«العالم بين إمبراطوريات» .. آثار أردنية في متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك
عمان جو-
«العالم بين امبراطوريات» عنوان المعرض المقام حاليا في متحف المتروبوليتان في نيويورك، والذي أفتتح مؤخرا وسط اهتمام اعلامي أميركي وعالمي كبير وغياب اعلامي عربي مؤسف، حيث يطرح مسألة «الفن والهوية في الشرق الأوسط القديم» الذي شهد ولادة أهم الامبراطوريات التاريخية، ويطرح تحفا وقطعا فنية نادرة من حضارات الرافدين وسوريا الكبرى، كما ويضم جناحاً خاصا بآثار مملكة الأنباط وعاصمتها بترا.
وبحسب إدارة «المتروبوليتان» تسلّط هذه التظاهرة الضوء على الفنون التي نمت في مدن نشأت في المناطق الحدودية التي تفصل بين الامبراطوريات العظمى، وتميّزت بطابع تعدّدي يعكس موقعها الجغرافي الأصلي، وهي العراق وبلاد الشام ( الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين) حاليا، وقد شهدت بعض مدن تلك البقعة الجغرافية الغنية بتاريخها تدميرا ممنهجاً لآثارها وشواهدها التاريخية.
أيقونات تاريخية أردنية
يضم المعرض مجموعة من كنوز مدينة البترا التي توثق للفترة النبطية وطبيعة الحياة ضمن حدود الامبراطورية النبطية التي امتدت من العقبة حتى دمشق قبل ألفي عام تقريبا واتخذت من وادي موسى جنوب الأردن نقطة ارتكاز لها حيث أنشأت عاصمتها الخالدة والتي باتت بعد ألفي عام إحدى عجائب الدنيا السبع ومقصد الملايين من السواح سنويا.
من أهم المعروضات نماذج من الآلهه النبطية وتماثيل لملوك الأنباط وأرضيات مزخرفة وجداريات محفورة ببراعة، وجميع تلك القطع تعكس ما وصل اليه الأنباط من مستوى ابداعي فريد وتأثرهم بباقي فنون الحضارات الأخرى التي تلاقحوا معها وأبرزها اليونانية، وقد عرض الكثير من تلك الآثار في معرض خاص جال العالم تحت عنوان «بترا..معجزة الصحراء».
بترا..صخرة الأنباط
يأتي في تصريح للمتحف «يضمّ هذا المعرض قرابة 190 قطعة، تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثالث بعد الميلاد، اختيرت من عشرين متحفاً في العالم. مصدر هذه القطع، مواقع أثرية تقع في زمننا في سوريا والعراق واليمن، وهي في الأصل مدن صحراوية ازدهرت، ثم اندثرت، وتحولت مع الزمن إلى أطلال إلى أن أعاد أحياءها علماء الآثار. أهم هذه المدن «بالميرا»، وهي تدمر، واحة بادية الشام في شرق حمص؛ «دورا أوروبوس» التي تُعرَف اليوم بصالحية الفرات، وتقع على الضفة اليمنى لهذا النهر على مسافة تسعين كيلومتراً من مدينة دير الزور؛ «هيثرا الفرثية»، وهي إمارة الحضر في الصحراء العراقية جنوبي الموصل؛ و»بترا»، أو البتراء، صخرة الأنباط المرتفعة في جنوب الأردن، وسط الرمال الممتدة بين البحر الميت وخليج العقبة.» في رسالة تربط الماضي الذهبي، بالحاضر البائس، يستعيد هذا المعرض تاريخ مدن الشرق الأوسط القديم التي نشأت في زمن القوى العظمى، في فيلم قصير يستعرض من خلاله ثلاثة خبراء، حجم الدمار الذي شهدته هذه المدن خلال السنوات الأخيرة. ويرى أحد القيّمين أن محو هذا التاريخ يعدّ تهجّماً على الذاكرة والهوية، بل إنه في الواقع «شكل من أشكال الإبادة الجماعية».
«متروبوليتان»...تاريخ الفن الانساني
ويعتبر متحف المتروبوليتان للفن الذي تأسس عام 1866أكبر متاحف الولايات المتحدة وهو الأكبر في مدينة نيويورك وهو من المتاحف الكبيرة في العالم.
تبلغ مساحة المتحف أكثر من مليوني قدم مربعة ويضم أكثر من 3 ملايين قطعة: من الفن الحديث والقديم من مختلف دول العالم ويضاف إلى ذلك أن هذا الصرح يضم أيضا قطعا من الآلات الموسيقية والعسكرية المتنوعة تعود إلى فترات زمنية من تاريخ البشرية متنوعة. وفي البداية اقتصر المتحف على الفن الأوروبي وقليل من الفن الأمريكي ولكن مع مرور الزمن اتسع المتحف ليضم مجموعات كبيرة من القطع الفنية والتحف إضافة إلى جناح خاص بفن التزيين والتصميم الأميركي ويحتوي هذا الجناح على 12 آلف قطعة من نماذج الأثاث والتصاميم الأميركية. وقد انتهى المعماري ريتشارد موريس هونت خريج مدرسة الفنون الجميلة في باريس من تصميم وإنجاز المتحف بطرازه القوطي عام 1926 ومع ذلك بقيت الإضافات مستمرة حتى أخذ شكله النهائي في العام الماضي.
ولا يمكن للزائر لنيويورك تجاهل متحف المتروبوليتان نظرا لموقعه وطرازه المعماري الذي يختلف كليا عن المعمار الحديث الذي ميز مدينة نيويورك حيث البنايات العالية ذات الواجهات الزجاجية. فالمتحف لا يغري عشاق الفن فحسب وإنما يغري محبي التصاميم وديكورات القصور الكبيرة وتصاميم الأزياء. والمتحف في نظامه وطريقة عرضه للأعمال الفنية يتجاوز الشكل التقليدي أو الكلاسيكي الذي ميز متاحف أوروبا خصوصا متحف اللوفر بباريس أو البرادو في مدريد.
فهو لم يقتصر على الأعمال الفنية وإنما تجاوز ذلك ليشمل عرض آلات موسيقية وعسكرية وأثاث قديم إضافة إلى جناح خاص بتطور الأزياء حتى العصر الحديث. وما يلفت للنظر ضمه مجموعة من أزياء مغني ومغنيات الأوبرا والبعض منها لمصممي أزياء معروفين على رأسهم الإيطالي الراحل فرساشي. رغم تميز متحف المتروبوليتان بحيازته على مجموعة كبيرة من الفن المصري والآشوري القديم إلّا أنه يتفاخر بأكبر مجموعة لديه من الفن الإسلامي.
إقرا أيضا:
عمان جو-
«العالم بين امبراطوريات» عنوان المعرض المقام حاليا في متحف المتروبوليتان في نيويورك، والذي أفتتح مؤخرا وسط اهتمام اعلامي أميركي وعالمي كبير وغياب اعلامي عربي مؤسف، حيث يطرح مسألة «الفن والهوية في الشرق الأوسط القديم» الذي شهد ولادة أهم الامبراطوريات التاريخية، ويطرح تحفا وقطعا فنية نادرة من حضارات الرافدين وسوريا الكبرى، كما ويضم جناحاً خاصا بآثار مملكة الأنباط وعاصمتها بترا.
وبحسب إدارة «المتروبوليتان» تسلّط هذه التظاهرة الضوء على الفنون التي نمت في مدن نشأت في المناطق الحدودية التي تفصل بين الامبراطوريات العظمى، وتميّزت بطابع تعدّدي يعكس موقعها الجغرافي الأصلي، وهي العراق وبلاد الشام ( الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين) حاليا، وقد شهدت بعض مدن تلك البقعة الجغرافية الغنية بتاريخها تدميرا ممنهجاً لآثارها وشواهدها التاريخية.
أيقونات تاريخية أردنية
يضم المعرض مجموعة من كنوز مدينة البترا التي توثق للفترة النبطية وطبيعة الحياة ضمن حدود الامبراطورية النبطية التي امتدت من العقبة حتى دمشق قبل ألفي عام تقريبا واتخذت من وادي موسى جنوب الأردن نقطة ارتكاز لها حيث أنشأت عاصمتها الخالدة والتي باتت بعد ألفي عام إحدى عجائب الدنيا السبع ومقصد الملايين من السواح سنويا.
من أهم المعروضات نماذج من الآلهه النبطية وتماثيل لملوك الأنباط وأرضيات مزخرفة وجداريات محفورة ببراعة، وجميع تلك القطع تعكس ما وصل اليه الأنباط من مستوى ابداعي فريد وتأثرهم بباقي فنون الحضارات الأخرى التي تلاقحوا معها وأبرزها اليونانية، وقد عرض الكثير من تلك الآثار في معرض خاص جال العالم تحت عنوان «بترا..معجزة الصحراء».
بترا..صخرة الأنباط
يأتي في تصريح للمتحف «يضمّ هذا المعرض قرابة 190 قطعة، تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثالث بعد الميلاد، اختيرت من عشرين متحفاً في العالم. مصدر هذه القطع، مواقع أثرية تقع في زمننا في سوريا والعراق واليمن، وهي في الأصل مدن صحراوية ازدهرت، ثم اندثرت، وتحولت مع الزمن إلى أطلال إلى أن أعاد أحياءها علماء الآثار. أهم هذه المدن «بالميرا»، وهي تدمر، واحة بادية الشام في شرق حمص؛ «دورا أوروبوس» التي تُعرَف اليوم بصالحية الفرات، وتقع على الضفة اليمنى لهذا النهر على مسافة تسعين كيلومتراً من مدينة دير الزور؛ «هيثرا الفرثية»، وهي إمارة الحضر في الصحراء العراقية جنوبي الموصل؛ و»بترا»، أو البتراء، صخرة الأنباط المرتفعة في جنوب الأردن، وسط الرمال الممتدة بين البحر الميت وخليج العقبة.» في رسالة تربط الماضي الذهبي، بالحاضر البائس، يستعيد هذا المعرض تاريخ مدن الشرق الأوسط القديم التي نشأت في زمن القوى العظمى، في فيلم قصير يستعرض من خلاله ثلاثة خبراء، حجم الدمار الذي شهدته هذه المدن خلال السنوات الأخيرة. ويرى أحد القيّمين أن محو هذا التاريخ يعدّ تهجّماً على الذاكرة والهوية، بل إنه في الواقع «شكل من أشكال الإبادة الجماعية».
«متروبوليتان»...تاريخ الفن الانساني
ويعتبر متحف المتروبوليتان للفن الذي تأسس عام 1866أكبر متاحف الولايات المتحدة وهو الأكبر في مدينة نيويورك وهو من المتاحف الكبيرة في العالم.
تبلغ مساحة المتحف أكثر من مليوني قدم مربعة ويضم أكثر من 3 ملايين قطعة: من الفن الحديث والقديم من مختلف دول العالم ويضاف إلى ذلك أن هذا الصرح يضم أيضا قطعا من الآلات الموسيقية والعسكرية المتنوعة تعود إلى فترات زمنية من تاريخ البشرية متنوعة. وفي البداية اقتصر المتحف على الفن الأوروبي وقليل من الفن الأمريكي ولكن مع مرور الزمن اتسع المتحف ليضم مجموعات كبيرة من القطع الفنية والتحف إضافة إلى جناح خاص بفن التزيين والتصميم الأميركي ويحتوي هذا الجناح على 12 آلف قطعة من نماذج الأثاث والتصاميم الأميركية. وقد انتهى المعماري ريتشارد موريس هونت خريج مدرسة الفنون الجميلة في باريس من تصميم وإنجاز المتحف بطرازه القوطي عام 1926 ومع ذلك بقيت الإضافات مستمرة حتى أخذ شكله النهائي في العام الماضي.
ولا يمكن للزائر لنيويورك تجاهل متحف المتروبوليتان نظرا لموقعه وطرازه المعماري الذي يختلف كليا عن المعمار الحديث الذي ميز مدينة نيويورك حيث البنايات العالية ذات الواجهات الزجاجية. فالمتحف لا يغري عشاق الفن فحسب وإنما يغري محبي التصاميم وديكورات القصور الكبيرة وتصاميم الأزياء. والمتحف في نظامه وطريقة عرضه للأعمال الفنية يتجاوز الشكل التقليدي أو الكلاسيكي الذي ميز متاحف أوروبا خصوصا متحف اللوفر بباريس أو البرادو في مدريد.
فهو لم يقتصر على الأعمال الفنية وإنما تجاوز ذلك ليشمل عرض آلات موسيقية وعسكرية وأثاث قديم إضافة إلى جناح خاص بتطور الأزياء حتى العصر الحديث. وما يلفت للنظر ضمه مجموعة من أزياء مغني ومغنيات الأوبرا والبعض منها لمصممي أزياء معروفين على رأسهم الإيطالي الراحل فرساشي. رغم تميز متحف المتروبوليتان بحيازته على مجموعة كبيرة من الفن المصري والآشوري القديم إلّا أنه يتفاخر بأكبر مجموعة لديه من الفن الإسلامي.
إقرا أيضا: