د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
فِي الأرْدُنّ عمالقة من الفنانين الَّذِي لا ينقصهم للانتشار سوى إعادة الإنتاج الفني للدراما من خِلال التِلْفِزْيُون الأردني، وشركات الإنتاج. وأراهن عَلَى أن الفنانين الأردنيين لا يقلون قُوَّة وحرفية عَن الفنانين العرب الآخَرِينَ – وكلهم نحترمهم ونقدر إنجازاتهم العظيمة- فَمَنْ مِنَّا ينسى (مَع حفظ الألقاب) داود جلاجل، زهير النوباني، عبد الكَرِيم القواسمي، موسى حجازين، جولييت عواد، جَمِيل عواد، وأمل الدباس وغيرهم، وندعو بالرحمة لِمَنْ انتقل من العمالقة إلى رحمة الله وَعَلَى رأسهم: نبيل المشيني، مُحَمّد القباني، مَحْمود صايمة، وحسن إبراهيم وغيرهم.
وَلَدَيْنا عدد هائل من الفنانين الشباب الرائعين، فَلِمَاذَا لا نَقُوم بمبادرة نسميها "مُبادَرَة الفن الأردني" بِحَيْثُ يُسَاهِم الـمُشارِكون فِيهِا وَلَوْ بدينار واحد شهريًا، مَع حث بَعْض المؤسسات، وَالشَّرِكَات والبنوك لِتَكُونَ فاعلة من خلالها، وَلِيَكُنْ هُنَاكَ صُنْدُوق للإنتاج يُسَاهِم بدعم إنتاج مسلسلات وأفلام أردنية، ولنتذكر أن القوة الناعمة – وَعَلَى رأسها منتجات الأدب والفن والثقافة- لا تَقلْ أهمية عَن أي قُوَّة أخْرَى، وتستحق الإنفاق عَلَيْهَا، وَيَكْفِي ما نراه حولنا من تشويه للحقائق، وقلبها، من خِلال الدراما الَّتِي تتغلغل فِي العقول، والقلوب والوجدان، فتغير التفكير، وتعيد توجيه القيم.
إذا عاملنا أدوات القوة الناعمة بمنطق حسابات الربح والخسارة الـمَاديَّة، وأسلوب دِرَاسَات الجدوى التَقْلِيدِيَّة، فَلَنْ نَكُوُن رابحين أبدًا، قُوَّة الفن والأدب والثقافة تُقاس بالنتاجات الفكرية، والتأثير الناعم بِالنَّاسِ، فلَو خسر عمل فَنِّي ملايين الدنانير، وأثر بِالنَّاس، فإن قِيمَة أرباحه الحقيقية تَكُون بمئات الملايين، وَهَكَذَا دواليك.
ينقصنا رُؤْيَة الـمَزِيد من المسلسلات والأفلام الأردنية لنساهم مَع الخيرين وأصحاب الفكر النظيف فِي نشر الإبداع الفني الجَمِيل الهادف، وَلَعَلَّ ذلِكَ يَكُون قريبًا.