ما هي أسباب هجوم اليمين الاسرائيلي على الأردن وقيادته وما قصة التحذيرات الامريكية الالمانية لعمان من الاعيب نتنياهو .. !
عمان جو . الانطباعات التي سمعها خبير أردني استثنائي بصفة «شخصية» وليست رسمية عملياً من وزن الجنرال علي شكري لم تفلح بعد بـ «تبريد» الجبهة التي اشتعلت بين الأردن على الصعيد المؤسسي، واليمين الإسرائيلي ومنابره الإعلامية والتواصلية التي هاجمت بخشونة وكيدية الملك عبدالله الثاني شخصياً بسبب دوره في إحباط بعض الطموحات اليمينية.
الجنرال شكري أحد أبرز المطلعين والخبراء في «التواصل مع العمق الإسرائيلي» خلف الستارة منذ أيام الملك الراحل حسين بن طلال، وأغلب التقدير أنه خصم شرس لأي أضواء من أي صنف.
استمع الرجل مؤخراً، حسب مقربين منه، لتقييمات من المستوى الأمني الإسرائيلي حول الأزمة الحالية في العلاقات بين الجانبين والتي بدأت تهز فعلاً أركان اتفاقية وادي عربة خصوصاً بعد قرار بنيامين نتنياهو اللعب انتخابياً بورقة «ضم الأغوار وشمالي البحر الميت».
لا تستطيع التوثق من أن ملاحظات الجنرال الخبير تم التعاطي معها رسمياً في خلية الأزمة الأردنية التي تحاول ملاعبة سلسلة عميقة من التحرشات الإسرائيلية مرحلياً بهدف إعادة صياغة المشهد بعد بروز «أدلة عملية»، على ما قاله مبكراً وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر، بعنوان «إسرائيل اليوم تختلف وانقلبت على السلام وعلى الأردن».
الرسائل التي وصلت عبر ثلاث قنوات على الأقل مؤخراً من المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين للأردنيين تطالبهم بالهدوء و»الصبر» وتؤشر إلى أن «الشراكة» مع العمق الإسرائيلي لا تزال صامدة رغم الأزمة مع اليمين حالياً.
تقرر أردنياً خلف الكواليس عزل القناة التي يمثلها فلسطيني أمريكي نشط في نقل الرسائل مع مسؤولين أردنيين.
وثمة قناة تتبادل المعطيات مع مركز دراسات عميق في عمان يديره أيضاً جنرال سابق عمل لسنوات على ملف الاتصالات مع إسرائيل.
في العمق المحلي ثمة مخاوف من أن الرسائل عبر جنرالين أو باحثين فلسطينيين يتطوعون بنقل المعلومات ليس أكثر من «خديعة».
العمق الإسرائيلي «يتراسل» عبر جنرالات الماضي
القلق الأردني الأهم هو ما يلي: الثقة لا تزال موجودة بمؤسستي العسكر والأمن الإسرائيليتين، لكنها منعدمة في أن تكون تلك المؤسسات قادرة فعلاً اليوم على ضبط إيقاع حكومة اليمين الإسرائيلي بعد معطيات تؤكد رقمياً بأن عدد المتدينيين اليهود في شعب التجنيد بالجيش الإسرائيلي وصل إلى مستويات مقلقة وغير مسبوقة.
تميل الغرفة الأردنية لاعتبار موقف الاستخبارات الإسرائيلية من تجاهل طلب الأردن الإفراج عن أسيرين قبل شهرين الدليل الأقوى على «فيروس عداء» ومناكفة للأردن باسم اليمين إلى عمق الشراكة القديمة في المؤسسة الإسرائيلية.
وذلك بطبيعة الحال من أبرز التحديات الآن.
لكن عمان بدأت تعتقد بأن تحرشات نتنياهو والمتطرفين بالمملكة القصد منها الاستفزاز لدرجة المساس باتفاقية وادي عربة.
وصل تحذيران لعمان من الولايات المتحدة وألمانيا يقترحان بأن نتنياهو يضغط لكي تخطئ عمان بشأن اتفاقية وادي عربة.. «الحذر واجب»، قال مسؤول ألماني مهم لنظيره الأردني، وأضاف: لا تتورطوا في لعبة نتنياهو.
المعنى أن نتنياهو يريد أن يظهر الأردن أمام العالم «غير قادر» على تحمل تبعات اتفاقية وادي عربة، بينما يفعل هو العكس تماماً.
لذلك، قررت سلطات عمان في وقت متأخر الأسبوع الماضي العمل على «الحد» من عمليات إسقاط اتفاقية الغاز التي يقوم بها أعضاء برلمان طوال الوقت.. هنا نصحت وزيرة الطاقة هالة زواتي برلمانين كباراً..» خسائرنا ستكون كبيرة».
الصفحة الكتومة والمطوية في التباين الأردني الإسرائيلي هي تلك التي تتضمنها رسالة قيلت للأمريكيين.. «أبلغوا نتنياهو أن القدس بالنسبة لنا وديعة مقدسة».. إذا انتقصتم لأي سبب من أي عنصر في الوصاية الهاشمية.. لا نريدها، وسنخرج من المعادلة، وعليكم تحمل التبعات والمسؤولية».
قيل للأمريكيين والإسرائيليين: نريد وديعتنا في القدس كاملة تماماً، وإذا قررتم تبديل أي جزء أساسي فيها بإمكانكم التحدث مع مهاتير محمد أو الرئيس اردوغان مثلاً.
كانت تلك رسالة «خشنة» سياسياً وتنطوي على «دهاء» وقيلت بصرامة . ومن الواضح أنها رسالة تربك ما يسميه المفكر السياسي عدنان أبو عودة بـ «حسابات اليمين الانتخابية».
أبو عودة يصر بتحليله على أن تمديد عقد إيجار منطقتي الباقورة والغمر كان ورقة انتخابية يلوح بها نتنياهو، لكنه فقدها عندما حسم الأمر أردنياً.
يبدو أن سر الغضب الليكودي من القيادة الأردنية له علاقة برفض علني وصارم لضم الأغوار ولصلاة اليهود في باحة الأقصى ولتمديد اتفاقية الباقورة والغمر… كانت تلك ثلاثة عناصر أساسية في وعود نتنياهو لجمهوره المتطرف في الانتخابات.
وهنا على الأرجح يكمن سر «هجمة» منابر الليكود الأخيرة على شخص الملك عبد الله الثاني الذي احتفظ طوال الوقت بصرف النظر عن أي نقاشات جانبية بـ»جملة عنيدة» في مقابل اليمين الإسرائيلي.
وهي على الأرجح الجملة نفسها التي يلتزم بحرفيتها رئيس مجلس الملك والأعيان فيصل الفايز، وهو يختار أمس الأول مدينة الزرقاء المكتظة باعتبارها مدينة «المكونات والوحدة الوطنية»، ليرد وبخشونة غير مألوفة على الليكود الإسرائيلي، مستعيراً ما تقوله المعارضة عن «مؤامرة صهيونية»، ومستذكراً المعارك العسكرية التي حقق فيها الجيش العربي الأردني إنجازات تاريخية في «مواجهة عدو».
الجنرال شكري أحد أبرز المطلعين والخبراء في «التواصل مع العمق الإسرائيلي» خلف الستارة منذ أيام الملك الراحل حسين بن طلال، وأغلب التقدير أنه خصم شرس لأي أضواء من أي صنف.
استمع الرجل مؤخراً، حسب مقربين منه، لتقييمات من المستوى الأمني الإسرائيلي حول الأزمة الحالية في العلاقات بين الجانبين والتي بدأت تهز فعلاً أركان اتفاقية وادي عربة خصوصاً بعد قرار بنيامين نتنياهو اللعب انتخابياً بورقة «ضم الأغوار وشمالي البحر الميت».
لا تستطيع التوثق من أن ملاحظات الجنرال الخبير تم التعاطي معها رسمياً في خلية الأزمة الأردنية التي تحاول ملاعبة سلسلة عميقة من التحرشات الإسرائيلية مرحلياً بهدف إعادة صياغة المشهد بعد بروز «أدلة عملية»، على ما قاله مبكراً وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر، بعنوان «إسرائيل اليوم تختلف وانقلبت على السلام وعلى الأردن».
الرسائل التي وصلت عبر ثلاث قنوات على الأقل مؤخراً من المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين للأردنيين تطالبهم بالهدوء و»الصبر» وتؤشر إلى أن «الشراكة» مع العمق الإسرائيلي لا تزال صامدة رغم الأزمة مع اليمين حالياً.
تقرر أردنياً خلف الكواليس عزل القناة التي يمثلها فلسطيني أمريكي نشط في نقل الرسائل مع مسؤولين أردنيين.
وثمة قناة تتبادل المعطيات مع مركز دراسات عميق في عمان يديره أيضاً جنرال سابق عمل لسنوات على ملف الاتصالات مع إسرائيل.
في العمق المحلي ثمة مخاوف من أن الرسائل عبر جنرالين أو باحثين فلسطينيين يتطوعون بنقل المعلومات ليس أكثر من «خديعة».
العمق الإسرائيلي «يتراسل» عبر جنرالات الماضي
القلق الأردني الأهم هو ما يلي: الثقة لا تزال موجودة بمؤسستي العسكر والأمن الإسرائيليتين، لكنها منعدمة في أن تكون تلك المؤسسات قادرة فعلاً اليوم على ضبط إيقاع حكومة اليمين الإسرائيلي بعد معطيات تؤكد رقمياً بأن عدد المتدينيين اليهود في شعب التجنيد بالجيش الإسرائيلي وصل إلى مستويات مقلقة وغير مسبوقة.
تميل الغرفة الأردنية لاعتبار موقف الاستخبارات الإسرائيلية من تجاهل طلب الأردن الإفراج عن أسيرين قبل شهرين الدليل الأقوى على «فيروس عداء» ومناكفة للأردن باسم اليمين إلى عمق الشراكة القديمة في المؤسسة الإسرائيلية.
وذلك بطبيعة الحال من أبرز التحديات الآن.
لكن عمان بدأت تعتقد بأن تحرشات نتنياهو والمتطرفين بالمملكة القصد منها الاستفزاز لدرجة المساس باتفاقية وادي عربة.
وصل تحذيران لعمان من الولايات المتحدة وألمانيا يقترحان بأن نتنياهو يضغط لكي تخطئ عمان بشأن اتفاقية وادي عربة.. «الحذر واجب»، قال مسؤول ألماني مهم لنظيره الأردني، وأضاف: لا تتورطوا في لعبة نتنياهو.
المعنى أن نتنياهو يريد أن يظهر الأردن أمام العالم «غير قادر» على تحمل تبعات اتفاقية وادي عربة، بينما يفعل هو العكس تماماً.
لذلك، قررت سلطات عمان في وقت متأخر الأسبوع الماضي العمل على «الحد» من عمليات إسقاط اتفاقية الغاز التي يقوم بها أعضاء برلمان طوال الوقت.. هنا نصحت وزيرة الطاقة هالة زواتي برلمانين كباراً..» خسائرنا ستكون كبيرة».
الصفحة الكتومة والمطوية في التباين الأردني الإسرائيلي هي تلك التي تتضمنها رسالة قيلت للأمريكيين.. «أبلغوا نتنياهو أن القدس بالنسبة لنا وديعة مقدسة».. إذا انتقصتم لأي سبب من أي عنصر في الوصاية الهاشمية.. لا نريدها، وسنخرج من المعادلة، وعليكم تحمل التبعات والمسؤولية».
قيل للأمريكيين والإسرائيليين: نريد وديعتنا في القدس كاملة تماماً، وإذا قررتم تبديل أي جزء أساسي فيها بإمكانكم التحدث مع مهاتير محمد أو الرئيس اردوغان مثلاً.
كانت تلك رسالة «خشنة» سياسياً وتنطوي على «دهاء» وقيلت بصرامة . ومن الواضح أنها رسالة تربك ما يسميه المفكر السياسي عدنان أبو عودة بـ «حسابات اليمين الانتخابية».
أبو عودة يصر بتحليله على أن تمديد عقد إيجار منطقتي الباقورة والغمر كان ورقة انتخابية يلوح بها نتنياهو، لكنه فقدها عندما حسم الأمر أردنياً.
يبدو أن سر الغضب الليكودي من القيادة الأردنية له علاقة برفض علني وصارم لضم الأغوار ولصلاة اليهود في باحة الأقصى ولتمديد اتفاقية الباقورة والغمر… كانت تلك ثلاثة عناصر أساسية في وعود نتنياهو لجمهوره المتطرف في الانتخابات.
وهنا على الأرجح يكمن سر «هجمة» منابر الليكود الأخيرة على شخص الملك عبد الله الثاني الذي احتفظ طوال الوقت بصرف النظر عن أي نقاشات جانبية بـ»جملة عنيدة» في مقابل اليمين الإسرائيلي.
وهي على الأرجح الجملة نفسها التي يلتزم بحرفيتها رئيس مجلس الملك والأعيان فيصل الفايز، وهو يختار أمس الأول مدينة الزرقاء المكتظة باعتبارها مدينة «المكونات والوحدة الوطنية»، ليرد وبخشونة غير مألوفة على الليكود الإسرائيلي، مستعيراً ما تقوله المعارضة عن «مؤامرة صهيونية»، ومستذكراً المعارك العسكرية التي حقق فيها الجيش العربي الأردني إنجازات تاريخية في «مواجهة عدو».
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات