الطراونة: لا مساومة على القدس .. وبجبهة صامدة سنتجاوز الضغوطات
عمان جو- قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة: إن الأردن برهن عند كل منعطف أنه راسخ وقوي وصامد، لا تنال من عزيمة أبنائه طوارئ الأحداث، وسيتجاوز كافة الضغوطات، فما قدمته قيادتنا الحكيمة وجيشنا ومختلف أجهزتنا وشعبنا العظيم، من منجز متراكم على الصعد كافة، يشكل إرثاً راسخا نستند إليه كلما اعترتنا خطوب أو ألمت بنا كروب.
حديث الطراونة جاء في محاضرة له اليوم الاثنين بكلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية تحت عنوان "الأردن واقع وتطلعات" ضمن سلسلة حوارات استراتيجية، برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة وبحضور عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية والجامعة وطلبة الكلية، وأدارها الوزير الأسبق عضو الهيئة التدريسية في الكلية الدكتور أمين المشاقبة.
وأضاف الطراونة أن المملكة وفي موقف متناغم رسمياً وشعبياً كان صوتها يصدح في الإرجاء واحداً موحداً، بأن فلسطين ستبقى قضيتنا الأولى لا تنازل عنها ولا مساومة عليها، وستبقى القدس ما بقي النبض فينا تحت وصاية آل هاشم الأطهار، يحمل أمانتها جلالة الملك عبد الله الثاني ومن خلفه الأردنيون كافة".
وقال: إن المنطقة باتت مسرحاً لحروب الوكالة بين القوى الدولية، ويزيد الأمر تعقيدا انشغال الأقطار العربية في صراعات داخلية، وتبدل الأولويات لديها، حيث تتراجع فلسطين على أجندة القرار العربي، وباستثناء موقف الأردن الذي يمثله جلالة الملك عبدالله الثاني، فإننا بالكاد نجد موقفا عربيا إسلاميا يقدم الدفاع عن الحقوق الفلسطينية كأولوية أساسية، ومدخلا عمليا لصناعة الأمن والسلام في منطقتنا.
وأشار إلى أن الدول تتكلم بلغة المصالح، ومنطق القوة يفرض نفسه هيمنة وسيطرة ونفوذا وتحكما بأقاليم بعينها، يصاحب ذلك واقع لنظام دولي تضبط إيقاعه الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات طوال، لكن هذا النظام يشهد مخاضا عسيرا، تُقرأ ملامحه في تباين المواقف ومؤشراتِ الصعود لقوى أخرى، على أمل ولادة نظام متعدد الأقطاب.
واعتبر أن تحييد الولايات المتحدة الأميركية لنفسها كوسيط نزيه في أي تسوية قادمة للقضية الفلسطينية، حفز قوى دولية لملء الفراغ، وإذا كان من المبكر التنبؤ بذلك، فلا بد من مواجهة أي مخططات بحشد صفوفنا وتوحيد المواقف، وعلى جبهة فلسطين تبرز أولوية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد جبهة الأحزاب والفصائل من أجل مواجهة أي استحقاقات خطيرة مقبلة، وهنا نراهن دوما على إرادة الشعب الفلسطيني ونبضه الذي لن يتوقف عاجزاً عند أي خطة أو صفقة مزعومة.
وأكد أن أمامنا في الأردن الكثير كي نقدمه على طريق مواجهة التحديات، فمتى ما استغنينا بذاتنا عن سوانا، نكون بمأمن عن الأخطار، وننأى بأنفسنا ونسلم من أي ضغوطات، مشدداً على أن الأردن تجاوز بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية تحديات كبيرة، حيث وقفنا خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية وحافظنا على وحدتنا الوطنية، وبقي الأردن صامدا خلالها على ثوابته فاستقبل الشقيق، ونأى عن التدخل في شؤونه، ورفض إقحامه بحرب كان مرادها الإجهاز على عمق الأمة، وبقي رغم الجراحِ والخذلان، متمسكا بأولوية القضية الفلسطينية والقدس.
وأكد الطراونة في إجاباته على تساؤلات طلبة الكلية التي تمحورت حول النهوض بواقع الشباب ورؤية المجلس النيابي للحياة السياسية والحزبية في المملكة، والدبلوماسية البرلمانية والهم الوطني الاقتصادي، أنه من المهم دفع الشباب للمشاركة السياسية بتهيئة الظروف المناسبة لهم، وأهمية الخروج بقانون انتخاب عصري يلبي طموحاتهم، ما يتطلب منهم ضرورة السعي لاكتساب المعرفة والخبرة اللازمة.
وزاد، أنه من الضرورة وجود تيارات شبابية متقاربة فكريا حيال العديد من الموضوعات سيما المشاركة السياسية عبر الأحزاب السياسية ما يعود بالنفع على تلك الأحزاب وعلى المشهد السياسي برمته في المملكة، مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية أخذت بالتراجع ما يتطلب رؤية واضحة وحقيقية تجاه دعمها ورفدها بما يلزم للنهوض بواقعها.
وفيما يتعلق بدور مجلس النواب تجاه القضايا الوطنية، أكد الطراونة أن المجلس حقق العديد من الانجازات عبر مشاركته في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وعبرّ خلالها عن مواقفه العروبية والإسلامية بخاصة تجاه القضية الفلسطينية.
وقال: إن حضور البرلمان الأردني كان ملموسا خصوصا في مواقفه البرلمانية العربية وعبر عضويته كشريك في مجلس أوروبا، مشيراً إلى أن ذلك أسهم بعقد العديد من الاتفاقيات الداعمة للاقتصاد الوطني بخاصة التي تم إبرامها مع العراق خلال زيارة الوفد البرلماني إلى بغداد.
وكان الطراونة أعرب في بداية المحاضرة عن سعادته بتبادل الحديث والحوار مع طلبة الكلية، معتبراً أنها أضحت واحدة من أهم روافد المعرفة في حقول السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية عبر ما تقدمه من برامج دراسية مختصة وحديثة تراعي تطور هذا العلم، وهيئة تدريسية كفؤة تطلعهم على كيفية صناعة القرار الدولي وتأثير المتغيرات والمحددات الداخلية والخارجية في شكل وبنية العلاقات الدولية.
كما اعرب عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة عن تقديره للدور الذي يقوم به مجلس النواب تجاه العديد من القضايا الوطنية بخاصة تجاه القضية الفلسطينية وسعيه الدؤوب لإيجاد حلول للواقع الاقتصادي، مشيراً إلى أن المحاضرة جاءت ضمن سلسلة من الحوارات الاستراتيجية التي أطلقتها الكلية وصولا لرؤية واضحة تجاه أهم المستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية، وما يسهم برفد المعرفة والثقافة السياسية لدى الطلبة.
فيما رحب الدكتور أمين المشاقبة بالمزيد من الحوارات الوطنية الفاعلة التي من شأنها إيضاح الرؤية حيال واقع الأردن والتحديات الداخلية والخارجية التي تحيط به في العديد من المجالات المختلفة، مؤكداً اهمية هكذا حوارات في تنمية قدرات الطلبة.
اقرأ أيضاً..
عمان جو- قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة: إن الأردن برهن عند كل منعطف أنه راسخ وقوي وصامد، لا تنال من عزيمة أبنائه طوارئ الأحداث، وسيتجاوز كافة الضغوطات، فما قدمته قيادتنا الحكيمة وجيشنا ومختلف أجهزتنا وشعبنا العظيم، من منجز متراكم على الصعد كافة، يشكل إرثاً راسخا نستند إليه كلما اعترتنا خطوب أو ألمت بنا كروب.
حديث الطراونة جاء في محاضرة له اليوم الاثنين بكلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية تحت عنوان "الأردن واقع وتطلعات" ضمن سلسلة حوارات استراتيجية، برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة وبحضور عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية والجامعة وطلبة الكلية، وأدارها الوزير الأسبق عضو الهيئة التدريسية في الكلية الدكتور أمين المشاقبة.
وأضاف الطراونة أن المملكة وفي موقف متناغم رسمياً وشعبياً كان صوتها يصدح في الإرجاء واحداً موحداً، بأن فلسطين ستبقى قضيتنا الأولى لا تنازل عنها ولا مساومة عليها، وستبقى القدس ما بقي النبض فينا تحت وصاية آل هاشم الأطهار، يحمل أمانتها جلالة الملك عبد الله الثاني ومن خلفه الأردنيون كافة".
وقال: إن المنطقة باتت مسرحاً لحروب الوكالة بين القوى الدولية، ويزيد الأمر تعقيدا انشغال الأقطار العربية في صراعات داخلية، وتبدل الأولويات لديها، حيث تتراجع فلسطين على أجندة القرار العربي، وباستثناء موقف الأردن الذي يمثله جلالة الملك عبدالله الثاني، فإننا بالكاد نجد موقفا عربيا إسلاميا يقدم الدفاع عن الحقوق الفلسطينية كأولوية أساسية، ومدخلا عمليا لصناعة الأمن والسلام في منطقتنا.
وأشار إلى أن الدول تتكلم بلغة المصالح، ومنطق القوة يفرض نفسه هيمنة وسيطرة ونفوذا وتحكما بأقاليم بعينها، يصاحب ذلك واقع لنظام دولي تضبط إيقاعه الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات طوال، لكن هذا النظام يشهد مخاضا عسيرا، تُقرأ ملامحه في تباين المواقف ومؤشراتِ الصعود لقوى أخرى، على أمل ولادة نظام متعدد الأقطاب.
واعتبر أن تحييد الولايات المتحدة الأميركية لنفسها كوسيط نزيه في أي تسوية قادمة للقضية الفلسطينية، حفز قوى دولية لملء الفراغ، وإذا كان من المبكر التنبؤ بذلك، فلا بد من مواجهة أي مخططات بحشد صفوفنا وتوحيد المواقف، وعلى جبهة فلسطين تبرز أولوية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد جبهة الأحزاب والفصائل من أجل مواجهة أي استحقاقات خطيرة مقبلة، وهنا نراهن دوما على إرادة الشعب الفلسطيني ونبضه الذي لن يتوقف عاجزاً عند أي خطة أو صفقة مزعومة.
وأكد أن أمامنا في الأردن الكثير كي نقدمه على طريق مواجهة التحديات، فمتى ما استغنينا بذاتنا عن سوانا، نكون بمأمن عن الأخطار، وننأى بأنفسنا ونسلم من أي ضغوطات، مشدداً على أن الأردن تجاوز بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية تحديات كبيرة، حيث وقفنا خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية وحافظنا على وحدتنا الوطنية، وبقي الأردن صامدا خلالها على ثوابته فاستقبل الشقيق، ونأى عن التدخل في شؤونه، ورفض إقحامه بحرب كان مرادها الإجهاز على عمق الأمة، وبقي رغم الجراحِ والخذلان، متمسكا بأولوية القضية الفلسطينية والقدس.
وأكد الطراونة في إجاباته على تساؤلات طلبة الكلية التي تمحورت حول النهوض بواقع الشباب ورؤية المجلس النيابي للحياة السياسية والحزبية في المملكة، والدبلوماسية البرلمانية والهم الوطني الاقتصادي، أنه من المهم دفع الشباب للمشاركة السياسية بتهيئة الظروف المناسبة لهم، وأهمية الخروج بقانون انتخاب عصري يلبي طموحاتهم، ما يتطلب منهم ضرورة السعي لاكتساب المعرفة والخبرة اللازمة.
وزاد، أنه من الضرورة وجود تيارات شبابية متقاربة فكريا حيال العديد من الموضوعات سيما المشاركة السياسية عبر الأحزاب السياسية ما يعود بالنفع على تلك الأحزاب وعلى المشهد السياسي برمته في المملكة، مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية أخذت بالتراجع ما يتطلب رؤية واضحة وحقيقية تجاه دعمها ورفدها بما يلزم للنهوض بواقعها.
وفيما يتعلق بدور مجلس النواب تجاه القضايا الوطنية، أكد الطراونة أن المجلس حقق العديد من الانجازات عبر مشاركته في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وعبرّ خلالها عن مواقفه العروبية والإسلامية بخاصة تجاه القضية الفلسطينية.
وقال: إن حضور البرلمان الأردني كان ملموسا خصوصا في مواقفه البرلمانية العربية وعبر عضويته كشريك في مجلس أوروبا، مشيراً إلى أن ذلك أسهم بعقد العديد من الاتفاقيات الداعمة للاقتصاد الوطني بخاصة التي تم إبرامها مع العراق خلال زيارة الوفد البرلماني إلى بغداد.
وكان الطراونة أعرب في بداية المحاضرة عن سعادته بتبادل الحديث والحوار مع طلبة الكلية، معتبراً أنها أضحت واحدة من أهم روافد المعرفة في حقول السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية عبر ما تقدمه من برامج دراسية مختصة وحديثة تراعي تطور هذا العلم، وهيئة تدريسية كفؤة تطلعهم على كيفية صناعة القرار الدولي وتأثير المتغيرات والمحددات الداخلية والخارجية في شكل وبنية العلاقات الدولية.
كما اعرب عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة عن تقديره للدور الذي يقوم به مجلس النواب تجاه العديد من القضايا الوطنية بخاصة تجاه القضية الفلسطينية وسعيه الدؤوب لإيجاد حلول للواقع الاقتصادي، مشيراً إلى أن المحاضرة جاءت ضمن سلسلة من الحوارات الاستراتيجية التي أطلقتها الكلية وصولا لرؤية واضحة تجاه أهم المستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية، وما يسهم برفد المعرفة والثقافة السياسية لدى الطلبة.
فيما رحب الدكتور أمين المشاقبة بالمزيد من الحوارات الوطنية الفاعلة التي من شأنها إيضاح الرؤية حيال واقع الأردن والتحديات الداخلية والخارجية التي تحيط به في العديد من المجالات المختلفة، مؤكداً اهمية هكذا حوارات في تنمية قدرات الطلبة.
اقرأ أيضاً..