جمالي كان لعنة علي وفشلت زيجاتي وتحوطني الذئاب الآن
عمان جو -
مساء الخير
أكتب اليكم بعد أن ضاقت علي الدنيا، عسى أن أجد لديكم استشارة تنير لي الطريق. أنا سيدة رزقني ربي قدر كبير من الجمال، نشأت في أسرة فقيرة، في قرية من القرى. وبعد عناء وتعب، حصلت على شهادة متوسطة. عملت في كل الأعمال التي تتخيلينها: في تطريز فساتين الأفراح، في عمل الحلوى وبيعها، في الإستقبال ببعض الفنادق الصغيرة في المدن الساحلية. ثم تعرفت على شاب من أسرة ثرية، أحبني وتزوجني. تصورت أن معاناتي انتهت، لكن بعد ايام قليلة من الزفاف، اكتشفت أنه مدمن وأن أهله يمدونه بالمال ليشتري المخدرات. تحملت معاناة لا تنتهي، حينما لا يكون في وعيه، يضربني ويجذبني من شعري برغم تمسكه بالجنين الذي حملت فيه من بداية زواجنا. حينما كان يفيق ويعود لوعيه، كان يعتذر ويكاد يقبل قدميً. المهم.. بعد ولادتي كان عاجزا عن حمل مسؤولية طفل، عاجزا عن الإنفاق علينا، لأن كل المال الذي يحصل عليه من أهله يضيع في المخدرات. بعد ثلاث سنوات، تركته ورحلت بعض أن كسرت ذراعي بسبب حالات العنف التي تحدث حينما يقل المخدر في الدم. سافرت الى العاصمة، واستأجرت شقة صغيرة بعد أن قمت ببيع الشبكة وبعض المشغولات الذهبية، وبدأت البحث عن عمل. لم أستطيع العودة لبيت أهلي لأنهم ينفقون بالكاد على اخوتي الصغار. كل الرواتب التي من الممكن أن أحصل عليها، لا تكفي إيجار الشقة ، ناهيك عن مصاريف إبني، وضرورة إيجاد حضانة أتركه فيها خلال ساعات العمل. فكنت أمارس أكثر من عمل، واحد صباحي وآخر مسائي، أصطحب فيه "أمير" بعد عودته من الحضانة. حاول زوجي الوصول لمكاني، لكنني صممت على الطلاق، وبعد عدة شهور طلقني دون أن أحصل على مصروف شهري لأمير، دون أن أحصل على أي حق من حقوقي.. ولم أندم على شيئ. بعد شهور من العناء والإنتقال من عمل لآخر. ذهبت لزيارة أحدى زميلاتي القدامي في المعهد. فقابلت والدها، الذي كان أرمل، ويعمل في التجارة الحرة، وعرض عليً الزواج، ووعد أن يتكفل بأمير وكأنه أحد أولاده، فوافقت على الفور. وتصورت إني سألتقط أنفاسي واستريح. وقد استطيع مساعدة إخوتي الصغار بما أدخره من مصروفي الخاص الذي يمنحه لي زوجي بسخاء نادر. لكن سرعان ما قضت الحرب التي شنها أولاده عليً - بعد أن اتهموني بالطمع في ثروته- على حلم الراحة والسعادة. ثم تعرض زوجي لأزمة قلبية، بعد أقل من عامين، وأضطر لإجراء جراحة عاجلة. كنت أقضي الليل بجواره، نائمة على كرسي من كراسي المستشفى، أو أنام فوق ملايات السرير على الأرض، فقد كنت أعتبره من البداية مثل والدي تماما، بسبب حنانه وطيبته. وبعد أن خرج من المستشفى وتعافى، قرر أن يشتري لي شقة لتأميني من حوادث الدهر وليكافئني على رعايته أثناء مرضه. ولكن الموت لم يمهله. وبعد أيام العزاء، طلب مني أولاده مغادرة الشقة، حتى إبنته التي كنت أظنها صديقتي، وافقتهم في إلقائي في الشارع!
سيدتي... عدت من جديد للبحث عن عمل، وبدأت المضايقات التي تتعرض لها غالبية النساء خاصة الجميلات منهن. أقول ذلك بكل أسى فلا توجد مشاعر أتفاخر بها حينما تلتهمني عيون تلك الذئاب البشرية. تقدم للزواج مني صاحب الشركة التي أعمل فيها مجرد سكرتيرة، بعد أن حاول أكثر من مرة دعوتي على العشاء، وتأكد أنه لا سبيل للوصول الي غايته الا الحلال. ثم تطور إعجابه بي لحب حقيقي، وأعتقد أني أبادله نفس المشاعر.و الآن قد انقضت فترة العدة .. ويجب أن آخذ قرار مصيري...المشكلة أنه متزوج وله ولدان. مخاوفي هذه المرة هي وجود زوجة ستحارب بكل شراسة للحفاظ على مملكتها التي تتصور أنني سأهدد استقرارها. في الحقيقة، أنا لا أسعى إلا لحياة هادئة مستقرة، بعيدا عن البهدلة، لا أرغب في إيذاء أحد. فلماذا يريد المجتمع عقابي مرة أخرى بطرح قضية المرأة التي تخطف رجل من بيته؟ فهل أخوض التجربة؟
الرد...
حبيبتي... لا تتصوري أن الحياة قد أدارت لك ظهرها، إن الله قد وهبك قلبا كبيرا، قبل أن يهبك وجها جميلا.. استشعرت ذلك من رغبتك في مساعدة إخوتك الصغار، ومن تفانيك في خدمة زوجك المريض ورعايته. ثم منحك طفلا رائعا سيكون – بإذن الله سندا لك في المستقبل. عزيزتي.. لسنا في الجنة لنحصل على الراحة والسكينة، كل منا ينقصه شيئ مهم يعتقد أنه يعاني بسبب فقدانه. بعضنا يحتاج للصحة، والبعض الآخر للزوج أو الذرية أو...أو...
أعتقد أنك بحاجة لفترة تلتقطي في أنفاسك.. فترة هدوء وصفاء، تخلين فيه لنفسك ولرعاية "أمير". فهو بالتأكيد يعاني من بعض الإضطراب لتنقله من بيت الى بيت، وحينما يتصور أنه وجد بديلا للأب، أو أبا بديلا، يحرمه القدر من ذلك الشعور. لنعطه فرصة ليتوازن ويتمكن من إستيعاب ما يحدث.
حبيبتي... القرارت المصيرية يجب أن تدرس على مهل.. أنا لا أتصور أنك بالفعل وقعتي في حب صاحب الشركة التي تعملين فيها، بل أعتقد أنك تحتاجين للإحتواء والأمان... لا تدخلي حربا جديدة مع زوجته، فلست مؤهلة الآن لخوض مزيد من الحروب. أنا لست ضد التعدد، فهو شرع الله. وربما أنصحك بقول هذا الزوج ، لكن حينما تتأكدين من صدق مشاعره، وأنها ليست نزوة، تنقضي بعد عدة شهور ويلقي بك من حياته، تحت ضغط من زوجته. تأكدي أولا من مشاعرك تجاهه، ثم من مدى تمسكه بك حينما تنقضي فورة الرغبة. ولن يحدذ كل هذا إلا بعد أن تهدئي تماما، فلم تنقضي فترة العدة الا من أيام قليلة.. إصبري، واهدئي.. وتوجهي لربك بالدعاء.. إطلبي منه التوفيق والسداد والرشاد..
عمان جو -
مساء الخير
أكتب اليكم بعد أن ضاقت علي الدنيا، عسى أن أجد لديكم استشارة تنير لي الطريق. أنا سيدة رزقني ربي قدر كبير من الجمال، نشأت في أسرة فقيرة، في قرية من القرى. وبعد عناء وتعب، حصلت على شهادة متوسطة. عملت في كل الأعمال التي تتخيلينها: في تطريز فساتين الأفراح، في عمل الحلوى وبيعها، في الإستقبال ببعض الفنادق الصغيرة في المدن الساحلية. ثم تعرفت على شاب من أسرة ثرية، أحبني وتزوجني. تصورت أن معاناتي انتهت، لكن بعد ايام قليلة من الزفاف، اكتشفت أنه مدمن وأن أهله يمدونه بالمال ليشتري المخدرات. تحملت معاناة لا تنتهي، حينما لا يكون في وعيه، يضربني ويجذبني من شعري برغم تمسكه بالجنين الذي حملت فيه من بداية زواجنا. حينما كان يفيق ويعود لوعيه، كان يعتذر ويكاد يقبل قدميً. المهم.. بعد ولادتي كان عاجزا عن حمل مسؤولية طفل، عاجزا عن الإنفاق علينا، لأن كل المال الذي يحصل عليه من أهله يضيع في المخدرات. بعد ثلاث سنوات، تركته ورحلت بعض أن كسرت ذراعي بسبب حالات العنف التي تحدث حينما يقل المخدر في الدم. سافرت الى العاصمة، واستأجرت شقة صغيرة بعد أن قمت ببيع الشبكة وبعض المشغولات الذهبية، وبدأت البحث عن عمل. لم أستطيع العودة لبيت أهلي لأنهم ينفقون بالكاد على اخوتي الصغار. كل الرواتب التي من الممكن أن أحصل عليها، لا تكفي إيجار الشقة ، ناهيك عن مصاريف إبني، وضرورة إيجاد حضانة أتركه فيها خلال ساعات العمل. فكنت أمارس أكثر من عمل، واحد صباحي وآخر مسائي، أصطحب فيه "أمير" بعد عودته من الحضانة. حاول زوجي الوصول لمكاني، لكنني صممت على الطلاق، وبعد عدة شهور طلقني دون أن أحصل على مصروف شهري لأمير، دون أن أحصل على أي حق من حقوقي.. ولم أندم على شيئ. بعد شهور من العناء والإنتقال من عمل لآخر. ذهبت لزيارة أحدى زميلاتي القدامي في المعهد. فقابلت والدها، الذي كان أرمل، ويعمل في التجارة الحرة، وعرض عليً الزواج، ووعد أن يتكفل بأمير وكأنه أحد أولاده، فوافقت على الفور. وتصورت إني سألتقط أنفاسي واستريح. وقد استطيع مساعدة إخوتي الصغار بما أدخره من مصروفي الخاص الذي يمنحه لي زوجي بسخاء نادر. لكن سرعان ما قضت الحرب التي شنها أولاده عليً - بعد أن اتهموني بالطمع في ثروته- على حلم الراحة والسعادة. ثم تعرض زوجي لأزمة قلبية، بعد أقل من عامين، وأضطر لإجراء جراحة عاجلة. كنت أقضي الليل بجواره، نائمة على كرسي من كراسي المستشفى، أو أنام فوق ملايات السرير على الأرض، فقد كنت أعتبره من البداية مثل والدي تماما، بسبب حنانه وطيبته. وبعد أن خرج من المستشفى وتعافى، قرر أن يشتري لي شقة لتأميني من حوادث الدهر وليكافئني على رعايته أثناء مرضه. ولكن الموت لم يمهله. وبعد أيام العزاء، طلب مني أولاده مغادرة الشقة، حتى إبنته التي كنت أظنها صديقتي، وافقتهم في إلقائي في الشارع!
سيدتي... عدت من جديد للبحث عن عمل، وبدأت المضايقات التي تتعرض لها غالبية النساء خاصة الجميلات منهن. أقول ذلك بكل أسى فلا توجد مشاعر أتفاخر بها حينما تلتهمني عيون تلك الذئاب البشرية. تقدم للزواج مني صاحب الشركة التي أعمل فيها مجرد سكرتيرة، بعد أن حاول أكثر من مرة دعوتي على العشاء، وتأكد أنه لا سبيل للوصول الي غايته الا الحلال. ثم تطور إعجابه بي لحب حقيقي، وأعتقد أني أبادله نفس المشاعر.و الآن قد انقضت فترة العدة .. ويجب أن آخذ قرار مصيري...المشكلة أنه متزوج وله ولدان. مخاوفي هذه المرة هي وجود زوجة ستحارب بكل شراسة للحفاظ على مملكتها التي تتصور أنني سأهدد استقرارها. في الحقيقة، أنا لا أسعى إلا لحياة هادئة مستقرة، بعيدا عن البهدلة، لا أرغب في إيذاء أحد. فلماذا يريد المجتمع عقابي مرة أخرى بطرح قضية المرأة التي تخطف رجل من بيته؟ فهل أخوض التجربة؟
الرد...
حبيبتي... لا تتصوري أن الحياة قد أدارت لك ظهرها، إن الله قد وهبك قلبا كبيرا، قبل أن يهبك وجها جميلا.. استشعرت ذلك من رغبتك في مساعدة إخوتك الصغار، ومن تفانيك في خدمة زوجك المريض ورعايته. ثم منحك طفلا رائعا سيكون – بإذن الله سندا لك في المستقبل. عزيزتي.. لسنا في الجنة لنحصل على الراحة والسكينة، كل منا ينقصه شيئ مهم يعتقد أنه يعاني بسبب فقدانه. بعضنا يحتاج للصحة، والبعض الآخر للزوج أو الذرية أو...أو...
أعتقد أنك بحاجة لفترة تلتقطي في أنفاسك.. فترة هدوء وصفاء، تخلين فيه لنفسك ولرعاية "أمير". فهو بالتأكيد يعاني من بعض الإضطراب لتنقله من بيت الى بيت، وحينما يتصور أنه وجد بديلا للأب، أو أبا بديلا، يحرمه القدر من ذلك الشعور. لنعطه فرصة ليتوازن ويتمكن من إستيعاب ما يحدث.
حبيبتي... القرارت المصيرية يجب أن تدرس على مهل.. أنا لا أتصور أنك بالفعل وقعتي في حب صاحب الشركة التي تعملين فيها، بل أعتقد أنك تحتاجين للإحتواء والأمان... لا تدخلي حربا جديدة مع زوجته، فلست مؤهلة الآن لخوض مزيد من الحروب. أنا لست ضد التعدد، فهو شرع الله. وربما أنصحك بقول هذا الزوج ، لكن حينما تتأكدين من صدق مشاعره، وأنها ليست نزوة، تنقضي بعد عدة شهور ويلقي بك من حياته، تحت ضغط من زوجته. تأكدي أولا من مشاعرك تجاهه، ثم من مدى تمسكه بك حينما تنقضي فورة الرغبة. ولن يحدذ كل هذا إلا بعد أن تهدئي تماما، فلم تنقضي فترة العدة الا من أيام قليلة.. إصبري، واهدئي.. وتوجهي لربك بالدعاء.. إطلبي منه التوفيق والسداد والرشاد..