صلة خفية بين التنفس وحركة العين
عمان جو- اكتشاف حديث يوسع فهمنا للتفاعل المعقد بين وظائف الجسم الأساسية، كشفت دراسة علمية أن حركة حدقة العين، التي لطالما ارتبطت بالضوء والتركيز والانفعالات، تعكس أيضًا إيقاع تنفسنا الداخلي. فقد أظهرت الأبحاث أن حجم الحدقة يتغير بشكل تلقائي ومنتظم بالتزامن مع دورة الشهيق والزفير، حيث تميل الحدقة إلى التوسع تدريجيًا خلال مرحلة إخراج الهواء من الرئتين (الزفير)، بينما تنكمش لتصل إلى أصغر حجم لها في بداية استقبال الهواء المحمل بالأكسجين (الشهيق). وقد تم إثبات هذا الارتباط المدهش من خلال سلسلة من التجارب الدقيقة التي شملت مئات المشاركين، حيث لوحظ هذا النمط الثابت لتغير حجم الحدقة بغض النظر عن الطريقة التي يتنفس بها الشخص أو سرعة تنفسه. يشير هذا الاكتشاف إلى وجود اتصال عصبي وفيزيولوجي أعمق بين الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي، وتحديدًا الجزء المسؤول عن التحكم في حركة حدقة العين، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تأثير عمليات الجسم الحيوية على وظائف أخرى مثل الإدراك البصري. فالتغير المستمر في حجم الحدقة المصاحب للتنفس قد يلعب دورًا دقيقًا في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات المرئية في مراحل مختلفة من دورة التنفس، وهو مجال لا يزال قيد الاستكشاف. علاوة على ذلك، قد يحمل هذا الاكتشاف تطبيقات مستقبلية واعدة في المجال الطبي وعلم النفس، حيث يمكن أن يصبح تتبع هذه الاستجابة الحدقية المرتبطة بالتنفس أداة جديدة لتقييم وظائف الدماغ والجهاز العصبي، وربما فهم بعض الاضطرابات الصحية أو النفسية بشكل أفضل.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات