ما الذي يمكن أن تتعلمه سامسونغ من آبل؟
عمان جو-
بالنسبة للمستهلك، يكتسي التنفيذ المحكم للأفكار أحيانا أهمّية أكبر من مجرّد محاولة التوصّل إلى ابتكارات تكنولوجية.
وقال الكاتب تيم كولبان -في مقاله الذي نشره موقع “بلومبرغ” الأميركي- إن قرار الشركة تأجيل إطلاق أول هاتف ذكي قابل للطي يشير إلى احتمال أن يكون هذا الابتكار مزعجا ومثيرا للمتاعب.
وفي الحقيقة، لم يكن من المنتظر أن يصبح هاتف سامسونغ القابل للطي مصدرا للإيرادات أو قوّة محرّكة للأرباح. في المقابل، مثّل هذا الابتكار ببساطة مجرد فرصة للشركة الكورية الجنوبية للتباهي بقدراتها، رغم أن النتيجة لم تأت كما تشتهي.
يأتي هذا التنفيذ الضعيف للمنتج بعد مرور أكثر من عامين على إطلاق سامسونغ غلاكسي نوت 7 الذي تسبّب انفجار بطاريته في حظره من قبل جميع شركات الطيران حول العالم. وكما هو متوقّع، تغاضى المستهلكون عن هذه الزلّة وبدوا أكثر استعدادا لإعادة النظر في استخدام المنتجات التابعة لهذه العلامة التجارية بعد أن استقرّت الأوضاع.
ونوّه الكاتب بأنه كان من الأجدر بسامسونغ تفادي هذا النوع من الصدمات، خاصة أن أوضاعها المالية في غنى عن مثل هذه المخاطرة، حيث من المحتمل أن يتسبّب عطل آخر في أحد الهواتف الذكية التي تصنعها في تكبدها خسائر مادية فادحة.
ويمكن لهذه الأخطاء أن تخمد حماس المستهلك ورغبته في اقتناء هواتف قابلة للطي بصفة عامة.
تجربة آبل
ومن شأن التركيز على التنفيذ المحكم -وعلى صنع منتجات جديرة بالثقة بدلا من محاولة أن تكون مبتكرة باستخدام تقنية غير مُختبرة- أن يخدم مصالح سامسونغ بشكل أفضل. وتمثّل آبل باعتبارها الشركة المنافسة منذ فترة طويلة أفضل مثال على نجاح هذه الإستراتيجية.
في البداية، كانت آبل ممتنة من مجرّد مشاهدة الآخرين يستخدمون شاشات الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء أو ما يعرف بشاشة “أو أل إي دي” والجيل الرابع للشبكات الخلوية وغيرها. وعندما التحقت أجهزة آيفون أخيرا بالركب، واصلت التقدّم دون مواجهة أي عقبات.
وبينما يعتبر نظام “الحديقة المسوّرة” الذي يقوم عليه نظام آي أو أس مملا، فإنه فعّال ويتيح للمستهلكين الشعور بالارتياح لحظة إدراكهم أن جودة أحدث نسخة من هاتف آيفون مضمونة ولا تعتمد على الحظ.
ورغم أن مجال الهواتف الذكية أضحى مألوفا جدا، فإنه يظلّ من المغري محاولة الابتكار والتفوّق لمجرد إضفاء شيء من الحماس والتشويق لدى مستخدمي الأجهزة. في المقابل، يرغب معظم المستخدمين في منتج فعّال بدلا من منتج مثير للحماس.
وتعتبر الهواتف المحمولة القابلة للطي -التابعة لكل من سامسونغ وهواوي، وتباع بأسعار تتراوح بين 2000 و2600 دولار للجهاز الواحد- أشبه بالمنتجات التجريبية مقارنة بالأجهزة الجاهزة للاستعمال. وكانت هذه الملاحظة قبل أن ندرك حقا أن هاتف سامسونغ القابل للطي سيواجه العديد من المشاكل.
وبعد أن تجاوزت أزمة تعرّض أحد منتجاتها للانفجار، ينبغي على سامسونغ أن تحافظ على ثقة مستخدميها الذين من المرجّح أنهم سيردّدون العبارة التالية في حال تعرّضوا إلى خيبة أمل ثانية “أن تخدعني مرة فهذا عار عليك، أما أن تخدعني ثانية فهذا عار علي”.
المصدر : بلومبيرغ
إقرا أيضا:
عمان جو-
بالنسبة للمستهلك، يكتسي التنفيذ المحكم للأفكار أحيانا أهمّية أكبر من مجرّد محاولة التوصّل إلى ابتكارات تكنولوجية.
وقال الكاتب تيم كولبان -في مقاله الذي نشره موقع “بلومبرغ” الأميركي- إن قرار الشركة تأجيل إطلاق أول هاتف ذكي قابل للطي يشير إلى احتمال أن يكون هذا الابتكار مزعجا ومثيرا للمتاعب.
وفي الحقيقة، لم يكن من المنتظر أن يصبح هاتف سامسونغ القابل للطي مصدرا للإيرادات أو قوّة محرّكة للأرباح. في المقابل، مثّل هذا الابتكار ببساطة مجرد فرصة للشركة الكورية الجنوبية للتباهي بقدراتها، رغم أن النتيجة لم تأت كما تشتهي.
يأتي هذا التنفيذ الضعيف للمنتج بعد مرور أكثر من عامين على إطلاق سامسونغ غلاكسي نوت 7 الذي تسبّب انفجار بطاريته في حظره من قبل جميع شركات الطيران حول العالم. وكما هو متوقّع، تغاضى المستهلكون عن هذه الزلّة وبدوا أكثر استعدادا لإعادة النظر في استخدام المنتجات التابعة لهذه العلامة التجارية بعد أن استقرّت الأوضاع.
ونوّه الكاتب بأنه كان من الأجدر بسامسونغ تفادي هذا النوع من الصدمات، خاصة أن أوضاعها المالية في غنى عن مثل هذه المخاطرة، حيث من المحتمل أن يتسبّب عطل آخر في أحد الهواتف الذكية التي تصنعها في تكبدها خسائر مادية فادحة.
ويمكن لهذه الأخطاء أن تخمد حماس المستهلك ورغبته في اقتناء هواتف قابلة للطي بصفة عامة.
تجربة آبل
ومن شأن التركيز على التنفيذ المحكم -وعلى صنع منتجات جديرة بالثقة بدلا من محاولة أن تكون مبتكرة باستخدام تقنية غير مُختبرة- أن يخدم مصالح سامسونغ بشكل أفضل. وتمثّل آبل باعتبارها الشركة المنافسة منذ فترة طويلة أفضل مثال على نجاح هذه الإستراتيجية.
في البداية، كانت آبل ممتنة من مجرّد مشاهدة الآخرين يستخدمون شاشات الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء أو ما يعرف بشاشة “أو أل إي دي” والجيل الرابع للشبكات الخلوية وغيرها. وعندما التحقت أجهزة آيفون أخيرا بالركب، واصلت التقدّم دون مواجهة أي عقبات.
وبينما يعتبر نظام “الحديقة المسوّرة” الذي يقوم عليه نظام آي أو أس مملا، فإنه فعّال ويتيح للمستهلكين الشعور بالارتياح لحظة إدراكهم أن جودة أحدث نسخة من هاتف آيفون مضمونة ولا تعتمد على الحظ.
ورغم أن مجال الهواتف الذكية أضحى مألوفا جدا، فإنه يظلّ من المغري محاولة الابتكار والتفوّق لمجرد إضفاء شيء من الحماس والتشويق لدى مستخدمي الأجهزة. في المقابل، يرغب معظم المستخدمين في منتج فعّال بدلا من منتج مثير للحماس.
وتعتبر الهواتف المحمولة القابلة للطي -التابعة لكل من سامسونغ وهواوي، وتباع بأسعار تتراوح بين 2000 و2600 دولار للجهاز الواحد- أشبه بالمنتجات التجريبية مقارنة بالأجهزة الجاهزة للاستعمال. وكانت هذه الملاحظة قبل أن ندرك حقا أن هاتف سامسونغ القابل للطي سيواجه العديد من المشاكل.
وبعد أن تجاوزت أزمة تعرّض أحد منتجاتها للانفجار، ينبغي على سامسونغ أن تحافظ على ثقة مستخدميها الذين من المرجّح أنهم سيردّدون العبارة التالية في حال تعرّضوا إلى خيبة أمل ثانية “أن تخدعني مرة فهذا عار عليك، أما أن تخدعني ثانية فهذا عار علي”.
المصدر : بلومبيرغ
إقرا أيضا: