"الممرات الآمنة" تهدد بإنهاء التعاون الأميركي الروسي
يمضي الجيش السوري بمساعدة روسية، في خطته لاستعادة جميع أحياء مدينة حلب، بينما تعبر الولايات المتحدة عن ضيقها حيال الانهيارات المتتالية للمسلحين، وهو ما ذهب اليه المسؤولون الاميركيون وفي مقدمتهم وزير الخارجية جون كيري، الذي توحي تصريحاته بالتلويح بإنهاء التعاون مع موسكو "إذا اتّضح أن العملية والممرات الإنسانية التي أطلقتها روسيا في مدينة حلب خدعة".
ولفت مراقبون إلى أن هذا القلق الاميركي، عبرت عنه كذلك سلسلة تغريدات نشرها حساب السفارة الأميركية في دمشق على "تويتر"، إذ رأت "إعلان روسيا بشأن الممرات الإنسانية أنه مطالبة باستسلام فصائل المعارضة والإجلاء القسري للمدنيين". وبلغ الموقف الاميركي وفق هذه التغريدات حد التحذير من أن "أي أعمال هجومية ستكون متعارضة مع روح قرار مجلس الأمن 2254 ونصّه، ومع تفاهماتنا مع الروس". وطالبت "روسيا والنظام بالتزام المبدأ الأساسي المتفق عليه، وهو أن الأمم المتحدة هي من تحدد المساعدة اللازمة لتخفيف المعاناة في المناطق المحاصرة"، مضيفة أن "روسيا والنظام يستغلان توفير الغذاء ومواد الإغاثة كحوافز للتخلي عن المدينة لمصلحة النظام، وهو ما يتعارض تماماً مع التزاماتهما بموجب قرار مجلس الأمن". وأشارت إلى أن على روسيا أن تظهر "التزاماً حقيقياً لمبادئ وقف الأعمال العدائية، ودون ذلك فإن مزيداً من التعاون الأميركي ـ الروسي لن يكون ممكناً".
وفي موسكو، اعلن الجيش الروسي امس السبت، فتح اربعة "ممرات انسانية" اضافية حول الاحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها "المعارضة" في مدينة حلب بشمال سورية، اضافة الى الممرات الثلاثة المفتوحة والتي اتاحت بحسبه خروج 169 مدنيا اضافة الى 69 مقاتلا سلموا انفسهم.
وقال الجنرال لفتنانت سيرغي تشفاركوف في بيان "يجري حاليا فتح اربعة ممرات انسانية اخرى اضافة الى نقاط الخروج التي تم فتحها للسكان المدنيين في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو" المعارضة.
وكان الجيش الروسي اعلن الخميس بدء "عملية انسانية واسعة النطاق" في مدينة حلب بالتنسيق مع القوات الحكومية السورية "من اجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام".
وافاد الجيش الروسي السبت عن خروج 169 مدنيا و69 مقاتلا سلموا سلاحهم عبر الممرات الثلاثة المفتوحة حاليا، مشيرا الى تقديم مساعدة طبية لـ59 شخصا.
كما افاد انه تم توزيع 14 طنا من المساعدات الانسانية من مواد غذائية وادوية ومواد اساسية في "منطقة نقاط العبور" فيما القيت 2500 رزمة من المساعدات الانسانية في الاحياء الشرقية من حلب.
وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) اوردت في وقت سابق ان "عشرات العائلات خرجت صباح اليوم عبر الممرات" مشيرا كذلك الى عبور مسلحين سلموا انفسهم، فيما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان خروج مدنيين من ممر في حي صلاح الدين.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وبعد اسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في القاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني اكبر مدن سورية.
ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف اذار/مارس بحياة اكثر من 280 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر الخميس 28 يوليو/تموز، مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فارا من وجه العدالة أو متواريا عن الأنظار، بشرط أن يسلم نفسه وسلاحه للسلطات السورية خلال 3 أشهر من تاريخ صدور المرسوم.
تفصيلا، قال وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، إن هناك معلومات حول لقاءات مستمرة بين الفصائل المسلحة بشرق حلب، وإن منها من يرغب في إلقاء السلاح، في حين يرفضه آخرون.
وأشار حيدر إلى أن الحكومة السورية تواصلت مع حالات فردية، بغض النظر عن موقف الفصائل التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص. وأكد الوزير عدم الانتقال إلى مرحلة الحوار المباشر مع المسلحين.
وحول المبادرة الإنسانية الروسية في حلب، قال حيدر إنه لا توجد لقاءات مباشرة بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة بشأن تنفيذ المبادرة، وأن الأمر لم ينتقل بعد إلى مرحلة الحوار المباشر مع المسلحين.
وذكر الوزير أن فريقا يترأسه محافظ حلب، تم تشكيله لتزويد المدنيين، وجميع الأشخاص الذين أرادوا انتهاز الفرصة المتاحة والعودة إلى حياة سلمية، بكل ما يحتاجون إليه.
أما جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فذهب الى ابعد من حلب، زاعما إنه غير متفائل بشأن مستقبل سورية.
وأوضح برينان خلال مشاركته في منتدى أسبين الأمني السنوي "لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرة أخرى".
وتعد تصريحات برينان اعترافا علنيا نادرا من قبل مسؤول أميركي كبير بأن سورية ربما لا تبقى على وضعها الحالي بعد اندلاع الأزمة هناك قبل خمس سنوات.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن واشنطن تعول على موسكو في تنفيذها كافة التزاماتها بشأن تسوية الأزمة السورية.
وقال "آمل في أن الروس لديهم نية جدية فيما يخص تنفيذ التزاماتهم بشأن وقف إطلاق النار وتخفيف العنف في سورية".
وبحسب برينان، فإن روسيا "لا تبدي اهتمامها بالأعمال التي تستجيب للمصالح السورية، وليست لمصالح موسكو الذاتية".
واتهم مدير وكالة المخابرات المركزية روسيا مجددا بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، والذي قال عنه برينان إنه لا يمكن حل الأزمة في البلاد "ما دام في السلطة".وشدد برينان على "ضرورة الانتقال السياسي" في سورية، معربا عن أمله في "تأثير موسكو" في هذا الشأن.-(وكالات)
ولفت مراقبون إلى أن هذا القلق الاميركي، عبرت عنه كذلك سلسلة تغريدات نشرها حساب السفارة الأميركية في دمشق على "تويتر"، إذ رأت "إعلان روسيا بشأن الممرات الإنسانية أنه مطالبة باستسلام فصائل المعارضة والإجلاء القسري للمدنيين". وبلغ الموقف الاميركي وفق هذه التغريدات حد التحذير من أن "أي أعمال هجومية ستكون متعارضة مع روح قرار مجلس الأمن 2254 ونصّه، ومع تفاهماتنا مع الروس". وطالبت "روسيا والنظام بالتزام المبدأ الأساسي المتفق عليه، وهو أن الأمم المتحدة هي من تحدد المساعدة اللازمة لتخفيف المعاناة في المناطق المحاصرة"، مضيفة أن "روسيا والنظام يستغلان توفير الغذاء ومواد الإغاثة كحوافز للتخلي عن المدينة لمصلحة النظام، وهو ما يتعارض تماماً مع التزاماتهما بموجب قرار مجلس الأمن". وأشارت إلى أن على روسيا أن تظهر "التزاماً حقيقياً لمبادئ وقف الأعمال العدائية، ودون ذلك فإن مزيداً من التعاون الأميركي ـ الروسي لن يكون ممكناً".
وفي موسكو، اعلن الجيش الروسي امس السبت، فتح اربعة "ممرات انسانية" اضافية حول الاحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها "المعارضة" في مدينة حلب بشمال سورية، اضافة الى الممرات الثلاثة المفتوحة والتي اتاحت بحسبه خروج 169 مدنيا اضافة الى 69 مقاتلا سلموا انفسهم.
وقال الجنرال لفتنانت سيرغي تشفاركوف في بيان "يجري حاليا فتح اربعة ممرات انسانية اخرى اضافة الى نقاط الخروج التي تم فتحها للسكان المدنيين في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو" المعارضة.
وكان الجيش الروسي اعلن الخميس بدء "عملية انسانية واسعة النطاق" في مدينة حلب بالتنسيق مع القوات الحكومية السورية "من اجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام".
وافاد الجيش الروسي السبت عن خروج 169 مدنيا و69 مقاتلا سلموا سلاحهم عبر الممرات الثلاثة المفتوحة حاليا، مشيرا الى تقديم مساعدة طبية لـ59 شخصا.
كما افاد انه تم توزيع 14 طنا من المساعدات الانسانية من مواد غذائية وادوية ومواد اساسية في "منطقة نقاط العبور" فيما القيت 2500 رزمة من المساعدات الانسانية في الاحياء الشرقية من حلب.
وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) اوردت في وقت سابق ان "عشرات العائلات خرجت صباح اليوم عبر الممرات" مشيرا كذلك الى عبور مسلحين سلموا انفسهم، فيما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان خروج مدنيين من ممر في حي صلاح الدين.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وبعد اسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في القاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني اكبر مدن سورية.
ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف اذار/مارس بحياة اكثر من 280 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر الخميس 28 يوليو/تموز، مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فارا من وجه العدالة أو متواريا عن الأنظار، بشرط أن يسلم نفسه وسلاحه للسلطات السورية خلال 3 أشهر من تاريخ صدور المرسوم.
تفصيلا، قال وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، إن هناك معلومات حول لقاءات مستمرة بين الفصائل المسلحة بشرق حلب، وإن منها من يرغب في إلقاء السلاح، في حين يرفضه آخرون.
وأشار حيدر إلى أن الحكومة السورية تواصلت مع حالات فردية، بغض النظر عن موقف الفصائل التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص. وأكد الوزير عدم الانتقال إلى مرحلة الحوار المباشر مع المسلحين.
وحول المبادرة الإنسانية الروسية في حلب، قال حيدر إنه لا توجد لقاءات مباشرة بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة بشأن تنفيذ المبادرة، وأن الأمر لم ينتقل بعد إلى مرحلة الحوار المباشر مع المسلحين.
وذكر الوزير أن فريقا يترأسه محافظ حلب، تم تشكيله لتزويد المدنيين، وجميع الأشخاص الذين أرادوا انتهاز الفرصة المتاحة والعودة إلى حياة سلمية، بكل ما يحتاجون إليه.
أما جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فذهب الى ابعد من حلب، زاعما إنه غير متفائل بشأن مستقبل سورية.
وأوضح برينان خلال مشاركته في منتدى أسبين الأمني السنوي "لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرة أخرى".
وتعد تصريحات برينان اعترافا علنيا نادرا من قبل مسؤول أميركي كبير بأن سورية ربما لا تبقى على وضعها الحالي بعد اندلاع الأزمة هناك قبل خمس سنوات.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن واشنطن تعول على موسكو في تنفيذها كافة التزاماتها بشأن تسوية الأزمة السورية.
وقال "آمل في أن الروس لديهم نية جدية فيما يخص تنفيذ التزاماتهم بشأن وقف إطلاق النار وتخفيف العنف في سورية".
وبحسب برينان، فإن روسيا "لا تبدي اهتمامها بالأعمال التي تستجيب للمصالح السورية، وليست لمصالح موسكو الذاتية".
واتهم مدير وكالة المخابرات المركزية روسيا مجددا بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، والذي قال عنه برينان إنه لا يمكن حل الأزمة في البلاد "ما دام في السلطة".وشدد برينان على "ضرورة الانتقال السياسي" في سورية، معربا عن أمله في "تأثير موسكو" في هذا الشأن.-(وكالات)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات