عودة أكتوبر العراقية
عمان جو.
حمادة فراعنة
أعاد الحراك الشعبي العراقي العابر للمحافظات دوره ونشاطه الاحتجاجي ضد النظام الطائفي في بغداد، ونظام المحاصصة الموزع بين ورثة الاحتلالين: الأميركي الذي داهم العراق واحتله وأنهى نظامه القومي عام 2003، بالتعاون والتفاهم مع التدخل الإيراني.
الاشتباك الأميركي الإيراني ومقتل الجنرال قاسم سليماني مع نائب رئيس الحشد الشعبي جعفر المهندس، أوقف الاحتجاجات مؤقتاً متوهمين أو قلقين أو مراهنين على تفجير الصراع بينهما سواء على أرض العراق أو خارجه، وتبين أن هذا الوهم والقلق والرهان سرعان ما تبدد، فقد بلع الإيرانيون قسوة القتل والهزيمة وأحنوا رؤوسهم أمام اندفاع واشنطن واكتفوا بالضربات « الفشنك» الصاروخية وأن واشنطن سينالها من التنظيمات الجهادية الممولة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ما تستحق من الرد، وقبل الأميركيون الموقف الإيراني ووزع ترامب ضحكته الصفراء مثل لون شعره وبعثوا برسالة تهدئة ونقاط تفاهم رداً على التفهم الإيراني ورسالة طهران الخجولة.
الشعب العراقي المنهوب من نيران التفاهم منذ الاحتلال عبر التقاسم الوظيفي بين العاصمتين واشنطن وطهران، أعاد الروح لشكل احتجاجاته، من بغداد حتى البصرة وسقط الشهداء على يد ميليشيات الحشد الشعبي التي تفزع من حركات الشارع أكثر من خوفها من الأميركيين، فالأميركيون يمكن التفاهم معهم ولو على مضض، وحتى ولو كان الثمن سقوط قائد بقوة ومكانة الجنرال قاسم السليماني، ولكن احتجاجات الشعب العراقي وثورته ستكون نتائجها خسارة إيران للعراق استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وعنواناً مذهبياً للتوسع وتسويق نظرية التمدد وتصدير الثورة، ولذلك لا تتردد فصائل الحشد الشعبي وميليشياتها في ممارسة القتل والاغتيال والتصفية والاختطاف المجهول، للنشطاء وللصحفيين وللمثقفين الوطنيين الذين يدفعوا ثمن حرية بلدهم واستعادة استقلالهم وكرامة شعبهم من الأميركيين والإيرانيين وتفاهماتهم على السواء.
مساوئ كثيرة لا تُحصى للربيع العربي ونتائجه ولكن ثمة مكاسب حققها في طليعتها انكشاف فصائل الإسلام السياسي وتعرية ممارساته الأكثر سوءاً وانحداراً وفاشية من تنظيمات اللون الواحد اليسارية والقومية المهزومة والتي لم تكن تملك مقومات صمودها في وجه العدوان الأجنبي لسبب وحيد لأنها كانت تفتقد للديمقراطية وافتقارها لقيم التعددية، وهذا سبب هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي لأنه افتقد للقيم الديمقراطية، وسبب هزيمة نظام صدام حسين القومي لأنه تعثر في فهم التعددية وتطبيقاتها الخلاقة، وكلاهما تمت هزيمته أمام الجموح الأميركي وسيطرة واشنطن على العالم، وهي سيطرة مآلها الهزيمة مثل كل الأنظمة التي اندحرت أمام تطلعات الشعوب الاستقلالية وحقها في الاختيار والكرامة وتقرير المصير.
نضال العراقيين سيتواصل لسببين: أولهما بسبب اتساع الظلم والهيمنة والسيطرة من قبل الأميركيين والإيرانيين وأدواتهم المحلية ونظام التفاهم الطائفي والمحاصصة السائد، وثانيهما بسبب روح العزيمة والكرامة التي تتفجر على يد شباب العراق واستعدادهم العالي للتضحية وإيمانهم بما يفعلوه على أساس المواطنة والتعددية، ومن أجل حرية العراق وديمقراطيته لكل مواطنيه العرب والكرد، وللمسلمين كما للمسيحيين، وللسنة كما للشيعة، وهذا هو العراق الذي سينتصر، على قاعدة ثورة أكتوبر الشعبية.
حمادة فراعنة
أعاد الحراك الشعبي العراقي العابر للمحافظات دوره ونشاطه الاحتجاجي ضد النظام الطائفي في بغداد، ونظام المحاصصة الموزع بين ورثة الاحتلالين: الأميركي الذي داهم العراق واحتله وأنهى نظامه القومي عام 2003، بالتعاون والتفاهم مع التدخل الإيراني.
الاشتباك الأميركي الإيراني ومقتل الجنرال قاسم سليماني مع نائب رئيس الحشد الشعبي جعفر المهندس، أوقف الاحتجاجات مؤقتاً متوهمين أو قلقين أو مراهنين على تفجير الصراع بينهما سواء على أرض العراق أو خارجه، وتبين أن هذا الوهم والقلق والرهان سرعان ما تبدد، فقد بلع الإيرانيون قسوة القتل والهزيمة وأحنوا رؤوسهم أمام اندفاع واشنطن واكتفوا بالضربات « الفشنك» الصاروخية وأن واشنطن سينالها من التنظيمات الجهادية الممولة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ما تستحق من الرد، وقبل الأميركيون الموقف الإيراني ووزع ترامب ضحكته الصفراء مثل لون شعره وبعثوا برسالة تهدئة ونقاط تفاهم رداً على التفهم الإيراني ورسالة طهران الخجولة.
الشعب العراقي المنهوب من نيران التفاهم منذ الاحتلال عبر التقاسم الوظيفي بين العاصمتين واشنطن وطهران، أعاد الروح لشكل احتجاجاته، من بغداد حتى البصرة وسقط الشهداء على يد ميليشيات الحشد الشعبي التي تفزع من حركات الشارع أكثر من خوفها من الأميركيين، فالأميركيون يمكن التفاهم معهم ولو على مضض، وحتى ولو كان الثمن سقوط قائد بقوة ومكانة الجنرال قاسم السليماني، ولكن احتجاجات الشعب العراقي وثورته ستكون نتائجها خسارة إيران للعراق استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وعنواناً مذهبياً للتوسع وتسويق نظرية التمدد وتصدير الثورة، ولذلك لا تتردد فصائل الحشد الشعبي وميليشياتها في ممارسة القتل والاغتيال والتصفية والاختطاف المجهول، للنشطاء وللصحفيين وللمثقفين الوطنيين الذين يدفعوا ثمن حرية بلدهم واستعادة استقلالهم وكرامة شعبهم من الأميركيين والإيرانيين وتفاهماتهم على السواء.
مساوئ كثيرة لا تُحصى للربيع العربي ونتائجه ولكن ثمة مكاسب حققها في طليعتها انكشاف فصائل الإسلام السياسي وتعرية ممارساته الأكثر سوءاً وانحداراً وفاشية من تنظيمات اللون الواحد اليسارية والقومية المهزومة والتي لم تكن تملك مقومات صمودها في وجه العدوان الأجنبي لسبب وحيد لأنها كانت تفتقد للديمقراطية وافتقارها لقيم التعددية، وهذا سبب هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي لأنه افتقد للقيم الديمقراطية، وسبب هزيمة نظام صدام حسين القومي لأنه تعثر في فهم التعددية وتطبيقاتها الخلاقة، وكلاهما تمت هزيمته أمام الجموح الأميركي وسيطرة واشنطن على العالم، وهي سيطرة مآلها الهزيمة مثل كل الأنظمة التي اندحرت أمام تطلعات الشعوب الاستقلالية وحقها في الاختيار والكرامة وتقرير المصير.
نضال العراقيين سيتواصل لسببين: أولهما بسبب اتساع الظلم والهيمنة والسيطرة من قبل الأميركيين والإيرانيين وأدواتهم المحلية ونظام التفاهم الطائفي والمحاصصة السائد، وثانيهما بسبب روح العزيمة والكرامة التي تتفجر على يد شباب العراق واستعدادهم العالي للتضحية وإيمانهم بما يفعلوه على أساس المواطنة والتعددية، ومن أجل حرية العراق وديمقراطيته لكل مواطنيه العرب والكرد، وللمسلمين كما للمسيحيين، وللسنة كما للشيعة، وهذا هو العراق الذي سينتصر، على قاعدة ثورة أكتوبر الشعبية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات