الاْردن و لعبة الكبار
عمان جو.
الاْردن بلد صغير محدود الامكانات.هذا امر واضح وليس بحاجة الى دليل
و ربما جعلتنا هذه المحدودية نفترض كاردنيين ان هذا قدرنا و ان هذا القدر يفرض علينا بالتالي ان نتجاوب مع الاعتبارات و الرغبات الدولية و الإقليمية لبعض الدول الكبرى و حلفاءها في المنطقة في اتخاذ قراراتنا و مواقفنا من منطلق ان هذا التجاوب الإيجابي مع رغبات بعض الدول الكبرى ، ربما يوفر لنا الحد الأدنى من الضمانات للاستقرار السياسي و الاقتصادي
الا ان الامر لا يستقيم دائماً حسب هذا الافتراض فقد وصلت الاعتبارات و الرغبات الدولية و الإقليمية في الفترة الاخيرة الى ما يشبه الضغوطات المباشرة . ولولا صلابة العلاقة. و الثقة.بين الشعب و الحكم لاهتزت بوصلتنا و لكان مصير الاْردن اليوم على غير ما نتمنى
و ربما من المفيد هنا ان نستذكر في هذا السياق،ان الاْردن يمثل قصة نجاح فريدة بكل المقاييس فبالرغم من محدودية الامكانات المادية، فالإنسان الأردني ثروة حقيقة و هذا الانسان بإيمانه و وعيه ودعمه لقيادته المخلصة الواعية ،و رغم كل الظروف المحيطة، شكل أساس قصة النجاح الاْردنية هذه و التي تجعل منه ، و بالرغم من محدوديته "رقما صعبا "يفرض احترامه و استقلال قراره
فالوطن الصغير ، محدود الامكانات ، يستطيع في اعتقادي ومن خلال ثقته بنفسه و بقيادته و ثقة قيادته بشعبها ، ان يلعب دورا اكبر بكثير من محدوديته و حجمه. " لعبة الكبار " , خصوصا و ان الاْردن ينطلق من قاعدة متينة من العلاقات التاريخية المميزة مع جميع القوى الكبرى و القوى الإقليمية وكافة دول الجوار على حد سواء و دون تمييز
في احد الأيام سمعت احد الذين أكن لهم احتراما خاصا يقول
" الاْردن بلد صغير ، اذا لم نلعب لعبة الكبار ، فلن يكون لنا اعتبار او احتراما و لا القدرة على الحفاظ على و الدفاع عن مصالحنا الوطنية "
و هنا تعود بي الذاكرة الى التسعينات من القرن الماضي حين قررت الولايات المتحدة اجتياح العراق و بغض النظر عن مبرارات هذا القرار و بالرغم من التحفظات الكثيرة للأردن على نهج الحكومة العراقية في ذلك الوقت ، الا ان الاْردن اتخذ القرار الجرئ بمعارضة اجتياح العراق و ان لا يشارك في الائتلاف الذي تشكل قي حينه . و دفع الاْردن ثمن هذا الموقف غاليا ، فقطعت المساعدات و المعونات و توقف الدعم الدولي و الإقليمي و عانى الاْردن اقتصاديا معاناة كبيرة على مدى سنوات. و لكنني بصدق، لا اذكر ان الشعب ، في حينها ،خرج للاعتراض عن سؤ الوضع الاقتصادي ،
لماذا ؟ لان القرار ، و بغض النظر عن حرفية صحته ، مثل الانتصار لاستقلال القرار السياسي و لامس أيضا نبض الشارع فكبر الاْردن في نظر شعبه و حتى في نظر من كان معارضا.للموقف الأردني او مؤيدا للائتلاف
اتخذ الاْردن موقفه في الانحياز لاستقلال القرار و احترام الذات و احترام نبض الشارع . فالبديل كان سيكون اكبر من الثمن الاقتصادي العالي الذي دفع ، البديل كان يمكن ان يؤدي الي فقدان الاحترام و الثقة بين الشعب و الحكومة فاحترام الحكومة لذاتها يراه الشعب احتراما له.
أهمية هذا المثال التاريخي اننا ربما نمر هذه الأيام بظروف مشابهة
يتحدثون اليوم عن
صفقة القرن
العلاقة مع الاشقاء في سوريا
العلاقة مع الاشقاء في العراق
العلاقة مع مع ايران ، تركيا و روسيا
العلاقة مع صندوق النقد الدولي
ادرك تماما حساسية و صعوبة اتخاذ قرارات جريئة و منسجمة مع نبض الشارع في هذه التحديات الهامة و في هذه المرحلة بالذات . ،و في حين لابد من الاستفادة من دروس التاريخ لإبد لنا أيضا من ادراك ان نعيش زمننا مختلفا و ظروف مختلفة و لست ،على أية حال ،من الذين يروّجون للانسياق الأعمى خلف رغبات الشارع دون التفكير العميق بالوطن و مصلحة الوطن فهذا توجه شعبوي لا اؤيده
و لكنني هنا و بكل صدق ارى الشارع الأردني اليوم و الشعب في الاْردن واعيا تماما لطبيعة التحديات التي تواجهنا بل أراه مدركا للظروف المحيطة و يعي تماما ثمن المواقف المستقلة و الوطنية . فالشعب بدون شك تعب من الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها اليوم . و لكن ما يزيد من تعبه و معاناته اليوم هو تراكم مضاعف لتأثير هذا الضغط الاقتصادي مع انسداد الأفق السياسي و عدم فهمه للاسباب و المبررات الحقيقة لبعض المواقف السياسية.
الاْردن الرسمي مطالب اليوم بالانسجام مع شعبه و تخفيف تراكم الضغط السياسي على الضغط الاقتصادي،. هذا مع ثقتي الكاملة بان المواطن و الشعب اليوم يدركون تماما بحسهم العفوي المواقف الصحيحة التي يتوجب علينا اتخاذها اليوم بثقة و دون تردد
لا لصفقة القرن او أية من ألاجراءات المؤدية لها
نعم لعلاقة صحية و منفتحة مع الاشقاء في سوريا و العراق لخدمة المصلحة الوطنية و الاقتصاد الوطني
نعم لفتح الحدودا مع سوريا و من ثم مع العراق لما فيه مصلحة الوطن فالوقت يمر بسرعة و اليد التي تنهضك عند تعثرك خير من الف يد تصافحك عند الوصول
نعم لعلاقة اكثر شفافية ووضوح و عدالة ، تنسجم مع أولوياتنا و تحفظ كرامة
الوطن و مصالحه مع صندوق النقد الدولي ، و لكن لا لهيمنة و استعلاء المؤسسات الدولية. على الوطن فأهل مكة ادرى بشغابها
يقول فيلسوف روسي: أمس لم يكن الوقت ملائما بعد ، وغدا سيكون قد فات الاوان.
الوقت هو الان ، اليوم
فهل يلعب الاْردن اليوم لعبة الكبار ؟
الأيام القليلة القادمة سوف تقدم الإجابة
و للحديث بقية
طالب الرفاعي
الاْردن بلد صغير محدود الامكانات.هذا امر واضح وليس بحاجة الى دليل
و ربما جعلتنا هذه المحدودية نفترض كاردنيين ان هذا قدرنا و ان هذا القدر يفرض علينا بالتالي ان نتجاوب مع الاعتبارات و الرغبات الدولية و الإقليمية لبعض الدول الكبرى و حلفاءها في المنطقة في اتخاذ قراراتنا و مواقفنا من منطلق ان هذا التجاوب الإيجابي مع رغبات بعض الدول الكبرى ، ربما يوفر لنا الحد الأدنى من الضمانات للاستقرار السياسي و الاقتصادي
الا ان الامر لا يستقيم دائماً حسب هذا الافتراض فقد وصلت الاعتبارات و الرغبات الدولية و الإقليمية في الفترة الاخيرة الى ما يشبه الضغوطات المباشرة . ولولا صلابة العلاقة. و الثقة.بين الشعب و الحكم لاهتزت بوصلتنا و لكان مصير الاْردن اليوم على غير ما نتمنى
و ربما من المفيد هنا ان نستذكر في هذا السياق،ان الاْردن يمثل قصة نجاح فريدة بكل المقاييس فبالرغم من محدودية الامكانات المادية، فالإنسان الأردني ثروة حقيقة و هذا الانسان بإيمانه و وعيه ودعمه لقيادته المخلصة الواعية ،و رغم كل الظروف المحيطة، شكل أساس قصة النجاح الاْردنية هذه و التي تجعل منه ، و بالرغم من محدوديته "رقما صعبا "يفرض احترامه و استقلال قراره
فالوطن الصغير ، محدود الامكانات ، يستطيع في اعتقادي ومن خلال ثقته بنفسه و بقيادته و ثقة قيادته بشعبها ، ان يلعب دورا اكبر بكثير من محدوديته و حجمه. " لعبة الكبار " , خصوصا و ان الاْردن ينطلق من قاعدة متينة من العلاقات التاريخية المميزة مع جميع القوى الكبرى و القوى الإقليمية وكافة دول الجوار على حد سواء و دون تمييز
في احد الأيام سمعت احد الذين أكن لهم احتراما خاصا يقول
" الاْردن بلد صغير ، اذا لم نلعب لعبة الكبار ، فلن يكون لنا اعتبار او احتراما و لا القدرة على الحفاظ على و الدفاع عن مصالحنا الوطنية "
و هنا تعود بي الذاكرة الى التسعينات من القرن الماضي حين قررت الولايات المتحدة اجتياح العراق و بغض النظر عن مبرارات هذا القرار و بالرغم من التحفظات الكثيرة للأردن على نهج الحكومة العراقية في ذلك الوقت ، الا ان الاْردن اتخذ القرار الجرئ بمعارضة اجتياح العراق و ان لا يشارك في الائتلاف الذي تشكل قي حينه . و دفع الاْردن ثمن هذا الموقف غاليا ، فقطعت المساعدات و المعونات و توقف الدعم الدولي و الإقليمي و عانى الاْردن اقتصاديا معاناة كبيرة على مدى سنوات. و لكنني بصدق، لا اذكر ان الشعب ، في حينها ،خرج للاعتراض عن سؤ الوضع الاقتصادي ،
لماذا ؟ لان القرار ، و بغض النظر عن حرفية صحته ، مثل الانتصار لاستقلال القرار السياسي و لامس أيضا نبض الشارع فكبر الاْردن في نظر شعبه و حتى في نظر من كان معارضا.للموقف الأردني او مؤيدا للائتلاف
اتخذ الاْردن موقفه في الانحياز لاستقلال القرار و احترام الذات و احترام نبض الشارع . فالبديل كان سيكون اكبر من الثمن الاقتصادي العالي الذي دفع ، البديل كان يمكن ان يؤدي الي فقدان الاحترام و الثقة بين الشعب و الحكومة فاحترام الحكومة لذاتها يراه الشعب احتراما له.
أهمية هذا المثال التاريخي اننا ربما نمر هذه الأيام بظروف مشابهة
يتحدثون اليوم عن
صفقة القرن
العلاقة مع الاشقاء في سوريا
العلاقة مع الاشقاء في العراق
العلاقة مع مع ايران ، تركيا و روسيا
العلاقة مع صندوق النقد الدولي
ادرك تماما حساسية و صعوبة اتخاذ قرارات جريئة و منسجمة مع نبض الشارع في هذه التحديات الهامة و في هذه المرحلة بالذات . ،و في حين لابد من الاستفادة من دروس التاريخ لإبد لنا أيضا من ادراك ان نعيش زمننا مختلفا و ظروف مختلفة و لست ،على أية حال ،من الذين يروّجون للانسياق الأعمى خلف رغبات الشارع دون التفكير العميق بالوطن و مصلحة الوطن فهذا توجه شعبوي لا اؤيده
و لكنني هنا و بكل صدق ارى الشارع الأردني اليوم و الشعب في الاْردن واعيا تماما لطبيعة التحديات التي تواجهنا بل أراه مدركا للظروف المحيطة و يعي تماما ثمن المواقف المستقلة و الوطنية . فالشعب بدون شك تعب من الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها اليوم . و لكن ما يزيد من تعبه و معاناته اليوم هو تراكم مضاعف لتأثير هذا الضغط الاقتصادي مع انسداد الأفق السياسي و عدم فهمه للاسباب و المبررات الحقيقة لبعض المواقف السياسية.
الاْردن الرسمي مطالب اليوم بالانسجام مع شعبه و تخفيف تراكم الضغط السياسي على الضغط الاقتصادي،. هذا مع ثقتي الكاملة بان المواطن و الشعب اليوم يدركون تماما بحسهم العفوي المواقف الصحيحة التي يتوجب علينا اتخاذها اليوم بثقة و دون تردد
لا لصفقة القرن او أية من ألاجراءات المؤدية لها
نعم لعلاقة صحية و منفتحة مع الاشقاء في سوريا و العراق لخدمة المصلحة الوطنية و الاقتصاد الوطني
نعم لفتح الحدودا مع سوريا و من ثم مع العراق لما فيه مصلحة الوطن فالوقت يمر بسرعة و اليد التي تنهضك عند تعثرك خير من الف يد تصافحك عند الوصول
نعم لعلاقة اكثر شفافية ووضوح و عدالة ، تنسجم مع أولوياتنا و تحفظ كرامة
الوطن و مصالحه مع صندوق النقد الدولي ، و لكن لا لهيمنة و استعلاء المؤسسات الدولية. على الوطن فأهل مكة ادرى بشغابها
يقول فيلسوف روسي: أمس لم يكن الوقت ملائما بعد ، وغدا سيكون قد فات الاوان.
الوقت هو الان ، اليوم
فهل يلعب الاْردن اليوم لعبة الكبار ؟
الأيام القليلة القادمة سوف تقدم الإجابة
و للحديث بقية
طالب الرفاعي
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات