستهدف بكل حال، إما تحت يافطة الجذب والاستقطاب والضغط والعروض، أو تحت شعار التحفيز عبر رفع منسوب الإحساس بالخطر.
رفع الحادث الأخير في ضاحية الرابية غربي العاصمة عمان ذلك المنسوب بقصد أو بدونه، ورفعت النسبة بسبب صيغة التعاطي الإعلامي مع الحادثة.
ما قاله العضايلة في ندوة الشفافية هو أقرب إلى دعوة لحوار وطني عميق على 7 محاور أساسية، لأن البلاد على حد سيف الاستهداف الإسرائيلي، برأيه.
سؤال سياسي ـ تقني يقفز على «السطح الأردني»:
جهات متعددة مقترحة اليوم في سياق «الترصد» بعد التوافق على اليمين الإسرائيلي باعتباره المتحرش الأكبر: إيران ومحورها.. تركيا ومصالحها… أطراف النادي الخليجي واعتباراتها.. المغامرون في مشهد السلطة وحركة فتح… كلها أطراف لاعبة في الإقليم من الصنف الذي يمكنه الضغط على الأردن مادامت المنطقة عائمة إلى حد موصوف ومعقول. المواجهة حفاظاً على توازنات ومصالح الأردنيين، عنوانها لا يتميز بالتعددية؛ فكل الأطراف المختلفة بالرأي داخل الأردن من اليسار إلى اليمين وما بينهما، تطرح شعاراً واحداً مرحلياً بعنوان التمكين الوطني وتجنب الخيارات المباغتة، وأيضاً بعنوان «صلابة الجبهة الداخلية».
ترجمة معنى ذلك أن الاستقطاب المتعدد في المنطقة والجوار بصرف النظر عن جهوده وأهدافه، لا بد من الرد عليه بصيغة واحدة موحدة، مضمونها الحرص الوطني على صلابة الجبهة الداخلية، وهو الأمر الذي يقترح مجدداً سياسي عتيق وخبير من وزن الدكتور محمد الحلايقة التركيز عليه وطنياً، بصرف النظر عن اعتبارات الآخرين ومصالحهم.
الجغرافيا الأردنية هي في عمق لعبة التجاذب بين مشاريع وأقوياء الإقليم. وبدلاً من أن يحاول توظيفها الآخر بصرف النظر عن هويته وهدفه، يمكنها أن تتحول إلى فرصة. ذلك برأي الحلايقة وآخرين، يبدأ من تفعيل خاصية الانتباه والتمكين الوطني. لكن التشخيص والتحليل وتعدد زوايا الرؤية هي عناصر في المشهد، رغم إيجابيتها فإنها لا تجيب عن السؤال بمدلوله التقني: من الجهات التي لها مصلحة بتأزيم في الأردن؟
من هي تلك الجهات التي قد يكون لها مصلحة لاحقاً بإضعاف الدولة الأردنية وهوامش المناورة أمامها؟
تلك أسئلة تنطلق مجدداً من صعوبة الرهان على ثقة مطلقة بالأسلوب القديم في إدارة الملفات حينما كان يقال بأن ميزة الأردن هي وقوفه الدائم في المنتصف بين عدة طرق، وقدرته على التحدث مع جميع الأطراف في الإقليم والعالم في الوقت نفسه.
تلك وصفة كانت تصلح في الماضي. وما يلاحظه الخبثاء من المراقبين، أنها وصفة قد لا تصمد إذا ما كان الاتجاه نحو تأسيس خارطة طريق استراتيجية تتعامل مع اليوم أو غداً.
ترامب العائد بقوة
والسبب أن الفرق الهندسية الإسرائيلية بدأت للتو برسم خططها لبناء الجدار العازل على أكتاف الحدود الأردنية في الأغوار مع فلسطين المحتلة. ذلك معطى مهم يغير الكثير من الإستراتيجيات المرتبطة بوصفات الماضي. في الأثناء، لا تعلم عمان بعد ما الذي يريده منها أو سيريده الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
لكن مجساتها تدرك اليوم مسبقاً بأن ترامب العائد بقوة واكتساح، لا بد من التكيف مع ما يطلبه وليس مواجهته، كما حصل مع النسخة الأولى من صفقة القرن قبل سنوات؛ لأن كلفة المواجهة اليوم كبيرة للغاية، الأمر الذي دفع أصلاً للجلوس في المنتصف وانتهى بطرح استراتيجية «تجنب المجازفة بمستقبل البلاد».
في السياق، اتخذت بعض الإجراءات، أهمها تواصل لأغراض تبريد الرؤوس والأجندات مع إيران، ومحاولات بقاء في أقرب نقطة ممكنة من الملف اللبناني، ورسائل للقصر الجمهوري السوري، ومناولات مع مناورات بين بعض الأطراف الفاعلة في دول الخليج، ومسافة قابلة للزيادة والنقصان مع مصر، واستراتيجية أمنية تمكنت من ضبط إيقاع الميليشيات العراقية وأخرى تواصل مواجهة ميليشيات تهريب المخدرات السورية.
كل تلك عناصر في مشهد حمال أوجه، يتطلب أن تسهر عمان ليلها الطويل، والحلقة المفقودة حتى اللحظة هي المأزق الفلسطيني التابع للسلطة وأجهزتها، حيث دوائر مخاصمة محتملة يمكن توظيفها بأي لحظة خلافاً لوضع تصادمي طبعاً ودوماً مع حركة حماس.
«القدس العربي»
سؤال محرج للغاية ليس من الصنف الذي تتوفر عليه إجابة لدى السياسيين أو الإعلاميين؛ لأن الجواب في الأقنية والأروقة العميقة في الدولة، ولأن ما يصفه رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بسيولة استراتيجية في المنطقة والإقليم يفتح مجال الأجوبة على سؤال تقني من هذا الصنف على احتمالات متعددة، الأمر الذي يبرر منطقياً جلوس الأردن وتموقعه سياسياً ومرحلياً في منتصف الدرب بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في مواجهة كل السيناريوهات.
وزير الداخلية الأردني الأسبق والسياسي صاحب النشط سمير الحباشنة، تحدث أمام «القدس العربي» عن سيناريو الاستهداف والتربص، مفترضاً بأن على الأردنيين تفويت الفرصة في الاتجاه المعاكس لأي أجندة واضحة أو مجسدة أو حتى غامضة ومخفية تستهدف أمن البلاد والعباد.
الحباشنة أعاد التحذير بصيغة علنية حاسمة أكثر مؤخراً خلال ندوة عامة نظمتها جمعية الشفافية الأردنية، ورصد فيها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة وهو يتفق مع الحباشنة على الانتباه الوطني ويطرح سيناريو «الأردن على حد السيف».
حوار هامس
مجدداً، خبير أمني مختص يفترض، في حوار هامس مع «القدس العربي» بأن موقع موقف بلد مثل الأردن من تطور وتدحرج مسار الأحداث في الإقليم ومن صراع الأجندات والمشاريع، مهم وأساسي للاعبين الإقليميين الكبار.
تلك الأهمية تجعل الأردن مستهدف بكل حال، إما تحت يافطة الجذب والاستقطاب والضغط والعروض، أو تحت شعار التحفيز عبر رفع منسوب الإحساس بالخطر.
رفع الحادث الأخير في ضاحية الرابية غربي العاصمة عمان ذلك المنسوب بقصد أو بدونه، ورفعت النسبة بسبب صيغة التعاطي الإعلامي مع الحادثة.
ما قاله العضايلة في ندوة الشفافية هو أقرب إلى دعوة لحوار وطني عميق على 7 محاور أساسية، لأن البلاد على حد سيف الاستهداف الإسرائيلي، برأيه.
سؤال سياسي ـ تقني يقفز على «السطح الأردني»:
جهات متعددة مقترحة اليوم في سياق «الترصد» بعد التوافق على اليمين الإسرائيلي باعتباره المتحرش الأكبر: إيران ومحورها.. تركيا ومصالحها… أطراف النادي الخليجي واعتباراتها.. المغامرون في مشهد السلطة وحركة فتح… كلها أطراف لاعبة في الإقليم من الصنف الذي يمكنه الضغط على الأردن مادامت المنطقة عائمة إلى حد موصوف ومعقول. المواجهة حفاظاً على توازنات ومصالح الأردنيين، عنوانها لا يتميز بالتعددية؛ فكل الأطراف المختلفة بالرأي داخل الأردن من اليسار إلى اليمين وما بينهما، تطرح شعاراً واحداً مرحلياً بعنوان التمكين الوطني وتجنب الخيارات المباغتة، وأيضاً بعنوان «صلابة الجبهة الداخلية».
ترجمة معنى ذلك أن الاستقطاب المتعدد في المنطقة والجوار بصرف النظر عن جهوده وأهدافه، لا بد من الرد عليه بصيغة واحدة موحدة، مضمونها الحرص الوطني على صلابة الجبهة الداخلية، وهو الأمر الذي يقترح مجدداً سياسي عتيق وخبير من وزن الدكتور محمد الحلايقة التركيز عليه وطنياً، بصرف النظر عن اعتبارات الآخرين ومصالحهم.
الجغرافيا الأردنية هي في عمق لعبة التجاذب بين مشاريع وأقوياء الإقليم. وبدلاً من أن يحاول توظيفها الآخر بصرف النظر عن هويته وهدفه، يمكنها أن تتحول إلى فرصة. ذلك برأي الحلايقة وآخرين، يبدأ من تفعيل خاصية الانتباه والتمكين الوطني. لكن التشخيص والتحليل وتعدد زوايا الرؤية هي عناصر في المشهد، رغم إيجابيتها فإنها لا تجيب عن السؤال بمدلوله التقني: من الجهات التي لها مصلحة بتأزيم في الأردن؟
من هي تلك الجهات التي قد يكون لها مصلحة لاحقاً بإضعاف الدولة الأردنية وهوامش المناورة أمامها؟
تلك أسئلة تنطلق مجدداً من صعوبة الرهان على ثقة مطلقة بالأسلوب القديم في إدارة الملفات حينما كان يقال بأن ميزة الأردن هي وقوفه الدائم في المنتصف بين عدة طرق، وقدرته على التحدث مع جميع الأطراف في الإقليم والعالم في الوقت نفسه.
تلك وصفة كانت تصلح في الماضي. وما يلاحظه الخبثاء من المراقبين، أنها وصفة قد لا تصمد إذا ما كان الاتجاه نحو تأسيس خارطة طريق استراتيجية تتعامل مع اليوم أو غداً.
ترامب العائد بقوة
والسبب أن الفرق الهندسية الإسرائيلية بدأت للتو برسم خططها لبناء الجدار العازل على أكتاف الحدود الأردنية في الأغوار مع فلسطين المحتلة. ذلك معطى مهم يغير الكثير من الإستراتيجيات المرتبطة بوصفات الماضي. في الأثناء، لا تعلم عمان بعد ما الذي يريده منها أو سيريده الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
لكن مجساتها تدرك اليوم مسبقاً بأن ترامب العائد بقوة واكتساح، لا بد من التكيف مع ما يطلبه وليس مواجهته، كما حصل مع النسخة الأولى من صفقة القرن قبل سنوات؛ لأن كلفة المواجهة اليوم كبيرة للغاية، الأمر الذي دفع أصلاً للجلوس في المنتصف وانتهى بطرح استراتيجية «تجنب المجازفة بمستقبل البلاد».
في السياق، اتخذت بعض الإجراءات، أهمها تواصل لأغراض تبريد الرؤوس والأجندات مع إيران، ومحاولات بقاء في أقرب نقطة ممكنة من الملف اللبناني، ورسائل للقصر الجمهوري السوري، ومناولات مع مناورات بين بعض الأطراف الفاعلة في دول الخليج، ومسافة قابلة للزيادة والنقصان مع مصر، واستراتيجية أمنية تمكنت من ضبط إيقاع الميليشيات العراقية وأخرى تواصل مواجهة ميليشيات تهريب المخدرات السورية.
كل تلك عناصر في مشهد حمال أوجه، يتطلب أن تسهر عمان ليلها الطويل، والحلقة المفقودة حتى اللحظة هي المأزق الفلسطيني التابع للسلطة وأجهزتها، حيث دوائر مخاصمة محتملة يمكن توظيفها بأي لحظة خلافاً لوضع تصادمي طبعاً ودوماً مع حركة حماس.
«القدس العربي»
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات