الحرب السورية تتواصل بدفع من قوى لم تتعب بعد
عمان جو_على وقع الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمسلحين جنوب غرب حلب، تنعقد في بترسبورغ الروسية اجتماعات "خلية عمل" لمسؤولي استخبارات وسياسيين روس واتراك "للبحث في ايجاد أرضية مشتركة بشأن سورية".
فالى اي حد ستكون منتجة اجتماعات بترسبورغ سورياً؟! وفي اي صيغة ؟
محلل سياسي كتب في الشان السوري على وقع معارك حلب في اليومين الماضيين، قائلا: كأن سوريا في بداية الحرب. النظام مصمم على هزيمة المعارضة، بأشكالها كافة، والمعارضة مصممة على اسقاط النظام. لا هذا يتحقق ولا تلك قابلة للتنفيذ. والأسباب عديدة. حلفاء الطرفين لم يصلا بعد إلى صيغة توافقية، ولا انتزعا تنازلات من النظام أو من المعارضة، ثم، وهذا هو الأهم، أن إيران لم تتعب بعد، وأن تركيا لم تنعطف بعد، وأن حلفاء الفريقين يخوضون حروبهم بالواسطة، من دون ان يكتووا بنيرانها. ولا يبدو في الأفق القريب، أي تفاؤل في قضايا الخلاف ما بين الاقطاب الاقليميين".
واضاف : انها الحرب بعد السنة الخامسة... وغداً، وما بعده، حروب أخرى. السوريون يدفعون الثمن. لا نهاية مرئية لهذه الجلجلة. أكثر من 290 ألف قتيل، وسبعة ملايين سوري بلا سورية. عار بشري، ومأساة فريدة، لا شبيه لها، منذ الحرب العالمية الثانية.
كلام المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، بدا وكانه يرد على المحلل الذي لا يرى املا يلوح في الافق، فقال "ان موقف انقرة لم يتغير برغم المصالحة مع روسيا، وما زلنا نريد رحيله" في إشارة إلى الرئيس السوري. واضاف "لم يتغير موقفنا". وقال "لدينا اتفاقات مع روسيا بشأن التعاون في محاربة الإرهاب. ويتعلق ذلك بمحاربة الإرهابيين الأكراد وتنظيم داعش"، مضيفاً "من السابق لأوانه الحديث عن انتقال سياسي محتمل في سورية بمشاركة بشار الأسد. موقف أنقرة من الأسد لم يتغير".
واعتبر وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو، أنه "يمكن لتركيا أن تجد أرضية مشتركة مع موسكو بشأن سورية"، موضحاً "نتشابه في التفكير في ما يخص وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حل سياسي في سورية، وربما نفكر بشكل مختلف في ما يخص كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار".
ويلاحظ المراقبون انه بعد ساعات على قمة سان بطرسبورغ الروسية التركية، حتى ظهرت ثلاث آليات عمل وثلاث نقاط اتفاق بين الروس والأتراك بشأن سورية. واعتبروا ن أنقرة بدأت المزايدة على الاميركيين بالاشارة الى انهم "ما عادوا يولون لرحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد اولوية"، في موقف ربما يحمل اكثر من تأويل، بينها ربما استفزاز واشنطن من باب التقارب مع موسكو، خصوصا ان الاتراك اضافوا على ذلك القول ان الاميركيين "لا يملكون نهجا في سورية". وتساءلوا : هل "اكتشفط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان "النهج" الروسي سوريا، اجدى واكثر فاعلية؟
فخلال قمة فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في سان بطرسبورغ يوم الثلاثاء، تبلورت، حسب المراقبين، كثير من الرسائل التركية الى الاميركيين، واوروبا، اذ راحت الصحف الغربية تتحدث عن ان الاوروبيين "خسروا" تركيا. لكن المراقبين يؤكدون ان الغموض ما زال يتحكم بطبيعة التفاهمات التركية ـ الروسية المستجدة، وفحوى المقايضة التي من المحتمل انها قد تتبلور حول ما اسماه بوتين "التفاهم المشترك" بالشأن السوري، ووصفته انقرة بانه "ارضية مشتركة"، بمشاركة وزارات الخارجية والدفاع والاستخبارات.
اما اجتماعات بترسبورغ بين الروس والاتراك، فيراها المراقبون اهميتها في ان الأتراك، الملدوغين من عقرب الارهاب وشرخ المحاولة الانقلابية، ربما يحاولون اعادة التموضع سوريا. لكن العقد الاساسية تظل رهن شياطين التفاصيل، وهي ستتطلب مشاورات طويلة حول الشأن السوري. كما كان من اللافت للنظر تشديد الكلام التركي الذي صدر امس على التفهم الروسي لموقف انقرة من الاكراد والمرارة من الغرب والأميركيين، والتمسك التركي بفكرة رحيل الرئيس بشار الاسد.
اما اللافت الاكبر، حسب المراقبين، هو حديث رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الذي قال أمام أعضاء مجلس مصدري تركيا إن "سوريا ودولا أخرى في المنطقة ستشهد تطورات جميلة"، مضيفاً أنه "بعد الآن، ستعمل تركيا بشكل وثيق أكثر مع دول المنطقة لحل قضايا المنطقة وفي مقدمتها سورية، ومثلما حللنا مشاكلنا مع إسرائيل، ومثلما أعدنا الأمور إلى مسارها مع روسيا، سنشهد تطورات جميلة في سورية ودول أخرى في المنطقة، وبدأت مرحلة ذلك، واتّخذت خطواتها، وسنشاهد معا نتائجها".
وشدد على أن دول المنطقة "أفضل من تحلل وتنتج الحل الصحيح لقضاياها"، مضيفا أنه "شاهدنا ما آلت إليه الأمور نتيجة دور من يجهلون التفاصيل الدقيقة للأحداث لبعدهم عن المنطقة، ففي سوريا قتل 500 ألف إنسان بريء، في حين أن تركيا استضافت ثلاثة ملايين سوري». ولفت يلديريم إلى أن تجاهل دولة محورية مثل تركيا في ما يتعلق بحلول مشاكل المنطقة، إنما يعني "عدم الرغبة في انتهائها، أكثر مما يعني جهلاً بها".
وعود الى المتحدث الرئاسي التركي فقد قال ان "هناك اختلافاً في الآراء بين الجانبين (موسكو وانقرة) حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وفي كيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، وإيقاف الاشتباكات، وحماية وحدة الأراضي السورية"، مؤكداً أن وفدي البلدين في اجتماعات بترسبورغ "سيبحثان تلك المسائل بالتفصيل".
ولفت إلى أن الجانبين الروسي والتركي أكدا على تعزيز التعاون بين الطرفين للحيولة دون تكرار حادثة إسقاط الطائرة، مشيراً إلى أن رئاستي هيئة الأركان في البلدين "أعادتا خط الاتصال المباشر بينهما".
اقتصادياً، أعلن المتحدث الرئاسي التركي أن تركيا وروسيا اتفقتا على انشاء صندوق استثماري مشترك، متوقعاً أن "يتخذ البلدان خطوات لزيادة السياحة الروسية الى تركيا في الاجل القصير بما في ذلك رحلات الطيران العارض (تشارتر)".
محلل آخر، قال ان الحرب السورية، ستعاود سيرتها لتنتج مزيدا من المآسي، على الرغم من التطورات "الجميلة" التي وعد بها رئيس الوزراء التركي، ذلك ان تدفق السلاح ما يزال مستمرا ليغذي الحرب بالوكالة التي تشتعل في سورية الضحية.-(وكالات)
فالى اي حد ستكون منتجة اجتماعات بترسبورغ سورياً؟! وفي اي صيغة ؟
محلل سياسي كتب في الشان السوري على وقع معارك حلب في اليومين الماضيين، قائلا: كأن سوريا في بداية الحرب. النظام مصمم على هزيمة المعارضة، بأشكالها كافة، والمعارضة مصممة على اسقاط النظام. لا هذا يتحقق ولا تلك قابلة للتنفيذ. والأسباب عديدة. حلفاء الطرفين لم يصلا بعد إلى صيغة توافقية، ولا انتزعا تنازلات من النظام أو من المعارضة، ثم، وهذا هو الأهم، أن إيران لم تتعب بعد، وأن تركيا لم تنعطف بعد، وأن حلفاء الفريقين يخوضون حروبهم بالواسطة، من دون ان يكتووا بنيرانها. ولا يبدو في الأفق القريب، أي تفاؤل في قضايا الخلاف ما بين الاقطاب الاقليميين".
واضاف : انها الحرب بعد السنة الخامسة... وغداً، وما بعده، حروب أخرى. السوريون يدفعون الثمن. لا نهاية مرئية لهذه الجلجلة. أكثر من 290 ألف قتيل، وسبعة ملايين سوري بلا سورية. عار بشري، ومأساة فريدة، لا شبيه لها، منذ الحرب العالمية الثانية.
كلام المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، بدا وكانه يرد على المحلل الذي لا يرى املا يلوح في الافق، فقال "ان موقف انقرة لم يتغير برغم المصالحة مع روسيا، وما زلنا نريد رحيله" في إشارة إلى الرئيس السوري. واضاف "لم يتغير موقفنا". وقال "لدينا اتفاقات مع روسيا بشأن التعاون في محاربة الإرهاب. ويتعلق ذلك بمحاربة الإرهابيين الأكراد وتنظيم داعش"، مضيفاً "من السابق لأوانه الحديث عن انتقال سياسي محتمل في سورية بمشاركة بشار الأسد. موقف أنقرة من الأسد لم يتغير".
واعتبر وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو، أنه "يمكن لتركيا أن تجد أرضية مشتركة مع موسكو بشأن سورية"، موضحاً "نتشابه في التفكير في ما يخص وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حل سياسي في سورية، وربما نفكر بشكل مختلف في ما يخص كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار".
ويلاحظ المراقبون انه بعد ساعات على قمة سان بطرسبورغ الروسية التركية، حتى ظهرت ثلاث آليات عمل وثلاث نقاط اتفاق بين الروس والأتراك بشأن سورية. واعتبروا ن أنقرة بدأت المزايدة على الاميركيين بالاشارة الى انهم "ما عادوا يولون لرحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد اولوية"، في موقف ربما يحمل اكثر من تأويل، بينها ربما استفزاز واشنطن من باب التقارب مع موسكو، خصوصا ان الاتراك اضافوا على ذلك القول ان الاميركيين "لا يملكون نهجا في سورية". وتساءلوا : هل "اكتشفط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان "النهج" الروسي سوريا، اجدى واكثر فاعلية؟
فخلال قمة فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في سان بطرسبورغ يوم الثلاثاء، تبلورت، حسب المراقبين، كثير من الرسائل التركية الى الاميركيين، واوروبا، اذ راحت الصحف الغربية تتحدث عن ان الاوروبيين "خسروا" تركيا. لكن المراقبين يؤكدون ان الغموض ما زال يتحكم بطبيعة التفاهمات التركية ـ الروسية المستجدة، وفحوى المقايضة التي من المحتمل انها قد تتبلور حول ما اسماه بوتين "التفاهم المشترك" بالشأن السوري، ووصفته انقرة بانه "ارضية مشتركة"، بمشاركة وزارات الخارجية والدفاع والاستخبارات.
اما اجتماعات بترسبورغ بين الروس والاتراك، فيراها المراقبون اهميتها في ان الأتراك، الملدوغين من عقرب الارهاب وشرخ المحاولة الانقلابية، ربما يحاولون اعادة التموضع سوريا. لكن العقد الاساسية تظل رهن شياطين التفاصيل، وهي ستتطلب مشاورات طويلة حول الشأن السوري. كما كان من اللافت للنظر تشديد الكلام التركي الذي صدر امس على التفهم الروسي لموقف انقرة من الاكراد والمرارة من الغرب والأميركيين، والتمسك التركي بفكرة رحيل الرئيس بشار الاسد.
اما اللافت الاكبر، حسب المراقبين، هو حديث رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الذي قال أمام أعضاء مجلس مصدري تركيا إن "سوريا ودولا أخرى في المنطقة ستشهد تطورات جميلة"، مضيفاً أنه "بعد الآن، ستعمل تركيا بشكل وثيق أكثر مع دول المنطقة لحل قضايا المنطقة وفي مقدمتها سورية، ومثلما حللنا مشاكلنا مع إسرائيل، ومثلما أعدنا الأمور إلى مسارها مع روسيا، سنشهد تطورات جميلة في سورية ودول أخرى في المنطقة، وبدأت مرحلة ذلك، واتّخذت خطواتها، وسنشاهد معا نتائجها".
وشدد على أن دول المنطقة "أفضل من تحلل وتنتج الحل الصحيح لقضاياها"، مضيفا أنه "شاهدنا ما آلت إليه الأمور نتيجة دور من يجهلون التفاصيل الدقيقة للأحداث لبعدهم عن المنطقة، ففي سوريا قتل 500 ألف إنسان بريء، في حين أن تركيا استضافت ثلاثة ملايين سوري». ولفت يلديريم إلى أن تجاهل دولة محورية مثل تركيا في ما يتعلق بحلول مشاكل المنطقة، إنما يعني "عدم الرغبة في انتهائها، أكثر مما يعني جهلاً بها".
وعود الى المتحدث الرئاسي التركي فقد قال ان "هناك اختلافاً في الآراء بين الجانبين (موسكو وانقرة) حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وفي كيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، وإيقاف الاشتباكات، وحماية وحدة الأراضي السورية"، مؤكداً أن وفدي البلدين في اجتماعات بترسبورغ "سيبحثان تلك المسائل بالتفصيل".
ولفت إلى أن الجانبين الروسي والتركي أكدا على تعزيز التعاون بين الطرفين للحيولة دون تكرار حادثة إسقاط الطائرة، مشيراً إلى أن رئاستي هيئة الأركان في البلدين "أعادتا خط الاتصال المباشر بينهما".
اقتصادياً، أعلن المتحدث الرئاسي التركي أن تركيا وروسيا اتفقتا على انشاء صندوق استثماري مشترك، متوقعاً أن "يتخذ البلدان خطوات لزيادة السياحة الروسية الى تركيا في الاجل القصير بما في ذلك رحلات الطيران العارض (تشارتر)".
محلل آخر، قال ان الحرب السورية، ستعاود سيرتها لتنتج مزيدا من المآسي، على الرغم من التطورات "الجميلة" التي وعد بها رئيس الوزراء التركي، ذلك ان تدفق السلاح ما يزال مستمرا ليغذي الحرب بالوكالة التي تشتعل في سورية الضحية.-(وكالات)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات