عمان جو - تواصلت المبادرات المنبثقة عن جامعات ومعلمين لتدريس طلبة التوجيهي في خطوة تعالج الآثار السلبية لعدم التحاق الطلبة بمدارسهم للأسبوع الثاني جراء الاضراب الذي دعت له نقابة المعلمين.
ودعت مديرية التربية والتعليم في لواء عين الباشا طلبة التوجيهي ذكورا وإناثاً لحضور حصص في مختلف المواد الدراسية بمدرسة منارة الامل في عين الباشا، بعدما خصصت المدرسة عددا من الغرف الصفية بإشراف معلمين متخصصين وأصحاب خبرة من القطاع الخاص وبعض المعلمين المتقاعدين مجانا لمساعدة طلاب التوجيهي في تجاوز هذه المرحلة.
وطالب مواطنون في محافظة معان ومنطقة المدورة الحدودية بإيجاد حلول لأبنائهم الطلبة وعودة المعلمين لتدريس أبنائهم، خصوصا في مرحلتي الأساسية الدنيا والتوجيهي. وشكا مواطنون في معان لــــ(بترا) من الأضرار التي تسبب بها إضراب المعلمين منذ أيام الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول والعودة إلى تدريس الطلبة. وبينوا أن الطلبة تضرروا بسبب التوقف عن التدريس في مدارس معان، خصوصا التوجيهي والمرحلة الأساسية الدنيا، موضحين أنه حتى لو تم تعويض الطلبة عما فاتهم من مساقات تعليمية فإن ذلك سيؤدي إلى تراكم وضغط المواد التعليمية وبما يفوق قدرات الطلبة. وبينوا أن لمنطقة المدورة خصوصية، نظرا لبعد المسافات وعدم استقرار الكوادر التدريسية، مضيفين أن قسما كبيرا من معلمات المدورة على التعليم الإضافي ما لا يجيز قانونيا الامتناع عن التدريس. وأضافوا أن انعكاسات الإضراب على طلبة الصف الأول الأساسي سلبية للغاية من النواحي النفسية والتعليمية، إلى جانب أضرارها على طلبة التوجيهي، ولا تتوفر خدمة التدريس الخصوصي في منطقة المدورة ليتم تعويض ما فات من المواد التعليمية، مطالبين الوزارة التدخل وحل تلك الإشكاليات بأسرع وقت.

وفي اربد، توافقت دعوات اطلقها مدراء مدارس مع دعوات مماثلة اطلقها اولياء امور وطلبة في مختلف ألوية محافظة اربد تدعو لتحييد طلبة التوجيهي عن تداعيات الإضراب والعودة إلى انتظامهم في مدارسهم لحين التوصل إلى حلول توافقية وجذرية حيال اضراب المعلمين. واثمرت الدعوات عن استجابة خمس مدارس في لواء بني كنانة التزمت بتدريس طلبة التوجيهي، وهي الرفيد وملكا والسيلة وابدر ويبلا. واطلق مدير مدرسة الحسين الثانوية الشاملة سهل عبيدات نداء دعا فيه إلى كسر الإضراب والالتزام بتدريس طلبة التوجيهي.
وناشد عبيدات المعلمين تحمل مسؤولياتهم تجاه الطلبة على اقل تقدير وتعويضهم ما فاتهم من دروس وحصص لحين التوصل إلى حلول، معربا عن امله بسرعة الاستجابة لندائه.
وفي موازاة ذلك، ناشد اولياء امور طلبة التوجيهي مديري المدراس والمعلمين التي يدرس فيها ابناؤهم إلى الالتفات لمصلحة ابنائهم والتنبه لخطورة الوضع القائم على مستقبلهم العلمي والعملي.
ودعا أولياء الامور في بلدة سوم غرب اربد إلى الالتزام بإرسال ابنائهم طلبة التوجيهي ‘لى مدارسهم حفاظا على حقوقهم ومصالحهم. واشاروا إلى قيام معلمين بكسر الإضراب في المدراس المخصصة للاجئين السوريين في الفترة المسائية والالتزام به في مدراسهم صباحا، لافتين إلى أن عددا منهم اعضاء في النقابة، والاغلبية يعملون على حساب التعليم الاضافي.
ودعا ممثلو منظمات ومؤسسات مجتمع محلي واولياء امور إلى تعزيز لغة الحوار بعيدا عن التخندق وراء مواقف مسبقة لإيجاد حلول توافقية تنهي الازمة القائمة وتعيد الحياة لمدارسنا والامل لطلبتنا بالحصول على حقوقهم الدراسية.

وطالب اولياء امور طلبة في محافظة العقبة، نقابة المعلمين إعادة النظر بقرارها وفك الاضراب، والعودة لتدريس ابنائهم في المدارس وعدم المساس بحقوقهم من ناحية التحصيل العلمي والاستعداد الكافي للامتحانات خاصة طلبة الثانوية العامة. وقالوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انهم مع المعلمين في مطلبهم، ولكن عليهم تغيير طريقة الإضراب، وتوقيته لتحقيق مطلبهم، مشيرين إلى أن ذلك حرم أبناءهم من حقهم في الحصول على التعليم. وطالبت فاعليات شعبية وحقوقية في الكرك الإسراع بفك الإضراب، حفاظا على مصالح الطلاب وحقهم في التعليم وخاصة طلبة الثانوية العامة.
وقالت المحامية نهلا الخواجة: إن الدستور الأردني والقوانين كفلت حق التعبير السلمي للجميع بشرط عدم الإضرار بالمرافق العامة وتعطيل حياة ومصالح المواطنين، ضمن الأطر السلمية القائمة على الحوار الهادف والبناء.
وطالب المواطن خالد المعايطة بفك الإضراب وإعطاء حصص لطلبة التوجيهي لان مستقبلهم مهدد اذا استمر مدة اطول، داعيا إلى استقبال طلاب الثانوية العامة لان مصلحتهم أمانة يتحملها الجميع.
ودعت نائب رئيس منتدى الفكر للثقافة والتنمية استقلال الشقاحين إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وأن مصلحة الطلاب اهم من أي مصلحة، ولا مبرر للاستمرار بتوقف العملية التعليمية ولابد من حل قضية المعلمين من خلال الجلوس على طاولة الحوار. ودعا اولياء امور طلبة المرحلة الثانوية "التوجيهي" نقابة المعلمين باستثناء مدرسي التوجيهي من الإضراب نظرا للظروف الاقتصادية للأهالي وعدم مقدرتهم على تكاليف الدروس الخصوصية والمراكز. ودعا مدير مدرسة السلط الثانوية خالد رحاحلة، النقابة باستثناء طلبة التوجيهي من الإضراب؛ حرصا على مستقبل أبنائنا الطلبة كونهم في سنة دراسية حاسمة، وأصبحنا في الاسبوع الثالث من العام الدراسي.
وقال رحاحلة: بصفتي مدير مدرسة السلط الثانوية للبنين، ام المدارس وجامعة الاردن الأولى أتمنى على نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر النواصرة الموافقة على استثناء طلبة الصف الثاني الثانوي (التوجيهي) من الإضراب.
وأكد معظم المدرسين الذين التقتهم وكالة الأنباء التزامهم بقرار نقابة المعلمين، واستعدادهم في الوقت ذاته، لاعطاء المرحلة الثانوية الحصص اللازمة اذا تم استثناء مرحلة (التوجيهي) من قرار الإضراب.

وفي الزرقاء، أطلقت جامعة الزرقاء الخاصة ومدارسها بالشراكة مع عدد من المدارس الخاصة ومجلس التطوير التربوي في المحافظة المرحلة الثانية من مبادرة "طلابنا مسؤوليتنا.. وقفة مع الوطن" التي تجسّد روح المسؤولية الوطنية والتربوية تجاه طلبة المدارس الذين هم المتضرر الأكبر من إضراب نقابة المعلمين.
وبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، التي تشمل العديد من مناطق محافظة الزرقاء عبر مدارس خاصة موزعة جغرافيا في المحافظة، وفقا لبرنامج محدد من قبل لجنة المبادرة، والتي تضم عددا من ممثلي المدارس الخاصة والمجتمع المحلي.
وبحسب البرنامج المحدد تتولى مدارس " القبس " الواقعة في لواء الرصيفة استقبـــال طلبـــــــــة الثانوية العامة ( التوجيهي ) المسار الأكاديمي لمنطقة لواء الرصيفة للفترة المسائية من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الساعة السادسة مساء للفرع العلمي ذكورا وإناثا.
كما تتولى مدارس " العالم الرائع " الواقعة في لواء الرصيفة استقبال طلبة ( التوجيهي ) لمنطقة لواء الرصيفة للفترة المسائية من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الساعة السادسة مساء للفرع الأدبي ذكورا .
مثلما تتولى مدارس ( همة بلا حدود ) الواقعة في لواء الرصيفة استقبال طلبــــة ( التوجيهي ) لمنطقة لواء الرصيفة للفترة المسائية من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الساعة السادسة مساء للفرع الأدبي إناثا .
وبين عدد من أولياء أمور الطلبة ان المبادرة تجسّد روح المسؤولية الوطنية والتربوية تجاه طلبة المدارس ، مؤكدين حق أبنائهم في تلقي دروسهم مع بداية العام الدراسي الجديد ،مثمنين توفير القائمين على المبادرة بتأمين المواصلات للطلبة الذين سوف يستفيدون منها ، وهي بادرة إيجابية تخفف على الطلبة في أماكن سكنهم.
كما عبر عدد من الطلبة الذين واصلوا دراستهم اليوم عن فرحتهم بهذه المبادرة التي تنم عن مدى التكافل والتضامن بين مؤسسات المجتمع الأردني كافة ، لافتين الى انهم باتوا يشعرون بالاطمئنان بعد ان تمكن القلق منهم لبضعة أيام خلت.