كورونا "فرصة" لإتمام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"
عمان جو - أمال شحادة
بعد تزايد القلق على طرفي الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، أبرز تداعيات انتشار كورونا بين الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خصوصاً الأمنيين منهم، الذين يقبعون في ظروف قاسية لا يتوافر فيها الحد الأدنى من الوقاية من كورونا، ومن جهة أخرى، قناعة الإسرائيليين بأن "أزمة كورونا" فرصة لا تُعوّض، تعالت نغمة جديدة بين تل أبيب وحركة "حماس" تشير إلى تقدم ملحوظ لتنفيذ صفقة أسرى، يحقق من خلالها رئيس الحكومة المؤقت بنيامين نتنياهو، إنجازاً إضافياً له، إذ تشمل استعادة جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول المحتجزتين لدى "حماس" والمفقودين ابرا منغيستو وهشام شعبان. وفي المقابل تحقق الحركة إنجازاً في الإفراج عن الأسرى، خصوصاً أسرى "صفقة شاليط"، المختلف عليهم منذ سنوات.
الطرفان يريدان الصفقة
وحاول وزير الأمن نفتالي بينت، طرح القضية وكأنها مساعدة إنسانية لغزة في هذه الظروف، ليتلقى رداً من رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وبدت لهجة الاثنين مبطنة بالتهديد، لكن الواضح فيها أن كلاً منهما يريد تنفيذ الصفقة، لكنهما يريدان أولاً معرفة ردود فعل عامة من تل أبيب والقطاع.
بينت من جهته، قال "كما لغزة، لدى إسرائيل أيضاً، حاجات إنسانية. نحن منفتحون على أفكار كثيرة". ومن دون أن يعرض تفاصيل ما اعتبرها "رزمة مساعدات إنسانية"، ربط بين هذه المساعدة والتقدم في مسألة الأسرى والمفقودين.
في تل أبيب، بحثت الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية مسألة تنفيذ صفقة أسرى باستغلال "فرصة لا تعوض في فترة كورونا"، كما قال الإسرائيليون. ووقعت خلال المباحثات خلافات حول بعض النقاط التي قد تشملها الصفقة، وكيفية تنفيذها من دون دفع ثمن باهظ من قبل إسرائيل. وما سُرب من هذه الاجتماعات فإن الفكرة المركزية التي ستعتمد عليها الصفقة تكون من خلال تقديم رزمة إنسانية لقطاع غزة ولفتات أخرى، في سبيل التقدم في موضوع إعادة الأسرى والمفقودين.
وفي إطار الفكرة ذاتها، تعتقد محافل في إسرائيل أنه يمكن محاولة العمل على دفع خطوات إلى الأمام، على أمل أن يتيح الأمر التقدم أيضاً، في موضوع الأسرى والمفقودين.
وفي محاولة للضغط لتنفيذ الصفقة من دون عراقيل تؤدي إلى تأخيرها، اعتبرت إسرائيل أن نافذة الفرص لتنفيذ هذه الصفقة ستكون ذات صلة، طالما لا يتفشى الوباء في القطاع.
خلافات حول الإفراج
الرد من السنوار جاء بمثابة تهديد عبر تصريحات إعلامية قال فيها، إن "حماس مستعدة لتقديم تنازلات جزئية في ما يتعلق بقضية جثتي الجنديين المفقودين والإسرائيليين المحتجزين لديها، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح الأسرى المرضى والمسنين، كمبادرة إنسانية في ضوء أزمة كورونا". لكنه في الوقت نفسه أضاف، "لقد أبلغنا جميع الوسطاء أنه لا يمكن البدء في مفاوضات على صفقة جديدة قبل إطلاق سراح جميع أسرى صفقة شاليط الذين جرى اعتقالهم مرة أخرى".
هذا الشرط الأخير أدخل الإسرائيليين في خلافات حول الإفراج عن أسرى صفقة شاليط، حيث أن إعادة اعتقال الفلسطينيين، الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط بتهم مختلفة، في مركزها تهديد أمن إسرائيل وإدراجهم في قائمة الخطيرين، جعلت مسألة الإفراج عنهم في أية صفقة مقترحة، في غاية التعقيد. فقد وضعت شروطاً تتعلق بالمصادقة على كل معتقل منهم. وهناك من أعلن من المسؤولين الإسرائيليين رفضهم الإفراج عن هؤلاء مهما كان الثمن.
ويأتي تهديد السنوار على خلفية ما أعلن في وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الخميس، من أن هناك حاجة إلى 100 جهاز تنفس و140 سريراً ومعدات طبية أخرى. كما أعلنوا عن المراقبة الطبية لـ 1816 محجوراً في 27 مركزاً. كما جرى إجراء 830 اختباراً للكشف عن فيروس كورونا الشهر الماضي. وكانت معظم الاختبارات سلبية.
حالة طوارئ في السجون وأسرى في الحجر
وفي السجون الإسرائيلية فرضت تل أبيب حالة طوارئ واتخذت إجراءات شبيهة بتلك التي اتخذتها في عموم البلاد منذ انتشار كورونا. وأدخلت إدارة سجن "عوفر" ستة أسرى فلسطينيين إلى الحجر الصحي بعد أن تبين أنهم تواجدوا في الغرفة نفسها التي تواجد فيها الأسير المحرر المُصاب بالفيروس، نور الدين صرصور. وطالبت منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر إدارة السجون الإسرائيلية بإجراء فحوصات للأسرى كلهم وإدخال ثلاثة آخرين إلى الحجر.
وكانت إدارة السجون قد اضطرت لاتخاذ هذا القرار بعد احتجاج أسرى قسم 14 في سجن "عوفر" حين أعادوا وجبات الطعام، رفضاً لاستمرار مماطلة إدارة السجن في أخذ عينات منهم. وقد أوقفوا خطواتهم الاحتجاجية بعد أن قدمت إدارة السجون تعهداً لهم بأخذ عينات من المشكوك باحتمال إصابتهم بالفيروس.
وفي بيان أصدره نادي الأسير قال، "إننا لا نثق بما يصدر من تصريحات من إدارة سجون الاحتلال حول أوضاع أبنائنا الأسرى، الأمر الذي يتطلب وبشكل عاجل أن تطلع جهة دولية محايدة على نتائج العينات، وذلك إن التزمت إدارة السجون بتعهدها بأخذ عينات منهم".
الجيش اتخذ احتياطاته
الجيش الإسرائيلي من جهته لا يتعامل بثقة مطلقة في هذا الموضوع، ولم يسقط من حساباته إمكانية تحركات من جهة غزة لإحداث توتر، ومن ثم استخدامه ورقة مساومة لتنفيذ الصفقة بشروط "حماس". فأعلن نشر وحدة لواء المظليين على طول الحدود وأجرى تدريبات في الجنوب لمواجهة مختلف السيناريوهات المتوقعة، سواء تنفيذ عمليات كاستهداف دوريات الجيش، أو وضع أجسام مشبوهة وتسلل واجتياز السياج الأمني.
وإزاء الاهتمام الإسرائيلي بتنفيذ الصفقة، من المتوقع أن تبحث الأجهزة الأمنية والمؤسسة الإسرائيلية سبل التقدم في الموضوع، وذلك عبر اجتماعات فيديو عن بعد، إذ إن قيادات المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في الحجر الصحي، لإصابة البعض في الفيروس أو بعد تواجد البعض الآخر في اجتماعات شارك فيها مصابون بكورونا، وهناك خشية من نقل العدوى إلى القياديين.
عمان جو - أمال شحادة
بعد تزايد القلق على طرفي الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، أبرز تداعيات انتشار كورونا بين الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خصوصاً الأمنيين منهم، الذين يقبعون في ظروف قاسية لا يتوافر فيها الحد الأدنى من الوقاية من كورونا، ومن جهة أخرى، قناعة الإسرائيليين بأن "أزمة كورونا" فرصة لا تُعوّض، تعالت نغمة جديدة بين تل أبيب وحركة "حماس" تشير إلى تقدم ملحوظ لتنفيذ صفقة أسرى، يحقق من خلالها رئيس الحكومة المؤقت بنيامين نتنياهو، إنجازاً إضافياً له، إذ تشمل استعادة جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول المحتجزتين لدى "حماس" والمفقودين ابرا منغيستو وهشام شعبان. وفي المقابل تحقق الحركة إنجازاً في الإفراج عن الأسرى، خصوصاً أسرى "صفقة شاليط"، المختلف عليهم منذ سنوات.
الطرفان يريدان الصفقة
وحاول وزير الأمن نفتالي بينت، طرح القضية وكأنها مساعدة إنسانية لغزة في هذه الظروف، ليتلقى رداً من رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وبدت لهجة الاثنين مبطنة بالتهديد، لكن الواضح فيها أن كلاً منهما يريد تنفيذ الصفقة، لكنهما يريدان أولاً معرفة ردود فعل عامة من تل أبيب والقطاع.
بينت من جهته، قال "كما لغزة، لدى إسرائيل أيضاً، حاجات إنسانية. نحن منفتحون على أفكار كثيرة". ومن دون أن يعرض تفاصيل ما اعتبرها "رزمة مساعدات إنسانية"، ربط بين هذه المساعدة والتقدم في مسألة الأسرى والمفقودين.
في تل أبيب، بحثت الأجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية مسألة تنفيذ صفقة أسرى باستغلال "فرصة لا تعوض في فترة كورونا"، كما قال الإسرائيليون. ووقعت خلال المباحثات خلافات حول بعض النقاط التي قد تشملها الصفقة، وكيفية تنفيذها من دون دفع ثمن باهظ من قبل إسرائيل. وما سُرب من هذه الاجتماعات فإن الفكرة المركزية التي ستعتمد عليها الصفقة تكون من خلال تقديم رزمة إنسانية لقطاع غزة ولفتات أخرى، في سبيل التقدم في موضوع إعادة الأسرى والمفقودين.
وفي إطار الفكرة ذاتها، تعتقد محافل في إسرائيل أنه يمكن محاولة العمل على دفع خطوات إلى الأمام، على أمل أن يتيح الأمر التقدم أيضاً، في موضوع الأسرى والمفقودين.
وفي محاولة للضغط لتنفيذ الصفقة من دون عراقيل تؤدي إلى تأخيرها، اعتبرت إسرائيل أن نافذة الفرص لتنفيذ هذه الصفقة ستكون ذات صلة، طالما لا يتفشى الوباء في القطاع.
خلافات حول الإفراج
الرد من السنوار جاء بمثابة تهديد عبر تصريحات إعلامية قال فيها، إن "حماس مستعدة لتقديم تنازلات جزئية في ما يتعلق بقضية جثتي الجنديين المفقودين والإسرائيليين المحتجزين لديها، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح الأسرى المرضى والمسنين، كمبادرة إنسانية في ضوء أزمة كورونا". لكنه في الوقت نفسه أضاف، "لقد أبلغنا جميع الوسطاء أنه لا يمكن البدء في مفاوضات على صفقة جديدة قبل إطلاق سراح جميع أسرى صفقة شاليط الذين جرى اعتقالهم مرة أخرى".
هذا الشرط الأخير أدخل الإسرائيليين في خلافات حول الإفراج عن أسرى صفقة شاليط، حيث أن إعادة اعتقال الفلسطينيين، الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط بتهم مختلفة، في مركزها تهديد أمن إسرائيل وإدراجهم في قائمة الخطيرين، جعلت مسألة الإفراج عنهم في أية صفقة مقترحة، في غاية التعقيد. فقد وضعت شروطاً تتعلق بالمصادقة على كل معتقل منهم. وهناك من أعلن من المسؤولين الإسرائيليين رفضهم الإفراج عن هؤلاء مهما كان الثمن.
ويأتي تهديد السنوار على خلفية ما أعلن في وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الخميس، من أن هناك حاجة إلى 100 جهاز تنفس و140 سريراً ومعدات طبية أخرى. كما أعلنوا عن المراقبة الطبية لـ 1816 محجوراً في 27 مركزاً. كما جرى إجراء 830 اختباراً للكشف عن فيروس كورونا الشهر الماضي. وكانت معظم الاختبارات سلبية.
حالة طوارئ في السجون وأسرى في الحجر
وفي السجون الإسرائيلية فرضت تل أبيب حالة طوارئ واتخذت إجراءات شبيهة بتلك التي اتخذتها في عموم البلاد منذ انتشار كورونا. وأدخلت إدارة سجن "عوفر" ستة أسرى فلسطينيين إلى الحجر الصحي بعد أن تبين أنهم تواجدوا في الغرفة نفسها التي تواجد فيها الأسير المحرر المُصاب بالفيروس، نور الدين صرصور. وطالبت منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر إدارة السجون الإسرائيلية بإجراء فحوصات للأسرى كلهم وإدخال ثلاثة آخرين إلى الحجر.
وكانت إدارة السجون قد اضطرت لاتخاذ هذا القرار بعد احتجاج أسرى قسم 14 في سجن "عوفر" حين أعادوا وجبات الطعام، رفضاً لاستمرار مماطلة إدارة السجن في أخذ عينات منهم. وقد أوقفوا خطواتهم الاحتجاجية بعد أن قدمت إدارة السجون تعهداً لهم بأخذ عينات من المشكوك باحتمال إصابتهم بالفيروس.
وفي بيان أصدره نادي الأسير قال، "إننا لا نثق بما يصدر من تصريحات من إدارة سجون الاحتلال حول أوضاع أبنائنا الأسرى، الأمر الذي يتطلب وبشكل عاجل أن تطلع جهة دولية محايدة على نتائج العينات، وذلك إن التزمت إدارة السجون بتعهدها بأخذ عينات منهم".
الجيش اتخذ احتياطاته
الجيش الإسرائيلي من جهته لا يتعامل بثقة مطلقة في هذا الموضوع، ولم يسقط من حساباته إمكانية تحركات من جهة غزة لإحداث توتر، ومن ثم استخدامه ورقة مساومة لتنفيذ الصفقة بشروط "حماس". فأعلن نشر وحدة لواء المظليين على طول الحدود وأجرى تدريبات في الجنوب لمواجهة مختلف السيناريوهات المتوقعة، سواء تنفيذ عمليات كاستهداف دوريات الجيش، أو وضع أجسام مشبوهة وتسلل واجتياز السياج الأمني.
وإزاء الاهتمام الإسرائيلي بتنفيذ الصفقة، من المتوقع أن تبحث الأجهزة الأمنية والمؤسسة الإسرائيلية سبل التقدم في الموضوع، وذلك عبر اجتماعات فيديو عن بعد، إذ إن قيادات المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في الحجر الصحي، لإصابة البعض في الفيروس أو بعد تواجد البعض الآخر في اجتماعات شارك فيها مصابون بكورونا، وهناك خشية من نقل العدوى إلى القياديين.