أعراس الأردنيين مؤجلة أو بلا حفلات بسبب كورونا
عمان جو. طارق ديلواني.
مع إغلاق صالات الأفراح ومنع التجمعات العامة وفق قانون الدفاع في الأردن، اضطر كثير من المقبلين على الزواج، ممن كانوا يخططون لزفافهم، إلى تأجيل "ليلة العمر" أو حتى الزواج من دون حفلات.
وتسبب كورونا بكثير من التغييرات التي طالت أفراح الأردنيين المعطلة، فحلت الكمامات مكان "الرداء الأبيض"، والقفازات بديلاً عن الحلي، وغاب المدعوون، وتكدست بطاقات الدعوة، وضاعت أصوات مواكب الأفراح في صمت الشوارع الفارغة.
فضلاً عن الإرباك الملحوظ لكثير من القطاعات العاملة في هذا المجال، ومنها صالات الأفراح والفنادق، التي تكبدت خسائر جراء إلغاء الحجوزات.
زواج مع وقف التنفيذ
عبد الله سعد الدين وعلا، شابان أردنيان، اضطرا إلى تأجيل زفافهما أكثر من مرة بسبب كورونا. والبداية كانت في شهر مارس (آذار) عام 2019، حينما عقد قرانهما ليبدآ بعدها رحلة الارتباط والتجهيز لفرحة العمر، عبر استئجار منزل وشراء مستلزماته وحجز قاعة الأفراح.
يروي عبد الله لـ"اندبندنت عربية"، طبعنا بطاقات الدعوة إلى حفل الزفاف ووزعناها قبل أسبوعين من موعده، وحجزنا لرحلة شهر عسل إلى قبرص.
يضيف، "لم نكن نتوقع أن تتصاعد وتيرة انتشار كورونا على هذا النحو. وكنا نقول مازحين إنه سيتسبب في تأجيل فرحتنا. وهذا ما حدث بالفعل. ففي الأيام العشرة الأولى من شهر مارس أُلغيت حجوزات سفرنا إلى جزيرة قبرص بعد الانتشار السريع للفيروس في أوروبا. من هنا، بدأت جدية التخوفات والقلق".
يسرد عبد الله كيف تبدلت الأحوال فجأة في الأردن، قبل يوم واحد من موعد زفافه في 17 مارس، بعدما أعلنت الحكومة وقف التجمعات والأنشطة العامة، مضيفاً "درسنا الوضع واتفقنا على أن نعلن إلغاء حفل الزفاف وإتمامه بشكل محدود ودون قاعة وبحضور عائلي، حفاظاً على السلامة العامة والتزاماً بتوجيهات الحكومة. لكن، سرعان ما أعلن قانون الدفاع بعد يوم فقط وتم حظر التجول وإغلاق جميع المنشآت تقريباً".
يؤكد عبد الله، أن "حفل الزفاف يعني كثيراً لأي عروسين، فهو بداية حياة جديدة، لكننا دخلنا دوامة من الأسئلة والافتراضات، من قبيل تأجيل الزفاف إلى ما بعد شهر رمضان، خصوصاً مع الأعباء التي ترتبت علينا من قبيل إيجار منزل وتكاليف قاعة الاحتفالات".
قرار صعب
أما علا فتصف يوم الزفاف بـ"المميز لأي فتاة، ومن الصعب أن يتم بلا حفل يحفظ في الذاكرة. ومع معرفتي أن الحفل لن يتم في قاعة، تداخلت الأفكار والقرارات الحكومية وألغت كل شيء. الترتيبات كلها أصبحت بلا فائدة، وكأن ثمة من أوقف حياتنا".
تضيف علا، "فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، أثر في كل مناحي الحياة، ورافقته حالة من التوتر والتخبط وغياب الاستقرار. وانعكس كل هذا على حياة الأفراد الذين اضطروا إلى تأجيل المناسبات في ظل هذه الظروف الصعبة".
إرباك وتغيير عادات
يكشف عاملون في صالات الأفراح أنهم تلقوا عشرات الاتصالات التي تستفسر عن مصير المبالغ التي تم دفعها لقاء تنظيم حفلات زفافهم التي ألغيت. وطالب بعض المتصلين بإعادتها. بينما أجل آخرون مواعيد مناسباتهم إلى ما بعد رمضان، لكن أحداً لم يفكر في الخسائر التي ترتبت على هذه الصالات بسبب فيروس كورونا.
وكان الأردنيون قبل عقود يقيمون حفلات زفافهم وببساطة داخل منازلهم، وهو ما اضطر إليه البعض اليوم بسبب كورونا، إذ اقتصر الحفل على عائلتي العريسين.
ويبدو أن الأردنيين باتوا مدركين ضرورة تغيير كثير من عاداتهم وتقاليدهم خلال المناسبات الاجتماعية التي قد تضر بالصحة العامة أو تسهم في نقل الأمراض.
زفاف في الحجر الصحي
قصي طلافحة، شاب أردني اختار أن يتزوج خلال جائحة كورونا، على الرغم من تحذير السلطات في مدينة أربد شمال البلاد. فانتهى الأمر بإصابة غالبية الحضور بما في ذلك العريس. وفيما وضع قصي بالحجر الصحي في أحد المستشفيات، وضعت عروسه في الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً.
أما الشاب أوس العونة، فقد احتفل بزواجه من عروسه في الحجر الصحي داخل أحد فنادق البحر الميت بعد تأجيله لمرات عدة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تصفيق عاملين في الفندق حيث يوجد أنس وعروسه، وقد ارتديا البذلة السوداء والفستان الأبيض.
يقول أوس، الذي يقيم وعروسه في الولايات المتحدة، "قررنا عقد زفافنا بالأردن في 27 مارس، ولم نكن نعلم بإجراءات الحجر الصحي عند وصولنا المطار. انتقلنا إلى الفندق للحجر، وأشهرنا زواجنا هناك، على الرغم من أن كل إعدادات الزفاف كانت جاهزة في العاصمة عمّان".
ومنذ 16 مارس حجرت السلطات الأردنية صحياً نحو 5800 مسافر أردني، ومن جنسيات مختلفة داخل فنادق في العاصمة عمان ومنطقة البحر الميت.
يشار إلى أن الحكومة الأردنية اتخذت قرارات تدريجية لتخفيف الحظر في البلاد، شملت قطاعات عديدة، لكنها لا تزال تستثني قاعات الأفراح والمناسبات وأماكن التجمعات العامة.
اندبندت
مع إغلاق صالات الأفراح ومنع التجمعات العامة وفق قانون الدفاع في الأردن، اضطر كثير من المقبلين على الزواج، ممن كانوا يخططون لزفافهم، إلى تأجيل "ليلة العمر" أو حتى الزواج من دون حفلات.
وتسبب كورونا بكثير من التغييرات التي طالت أفراح الأردنيين المعطلة، فحلت الكمامات مكان "الرداء الأبيض"، والقفازات بديلاً عن الحلي، وغاب المدعوون، وتكدست بطاقات الدعوة، وضاعت أصوات مواكب الأفراح في صمت الشوارع الفارغة.
فضلاً عن الإرباك الملحوظ لكثير من القطاعات العاملة في هذا المجال، ومنها صالات الأفراح والفنادق، التي تكبدت خسائر جراء إلغاء الحجوزات.
زواج مع وقف التنفيذ
عبد الله سعد الدين وعلا، شابان أردنيان، اضطرا إلى تأجيل زفافهما أكثر من مرة بسبب كورونا. والبداية كانت في شهر مارس (آذار) عام 2019، حينما عقد قرانهما ليبدآ بعدها رحلة الارتباط والتجهيز لفرحة العمر، عبر استئجار منزل وشراء مستلزماته وحجز قاعة الأفراح.
يروي عبد الله لـ"اندبندنت عربية"، طبعنا بطاقات الدعوة إلى حفل الزفاف ووزعناها قبل أسبوعين من موعده، وحجزنا لرحلة شهر عسل إلى قبرص.
يضيف، "لم نكن نتوقع أن تتصاعد وتيرة انتشار كورونا على هذا النحو. وكنا نقول مازحين إنه سيتسبب في تأجيل فرحتنا. وهذا ما حدث بالفعل. ففي الأيام العشرة الأولى من شهر مارس أُلغيت حجوزات سفرنا إلى جزيرة قبرص بعد الانتشار السريع للفيروس في أوروبا. من هنا، بدأت جدية التخوفات والقلق".
يسرد عبد الله كيف تبدلت الأحوال فجأة في الأردن، قبل يوم واحد من موعد زفافه في 17 مارس، بعدما أعلنت الحكومة وقف التجمعات والأنشطة العامة، مضيفاً "درسنا الوضع واتفقنا على أن نعلن إلغاء حفل الزفاف وإتمامه بشكل محدود ودون قاعة وبحضور عائلي، حفاظاً على السلامة العامة والتزاماً بتوجيهات الحكومة. لكن، سرعان ما أعلن قانون الدفاع بعد يوم فقط وتم حظر التجول وإغلاق جميع المنشآت تقريباً".
يؤكد عبد الله، أن "حفل الزفاف يعني كثيراً لأي عروسين، فهو بداية حياة جديدة، لكننا دخلنا دوامة من الأسئلة والافتراضات، من قبيل تأجيل الزفاف إلى ما بعد شهر رمضان، خصوصاً مع الأعباء التي ترتبت علينا من قبيل إيجار منزل وتكاليف قاعة الاحتفالات".
قرار صعب
أما علا فتصف يوم الزفاف بـ"المميز لأي فتاة، ومن الصعب أن يتم بلا حفل يحفظ في الذاكرة. ومع معرفتي أن الحفل لن يتم في قاعة، تداخلت الأفكار والقرارات الحكومية وألغت كل شيء. الترتيبات كلها أصبحت بلا فائدة، وكأن ثمة من أوقف حياتنا".
تضيف علا، "فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، أثر في كل مناحي الحياة، ورافقته حالة من التوتر والتخبط وغياب الاستقرار. وانعكس كل هذا على حياة الأفراد الذين اضطروا إلى تأجيل المناسبات في ظل هذه الظروف الصعبة".
إرباك وتغيير عادات
يكشف عاملون في صالات الأفراح أنهم تلقوا عشرات الاتصالات التي تستفسر عن مصير المبالغ التي تم دفعها لقاء تنظيم حفلات زفافهم التي ألغيت. وطالب بعض المتصلين بإعادتها. بينما أجل آخرون مواعيد مناسباتهم إلى ما بعد رمضان، لكن أحداً لم يفكر في الخسائر التي ترتبت على هذه الصالات بسبب فيروس كورونا.
وكان الأردنيون قبل عقود يقيمون حفلات زفافهم وببساطة داخل منازلهم، وهو ما اضطر إليه البعض اليوم بسبب كورونا، إذ اقتصر الحفل على عائلتي العريسين.
ويبدو أن الأردنيين باتوا مدركين ضرورة تغيير كثير من عاداتهم وتقاليدهم خلال المناسبات الاجتماعية التي قد تضر بالصحة العامة أو تسهم في نقل الأمراض.
زفاف في الحجر الصحي
قصي طلافحة، شاب أردني اختار أن يتزوج خلال جائحة كورونا، على الرغم من تحذير السلطات في مدينة أربد شمال البلاد. فانتهى الأمر بإصابة غالبية الحضور بما في ذلك العريس. وفيما وضع قصي بالحجر الصحي في أحد المستشفيات، وضعت عروسه في الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً.
أما الشاب أوس العونة، فقد احتفل بزواجه من عروسه في الحجر الصحي داخل أحد فنادق البحر الميت بعد تأجيله لمرات عدة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تصفيق عاملين في الفندق حيث يوجد أنس وعروسه، وقد ارتديا البذلة السوداء والفستان الأبيض.
يقول أوس، الذي يقيم وعروسه في الولايات المتحدة، "قررنا عقد زفافنا بالأردن في 27 مارس، ولم نكن نعلم بإجراءات الحجر الصحي عند وصولنا المطار. انتقلنا إلى الفندق للحجر، وأشهرنا زواجنا هناك، على الرغم من أن كل إعدادات الزفاف كانت جاهزة في العاصمة عمّان".
ومنذ 16 مارس حجرت السلطات الأردنية صحياً نحو 5800 مسافر أردني، ومن جنسيات مختلفة داخل فنادق في العاصمة عمان ومنطقة البحر الميت.
يشار إلى أن الحكومة الأردنية اتخذت قرارات تدريجية لتخفيف الحظر في البلاد، شملت قطاعات عديدة، لكنها لا تزال تستثني قاعات الأفراح والمناسبات وأماكن التجمعات العامة.
اندبندت
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات