القادم صعب وربما يكون مؤلما .. شئنا أم أبينا.
عمان جو - محمد نجيب الصرايرة
لكي لا نبالغ أو نستهين في رؤيتنا أو توقعاتنا للقادم من الأحداث، علينا أن نقدر بأن العالم متجه لتغيرات عميقة، لا يمكن تجاهلها، أو القول بإننا بمعزل عنها، أو التوقع بأننا لن نتأثر بها، أو نزعم بأن تجاربنا السابقة تمثل دليلا على أننا سنعبر كل ما هو متوقع، لأننا قد تجاوزنا في الماضي كل الصعاب التي واجهتنا.
والسبب وراء ذلك أننا في حالة تختلف بشكل كبير عما كنا. وأن الظروف المحلية والإقليمية والدولية ليست نفسها، وأن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعيش ليس هو الواقع نفسه الذي عشناه.
علينا أن نعترف بأن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعيش تسوده اختلالات حقيقية لا أحد يستطيع أن ينكرها. ولعل أحد الأسباب الجوهرية وراء هذه الاختلالات هو السياسات الاقتصادية التي تم تبنيها خلال العقدين الأخيرين. فسياسة الخصخصة أفقدت الوطن كثيرا من موارده التي كانت تدعم الخزينة، لهذا لجأنا إلى تعويضها برفع الضرائب، والتفنن في إيجاد طرق عديدة لتنويعها، حتى وصلنا إلى مرحلة نفرض فيها ضرائب على الضرائب. وقيل لنا أن سياسة الخصخصة ستفتح كل الأبواب للاستثمار الأمر الذي سيوفر الوظائف لكننا تفاجأنا بأن الإستثمار لم يأت، بل على العكس فبعض ما كان لدينا غادر لأسباب عديدة من بينها عدم توفر البيئة الجاذبة له مقارنة مع أماكن أخرى قريبة أو محيطة بنا.
علينا أن نعترف بأن العلاقات العربية لم تعد كما كانت في السابق، وأن توقع الدعم من الأشقاء لم يعد متيسرا كما كان الحال سابقا. فالدول العربية وبخاصة النفطية تواجه هي نفسها متاعب اقتصادية كبيرة تدفعها للتفكير بمشاكلها، وهذا بالطبع سيجعلها تتوقف عن تقديم يد المساعدة لغيرها.
وعلى الصعيد الدولي الكل الآن مشغول بمشاكله التي بدأت تحتل اهتمامات دوله. الكل مشغول بنفسه، ففي أمريكا مثلا لم يعد هناك اهتمام كبير للبحث عن حلفاء ينفق عليهم، فالتوجه نحو الداخل أصبح السمة السائدة حيث بدأت الأزمات الداخلية تفرض نفسها على صانعي السياسات.. وفي أوروبا كذلك يظهر التحول نحو القطرية، بحيث فقد الاتحاد الأوروبي بريقه.. ربما تسعى بعض الدول لاختلاق أزمات أو ربما الذهاب لمواجهات عسكرية للخروج من أزماتها وهذا أمر متوقع.
بسبب كل ذلك، نحن الآن أمام مرحلة لا بد أن نعزز فيها قدراتنا الوطنية، والبحث عن حلول واقعية لمشاكلنا الحالية والمتوقعة بانفسنا، فالحديث العاطفي الذي يطمئن دون خطط وإجراءات لا ينفع، علينا أن نسخر كل طاقاتنا لمواجهة أوضاع صعبة ستفرض علينا شئنا أم أبينا. علينا أن نبادر في إعطاء كل القوى دورا في تشكيل رؤية واضحة نحو المستقبل، وأن لا تحتكر أي جهة منا بناء هذا التصور. مطلوب أن نعيد بشكل جذري تقييم سياساتنا الحالية ورسم أولوياتنا للنهوض بالقطاعات الاقتصادية ومن بينها الزراعة التي أهملت لفترة طويلة إلى جانب القطاعات الأخرى المحركة للحالة الاقتصادية. مطلوب وبسرعة بناء شراكات وطنية حقيقية للخروج بسلام مما هو قادم.. وهو صعب وربما يكون مؤلما بدرجة كبيرة.
عمان جو - محمد نجيب الصرايرة
لكي لا نبالغ أو نستهين في رؤيتنا أو توقعاتنا للقادم من الأحداث، علينا أن نقدر بأن العالم متجه لتغيرات عميقة، لا يمكن تجاهلها، أو القول بإننا بمعزل عنها، أو التوقع بأننا لن نتأثر بها، أو نزعم بأن تجاربنا السابقة تمثل دليلا على أننا سنعبر كل ما هو متوقع، لأننا قد تجاوزنا في الماضي كل الصعاب التي واجهتنا.
والسبب وراء ذلك أننا في حالة تختلف بشكل كبير عما كنا. وأن الظروف المحلية والإقليمية والدولية ليست نفسها، وأن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعيش ليس هو الواقع نفسه الذي عشناه.
علينا أن نعترف بأن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعيش تسوده اختلالات حقيقية لا أحد يستطيع أن ينكرها. ولعل أحد الأسباب الجوهرية وراء هذه الاختلالات هو السياسات الاقتصادية التي تم تبنيها خلال العقدين الأخيرين. فسياسة الخصخصة أفقدت الوطن كثيرا من موارده التي كانت تدعم الخزينة، لهذا لجأنا إلى تعويضها برفع الضرائب، والتفنن في إيجاد طرق عديدة لتنويعها، حتى وصلنا إلى مرحلة نفرض فيها ضرائب على الضرائب. وقيل لنا أن سياسة الخصخصة ستفتح كل الأبواب للاستثمار الأمر الذي سيوفر الوظائف لكننا تفاجأنا بأن الإستثمار لم يأت، بل على العكس فبعض ما كان لدينا غادر لأسباب عديدة من بينها عدم توفر البيئة الجاذبة له مقارنة مع أماكن أخرى قريبة أو محيطة بنا.
علينا أن نعترف بأن العلاقات العربية لم تعد كما كانت في السابق، وأن توقع الدعم من الأشقاء لم يعد متيسرا كما كان الحال سابقا. فالدول العربية وبخاصة النفطية تواجه هي نفسها متاعب اقتصادية كبيرة تدفعها للتفكير بمشاكلها، وهذا بالطبع سيجعلها تتوقف عن تقديم يد المساعدة لغيرها.
وعلى الصعيد الدولي الكل الآن مشغول بمشاكله التي بدأت تحتل اهتمامات دوله. الكل مشغول بنفسه، ففي أمريكا مثلا لم يعد هناك اهتمام كبير للبحث عن حلفاء ينفق عليهم، فالتوجه نحو الداخل أصبح السمة السائدة حيث بدأت الأزمات الداخلية تفرض نفسها على صانعي السياسات.. وفي أوروبا كذلك يظهر التحول نحو القطرية، بحيث فقد الاتحاد الأوروبي بريقه.. ربما تسعى بعض الدول لاختلاق أزمات أو ربما الذهاب لمواجهات عسكرية للخروج من أزماتها وهذا أمر متوقع.
بسبب كل ذلك، نحن الآن أمام مرحلة لا بد أن نعزز فيها قدراتنا الوطنية، والبحث عن حلول واقعية لمشاكلنا الحالية والمتوقعة بانفسنا، فالحديث العاطفي الذي يطمئن دون خطط وإجراءات لا ينفع، علينا أن نسخر كل طاقاتنا لمواجهة أوضاع صعبة ستفرض علينا شئنا أم أبينا. علينا أن نبادر في إعطاء كل القوى دورا في تشكيل رؤية واضحة نحو المستقبل، وأن لا تحتكر أي جهة منا بناء هذا التصور. مطلوب أن نعيد بشكل جذري تقييم سياساتنا الحالية ورسم أولوياتنا للنهوض بالقطاعات الاقتصادية ومن بينها الزراعة التي أهملت لفترة طويلة إلى جانب القطاعات الأخرى المحركة للحالة الاقتصادية. مطلوب وبسرعة بناء شراكات وطنية حقيقية للخروج بسلام مما هو قادم.. وهو صعب وربما يكون مؤلما بدرجة كبيرة.