الرَّئيس في مادبا .. القرار من الميدان لا من عماّن
عمان جو - منذُ أنْ وجّه جلالةُ الملك عبدالله الثّانيّ حُكومةَ دولة جعفر حسّان في كتابِ التّكليف السّاميّ إلى جعلِ الميدانِ والتّقاط هُمومِ المواطن بوصلة عملها، وأحدِ المسؤوليات المُناطة بها لتكونَ الحُكومةُ حاضرةً في حياةِ ومعاناة الأردنيّ اليوميّة، مُتلمّسة لحاجاته الحقيقيّة وأولوياته؛ لتضعَ الحلولَ المُمكنة والسَّريعةَ التي يدعمها القرارُ الميدانيُّ، بعيداً عن المُراسلات والمخاطبات التي غيّبتْ الإنجازَ ورحّلتْ التّنفيذَ وأذهبتْ الحلولَ بدأ دولةُ الرّئيسِ بتنفيذ التوجيهِ السَّاميّ مُخصّصاً برنامج زيارةِ للمحافظات؛ لرصد ومعاينة الواقع كما هو دونما تجميلٍ أو كما يُنقل أو يُكتب عنه، في وقتٍ لم يعدّ للشكاوى أذن صاغية أو مسؤولٌ جريء يمتلكُ القرارَ ويتخذه من الميدان لا من عمان، ويُقدم رؤيةً واقعيةً وَحلاً عمليّاً لا ورقيّاً؛ فالمواطنُ اليوم واعٍ، ويُدركُ حجمَ المشكلات والقضايا التي يعانيها ويتفهمُ طبيعتها ويستطيعُ أن يوازنَ بين المُمكنِ منها والمُركّب وما يمكن حلّه بسهولةٍ أو يتطلب تنفيذه موازنات ومخصصات.
شكّلتْ مادبا يوم أمس محطةً جديدةً من زيارات دولة الرّئيس الدّوريّة مُتفقداً عدداً من المواقع والمرافق؛ والُملاحَظ في هذهِ المواقع يجدُّ أنَّها حملتْ رسائلَ رَغِبَ الرئيسُ في توجيها إلى طاقمِ حكومتهِ؛ كُلُ في موقعِ مسؤوليتهِ: بالمتابعة والتنفيذ؛ فالحاجةُ والخدمةُ الصحيّةُ للمحافظة كانت الرّسالةَ الأولى فبدأها من زيارةِ مبنى عيادات مُستشفى النّديم الحكوميّ التي يعاني فيها أبناؤها الأمَرّين: قِدم المبنى وقلة خدماته وعدم توافر كافة الاختصاصات الطبية فيه، ويكون التّوجيه الثّاني إلى قطاع السّياحةِ؛ إذ تُشكلُ المحافظةُ منجماً سياحيّاً حافلاً بالمواقعِ التّراثيّة والدّينيّة والمياه المعدنيّة، ليطّلعَ على ما أُنجزَ في مشروعِ تأهيلِ طريق الفيصليّة السّياحيّ الذي يربطُ المحافظةَ بموقع جبل نيبو وصولاً إلى منطقة البحر الميت، وضرورة إكمال متطلبات السَّلامة عليه؛ ليكونَ لائقاً وجاذباً، ولأنَّ الاستثمارَ وحاجة المحافظة لوجبةٍ من الاستثماراتِ التي تُسهم في التّخفيفِ من تحدي البِطالةِ الجاثم على صدور أبناء المُحافظةِ فقد خصَّ الرَّئيسُ مصنعَ الصَّافي - المصنعُ الوحيدُ في قضاء مليح، وأحد الأفرع الإنتاجيّة لوزارة العملِ الذي يوفرُ ما يزيد على خمسائة فرصة عملٍ- والذي يدلُّ على أن الأردنيين لا مكان لثقافة العيب بينهم، أنْ توفرَ لهم العمل المناسب: أجراً وظروفاً ليعطي الطمانينة للإستثمار وضرورة تعميم التجربة وتوفير فرص عمل جديدة تؤمن حياة كريمة للأردنيين.
ثم تأتي محطةُ الرّئيس إلى منطقة جبل بني حميدة التي تُعاني ما تُعاني من قلةٍ في الخدمات والهجرة اليوميّة لأبنائها الذين يعانون من عدمِ توفرِ وسيلة نقل داخليّة بين قُرى القضاء فيضطرونَ للسيرِ على أقدامهم مسافة تزيد عن ست كيلو مترات يومياً ذهاباً ومثلها عودةً، فيطلع َعلى مشروع نساء بني حميدة الذي أحيا حرفةَ النَّسيجِ، وجعل بساط بني حميدة يصل إلى أقصى بقاع العالمِ مروجاً لهذا المُنتج المحلي الشَّهير، ثم اتجه صوبَ مركز تنمية المجتمع المحليّ وعاين ما يُقدّمه المركزُ من خدماتٍ، وضرورة إنشاء جمعية تعاونيّة لتمكين المتدربات من العملِ وتحقيق الدّخل لهن.
زيارةٌ تؤكدُ جدّيةَ الرئيسِ وإيمانهِ بإحداثِ فرقٍ يلمسهُ المواطنُ، يُسهم في رأبِ الصّدعِ بين المواطنِ والحكومةِ بعدما ملّ وكلَّ من وعودٍ بقيت تراوح مكانها. ورحلت برحيلِ من أطلقها، وزادتْ الفجوةَ بين المسؤولِ والمواطن.
تجيءُ زيارةُ دولة الرَّئيسِ لتُشركَ المواطنَ في الحلِ فيما أشركتهُ الحكومات السَّابقة في الغرم؛ وليكون القرارُ اليوم مُشتركاً نابعاً من رغبة المسؤولِ بالعملِ، وحاجة المواطن للحلِ المُمكن، ولتُفسحَ المجالَ لنهجٍ جديدٍ يقومُ على التَّواصلِ والتَّشاركِ، فلا مكان للقرارات المنسلخةِ عن الواقع، نهجاً إذا ما كُتِبَ له أن يستمرَ فإنه سيرمّمُ ما أصابَ العلاقة بين الحكومات والمواطن من فتورٍ وشكوكٍ، وسيدفع بالمواطنِ نَحوَ الإيجابيةِ، والمزيد من الدَّعمِ والمُساندةِ للبرامج والقرارات الحكوميةِ إذا وجدها تَخدمُ الوطنَ، وتعودُ بالخيرِ والنَّفع على الجميعِ.
ما يرجوهُ المواطنُ اليوم هو استمراريّة النهجِ الذي سنّهُ الرَّئيسُ والمتابعة والتَّقييم كما وجّه جلالةُ الملك المفدى؛ لينعمَ المواطنُ بالخيرِ، وليبقى وطننا الحبيب قِبلةً للمحبةِ والطّمأنينةِ والسَّلام.
بقلم د عبدالهادي القعايدة
شكّلتْ مادبا يوم أمس محطةً جديدةً من زيارات دولة الرّئيس الدّوريّة مُتفقداً عدداً من المواقع والمرافق؛ والُملاحَظ في هذهِ المواقع يجدُّ أنَّها حملتْ رسائلَ رَغِبَ الرئيسُ في توجيها إلى طاقمِ حكومتهِ؛ كُلُ في موقعِ مسؤوليتهِ: بالمتابعة والتنفيذ؛ فالحاجةُ والخدمةُ الصحيّةُ للمحافظة كانت الرّسالةَ الأولى فبدأها من زيارةِ مبنى عيادات مُستشفى النّديم الحكوميّ التي يعاني فيها أبناؤها الأمَرّين: قِدم المبنى وقلة خدماته وعدم توافر كافة الاختصاصات الطبية فيه، ويكون التّوجيه الثّاني إلى قطاع السّياحةِ؛ إذ تُشكلُ المحافظةُ منجماً سياحيّاً حافلاً بالمواقعِ التّراثيّة والدّينيّة والمياه المعدنيّة، ليطّلعَ على ما أُنجزَ في مشروعِ تأهيلِ طريق الفيصليّة السّياحيّ الذي يربطُ المحافظةَ بموقع جبل نيبو وصولاً إلى منطقة البحر الميت، وضرورة إكمال متطلبات السَّلامة عليه؛ ليكونَ لائقاً وجاذباً، ولأنَّ الاستثمارَ وحاجة المحافظة لوجبةٍ من الاستثماراتِ التي تُسهم في التّخفيفِ من تحدي البِطالةِ الجاثم على صدور أبناء المُحافظةِ فقد خصَّ الرَّئيسُ مصنعَ الصَّافي - المصنعُ الوحيدُ في قضاء مليح، وأحد الأفرع الإنتاجيّة لوزارة العملِ الذي يوفرُ ما يزيد على خمسائة فرصة عملٍ- والذي يدلُّ على أن الأردنيين لا مكان لثقافة العيب بينهم، أنْ توفرَ لهم العمل المناسب: أجراً وظروفاً ليعطي الطمانينة للإستثمار وضرورة تعميم التجربة وتوفير فرص عمل جديدة تؤمن حياة كريمة للأردنيين.
ثم تأتي محطةُ الرّئيس إلى منطقة جبل بني حميدة التي تُعاني ما تُعاني من قلةٍ في الخدمات والهجرة اليوميّة لأبنائها الذين يعانون من عدمِ توفرِ وسيلة نقل داخليّة بين قُرى القضاء فيضطرونَ للسيرِ على أقدامهم مسافة تزيد عن ست كيلو مترات يومياً ذهاباً ومثلها عودةً، فيطلع َعلى مشروع نساء بني حميدة الذي أحيا حرفةَ النَّسيجِ، وجعل بساط بني حميدة يصل إلى أقصى بقاع العالمِ مروجاً لهذا المُنتج المحلي الشَّهير، ثم اتجه صوبَ مركز تنمية المجتمع المحليّ وعاين ما يُقدّمه المركزُ من خدماتٍ، وضرورة إنشاء جمعية تعاونيّة لتمكين المتدربات من العملِ وتحقيق الدّخل لهن.
زيارةٌ تؤكدُ جدّيةَ الرئيسِ وإيمانهِ بإحداثِ فرقٍ يلمسهُ المواطنُ، يُسهم في رأبِ الصّدعِ بين المواطنِ والحكومةِ بعدما ملّ وكلَّ من وعودٍ بقيت تراوح مكانها. ورحلت برحيلِ من أطلقها، وزادتْ الفجوةَ بين المسؤولِ والمواطن.
تجيءُ زيارةُ دولة الرَّئيسِ لتُشركَ المواطنَ في الحلِ فيما أشركتهُ الحكومات السَّابقة في الغرم؛ وليكون القرارُ اليوم مُشتركاً نابعاً من رغبة المسؤولِ بالعملِ، وحاجة المواطن للحلِ المُمكن، ولتُفسحَ المجالَ لنهجٍ جديدٍ يقومُ على التَّواصلِ والتَّشاركِ، فلا مكان للقرارات المنسلخةِ عن الواقع، نهجاً إذا ما كُتِبَ له أن يستمرَ فإنه سيرمّمُ ما أصابَ العلاقة بين الحكومات والمواطن من فتورٍ وشكوكٍ، وسيدفع بالمواطنِ نَحوَ الإيجابيةِ، والمزيد من الدَّعمِ والمُساندةِ للبرامج والقرارات الحكوميةِ إذا وجدها تَخدمُ الوطنَ، وتعودُ بالخيرِ والنَّفع على الجميعِ.
ما يرجوهُ المواطنُ اليوم هو استمراريّة النهجِ الذي سنّهُ الرَّئيسُ والمتابعة والتَّقييم كما وجّه جلالةُ الملك المفدى؛ لينعمَ المواطنُ بالخيرِ، وليبقى وطننا الحبيب قِبلةً للمحبةِ والطّمأنينةِ والسَّلام.
بقلم د عبدالهادي القعايدة
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات