الاثنين, 21 أبريل, 2025 إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أين اختفت دواوير عمّان؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - قبل أيام، احتفلت أمانة عمّان بإزالة دوّار الصناعة في منطقة البيادر، وتحويله إلى إشارة ضوئية. وبعد الدوّار الثامن، يكون قد احتكم طوق الإشارات الضوئية على دواوير عمّان.

والإشارات الضوئية عادت لتكتسح عمّان. ومن أعوام، تمّت إزالة عدة دواوير رئيسية ومشهورة، وحلّ مكانها إشارات ضوئية.

ويبقى السؤال عالقًا: ما بين الدوّار والإشارة الضوئية، وهل أن أزمة المرور الخانقة في العاصمة الحبيبة شهدت انفراجًا وحلًّا بعدما تمّت إزالة الدواوير؟ علميًّا، لم تصدر أي دراسة توضّح واقع الحركة المرورية وتفكيك عقد الأزمات المرورية في عهد تركيب الإشارات وإزالة الدواوير.

وعندما شرعت أمانة عمّان بإزالة الدواوير، كنت من المعارضين للقرار. وموقفي كان قائمًا على مبدأين: أوّلهما، أنّ الدواوير معالم عمّانية، وجزء من الهوية البصرية والعمرانية للمدينة، والدواوير اقترن تطوّر عمّان العمراني في مسار صعودها من الدوّار الأول إلى الثامن.

وللأردنيين ذكريات مع الدواوير، وبعض الدواوير حمل رمزية سياسية، ودواوير حملت أسماء معالم سيادية أردنية. ومن حيثيّات الجغرافيا العمّانية، فإنّ الدوّار معلم يُستدلّ به ولا يُستدلّ عليه.

والمبدأ الثاني: هل أن إزالة الدواوير ستحلّ أزمة السير الخانقة في عمّان؟ وهل أن شوارع عمّان ستشهد انفراجة في حركة المرور بعدما تمّت إزالة الدواوير؟ وللتذكير، هي أسئلة طرحتها في بداية إعلان أمانة عمّان لمشروع إزالة الدواوير وتحويلها إلى إشارات ضوئية. ووجّهتها وقتها لأمين عمّان الراحل عقل بلتاجي.

وبلتاجي، لروحه الرحمة، من أمناء عمّان العاقلين والحكماء والديمقراطيين. وأذكر أنّه اتصل بي، ودار حديث لحوالي عشر دقائق حول الموضوع.

وحاول إقناعي بجدوى إزالة الدواوير، والحلّ الأمثل بإقامة إشارات ضوئية. تبادلنا وجهات النظر والآراء الهندسية والمرورية والاجتماعية والنفسية حول قرار الدوّار والإشارة الضوئية.

وفي نهاية الاتصال قال لي بلتاجي: «أي قرار قابل للدراسة والمراجعة إن ثبت أنّه غير مفيد ولا يتلاءم مع الحاجة والتطوّر، ولا يحلّ أزمة المرور».

وقد مرّ على تركيب الإشارات الضوئية أكثر من 8 أعوام، فهل ساهمت في التخفيف من أزمة السير الخانقة؟ ولا أظنّ أننا بحاجة إلى دراسة مرورية أو غيرها، ونحن كمواطنين نعاني يوميًّا من أزمة مرور خانقة وقاسية وقاتلة للوقت.

ويكفي أن تجري جولة صباحية أو بعد الظهر أو ليلية في شوارع عمّان، لتكتشف منسوب ومعدّل الاختناق والعُسر المروري.

فاجأني قرار إزالة دوّار الصناعة، وكنت أتوقّع أن أمانة عمّان وكبار المدراء والمهندسين مشغولون في تقييم تجربة الإشارات الضوئية.

وأجد أكثر من سبب ومعطى موضوعي مروري اليوم في عمّان، ويجبر أمانة عمّان على التراجع عن إقامة الإشارات الضوئية، والعودة إلى الدواوير أو خلق تجربة مرورية مزيج من الإشارة والدوّار.

لا ضير من الاعتراف بالخطأ وليس عيبًا، ولكن، الخطيئة الكبرى أن تستمر على ممارسة الخطأ دون تراجع واعتراف.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :