«التوجيهي» سفينة بلا ربان
عمان جو- فرح السمحان
ما أن ظهرت نتائج التوجيهي (الثانوية العامة) حتى بدت علامات الاندهاش والاستغراب الممزوجة بالفرح تنعكس على وجوه كل من يسمعونها فالكثير من الطلبة في مختلف التخصصات حصلوا على معدل التسعين فما فوق وكأن معدلات كهذه ظاهرة عادية ومنتشرة مغفلين النسب والنتائج في السنوات السابقة والتي لايوجد بينها وبين نتائج الدورة الواحدة اي مقارنة فلو كانت الأخيرة تساعد الطلبة في الحصول على هذه المعدلات الفلكية فلماذا اذن لم يتم العمل بها منذ سنوات ؟
وكيف يمكن الحكم على مستوى الطلبة وقدراتهم في نظام الدورة الواحد ونظام الدورتين الذي كان متبع سابقاً فالطالب الذي حصل على معدل 98هل كان سيحصل على نفس المعدل لو امتحن في سنوات سابقة خاصة مع ما شهده بعض الطلبة منذ العام 2014 وبعدها بسنتين من تغير جذري في نمط الأسئلة وطريقتها كل ذلك يطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات التي يجب أن يتم توضيحها بشكل مفصل من قبل المعنيين .
من جانب آخر نرى تصريحات المسؤولين والنشطاء المهتمين بالشؤون الطلابية وحتى آراء أولياء الأمور والناس قد تباينت ما بين مؤيد ومعارض ومنتقد لنظام الدورة الواحدة ولمعدل ال 1400 الذي أثار الجدل بشكل واسع حول دقة احتساب وقسمة العلامات عليه خاصة وأن بعض المواد تختلف علاماتها عن الآخرى وأقرب مثال على ذلك حصول الطالب الأول على المملكة على معدل 100وهذه سابقة لم تشهدها نتائج الثانوية العامة من قبل اذ دارت تساؤلات عديدة منها هل الطالب كان دقيقاً لدرجة أنه لم يخطأ حتى في موضوع الإنشاء إذ من المتعارف عليه أنه لا أحد يستطيع الحصول فيه على علامة كاملة مهما كان بارعاً ،
إضافة لأن هناك حساب للمعدل تبين من خلاله أن الطالب حصل على معدل 1399من 1400 أي أن معدله 99،92 وليس 100بالضبط الا اذا اردنا تقريبه وهذا الرقم حتى لا يقبل في خانة وضع المعدل في القبول الموحد مع تجاهل الوزارة لهذا الأمر فلماذا تم تقريب المعدل الى 100 ما المغزى في ذلك!
بالطبع لا يوجد خلاف على تميز الطالب أحمد عثمان وقدراته التي تؤهله ليكون الأول على المملكة ولكن الخلاف كائن حول دقة وكيفية احتساب واعتماد هذا المعدل فعندما سئل الطالب لو امتحنت مادتي الفيزياء والكيمياء بفصل واحد هل كنت ستحصل على علامة كاملة فأجاب عثمان« بالطبع لا » وهنا مربط الفرس ، ولم يقتصر الأمر كذلك على الأول بل أن الأوائل من الثاني للعاشر من كل تخصص حصلوا على معدل 99،9 اي أن9 طلاب نتائجهم واحدة ،
أما المعدلات بالمجمل لم تقل عن التسعين فما فوق ومن حصلوا على معدل الثمانين أو السبعين اعداهم قليلة مقارنة بمن حصلوا على علامة التسعين فما فوق هنا اريد أن أقتبس جملة معالي محمد ذنيبات عندما أنتقد النتائج قائلاً "هذا يعني أننا في مجتمع عباقرة" بالفعل هل نحن كذلك؟ وهل نتمنى عكس هذا بالتأكيد لا ولكن هناك فروق فردية بين الطلبة وهناك أسئلة وضعت ولا أحد يعلم نمط واسس وضعها فمع هذه المعدلات لا اعتقد أن الاسئلة اتت من الفضاء الخارجي من الواضح انها حتى في متناول الطالب العادي ولايوجد تباين في نوعية الأسئلة بما يراعي الفروق الفردية لا ادعو هنا إلى تصعيب الأسئلة بشكل مبالغ فيه ولكن كيف سنميز بين الطالب العادي والتميز مع أسئلة كهذه وما الفائدة من حصول الطالب على معدل عالي باسئلة لا تتيح له استخدام مهارات التفكير والعصف الذهني وغيرها ولماذا اصبحت الوزارة والمسؤولين بدور محامي الدفاع ووصف المنتقدين "بالذباب الإلكتروني" بدلاً من أن يخرجوا بتصريحات وتويضحات منطقية وعقلانية فما الفرق بين حصول 8آلاف طالب على معدل التسعين بدلا ً من 12الف .
هل جامعتنا ستسوعب هذه الأعداد خاصة وأن طموح الطالب الحاصل على 98 ستتجه نحو دراسة الطب والهندسة هل ستكفي المقاعد في الجامعات لهذا العدد الكبير علماً ان عدد لا بأس به من الطلاب سلجأون للامتحان التكميلي لرفع معدلاتهم ، والأدهى انه حتى الطالب الحاصل على 95 مثلاً لن يتمكن من دراسة تخصص يرغبه الا باللجوء للبرنامج الموازي بالرغم من أن معدله قد يؤهله لاي تخصص لو كان الحال غير الحال اذن من حصل على معدل 80و 70ما سيفعل لو افترضنا أنه ليس جميع الطلبة عندهم القدرة على الدراسة في البرنامج الموازي وليس عندهم مكرمات وغيره اذن اين العدل يا وزارة التربية والتعليم وأين الفرحة في حصول الطالب على 97ولا يستطيع بمعدله أن يدرس الطب مثلا الا موازي .
كل ذلك يدور حول نقطة مفادها هل اصبح التوجيهي تجارة أو وسيلة لتلبية نهج السياسات الخارجية أم أن مصلحة الطالب باتت في تجاهله وتجاهل مستقبله واللعب في مشاعر الآباء والأمهات صحيح أن النجاح فرحة ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة ،
إذا كانت لاتصب في مصلحة الطالب نحن بحاجة لتوضيح وإعادة هيكلة لنظام الدورة الواحدة وبعد هذه النتائج هل ستستمر الوزارة في انتهاج هذا النظام وماهي الآلية التي سيتم اعتمادها في دائرة القبول الموحد مع هذه المعدلات الفلكية هل ستبقى الفرحة نفسها عندما تظهر نتائج القبول الموحد ويعرف كل طالب تخصصه سؤال برسم الإجابة ..
عمان جو- فرح السمحان
ما أن ظهرت نتائج التوجيهي (الثانوية العامة) حتى بدت علامات الاندهاش والاستغراب الممزوجة بالفرح تنعكس على وجوه كل من يسمعونها فالكثير من الطلبة في مختلف التخصصات حصلوا على معدل التسعين فما فوق وكأن معدلات كهذه ظاهرة عادية ومنتشرة مغفلين النسب والنتائج في السنوات السابقة والتي لايوجد بينها وبين نتائج الدورة الواحدة اي مقارنة فلو كانت الأخيرة تساعد الطلبة في الحصول على هذه المعدلات الفلكية فلماذا اذن لم يتم العمل بها منذ سنوات ؟
وكيف يمكن الحكم على مستوى الطلبة وقدراتهم في نظام الدورة الواحد ونظام الدورتين الذي كان متبع سابقاً فالطالب الذي حصل على معدل 98هل كان سيحصل على نفس المعدل لو امتحن في سنوات سابقة خاصة مع ما شهده بعض الطلبة منذ العام 2014 وبعدها بسنتين من تغير جذري في نمط الأسئلة وطريقتها كل ذلك يطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات التي يجب أن يتم توضيحها بشكل مفصل من قبل المعنيين .
من جانب آخر نرى تصريحات المسؤولين والنشطاء المهتمين بالشؤون الطلابية وحتى آراء أولياء الأمور والناس قد تباينت ما بين مؤيد ومعارض ومنتقد لنظام الدورة الواحدة ولمعدل ال 1400 الذي أثار الجدل بشكل واسع حول دقة احتساب وقسمة العلامات عليه خاصة وأن بعض المواد تختلف علاماتها عن الآخرى وأقرب مثال على ذلك حصول الطالب الأول على المملكة على معدل 100وهذه سابقة لم تشهدها نتائج الثانوية العامة من قبل اذ دارت تساؤلات عديدة منها هل الطالب كان دقيقاً لدرجة أنه لم يخطأ حتى في موضوع الإنشاء إذ من المتعارف عليه أنه لا أحد يستطيع الحصول فيه على علامة كاملة مهما كان بارعاً ،
إضافة لأن هناك حساب للمعدل تبين من خلاله أن الطالب حصل على معدل 1399من 1400 أي أن معدله 99،92 وليس 100بالضبط الا اذا اردنا تقريبه وهذا الرقم حتى لا يقبل في خانة وضع المعدل في القبول الموحد مع تجاهل الوزارة لهذا الأمر فلماذا تم تقريب المعدل الى 100 ما المغزى في ذلك!
بالطبع لا يوجد خلاف على تميز الطالب أحمد عثمان وقدراته التي تؤهله ليكون الأول على المملكة ولكن الخلاف كائن حول دقة وكيفية احتساب واعتماد هذا المعدل فعندما سئل الطالب لو امتحنت مادتي الفيزياء والكيمياء بفصل واحد هل كنت ستحصل على علامة كاملة فأجاب عثمان« بالطبع لا » وهنا مربط الفرس ، ولم يقتصر الأمر كذلك على الأول بل أن الأوائل من الثاني للعاشر من كل تخصص حصلوا على معدل 99،9 اي أن9 طلاب نتائجهم واحدة ،
أما المعدلات بالمجمل لم تقل عن التسعين فما فوق ومن حصلوا على معدل الثمانين أو السبعين اعداهم قليلة مقارنة بمن حصلوا على علامة التسعين فما فوق هنا اريد أن أقتبس جملة معالي محمد ذنيبات عندما أنتقد النتائج قائلاً "هذا يعني أننا في مجتمع عباقرة" بالفعل هل نحن كذلك؟ وهل نتمنى عكس هذا بالتأكيد لا ولكن هناك فروق فردية بين الطلبة وهناك أسئلة وضعت ولا أحد يعلم نمط واسس وضعها فمع هذه المعدلات لا اعتقد أن الاسئلة اتت من الفضاء الخارجي من الواضح انها حتى في متناول الطالب العادي ولايوجد تباين في نوعية الأسئلة بما يراعي الفروق الفردية لا ادعو هنا إلى تصعيب الأسئلة بشكل مبالغ فيه ولكن كيف سنميز بين الطالب العادي والتميز مع أسئلة كهذه وما الفائدة من حصول الطالب على معدل عالي باسئلة لا تتيح له استخدام مهارات التفكير والعصف الذهني وغيرها ولماذا اصبحت الوزارة والمسؤولين بدور محامي الدفاع ووصف المنتقدين "بالذباب الإلكتروني" بدلاً من أن يخرجوا بتصريحات وتويضحات منطقية وعقلانية فما الفرق بين حصول 8آلاف طالب على معدل التسعين بدلا ً من 12الف .
هل جامعتنا ستسوعب هذه الأعداد خاصة وأن طموح الطالب الحاصل على 98 ستتجه نحو دراسة الطب والهندسة هل ستكفي المقاعد في الجامعات لهذا العدد الكبير علماً ان عدد لا بأس به من الطلاب سلجأون للامتحان التكميلي لرفع معدلاتهم ، والأدهى انه حتى الطالب الحاصل على 95 مثلاً لن يتمكن من دراسة تخصص يرغبه الا باللجوء للبرنامج الموازي بالرغم من أن معدله قد يؤهله لاي تخصص لو كان الحال غير الحال اذن من حصل على معدل 80و 70ما سيفعل لو افترضنا أنه ليس جميع الطلبة عندهم القدرة على الدراسة في البرنامج الموازي وليس عندهم مكرمات وغيره اذن اين العدل يا وزارة التربية والتعليم وأين الفرحة في حصول الطالب على 97ولا يستطيع بمعدله أن يدرس الطب مثلا الا موازي .
كل ذلك يدور حول نقطة مفادها هل اصبح التوجيهي تجارة أو وسيلة لتلبية نهج السياسات الخارجية أم أن مصلحة الطالب باتت في تجاهله وتجاهل مستقبله واللعب في مشاعر الآباء والأمهات صحيح أن النجاح فرحة ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة ،
إذا كانت لاتصب في مصلحة الطالب نحن بحاجة لتوضيح وإعادة هيكلة لنظام الدورة الواحدة وبعد هذه النتائج هل ستستمر الوزارة في انتهاج هذا النظام وماهي الآلية التي سيتم اعتمادها في دائرة القبول الموحد مع هذه المعدلات الفلكية هل ستبقى الفرحة نفسها عندما تظهر نتائج القبول الموحد ويعرف كل طالب تخصصه سؤال برسم الإجابة ..