تركني خطيبي بسبب مرضي لكن القدر فاجأني بما لم يكن بالحسبان
السلام عليكم و رحمة الله
الاستاذة الفاضلة ... أرسل اليك قصتي ، لكل بنت أفقدتها الظروف الثقة في نفسها ...
الى كل فتاة تعرضت للتجريح و الاهانة ثم خافت أن تفقد خطيبها فلا تجد غيره و تطاردها أشباح و أوهام العنوسة ... اليكم جميعا أكتب تجربتي ...
تعرفت على شاب عن طريق العائلة و تمت خطبتنا ، و بعد مرور عام و نصف ، و أثناء تجهيز بيت الزوجية ، شعرت بألم شديد في صدري . أخذتني أمي لطبيب أمراض باطنة فنصحنا بزيارة إستشاري متخصص في القلب . و إكتشفت أن عندي مشكلة في الشريان التاجي و أحتاج جرحة عاجلة . و بدلا من أن يساندني خطيبي و أسرته في محنتي ، بدأت والدته تسأل عن الآثار التي تترتب على العملية الجراحية ، و هل سيكون باستطاعتي الحمل و الانجاب ؟ أما خطيبي فكان شغله الشاغل جسمي و هل يمكن إجراء جراحة تجميل لإزالة أثر الخياطة بعد عملية القلب لأني عروسة و مفترض ألبس "لانجريهات" و "بيبي دول" !
و في أول زيارة لجراح القلب ، بدلا من السؤال عن نسب نجاح الجراحة و فترة النقاهة ، سأل الطبيب عن قدرتي على التجاوب في العلاقة الحميمة و هل اتحمل أكثر من مرة في اليوم ! لدرجة أن الطبيب كان جافا في الرد عليه و طلب منه الانتظار خارج غرفة الكشف . تحدثت معه بعد عودتي للبيت و قلت له أنه ليس مضطرا أن يكمل حياته مع إنسانة مريضة مثلي ! أخبرني أنه لن يتخلى عني . حينما علم والدي بما فعلت ، أشبعني لوما و تعنيفا ، لكني كنت مرتاحة الضمير .
في الحقيقة ، كانت أهلي و أصدقائي يحاولون دعمي نفسيا ، كان أبي يتصدق حتى أنجو من الجراحة و أمي تدعو و تقرأ القرآن .و نجحت الجراحة و خرجت من المستشفى ، و خلال كل هذه الفترة زارني خطيبي و والدته مرة واحدة ، حاملين علبة شيكولاتة مثل الضيوف و الأغراب .
بعد اسابيع قليلة ، إنشغلنا فيها بالفحوص و التحاليل الطبية التي جاءت كلها ممتازة بفضل الله ، إتصلت والدة خطيبي تعتذر عن عقد القران و تطلب "الشبكة" . أرسل والدي الشبكة في نفس اليوم . إنهارت ثقتي في نفسي ، و فهمت أني ينقصني شئ عن بقية البنات و كأني أصبت بعاهة مستديمة . كانت أمي تتلعثم و هي تخبر الناس بفسخ الخطبة و إلغاء ترتيبات الزواج التي كان وشيكا . و بدأت صديقاتي يخفين عني أخبار من تزوج منهن ، و أخبار من تنجب من صديقاتنا المتزوجات . و لم أفهم وقتها رغبتهم في الحفاظ على مشاعري ... مرت بي أوقات عصيبة .. ليال بكيت فيها حتى ذبلت و اصفر لوني .
في إحدى زياراتي للطبيب ، كان هناك شاب يصطحب أمه ، كنت شاحبة و هزيلة و حزينة لأقصى درجة ، لم يرفع عيناه عني و حينما دخلت والدته لإجراء "إيكو كارديوجرافي" ، إبتسم و سألني ببساطة إن كنت مرتبطة . ظننته يسخر مني ، فقمت و جلست في آخر صالة الأنتظار. و بدأت أمي تعتذر و تشرح له حالتي الصحية و النفسية . أخبرها أنه كان بصحبه والدته يوم إجراء القسطرة و أنه إنجذب لي بطريقة لم يستطع فهمها .
أعاد "أمير" بناء ثقتي بنفسي ... تغيرت حياتي و نحن الآن أسعد زوجين و لدينا اجمل طفلة في العالم ...
أحببت أن أروي قصتي حتى تشعر كل فتاة أنها غالية ، فلا تقبل من يطرحها في التراب !
الرد ...
عليك السلام و رحمة الله و بركاته
حبيبتي ... كم أسعدتني رسالتك ، بعثت في قلبي روح الأمل و الثقة في مستقبل جيل واعد ... فطالما همست في أذن بناتي و أخواتي أن يخترن بعناية الانسان الذي ستكمل معه مشوار الحياة ، فهو سندها في الحياة وعليه تعتمد سعادتها أو شقائها ، فهو جنتها أو نارها... و عليها أن تختبره طوال فترة الخطوبة، و تضعه في مواقف تظهر رجولة و جدعنة اولاد البلد أو تظهرفيها العصبية أوالعناد أو البخل او الاهمال...
لا يغرنك ماله أومنصبه أو عائلته ، لأن من يعيش معك في البيت لو كان عنده ثروة "روتشيلد" أو اشترى لك قصرا في "باهاماس" ، ثم عاملك بقسوة أو جرح كرامتك ، أو أفقدك ثقتك بنفسك ، فلن تعيد اليك أموال الدنيا البسمة و السكينة . لذلك ذكر الله "المودة و الرحمة" بين الزوجين و لم يذكر الثراء و الجاه .
البنت في مجتمعاتنا العربية مدللة ، تأتيها متطلباتها بدون عناء ، يشتري الأب أو الأخ مستلزمات البيت حتى لا تتعرض لمضايقات البائعين . تتعلم و تدخل أفضل الجامعات ، تحصل على أعلى الدرجات العلمية ، فلا ينبغي بعد كل هذا ان تهين نفسها أو تشعر أنها رخيصة ، أو تقبل أول رجل يطرق الباب بحجة أنها بدأت تكبر أو ان صديقاتها تزوجن و أنجبن ، أو أن قطار الزواج سيفوتها .. ربما خبأت لك الأيام الأفضل .
لقد لاحظت من خلال إستشاراتي لبناتنا المقبلات على الزواج ، أن الشباب يعيش فترة من الحيرة و التخبط حينما يقبل على الزواج . كما لاحظت أن الفتاة – في كثير من الأحيان - لا تعرف ما تريد أصلا ، و لا تعرف المواصفات التي تختار على أساسها شريك حياتها . لذلك تجد نفسها في حيرة حين تجد نفسها في موقف قبول أو رفض إنسان تقدم لخطبتها . في البداية و قبل أي شئ حددي أولوياتك ، و كوني واقعية ، لا تطلبي الكمال ، كل إنسان به مميزات و عيوب . فما هي العيوب التي لا يمكنك تحملها و التعايش معها ؟ في المقابل ما هي المميزات التي لا يمكنك الاستغناء عن وجودها في شريك حياتك ؟
من ناحية أخرى حاولي البحث عن التوافق الثقافي و الاجتماعي ، لأن أهل الزوج يتدخلون بطريقة أو بأخرى في حياتكم . فليس من المنطقي فصل الزوج عن أهله الذين كان لهم دورا محوريا في تربيته و سيكون لهم تأثيرا غير مباشر في تربية الاحفاد . و تذكري أن الخطوبة فترة أختبار و تعارف و ليست فترة للتمثيل و الخروج و محاكاة الافلام و المسلسلات .
و أخيرا عليك بالدعاء و اللجوء الى الله و الاستعانة به لينير لك الطريق ...
للتواصل hamasatqolob2019@gmail.com
أو الفيس بوك : https://www.facebook.com/hmsatelqlop99/
السلام عليكم و رحمة الله
الاستاذة الفاضلة ... أرسل اليك قصتي ، لكل بنت أفقدتها الظروف الثقة في نفسها ...
الى كل فتاة تعرضت للتجريح و الاهانة ثم خافت أن تفقد خطيبها فلا تجد غيره و تطاردها أشباح و أوهام العنوسة ... اليكم جميعا أكتب تجربتي ...
تعرفت على شاب عن طريق العائلة و تمت خطبتنا ، و بعد مرور عام و نصف ، و أثناء تجهيز بيت الزوجية ، شعرت بألم شديد في صدري . أخذتني أمي لطبيب أمراض باطنة فنصحنا بزيارة إستشاري متخصص في القلب . و إكتشفت أن عندي مشكلة في الشريان التاجي و أحتاج جرحة عاجلة . و بدلا من أن يساندني خطيبي و أسرته في محنتي ، بدأت والدته تسأل عن الآثار التي تترتب على العملية الجراحية ، و هل سيكون باستطاعتي الحمل و الانجاب ؟ أما خطيبي فكان شغله الشاغل جسمي و هل يمكن إجراء جراحة تجميل لإزالة أثر الخياطة بعد عملية القلب لأني عروسة و مفترض ألبس "لانجريهات" و "بيبي دول" !
و في أول زيارة لجراح القلب ، بدلا من السؤال عن نسب نجاح الجراحة و فترة النقاهة ، سأل الطبيب عن قدرتي على التجاوب في العلاقة الحميمة و هل اتحمل أكثر من مرة في اليوم ! لدرجة أن الطبيب كان جافا في الرد عليه و طلب منه الانتظار خارج غرفة الكشف . تحدثت معه بعد عودتي للبيت و قلت له أنه ليس مضطرا أن يكمل حياته مع إنسانة مريضة مثلي ! أخبرني أنه لن يتخلى عني . حينما علم والدي بما فعلت ، أشبعني لوما و تعنيفا ، لكني كنت مرتاحة الضمير .
في الحقيقة ، كانت أهلي و أصدقائي يحاولون دعمي نفسيا ، كان أبي يتصدق حتى أنجو من الجراحة و أمي تدعو و تقرأ القرآن .و نجحت الجراحة و خرجت من المستشفى ، و خلال كل هذه الفترة زارني خطيبي و والدته مرة واحدة ، حاملين علبة شيكولاتة مثل الضيوف و الأغراب .
بعد اسابيع قليلة ، إنشغلنا فيها بالفحوص و التحاليل الطبية التي جاءت كلها ممتازة بفضل الله ، إتصلت والدة خطيبي تعتذر عن عقد القران و تطلب "الشبكة" . أرسل والدي الشبكة في نفس اليوم . إنهارت ثقتي في نفسي ، و فهمت أني ينقصني شئ عن بقية البنات و كأني أصبت بعاهة مستديمة . كانت أمي تتلعثم و هي تخبر الناس بفسخ الخطبة و إلغاء ترتيبات الزواج التي كان وشيكا . و بدأت صديقاتي يخفين عني أخبار من تزوج منهن ، و أخبار من تنجب من صديقاتنا المتزوجات . و لم أفهم وقتها رغبتهم في الحفاظ على مشاعري ... مرت بي أوقات عصيبة .. ليال بكيت فيها حتى ذبلت و اصفر لوني .
في إحدى زياراتي للطبيب ، كان هناك شاب يصطحب أمه ، كنت شاحبة و هزيلة و حزينة لأقصى درجة ، لم يرفع عيناه عني و حينما دخلت والدته لإجراء "إيكو كارديوجرافي" ، إبتسم و سألني ببساطة إن كنت مرتبطة . ظننته يسخر مني ، فقمت و جلست في آخر صالة الأنتظار. و بدأت أمي تعتذر و تشرح له حالتي الصحية و النفسية . أخبرها أنه كان بصحبه والدته يوم إجراء القسطرة و أنه إنجذب لي بطريقة لم يستطع فهمها .
أعاد "أمير" بناء ثقتي بنفسي ... تغيرت حياتي و نحن الآن أسعد زوجين و لدينا اجمل طفلة في العالم ...
أحببت أن أروي قصتي حتى تشعر كل فتاة أنها غالية ، فلا تقبل من يطرحها في التراب !
الرد ...
عليك السلام و رحمة الله و بركاته
حبيبتي ... كم أسعدتني رسالتك ، بعثت في قلبي روح الأمل و الثقة في مستقبل جيل واعد ... فطالما همست في أذن بناتي و أخواتي أن يخترن بعناية الانسان الذي ستكمل معه مشوار الحياة ، فهو سندها في الحياة وعليه تعتمد سعادتها أو شقائها ، فهو جنتها أو نارها... و عليها أن تختبره طوال فترة الخطوبة، و تضعه في مواقف تظهر رجولة و جدعنة اولاد البلد أو تظهرفيها العصبية أوالعناد أو البخل او الاهمال...
لا يغرنك ماله أومنصبه أو عائلته ، لأن من يعيش معك في البيت لو كان عنده ثروة "روتشيلد" أو اشترى لك قصرا في "باهاماس" ، ثم عاملك بقسوة أو جرح كرامتك ، أو أفقدك ثقتك بنفسك ، فلن تعيد اليك أموال الدنيا البسمة و السكينة . لذلك ذكر الله "المودة و الرحمة" بين الزوجين و لم يذكر الثراء و الجاه .
البنت في مجتمعاتنا العربية مدللة ، تأتيها متطلباتها بدون عناء ، يشتري الأب أو الأخ مستلزمات البيت حتى لا تتعرض لمضايقات البائعين . تتعلم و تدخل أفضل الجامعات ، تحصل على أعلى الدرجات العلمية ، فلا ينبغي بعد كل هذا ان تهين نفسها أو تشعر أنها رخيصة ، أو تقبل أول رجل يطرق الباب بحجة أنها بدأت تكبر أو ان صديقاتها تزوجن و أنجبن ، أو أن قطار الزواج سيفوتها .. ربما خبأت لك الأيام الأفضل .
لقد لاحظت من خلال إستشاراتي لبناتنا المقبلات على الزواج ، أن الشباب يعيش فترة من الحيرة و التخبط حينما يقبل على الزواج . كما لاحظت أن الفتاة – في كثير من الأحيان - لا تعرف ما تريد أصلا ، و لا تعرف المواصفات التي تختار على أساسها شريك حياتها . لذلك تجد نفسها في حيرة حين تجد نفسها في موقف قبول أو رفض إنسان تقدم لخطبتها . في البداية و قبل أي شئ حددي أولوياتك ، و كوني واقعية ، لا تطلبي الكمال ، كل إنسان به مميزات و عيوب . فما هي العيوب التي لا يمكنك تحملها و التعايش معها ؟ في المقابل ما هي المميزات التي لا يمكنك الاستغناء عن وجودها في شريك حياتك ؟
من ناحية أخرى حاولي البحث عن التوافق الثقافي و الاجتماعي ، لأن أهل الزوج يتدخلون بطريقة أو بأخرى في حياتكم . فليس من المنطقي فصل الزوج عن أهله الذين كان لهم دورا محوريا في تربيته و سيكون لهم تأثيرا غير مباشر في تربية الاحفاد . و تذكري أن الخطوبة فترة أختبار و تعارف و ليست فترة للتمثيل و الخروج و محاكاة الافلام و المسلسلات .
و أخيرا عليك بالدعاء و اللجوء الى الله و الاستعانة به لينير لك الطريق ...
للتواصل hamasatqolob2019@gmail.com
أو الفيس بوك : https://www.facebook.com/hmsatelqlop99/