25 عامًا على اتفاق السلام: مخاوِفٌ إسرائيليّةٌ كبيرةٌ من "سقوط" الأردن في المصيدة الإيرانيّة ومُطالبة الدول العظمى بتقوية المملكة لمنع هذا الخطر الإستراتيجيّ الخطير جدًا
عمان جو - زهير أندراوس
قال دبلوماسيٌّ إسرائيليٌّ سابٍقٌ ومرموقٌ إنّ هذا الشهر يشهد إحياء إسرائيل والأردن مرور 25 عامًا على توقيع اتفاق السلام بينهما، وهي فرصة لاستقراء المصالح المتبادلة بينهما، التي تبدو قوية، رغم الجهود الفلسطينية التي تسعى لزعزعنها في ظل أغلبيتهم الديموغرافية في المملكة، على حدّ تعبيره.
وأضاف د. دوري غولد، المُدير العّام السابِق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، ومن أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم)، التي تُعتبر الناطِقة غيرُ الرسميّة بلسان نتنياهو، إنّه في مثل هذا الشهر من العام 1994، وقع الجانبان اتفاق السلام بحضور الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك إسحاق رابين، وسط مصالح مشتركة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ د. غولد، رئيس المعهد الأورشليميّ للشؤون العامّة والدولة، شدّدّ على أنّ العلاقات التاريخيّة والإستراتيجيّة بين الأردن وإسرائيل تعود في متانتها إلى عقودٍ طويلةٍ، وتحديدًا في العام 1970، حين اجتاح الجيش العربيّ السوريّ الأراضي الأردنيّة، وهو ما عارضته إسرائيل في حينه، لأنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة سعت آنذاك لتثبيت قواعدها العسكرية في المملكة لتوجيه عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، كما زعم د. غولد، المعروف بآرائه اليمينيّة المُتطرِّفة.
بالإضافة إلى ذلك، تساءل غولد: لماذا لم ينجح الجانبان، الإسرائيليّ والأردنيّ، رغم مرور كل هذه السنوات في تسخين اتفاق السلام بينهما؟ مع العلم أننّا أمام سؤالٍ مشروعٍ في ظلّ أنّ 60 بالمائة من سكّان الأردن هم فلسطينيون، و80 بالمائة من سكّان العاصمة الأردنية عمّان هم فلسطينيون أيضًا، ونسبة تأثيرهم على علاقات الأردن وإسرائيل آخذة بالتزايد، كما قال في مقاله.
عُلاوةً على ذلك، أكّد د. غولد على أنّ لتزعزع الاستقرار الذي عاشته الدول المُحيطة بالأردن دورٌ سلبيٌّ على أوضاعها الداخلية، ففي حرب الخليج الأولى عام 1991 وصل الفلسطينيون الذين غادروا تلك الدول والعراق إلى المملكة، وفي السنوات الأخيرة بدأ اللاجئون السوريون بالوصول إلى الأردن، وباتوا يشكلون عبئًا على المملكة كلّها، وفق مزاعم المدير العّام الأسبق لوزارة الخارجيّة في كيان الاحتلال.
كما زعم أنّه في القريب العاجل سيقف الأردن أمام تهديدٍ إيرانيٍّ وشيكٍ، مُدّعيًا أنّ الميليشيات الشيعية العامِلة في العراق من المتوقع أنْ تزيد مستوى اختراقها للحدود الأردنيّة، وهناك مئات آلاف الشيعة العراقيين يسكنون في المملكة عقب الإطاحة بالرئيس العراقيّ الأسبق، صدام حسين في العام 2003، بعد الغزو الأمريككيّ-البريطانيّ لبلاد الرافدين.
ولفت د. غولد، الذي يُعتبر في كيان الاحتلال بأنّه مهندس العلاقات السريّة بين إسرائيل ودول الخليج، لفت إلى أنّ هناك مواقع شيعية دينية تقع في جنوب الأردن، وقد تسعى إيران لاستغلال هذه المواقع لتثبيت نفوذها في سوريّة، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران عرضت على المملكة الهاشميّة في العقد الأخير توفير احتياجاتها الكاملة من الطاقة مقابل السماح بوصول الحجاج الإيرانيين إلى تلك المواقع، حيث رفض الملك عبد الله الثاني هذا العرض الإيرانيّ بشدّةٍ، على حدّ أقوال د. غولد.
وساق الدبلوماسيّ الإسرائيليّ قائلاً إنّ استقلال الأردن هو مصلحة حيوية، ليس لإسرائيل وحدها فقط، وإنمّا لدول الخليج العربيّ كلّها، لأنّ الشرق الأوسط يشهد إجماعًا استراتيجيًّا مُعارِضًا ضدّ التمدد الإيرانيّ، وهذا الإجماع يُسانِد الاستقلال السياسيّ للأردن، ويؤيِّد اتفاق السلام مع إسرائيل، كما ذكر د. غولد.
وطالب الدبلوماسيّ والباحِث الإسرائيليّ في ختام مقاله الدول الغربيّة العظمى بأنْ تعمل على تقوية الأردن، ومساعدتها بالوقوف أمام إيران وأذرعها في المنطقة، سواءً تلك التي تصل الأردن عبر العراق أوْ أيّ دولةٍ أخرى، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، المصادر واسعة الاطلاع بإسرائيل أنّ الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى إعاقة السلام مع الأردن، بحسب تحقيقٍ استقصائيٍّ نُشِر بصحيفة (هآرتس) العبريّة، تتلخّص في التالي: التركيز على المجال الأمنيّ-السريّ عوضًا عن العلاقات العلنيّة بين تل أبيب وعمّان، العامِل الثاني هو التباطؤ في تنفيذ مشاريع مدنيّةٍ مُشتركةٍ، الثالث، الجمود السياسيّ بين إسرائيل والفلسطينيين والإعلان عن ضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيليّة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافةً إلى الحديث الدائم عمّا يُسّمى “الوطن البديل”، أيْ أنْ تُقام الدولة الفلسطينيّة في الأردن بدلاً من فلسطين، وهو ما يذهب الكثيرون إلى تسميته بـ”الخيار الأردنيّ”، والذي يقوم العديد من الساسة في كيان الاحتلال بطرحه على الأجندة السياسيّة بين الفينة والأخرى.
عمان جو - زهير أندراوس
قال دبلوماسيٌّ إسرائيليٌّ سابٍقٌ ومرموقٌ إنّ هذا الشهر يشهد إحياء إسرائيل والأردن مرور 25 عامًا على توقيع اتفاق السلام بينهما، وهي فرصة لاستقراء المصالح المتبادلة بينهما، التي تبدو قوية، رغم الجهود الفلسطينية التي تسعى لزعزعنها في ظل أغلبيتهم الديموغرافية في المملكة، على حدّ تعبيره.
وأضاف د. دوري غولد، المُدير العّام السابِق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، ومن أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم)، التي تُعتبر الناطِقة غيرُ الرسميّة بلسان نتنياهو، إنّه في مثل هذا الشهر من العام 1994، وقع الجانبان اتفاق السلام بحضور الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك إسحاق رابين، وسط مصالح مشتركة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ د. غولد، رئيس المعهد الأورشليميّ للشؤون العامّة والدولة، شدّدّ على أنّ العلاقات التاريخيّة والإستراتيجيّة بين الأردن وإسرائيل تعود في متانتها إلى عقودٍ طويلةٍ، وتحديدًا في العام 1970، حين اجتاح الجيش العربيّ السوريّ الأراضي الأردنيّة، وهو ما عارضته إسرائيل في حينه، لأنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة سعت آنذاك لتثبيت قواعدها العسكرية في المملكة لتوجيه عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، كما زعم د. غولد، المعروف بآرائه اليمينيّة المُتطرِّفة.
بالإضافة إلى ذلك، تساءل غولد: لماذا لم ينجح الجانبان، الإسرائيليّ والأردنيّ، رغم مرور كل هذه السنوات في تسخين اتفاق السلام بينهما؟ مع العلم أننّا أمام سؤالٍ مشروعٍ في ظلّ أنّ 60 بالمائة من سكّان الأردن هم فلسطينيون، و80 بالمائة من سكّان العاصمة الأردنية عمّان هم فلسطينيون أيضًا، ونسبة تأثيرهم على علاقات الأردن وإسرائيل آخذة بالتزايد، كما قال في مقاله.
عُلاوةً على ذلك، أكّد د. غولد على أنّ لتزعزع الاستقرار الذي عاشته الدول المُحيطة بالأردن دورٌ سلبيٌّ على أوضاعها الداخلية، ففي حرب الخليج الأولى عام 1991 وصل الفلسطينيون الذين غادروا تلك الدول والعراق إلى المملكة، وفي السنوات الأخيرة بدأ اللاجئون السوريون بالوصول إلى الأردن، وباتوا يشكلون عبئًا على المملكة كلّها، وفق مزاعم المدير العّام الأسبق لوزارة الخارجيّة في كيان الاحتلال.
كما زعم أنّه في القريب العاجل سيقف الأردن أمام تهديدٍ إيرانيٍّ وشيكٍ، مُدّعيًا أنّ الميليشيات الشيعية العامِلة في العراق من المتوقع أنْ تزيد مستوى اختراقها للحدود الأردنيّة، وهناك مئات آلاف الشيعة العراقيين يسكنون في المملكة عقب الإطاحة بالرئيس العراقيّ الأسبق، صدام حسين في العام 2003، بعد الغزو الأمريككيّ-البريطانيّ لبلاد الرافدين.
ولفت د. غولد، الذي يُعتبر في كيان الاحتلال بأنّه مهندس العلاقات السريّة بين إسرائيل ودول الخليج، لفت إلى أنّ هناك مواقع شيعية دينية تقع في جنوب الأردن، وقد تسعى إيران لاستغلال هذه المواقع لتثبيت نفوذها في سوريّة، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران عرضت على المملكة الهاشميّة في العقد الأخير توفير احتياجاتها الكاملة من الطاقة مقابل السماح بوصول الحجاج الإيرانيين إلى تلك المواقع، حيث رفض الملك عبد الله الثاني هذا العرض الإيرانيّ بشدّةٍ، على حدّ أقوال د. غولد.
وساق الدبلوماسيّ الإسرائيليّ قائلاً إنّ استقلال الأردن هو مصلحة حيوية، ليس لإسرائيل وحدها فقط، وإنمّا لدول الخليج العربيّ كلّها، لأنّ الشرق الأوسط يشهد إجماعًا استراتيجيًّا مُعارِضًا ضدّ التمدد الإيرانيّ، وهذا الإجماع يُسانِد الاستقلال السياسيّ للأردن، ويؤيِّد اتفاق السلام مع إسرائيل، كما ذكر د. غولد.
وطالب الدبلوماسيّ والباحِث الإسرائيليّ في ختام مقاله الدول الغربيّة العظمى بأنْ تعمل على تقوية الأردن، ومساعدتها بالوقوف أمام إيران وأذرعها في المنطقة، سواءً تلك التي تصل الأردن عبر العراق أوْ أيّ دولةٍ أخرى، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، المصادر واسعة الاطلاع بإسرائيل أنّ الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى إعاقة السلام مع الأردن، بحسب تحقيقٍ استقصائيٍّ نُشِر بصحيفة (هآرتس) العبريّة، تتلخّص في التالي: التركيز على المجال الأمنيّ-السريّ عوضًا عن العلاقات العلنيّة بين تل أبيب وعمّان، العامِل الثاني هو التباطؤ في تنفيذ مشاريع مدنيّةٍ مُشتركةٍ، الثالث، الجمود السياسيّ بين إسرائيل والفلسطينيين والإعلان عن ضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيليّة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافةً إلى الحديث الدائم عمّا يُسّمى “الوطن البديل”، أيْ أنْ تُقام الدولة الفلسطينيّة في الأردن بدلاً من فلسطين، وهو ما يذهب الكثيرون إلى تسميته بـ”الخيار الأردنيّ”، والذي يقوم العديد من الساسة في كيان الاحتلال بطرحه على الأجندة السياسيّة بين الفينة والأخرى.