مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: الأردن يخشى مصير الأكراد وعلاقاته مع روسيا توطدّت كثيرًا مؤخرًا لإيمانه بأنّ واشنطن تتخلّى عن الحلفاء وبوتن بات اللاعب الرئيسيّ واتفاق السلام في خطر
عمان جو - من زهير أندراوس
رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، د. رونين يتسحاق، أنّ معاهدة السلام بين إسرائيل والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، الموقعة منذ 25 عامًا، تعتمِد إلى حدٍّ كبيرٍ على دعم الولايات المتحدة وحمايتها للمصالح الاقتصاديّة والسياسيّة للأردن، والمُحافظة على استقرار هذا البلد العربيّ واستمراريّة وجودة، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُستشرِق يتسحاق، وهو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربيّ والمتخصص في الشأن الأردني، أوضح في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، أنّ الصحافي الأردنيّ محمد سلامة، الذي يكتب في جريدة (الدستور)، المُقرّبة من الديوان الملكيّ بالمملكة، كما قال، فسّر قرار واشنطن الانسحاب من سوريّة والتخلّي عن حلفائها الأكراد بالقول-الفصل إنّ “الأكراد راهنوا على الحصان الخطأ”، ووفقًا له، فإنّ السياسة الأمريكيّة في الشرق الأوسط لم ولن تضع على رأس أجندتها الخارجيّة تقديم الدعم والمُساعدة في المقام الأول للأكراد، وبالتالي فضّل الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الهرب وترك الأكراد كالأيتام على موائد اللئام، وفقًا لتعبيره.
وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ الإعلاميّ سامة وكوكبة كبيرة من الصحافيين وصُنّاع الرأي في المملكة الهاشميّة أكّدوا بصورةٍ غيرُ قابلةٍ للتأويل: أمريكا دولة غادرة وغدّارة، وعلى العرب عدم الثقة فيها، لأنّها مع مرور الوقت ستتركهم، لافتين في الوقت عينه إلى أنّه يتعيَّن على الحكومة الأردنيّة السعي لإيجاد حليفٍ ذي مصداقيّةٍ وموثوقٍ وجديٍّ، بالإضافة إلى أنّه لا يتخلى عن الأصدقاء، أيْ جمهورية روسيا الاتحاديّة، مُشدّدًا على أنّه في الأشهر الأخيرة يتّم نشر المزيد من الأعمدة والتقارير الإخباريّة حول ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين عمّان وموسكو، قال المُستشرِق الإسرائيليّ.
وساق قائلاً إنّ دفء العلاقات بين البلدين ليس بالأمر الجديد، فعلى مدار العامين الماضيين، وعلى خلفية التطورّات والمُستجدّات السياسيّة والأمنيّة في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا على خلفية انحياز الولايات المتحدّة بشكل سافرٍ لصالح إسرائيل، ازداد الاهتمام الأردنيّ بتوثيق العلاقات مع روسيا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا كان الملك عبد الله يُعلِّق آمالاً على الولايات المتحدة ، فإنّه يعتقد اليوم أنّ روسيا هي مفتاح مستقبل المملكة، حيث أوضح عبد الله عندما سُئِل: “لن يتِّم حلّ أيّ مشكلةٍ دون تدّخل روسيا. روسيا هي أقوى قوّة في المنطقة، ومصير الأردن الأمنيّ والاقتصاديّ بأيديها، إذْ أنّ موسكو، أضاف المُستشرِق الإسرائيليّ، هي التي تكبح المليشيات الشيعيّة العامِلة في سوريّة، وتمنعها من الاقتراب إلى الحدود مع الأردن، بحسب قوله.
وأكّد د. يتسحاق أنّ روسيا، مثل الأردن، تدعم إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ مستقلّةٍ وعاصمتها القدس، وتُعارِض اعتراف الإدارة الأمريكيّة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بل إنّها ترفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة في الجولان، كما أنّ روسيا على استعدادٍ أيضًا للمساعدة في حلّ مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمار، وتقديم القروض، وفتح المزيد من الأسواق أمام السلع الأردنية، للمساعدة في تعزيز اقتصادها، وفقًا للمُستشرِق الإسرائيليّ.
وهكذا، تابع د. يتسحاق، بالتوازي مع العلاقات الإستراتيجيّة والعسكريّة والمخابراتيّة التي لا تزال قائمةً بين الأردن والولايات المتحدة، تكثف التعاون الأردنيّ-الروسيّ مؤخرًا، فبالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصاديّة أوْ التجاريّة أوْ السياحيّة أوْ العسكريّة أوْ العلميّة، التي تمّ التوقيع عليها في الأشهر الأخيرة، وعد الرئيس الروسي بوتين شخصيًا الملك عبد الله بإمكانية فسح المجال أمام الأردن للانضمام إلى الاتحاد الاقتصاديّ الأوروبيّ الآسيويّ، كما قال.
وأشار أيضًا إلى أنّه بالفعل، حتى قبل أنْ تُنفذ جميع الاتفاقيات تنفيذاً كاملاً، زاد حجم التجارة بين البلدان أربعة أضعاف خلال العام الماضي. من 157 مليون دولار في عام 2017 إلى 600 مليون دولار في عام 2018، كما ارتفع عدد السياح الروس الذين يزورون الأردن مرتين في غضون عامين، من 50000 سائح روسي في عام 2016 إلى أكثر من 100،000 في عام 2018، مؤكِّدًا على أنّ التقديرات تُشير إلى أنّ حوالي 10،000 سائح روسيّ يزورون الأردن كلّ شهرٍ خلال عام 2019.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ تحليله بالقول إنّه قد يكون ارتفاع درجة حرارة العلاقات الأردنيّة الروسيّة مجرد تحدٍ للحكومة الأمريكيّة، أوْ ردَّ فعلٍ مُضّادٍ بالنسبة للولايات المُتحدّة وإسرائيل سوريةً فيما يتعلّق بالتحالفات السياسيّة بالمنطقة، ولكن هذا النهج يُشكِّل خطرًا ليس فقط على الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على إسرائيل، وقد يضر بمستقبل معاهدة السلام بين الدولتين، مُشدّدًا على أنّ معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، الموقعة منذ 25 عامًا، تعتمِد إلى حدٍّ كبيرٍ على الولايات المتحدة وحماية المصالح الاقتصاديّة والسياسيّة للأردن، واستمرارية وجود واستقرار هذا البلد العربيّ، على حدّ قول المُستشرِق الإسرائيليّ.الراي اليوم
عمان جو - من زهير أندراوس
رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، د. رونين يتسحاق، أنّ معاهدة السلام بين إسرائيل والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، الموقعة منذ 25 عامًا، تعتمِد إلى حدٍّ كبيرٍ على دعم الولايات المتحدة وحمايتها للمصالح الاقتصاديّة والسياسيّة للأردن، والمُحافظة على استقرار هذا البلد العربيّ واستمراريّة وجودة، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُستشرِق يتسحاق، وهو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربيّ والمتخصص في الشأن الأردني، أوضح في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، أنّ الصحافي الأردنيّ محمد سلامة، الذي يكتب في جريدة (الدستور)، المُقرّبة من الديوان الملكيّ بالمملكة، كما قال، فسّر قرار واشنطن الانسحاب من سوريّة والتخلّي عن حلفائها الأكراد بالقول-الفصل إنّ “الأكراد راهنوا على الحصان الخطأ”، ووفقًا له، فإنّ السياسة الأمريكيّة في الشرق الأوسط لم ولن تضع على رأس أجندتها الخارجيّة تقديم الدعم والمُساعدة في المقام الأول للأكراد، وبالتالي فضّل الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الهرب وترك الأكراد كالأيتام على موائد اللئام، وفقًا لتعبيره.
وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ الإعلاميّ سامة وكوكبة كبيرة من الصحافيين وصُنّاع الرأي في المملكة الهاشميّة أكّدوا بصورةٍ غيرُ قابلةٍ للتأويل: أمريكا دولة غادرة وغدّارة، وعلى العرب عدم الثقة فيها، لأنّها مع مرور الوقت ستتركهم، لافتين في الوقت عينه إلى أنّه يتعيَّن على الحكومة الأردنيّة السعي لإيجاد حليفٍ ذي مصداقيّةٍ وموثوقٍ وجديٍّ، بالإضافة إلى أنّه لا يتخلى عن الأصدقاء، أيْ جمهورية روسيا الاتحاديّة، مُشدّدًا على أنّه في الأشهر الأخيرة يتّم نشر المزيد من الأعمدة والتقارير الإخباريّة حول ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين عمّان وموسكو، قال المُستشرِق الإسرائيليّ.
وساق قائلاً إنّ دفء العلاقات بين البلدين ليس بالأمر الجديد، فعلى مدار العامين الماضيين، وعلى خلفية التطورّات والمُستجدّات السياسيّة والأمنيّة في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا على خلفية انحياز الولايات المتحدّة بشكل سافرٍ لصالح إسرائيل، ازداد الاهتمام الأردنيّ بتوثيق العلاقات مع روسيا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا كان الملك عبد الله يُعلِّق آمالاً على الولايات المتحدة ، فإنّه يعتقد اليوم أنّ روسيا هي مفتاح مستقبل المملكة، حيث أوضح عبد الله عندما سُئِل: “لن يتِّم حلّ أيّ مشكلةٍ دون تدّخل روسيا. روسيا هي أقوى قوّة في المنطقة، ومصير الأردن الأمنيّ والاقتصاديّ بأيديها، إذْ أنّ موسكو، أضاف المُستشرِق الإسرائيليّ، هي التي تكبح المليشيات الشيعيّة العامِلة في سوريّة، وتمنعها من الاقتراب إلى الحدود مع الأردن، بحسب قوله.
وأكّد د. يتسحاق أنّ روسيا، مثل الأردن، تدعم إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ مستقلّةٍ وعاصمتها القدس، وتُعارِض اعتراف الإدارة الأمريكيّة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بل إنّها ترفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة في الجولان، كما أنّ روسيا على استعدادٍ أيضًا للمساعدة في حلّ مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمار، وتقديم القروض، وفتح المزيد من الأسواق أمام السلع الأردنية، للمساعدة في تعزيز اقتصادها، وفقًا للمُستشرِق الإسرائيليّ.
وهكذا، تابع د. يتسحاق، بالتوازي مع العلاقات الإستراتيجيّة والعسكريّة والمخابراتيّة التي لا تزال قائمةً بين الأردن والولايات المتحدة، تكثف التعاون الأردنيّ-الروسيّ مؤخرًا، فبالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصاديّة أوْ التجاريّة أوْ السياحيّة أوْ العسكريّة أوْ العلميّة، التي تمّ التوقيع عليها في الأشهر الأخيرة، وعد الرئيس الروسي بوتين شخصيًا الملك عبد الله بإمكانية فسح المجال أمام الأردن للانضمام إلى الاتحاد الاقتصاديّ الأوروبيّ الآسيويّ، كما قال.
وأشار أيضًا إلى أنّه بالفعل، حتى قبل أنْ تُنفذ جميع الاتفاقيات تنفيذاً كاملاً، زاد حجم التجارة بين البلدان أربعة أضعاف خلال العام الماضي. من 157 مليون دولار في عام 2017 إلى 600 مليون دولار في عام 2018، كما ارتفع عدد السياح الروس الذين يزورون الأردن مرتين في غضون عامين، من 50000 سائح روسي في عام 2016 إلى أكثر من 100،000 في عام 2018، مؤكِّدًا على أنّ التقديرات تُشير إلى أنّ حوالي 10،000 سائح روسيّ يزورون الأردن كلّ شهرٍ خلال عام 2019.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ تحليله بالقول إنّه قد يكون ارتفاع درجة حرارة العلاقات الأردنيّة الروسيّة مجرد تحدٍ للحكومة الأمريكيّة، أوْ ردَّ فعلٍ مُضّادٍ بالنسبة للولايات المُتحدّة وإسرائيل سوريةً فيما يتعلّق بالتحالفات السياسيّة بالمنطقة، ولكن هذا النهج يُشكِّل خطرًا ليس فقط على الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على إسرائيل، وقد يضر بمستقبل معاهدة السلام بين الدولتين، مُشدّدًا على أنّ معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، الموقعة منذ 25 عامًا، تعتمِد إلى حدٍّ كبيرٍ على الولايات المتحدة وحماية المصالح الاقتصاديّة والسياسيّة للأردن، واستمرارية وجود واستقرار هذا البلد العربيّ، على حدّ قول المُستشرِق الإسرائيليّ.الراي اليوم