نتنياهو يقصف أنقاض غزة في حرب مفتوحة يريد استخدامها لتحقيق طموحاته بالمنطقة
عمان جو - نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تحليلا كتبه أستاذ دراسات الحرب في كينغز كوليج بجامعة لندن، مايكل كلارك، قال فيه إن الحرب في غزة باتت مفتوحة وبدون حل في المدى القريب، في وقت يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحقيق أهداف واسعة للحرب في المنطقة. وقال إن وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في كانون الثاني كان يواجه مشاكل، وقبل استئناف إسرائيل الحرب الشاملة على غزة وبهجمات مكثفة يوم الثلاثاء.
وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية في 1 آذار/ مارس والتي كانت تقتضي تضحية وثقة لم يكن أي من الطرفين مستعدا لكل يقدمها، حسب قول كلارك.
وكانت المرحلة الأولى، ستنجزعلى أي حال، وعندما انتهت كانت العملية السلمية تمضي من أزمة إلى أزمة.
وبدأت إسرائيل بتقييد المساعدات الإنسانية إلى غزة، في وقت عادت فيه حماس إلى إعادة بناء قوتها في القطاع. ومع ذلك، فمدى عودة إسرائيل للهجمات الجوية وإصدار أوامر الإخلاء مباشرة يعني أن الجيش الإسرائيلي عاد إلى الحرب وبانتقام.
ففي يوم الأربعاء، عادت القوات الإسرائيلية إلى ممر نتساريم الذي يفصل القطاع إلى نصفين، ودخلت القوات الإسرائيلية منطقة الشابورة في رفح على طول معبر فيلادلفيا الذي يعلم الحدود بين غزة ومصر. وفي ذلك اليوم، أطلقت حماس صواريخ ضد إسرائيل واستأنف الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وهدد الجيش الإسرائيلي باحتلال أجزاء من غزة ولفترة طويلة. وأعلن نتنياهو مرة أخرى أن الحرب ستتواصل حتى يتم تدمير حماس، لكن الأخيرة أثبتت أنها لم تدمر. وقد يطلب من أعداد كبيرة في غزة لإخلاء مناطق لفسح المجال للعبة القط والفأر بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس التي أعادت تنظيم نفسها.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يقوم باستهداف مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة، مع أنه في الحقيقة يقصف الأنقاض في ملاحقته للأفراد. وجاءت الحملة الأخيرة على حساب 600 مدني قتلوا في الأيام الأولى من العملية، حسب وزارة الصحة في غزة.
ويقول كلارك إن الهدف بـ”سحق” حماس لم يتحقق بعد 15 شهرا من القتال والذي تمتعت به القوات الإسرائيلية بالتفوق برا وبحرا وجوا. ومع ذلك لم تظهر القوات الإسرائيلية أي تحول إبداعي في عملياتها ولم تقدم جديدا على ما فعلت عندما بدأت الحرب.
وتساءل الكاتب عما يريد نتنياهو تحقيقه من العودة إلى الحرب أكثر من قصف الأنقاض جوا ثم الاحتلال برا. الجواب الواضح، هو أن نتنياهو سيحافظ على بقائه السياسي، فقد هدد حلفاؤه السياسيون بإسقاط الحكومة لو لم يعد إلى الحرب عند إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى أو جثثهم. فحكومة نتنياهو، بأغلبيتها الضئيلة التي تعتمد على دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة الصغيرة، ما كانت لتصمد لو شرعت في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. فقد كان ذلك سيتطلب انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإجراء مفاوضات جادة مع حماس للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد. وكان هذا الشرط، في حد ذاته، بمثابة انتصار لحماس، وهو يتناقض تماما مع هدف نتنياهو المعلن عنه مرارا وتكرارا من الحرب.
وتجادل الحكومة أن استعادة ما تبقى من أسرى لن يتم بدون عملية عسكرية، مع أن الأدلة تظهر العكس، فقد تم الإفراج عن 105 أسيرا في هدنة تشرين الثاني/ نوفمبر، و33 أسيرا في أثناء وقف إطلاق النار الأخير. ولم يستعد الجيش الإسرائيلي سوى ثمانية أسرى وقتل ثلاثة آخرين، كما استعاد 37 جثة أسير في عملياته العسكرية بغزة.
وبعيدا عن النجاة من خلال استئناف الحرب ومواجهة احتجاجات عائلات الأسرى ومن داخل الائتلاف التي تظهر تصرفاتهم حتى في وقت الحرب إلى استقطاب كبير داخل المجتمع الإسرائيلي، فهناك هدف أكبر من العودة إلى غزة. وبناء على تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا الشهر، أقام المستوطنون الإسرائيليون في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وتشرين الأول/ أكتوبر 2024 ما يقرب من 50 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير أكثر من 4,500 فلسطيني، وبنوا حوالي 2,000 مبنى جديد في أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية.
وتقول الأمم المتحدة إن هذا تم بتواطؤ نشط من الجيش الإسرائيلي. وفي 21 كانون الثاني/ يناير، أطلق الجيش الإسرائيلي حملة “الجدار الحديدي” التي قال إنها من أجل مكافحة الإرهاب، بداية في جنين، ثم في طولكرم، وفي مدن أخرى بالضفة الغربية، بهدف البقاء لفترة من الوقت على ما يبدو. وإذا أدى هذا إلى اندلاع “انتفاضة ثالثة” في الضفة الغربية، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد لذلك.
وعلى الجبهة الشمالية، فقد ضعف حزب الله كقوة قتالية بسبب حربه مع إسرائيل وحادثة تفجير أجهزة البيجر. وربما لن يستمر وقف إطلاق النار الحالي، ففي يوم السبت أطلقت ثلاث صواريخ من جنوب لبنان، ورد الطيران الإسرائيلي بغارات على الجنوب، ولو انهارت الهدنة فالجيش مستعد لها.
وفي سوريا تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية بدون توقف، وهناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من مرحلة ما بعد الأسد. ورغم أن الحوثيين في اليمن لا يمثلون أهمية استراتيجية لإسرائيل، إلا أن هجماتهم الصاروخية المتقطعة وتعطيلهم حركة الملاحة في البحر الأحمر، يشير إلى الهدف الأكبر الأكبر لحرب نتنياهو: قطع روابط إيران مع كل الجماعات الوكيلة لها بالمنطقة ومحاولة قلب النظام في طهران، لو كان هذا ممكنا.
وبعبارة أخرى قد تصبح غزة، بالنسبة لإسرائيل، حربا مفتوحة لا نهاية لها وبدون أي حل في الأفق.
فعمليات إسرائيل السابقة على غزة، في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014 و2021، انتهت جميعها دون حسم، ويبدو أن هذه العملية ستصبح نسخة أكبر منها. لكن هذه لم تعد النقطة الرئيسية، فبينما أرادت إسرائيل تجنب خوض حرب متعددة الجبهات عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد وصلت الآن إلى موقف ترى فيه حملة عسكرية متعددة الجبهات، وسيلة لإعادة تشكيل جوارها في جميع أنحاء بلاد الشام، وتعزيز أمنها ونفوذها الإقليمي على المدى الطويل.
والأهم من هذا، فبوجود دونالد ترامب في البيت الأبيض كشريك مهم لنتنياهو، الذي طالب مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس بأن تنسى المرحلة الثانية من الاتفاق وعليها الإفراج عما تبقى لديها من الأسرى فورا، وهددها بفتح أبواب جهنم إن لم تفعل. وأمر بحملة جوية ضد الحوثيين في اليمن، ليس بسبب ما فعلوا ولكنه لإعلانهم عما سيفعلونه. ولأن خطته للسلام في أوكرانيا ستصبح على ما يبدو طويلة الأمد، فمن المرجح أن يحول الرئيس اهتمامه إلى التعامل مع إيران التي ضعفت بشدة.
ويقول كلارك إن الإعلان عن التغيير الجذري هو أسلوب ترامب أكثر منه أسلوب تحقيق الهدف. وفي ظل هذه الظروف، فمن الواضح أن حكومة نتنياهو تتطلع إلى شراكة طبيعية مع إدارة ترامب. فهما معا يلعبان على رهانات جيوسياسية أكبر من تلك الموجودة في أنقاض غزة، أو بين الناس الذين يتعثرون في طريقهم للمشي فيها.
وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية في 1 آذار/ مارس والتي كانت تقتضي تضحية وثقة لم يكن أي من الطرفين مستعدا لكل يقدمها، حسب قول كلارك.
وكانت المرحلة الأولى، ستنجزعلى أي حال، وعندما انتهت كانت العملية السلمية تمضي من أزمة إلى أزمة.
وبدأت إسرائيل بتقييد المساعدات الإنسانية إلى غزة، في وقت عادت فيه حماس إلى إعادة بناء قوتها في القطاع. ومع ذلك، فمدى عودة إسرائيل للهجمات الجوية وإصدار أوامر الإخلاء مباشرة يعني أن الجيش الإسرائيلي عاد إلى الحرب وبانتقام.
ففي يوم الأربعاء، عادت القوات الإسرائيلية إلى ممر نتساريم الذي يفصل القطاع إلى نصفين، ودخلت القوات الإسرائيلية منطقة الشابورة في رفح على طول معبر فيلادلفيا الذي يعلم الحدود بين غزة ومصر. وفي ذلك اليوم، أطلقت حماس صواريخ ضد إسرائيل واستأنف الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وهدد الجيش الإسرائيلي باحتلال أجزاء من غزة ولفترة طويلة. وأعلن نتنياهو مرة أخرى أن الحرب ستتواصل حتى يتم تدمير حماس، لكن الأخيرة أثبتت أنها لم تدمر. وقد يطلب من أعداد كبيرة في غزة لإخلاء مناطق لفسح المجال للعبة القط والفأر بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس التي أعادت تنظيم نفسها.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يقوم باستهداف مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة، مع أنه في الحقيقة يقصف الأنقاض في ملاحقته للأفراد. وجاءت الحملة الأخيرة على حساب 600 مدني قتلوا في الأيام الأولى من العملية، حسب وزارة الصحة في غزة.
ويقول كلارك إن الهدف بـ”سحق” حماس لم يتحقق بعد 15 شهرا من القتال والذي تمتعت به القوات الإسرائيلية بالتفوق برا وبحرا وجوا. ومع ذلك لم تظهر القوات الإسرائيلية أي تحول إبداعي في عملياتها ولم تقدم جديدا على ما فعلت عندما بدأت الحرب.
وتساءل الكاتب عما يريد نتنياهو تحقيقه من العودة إلى الحرب أكثر من قصف الأنقاض جوا ثم الاحتلال برا. الجواب الواضح، هو أن نتنياهو سيحافظ على بقائه السياسي، فقد هدد حلفاؤه السياسيون بإسقاط الحكومة لو لم يعد إلى الحرب عند إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى أو جثثهم. فحكومة نتنياهو، بأغلبيتها الضئيلة التي تعتمد على دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة الصغيرة، ما كانت لتصمد لو شرعت في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. فقد كان ذلك سيتطلب انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإجراء مفاوضات جادة مع حماس للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد. وكان هذا الشرط، في حد ذاته، بمثابة انتصار لحماس، وهو يتناقض تماما مع هدف نتنياهو المعلن عنه مرارا وتكرارا من الحرب.
وتجادل الحكومة أن استعادة ما تبقى من أسرى لن يتم بدون عملية عسكرية، مع أن الأدلة تظهر العكس، فقد تم الإفراج عن 105 أسيرا في هدنة تشرين الثاني/ نوفمبر، و33 أسيرا في أثناء وقف إطلاق النار الأخير. ولم يستعد الجيش الإسرائيلي سوى ثمانية أسرى وقتل ثلاثة آخرين، كما استعاد 37 جثة أسير في عملياته العسكرية بغزة.
وبعيدا عن النجاة من خلال استئناف الحرب ومواجهة احتجاجات عائلات الأسرى ومن داخل الائتلاف التي تظهر تصرفاتهم حتى في وقت الحرب إلى استقطاب كبير داخل المجتمع الإسرائيلي، فهناك هدف أكبر من العودة إلى غزة. وبناء على تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا الشهر، أقام المستوطنون الإسرائيليون في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وتشرين الأول/ أكتوبر 2024 ما يقرب من 50 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير أكثر من 4,500 فلسطيني، وبنوا حوالي 2,000 مبنى جديد في أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية.
وتقول الأمم المتحدة إن هذا تم بتواطؤ نشط من الجيش الإسرائيلي. وفي 21 كانون الثاني/ يناير، أطلق الجيش الإسرائيلي حملة “الجدار الحديدي” التي قال إنها من أجل مكافحة الإرهاب، بداية في جنين، ثم في طولكرم، وفي مدن أخرى بالضفة الغربية، بهدف البقاء لفترة من الوقت على ما يبدو. وإذا أدى هذا إلى اندلاع “انتفاضة ثالثة” في الضفة الغربية، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد لذلك.
وعلى الجبهة الشمالية، فقد ضعف حزب الله كقوة قتالية بسبب حربه مع إسرائيل وحادثة تفجير أجهزة البيجر. وربما لن يستمر وقف إطلاق النار الحالي، ففي يوم السبت أطلقت ثلاث صواريخ من جنوب لبنان، ورد الطيران الإسرائيلي بغارات على الجنوب، ولو انهارت الهدنة فالجيش مستعد لها.
وفي سوريا تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية بدون توقف، وهناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من مرحلة ما بعد الأسد. ورغم أن الحوثيين في اليمن لا يمثلون أهمية استراتيجية لإسرائيل، إلا أن هجماتهم الصاروخية المتقطعة وتعطيلهم حركة الملاحة في البحر الأحمر، يشير إلى الهدف الأكبر الأكبر لحرب نتنياهو: قطع روابط إيران مع كل الجماعات الوكيلة لها بالمنطقة ومحاولة قلب النظام في طهران، لو كان هذا ممكنا.
وبعبارة أخرى قد تصبح غزة، بالنسبة لإسرائيل، حربا مفتوحة لا نهاية لها وبدون أي حل في الأفق.
فعمليات إسرائيل السابقة على غزة، في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014 و2021، انتهت جميعها دون حسم، ويبدو أن هذه العملية ستصبح نسخة أكبر منها. لكن هذه لم تعد النقطة الرئيسية، فبينما أرادت إسرائيل تجنب خوض حرب متعددة الجبهات عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد وصلت الآن إلى موقف ترى فيه حملة عسكرية متعددة الجبهات، وسيلة لإعادة تشكيل جوارها في جميع أنحاء بلاد الشام، وتعزيز أمنها ونفوذها الإقليمي على المدى الطويل.
والأهم من هذا، فبوجود دونالد ترامب في البيت الأبيض كشريك مهم لنتنياهو، الذي طالب مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس بأن تنسى المرحلة الثانية من الاتفاق وعليها الإفراج عما تبقى لديها من الأسرى فورا، وهددها بفتح أبواب جهنم إن لم تفعل. وأمر بحملة جوية ضد الحوثيين في اليمن، ليس بسبب ما فعلوا ولكنه لإعلانهم عما سيفعلونه. ولأن خطته للسلام في أوكرانيا ستصبح على ما يبدو طويلة الأمد، فمن المرجح أن يحول الرئيس اهتمامه إلى التعامل مع إيران التي ضعفت بشدة.
ويقول كلارك إن الإعلان عن التغيير الجذري هو أسلوب ترامب أكثر منه أسلوب تحقيق الهدف. وفي ظل هذه الظروف، فمن الواضح أن حكومة نتنياهو تتطلع إلى شراكة طبيعية مع إدارة ترامب. فهما معا يلعبان على رهانات جيوسياسية أكبر من تلك الموجودة في أنقاض غزة، أو بين الناس الذين يتعثرون في طريقهم للمشي فيها.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات