إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رغيف الأمان


عمان جو.
إن الحاجات الغير مشبعة تمثل محرك للسلوك الانساني ، وبحسب نظرية ماسلو فإن أهم الحاجات للانسان هي الحاجات الفسيولوجية مثل الطعام والهواء والماء والمسكن ، ومن ثم تأتي الحاجه للأمن والطمأنينة والحماية من الأخطار ، وهنا دمج المواطن الأردني الحاجتين معا ، لأنه في ظرف قاهر وليس لأنه متمرد على الضوابط ، ففي الوقت الذي انتقد البعض منا سلوك المواطنين عند التهافت للحصول على رغيف الخبز، كان رغيف الخبز بالنسبه للأب الذي لديه 5 أطفال يمثل الأمن والأمان ، كان يقاتل للحصول على نصر العوده للبيت منتشيا حاملا رغيف الخبز ، ليس فقط ليسد حاجة أطفاله من الجوع بل لكي يشعر بالطمأنينة الداخليه . كان المواطن بحاجة لمساحة منا لاستيعابه .
إن سلوك الإنسان بطبيعته معقد وبالأخص عندما لا يستطيع تحقيق حاجاته،و إن الحرمان من الحاجات الأساسية وخاصة الطعام ورغيف الخبز هو بالنسبه للمواطن وبهذه الظروف المجهوله أملا بالحياه ، لأنه قد حصن أولاده من الجوع وشعر بأنهم لن يكونوا بخطر رغم خطر فيروس الكورونا . إن تصرف بعض المواطنين من وجهة نظري طبيعي بهذه المرحله ، فالمواطن أصبح لديه آلام نفسية حادة لأنه قد فقد معززاته الحياتية مما دفعه لأن يخترق ضوابط معينه وضعتها الحكومه ، فنحن كبشر مختلفين بتصرفاتنا ، ودوافعنا تختلف باختلاف خبراتنا وتجاربنا في هذه الحياة . لذا ينتقد كل منا الآخر .

نحن كشعب نخوض مراحل الصدمة النفسية كبقية شعوب العالم ، وهي رد فعل عاطفي لحدث مفاجئ صادم ، حدث تعجز الكلمات عن وصفه، ومشاعر الصدمة تختلف من شخص لآخر ، فالبعض قد يشعر بمشاعر سلبيه، والبعض قد يفقد القدرة عاى الاحساس بالسعادة وبالألم على حد سواء ، ومن الطبيعي في مراحل الصدمة أن ننكر المشكلة، ومن ثم نغضب ، ثم نحزن، ثم نتكيف ونتأقلم مع هذا الوضع ، لكن في هذه الحاله بالذات ومع كارثة الكورونا علينا أن نتجاوز المرحلة الأولى من الصدمه ، ويجب أن نعترف بالكارثة ولا ننكرها . لأن انكارها بهذه الفتره يمثل صدمات كارثية قادمه مجهولة النتائج .

بمرحله الصدمه يغيب التفكير المنطقي وتتراكم الاخطاء وتسود المشهد الضبابية وعدم الوضوح ،
وتتعاظم الاخطاء ، لكن يبدو أن خطوات الحكومة الاردنية ممثلة في شخصية رئيس الوزراء و شخصيات بعض الوزراء، قد تخطت مراحل الصدمة وتصرفت كجهة مؤهلة مدربة على هكذا أزمات وكأنها مرت بتجارب عدة من قبل ،لقد تخطت بعض النظريات النفسيه ، فهي تصدر القرارات ،وتشد من عزم المواطن ، تفكر مليا ، ولا تحتكر القرار، رؤيتها واضحة غير مشوشه ، تستبق الكوارث وتحضر لها الحلول المناسبه ، قدرة على السيطرة على الظرف الحالي، لم تشعرنا هذه الاجراءات بفقدان الأمل والأمن ، من الطبيعي أن تكون هناك بعض الثغرات ضمن هذه الحالة القاهره، لكن هذه الاجراءات تحتاج لتضافر الجهود والتعاون ، فنحن شركاء بالوصول الى بر الأمان ،علينا أن نتقبل الوضع الراهن لأن الحل النهائي مجهول على مستوى العالم، وبدل أن نلوم ونعاتب ونكابر ونتهم ، علينا أن نتحد ونفكر ونستنتج ونضع الحلول ، ونجربها ونخطئ، ونجرب مرة أخرى حتى نصل معا للحل المعقول .فنحن بكل اختلافاتنا نضرب مثلا للعالم رغم محدودية امكانياتنا .
هذا المقال ليس دفاعا عن أحد ، بل هو مع الجميع وللجميع ، وانا مع المواطن ومع الحكومه معا بما يخدم مصلحة هذا الوطن .
رانيا اسماعيل _ طالبه دكتوراه _ قسم الارشاد النفسي _ الجامعة الاردنيه






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :