ماهر أبو طير يكتب .. كلام عن ولي العهد
عمان جو - قبل سنين وفي مكتب شخص مهم في الديوان الملكي، وهو شخص لم يعد في أي موقع حاليا، قلت له ان نشاطات ولي العهد يجب ان تخضع لمعيار مختلف، بحيث لا تكون هذه النشاطات مكتبية، ولا ان تكون موجهة لفئة محددة من الناس، وأن تقرأ تجربتي الملك الحسين بن طلال، والملك عبدالله الثاني، للخروج بأفكار متعددة.
يومها وهذا كلام حدث بكل تفاصيله، سألني عما أقترح فقلت له وهو المؤثر يومها إنه لا يكفي ان تكون النشاطات محصورة ضمن اجتماعات او مبادرات وان صياغة صورة ولي العهد وسمعته يجب ان تخضع لنمطية الملك وتحديدا من الفترة الممتدة من العام 1999 الى العام 2005 تقريبا، او أي نمطية الملك الراحل في علاقته مع الناس، وزدت مقترحا لماذا لا يذهب ولي العهد الى البادية الجنوبية مثلا، والبقاء مع أهلها يومين، والاستماع الى طلباتهم وتلبيتها، أو إلى عجلون او أي موقع آخر، وان تكون هذه الزيارات ممتدة، وأن يتم توفير غطاء مالي، لتلبية طلبات الناس، واحتياجاتهم ؟.
زم شفتيه، ولم يعجبه الكلام، وإن كان يدون كل ملاحظة، قائلا لي إنني بهذه الوصفة سوف أعزز ثقافة مد اليد، أو ثقافة الاعتياد على الطلب، قائلا إنه آن الأوان أن تتوقف ثقافة ” الشحدة” والاستدعاءات، ونموذج الدولة النفعية، التي توزع صرر المال، على المواطنين، وزاد من نظرياته فوق رأسي، وكنت أشعر إنني جالس امام مستشرق كبير بلسان عربي، في موقع مهم وحساس.
يومها ناقشته، ان الناس أولا لا يطلبون إلا بسبب الحاجة، والفقر، وهي مشاكل تسببت بها الحكومات، فلا يهان الناس، ولا يلامون إذا طلبوا، خصوصا ان لا نوافذ حكومية بديلة متاحة، كما ان التخلي عن نموذج الدولة النفعية أمر ممتاز كشعار، اذا استطاعت الدولة التحول الى دولة حقوق وواجبات، يؤدي المواطن الواجبات المطلوبة منه، ويحصل على حقوقه، لكن الحاصل ان التيار الليبرالي المتنور الداعي الى انهاء نموذج الدولة الابوية، قوي جدا، وهو للأسف انهى الابوية، وجعل الناس بالمقابل في الفراغ، فلا دولة نفعية، ولا دولة حقوق او واجبات، وهذا يؤثر بشدة على كل سمعة الدولة ووجودها، إضافة الى ان أضرار هذا التيار على بنية الدولة، فادحة، بكل ما تعنيه الكلمة.
غادرته، وانا مدرك تماما، ان هذه مدرسة لا تفهم واقع الناس، ولا البلد، وقد صدف ان ناقشت مسؤولا جاء في ذات موقعه بذات الطريقة، حول أهمية الاقتراب من الناس، وتوفير مخصصات مالية للتخفيف عنهم، امام الوضع الصعب، فجاءت الإجابات شبيهة، بل زاد عليها، ان لا مال متوفر، وان فتح هذا الباب كما كان سابقا، امر مستحيل.
مناسبة هذا الكلام، تلك الصورة الجيدة لولي العهد التي نراها هذه الأيام، وهي صورة بحاجة الى تعزيز عبر نشاطات من نوع آخر، أي النشاطات الإنسانية، التي لا تقوم على صناعة اللفتة العابرة، فقط، بل التوسع فيها، بشكل اكثر تأثيرا على صعيد العلاقات مع الناس، وعلى صعيد دور الديوان الملكي، ومكتب ولي العهد في تلبية طلبات كثيرة، وتخصيص أموال كبيرة لهذه الغاية، من اجل سد الثغرات التي تسببت بها إدارة الحكومات للمشهد المحلي، وبسبب الحاجة والفقر والحرمان، وهذا يعني في المحصلة أن الاستثمار في صورة ولي العهد، وصناعة صورته بطريقة مختلفة، امر مهم، له وللناس، أيضا، بدلا من حصر اغلب النشاطات في اطار نشاطات مغلقة، او متخصصة في مجالات محددة، وهذا الاستثمار في صورته، له ارتداد سياسي، ولا يقف عند حدود صناعة الشعبية.
لا يسمع احد النصائح التي تقال لوجه الله فقط، وهي نصائح ليس غايتها الانتقاص من احد، بل التنبه الى جملة قضايا كثيرة، قد لا يجرؤ آخرون على إثارتها، ولا بد بكل صراحة اليوم، ان يقال ان الفرق كبير، بين صناعة الصورة، وصناعة المستقبل، فيما كثيرون يظنون ان صناعة الصورة بمعناها العابر السريع، امر كاف، من اجل مراكمة الصور الإيجابية، ولا يتنبهون الى ان هناك مقارنات جارية، وان هناك اطرافا عدة داخلية وخارجية، تتربص بكل المشهد الأردني، وتريد اضعافه بكل الوسائل، مما يوجب إعادة النظر بقضايا كثيرة بكل جرأة وشجاعة وحكمة
يومها وهذا كلام حدث بكل تفاصيله، سألني عما أقترح فقلت له وهو المؤثر يومها إنه لا يكفي ان تكون النشاطات محصورة ضمن اجتماعات او مبادرات وان صياغة صورة ولي العهد وسمعته يجب ان تخضع لنمطية الملك وتحديدا من الفترة الممتدة من العام 1999 الى العام 2005 تقريبا، او أي نمطية الملك الراحل في علاقته مع الناس، وزدت مقترحا لماذا لا يذهب ولي العهد الى البادية الجنوبية مثلا، والبقاء مع أهلها يومين، والاستماع الى طلباتهم وتلبيتها، أو إلى عجلون او أي موقع آخر، وان تكون هذه الزيارات ممتدة، وأن يتم توفير غطاء مالي، لتلبية طلبات الناس، واحتياجاتهم ؟.
زم شفتيه، ولم يعجبه الكلام، وإن كان يدون كل ملاحظة، قائلا لي إنني بهذه الوصفة سوف أعزز ثقافة مد اليد، أو ثقافة الاعتياد على الطلب، قائلا إنه آن الأوان أن تتوقف ثقافة ” الشحدة” والاستدعاءات، ونموذج الدولة النفعية، التي توزع صرر المال، على المواطنين، وزاد من نظرياته فوق رأسي، وكنت أشعر إنني جالس امام مستشرق كبير بلسان عربي، في موقع مهم وحساس.
يومها ناقشته، ان الناس أولا لا يطلبون إلا بسبب الحاجة، والفقر، وهي مشاكل تسببت بها الحكومات، فلا يهان الناس، ولا يلامون إذا طلبوا، خصوصا ان لا نوافذ حكومية بديلة متاحة، كما ان التخلي عن نموذج الدولة النفعية أمر ممتاز كشعار، اذا استطاعت الدولة التحول الى دولة حقوق وواجبات، يؤدي المواطن الواجبات المطلوبة منه، ويحصل على حقوقه، لكن الحاصل ان التيار الليبرالي المتنور الداعي الى انهاء نموذج الدولة الابوية، قوي جدا، وهو للأسف انهى الابوية، وجعل الناس بالمقابل في الفراغ، فلا دولة نفعية، ولا دولة حقوق او واجبات، وهذا يؤثر بشدة على كل سمعة الدولة ووجودها، إضافة الى ان أضرار هذا التيار على بنية الدولة، فادحة، بكل ما تعنيه الكلمة.
غادرته، وانا مدرك تماما، ان هذه مدرسة لا تفهم واقع الناس، ولا البلد، وقد صدف ان ناقشت مسؤولا جاء في ذات موقعه بذات الطريقة، حول أهمية الاقتراب من الناس، وتوفير مخصصات مالية للتخفيف عنهم، امام الوضع الصعب، فجاءت الإجابات شبيهة، بل زاد عليها، ان لا مال متوفر، وان فتح هذا الباب كما كان سابقا، امر مستحيل.
مناسبة هذا الكلام، تلك الصورة الجيدة لولي العهد التي نراها هذه الأيام، وهي صورة بحاجة الى تعزيز عبر نشاطات من نوع آخر، أي النشاطات الإنسانية، التي لا تقوم على صناعة اللفتة العابرة، فقط، بل التوسع فيها، بشكل اكثر تأثيرا على صعيد العلاقات مع الناس، وعلى صعيد دور الديوان الملكي، ومكتب ولي العهد في تلبية طلبات كثيرة، وتخصيص أموال كبيرة لهذه الغاية، من اجل سد الثغرات التي تسببت بها إدارة الحكومات للمشهد المحلي، وبسبب الحاجة والفقر والحرمان، وهذا يعني في المحصلة أن الاستثمار في صورة ولي العهد، وصناعة صورته بطريقة مختلفة، امر مهم، له وللناس، أيضا، بدلا من حصر اغلب النشاطات في اطار نشاطات مغلقة، او متخصصة في مجالات محددة، وهذا الاستثمار في صورته، له ارتداد سياسي، ولا يقف عند حدود صناعة الشعبية.
لا يسمع احد النصائح التي تقال لوجه الله فقط، وهي نصائح ليس غايتها الانتقاص من احد، بل التنبه الى جملة قضايا كثيرة، قد لا يجرؤ آخرون على إثارتها، ولا بد بكل صراحة اليوم، ان يقال ان الفرق كبير، بين صناعة الصورة، وصناعة المستقبل، فيما كثيرون يظنون ان صناعة الصورة بمعناها العابر السريع، امر كاف، من اجل مراكمة الصور الإيجابية، ولا يتنبهون الى ان هناك مقارنات جارية، وان هناك اطرافا عدة داخلية وخارجية، تتربص بكل المشهد الأردني، وتريد اضعافه بكل الوسائل، مما يوجب إعادة النظر بقضايا كثيرة بكل جرأة وشجاعة وحكمة
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات