تلفزيون الإنترنت المتنفس الجديد للأردنيين
عمان جو - طارق ديلواني
بكبسة زر وباشتراك سنوي زهيد لا يزيد عن 50 دولاراً سنوياً، تحولت خدمة تلفزيون بروتوكول الإنترنت أو ما يعرف بـ(IPTV) إلى متنفس للأردنيين بعد حوالى شهرين من حظر التجول والحجر الصحي المنزلي بسبب فيروس كورونا.
فقد أقبل أردنيون من ذوي الدخل المحدود على شراء أجهزة استقبال تعمل بتقنية "بروتوكول الإنترنت"، التي توصل المحتوى التلفزيوني للمشاهدين عبر الإنترنت، للتغلب على ساعات حظر التجول الطويلة وكسر الملل والروتين المنزلي.
ومقارنة بخدمات المشاهدة المدفوعة والباهظة كـ "NETFLIX" و"OSN"، بات بإمكان الأردنيين متابعة برامجهم وأفلامهم ومسلسلاتهم المفضلة بثمن بخس، ومن خلال أجهزة استقبال تعمل على الإنترنت وتضم آلاف القنوات العربية والعالمية، ومكتبة ضخمة من أحدث وأهم الأعمال التلفزيونية والسينمائية. فكل ما يتطلبه الأمر جهاز استقبال وخدمة اشتراك بالإنترنت بسرعة متوسطة.
خدمة غير قانونية
ويشرح عيسى مسلّم المتخصص بالأخبار التقنية في أحد المواقع لـ"اندبندنت عربية"، ماهية الخدمة التي أقبل عليها الأردنيون بكثافة في الفترة الأخيرة بالقول إنها تقنية حديثة للبث التلفزيوني عبر الإنترنت بطريقة رقمية، باستخدام بروتوكول الإنترنت (IP)، وهي اختصار لـ (Internet Protocol Television).
ويضيف مسلّم "قنوات كثيرة تعمل على توفير خدمات البث عبر تقنية IPTV منها المجاني كالقنوات الفضائية المفتوحة، ومنها المتخصصة كـ NETFLIX و OSN وقنوات الترفيه التابعة لـBe IN وخدماتها المدفوعة، لكن أغلب ماهو متوفر غير قانوني، لأنك ببساطة تشاهد كل القنوات المفتوحة والمشفرة من دون أن تدفع مقابلاً للقناة التي تقدم هذه الخدمة".
وحول طريقة حصول مقدمي هذه الخدمة على البث غير القانوني يقول مسلّم، "لديهم اشتراكات حقيقية في تلك القنوات المشفرة، ويعملون وفق تقنية معينة على إعادة بث الصوت والصورة عبر خوادم يمكنها أن ترسل البث لملايين المستخدمين في وقت واحد وعن طريق الإنترنت، ولكل قناة IP خاص بها على الخادم (السيرفر)".
وتتيح تقنيةIPTV بحسب مسلّم المشاهدة على جميع الأجهزة، كالتلفزيونات الذكية وأجهزة الجوال واللوحية والكمبيوتر، عدا عن قدرة هذا النظام على تحديد وقت مشاهدة البرامج وبجودات متعددة.
ترفيه غير مكلف
ويؤكد عاملون في إحدى الشركة لتي تنتج أحد أبرز أجهزة الاستقبال العاملة بنظام IPTV ، أن إقبالاً ملحوظاً شهده السوق الأردني في الفترة الأخيرة على اقتناء هذه الأجهزة لرخص ثمنها وإمكانياتها التي تضاهي الخدمات الأخرى، من حيث الترفيه وتوفير أحدث الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
ويشير هؤلاء إلى موت جيل الصحون اللاقطة وقلة الإقبال عليها، إذ سجلت مبيعات هذه الشركة إلى جانب وكلاء أجهزة استقبال أخرى، ارتفاعاً مطرداً في المبيعات بعدما وجد الأردنيون أنفسهم أسرى ساعات طويلة من الجلوس في المنازل من دون حراك.
وتتراوح أسعار الخدمة ما بين 30 إلى 50 دولاراً لقاء الاشتراك بباقات تلفزيونية ضخمة تزيد عن 60 ألف قناة، بينما تنشط سوق سوداء على الإنترنت تبيع الخدمة ذاتها بأسعار أقل، في حين تتبرع مجموعات تقنية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي كـ "تيليغرام" و"فيسبوك" لتوزيعها مجاناً ومن دون أي مقابل.
ويدور تنافس شرس بين مقدمي هذه الخدمة على المشتركين، فهناك من يقدم تفعيل الاشتراك على أكثر من شاشة ولمدة ثلاث سنوات، وآخرون عملوا على تقديم مسلسلات رمضان قبل عرضها على الشاشات بأيام، فضلاً عن عرض مسلسلات وأفلام "نتفلكس" بعد عرضها على الشبكة بساعات فقط، بينما أصبحت مباريات الدوريات الأوروبية مشاعاً للجميع.
وعلى الرغم من وجود قانون حماية للملكية الفكرية في الأردن، إلا أنه لا توجد أية متابعة من قبل السلطات لهذا السوق النشط، حيث تنتشر عشرات المحال التي تقدم هذه الخدمة علناً، على الرغم من عدم قانونيتها.
لا عزاء للأطباق اللاقطة
بحسب محمد زغيرّ الذي يعمل فنيّاً في أحد محال بيع خدمة IPTV ، فإن انتشار الإنترنت في الأردن ساهم في الإقبال على هذه التقنية، التي توفر جهداً ووقتاً وبلا تمديدات كانت تتطلبها الأطباق اللاقطة سابقاً، والتي تعمل عبر الأقمار الصناعية، فضلاً عن عدم تأثر تقنية IPTV بالعوامل الجوية.
ويشير إلى أن بداية انتشار هذه التقنية وخلافاً لما هو معتقد، تعود إلى عام 2005 مع إطلاق شركة "آبل" خدمة تحميل المُحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت.
وأكدت أحدث الإحصاءات أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن بلغ مع نهاية عام 2019 حوالى 8.7 مليون مستخدم، بما نسبته 85 في المئة قياساً بعدد السكان.
وبحسب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، فإن استمرار حالة حظر التجول في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا في الأردن، زادت من استخدام الخدمات المرئية بمختلف تطبيقاتها ومنصاتها، واستحوذت على حصة الأسد من حركة تدفق البيانات على شبكة الإنترنت.
عمان جو - طارق ديلواني
بكبسة زر وباشتراك سنوي زهيد لا يزيد عن 50 دولاراً سنوياً، تحولت خدمة تلفزيون بروتوكول الإنترنت أو ما يعرف بـ(IPTV) إلى متنفس للأردنيين بعد حوالى شهرين من حظر التجول والحجر الصحي المنزلي بسبب فيروس كورونا.
فقد أقبل أردنيون من ذوي الدخل المحدود على شراء أجهزة استقبال تعمل بتقنية "بروتوكول الإنترنت"، التي توصل المحتوى التلفزيوني للمشاهدين عبر الإنترنت، للتغلب على ساعات حظر التجول الطويلة وكسر الملل والروتين المنزلي.
ومقارنة بخدمات المشاهدة المدفوعة والباهظة كـ "NETFLIX" و"OSN"، بات بإمكان الأردنيين متابعة برامجهم وأفلامهم ومسلسلاتهم المفضلة بثمن بخس، ومن خلال أجهزة استقبال تعمل على الإنترنت وتضم آلاف القنوات العربية والعالمية، ومكتبة ضخمة من أحدث وأهم الأعمال التلفزيونية والسينمائية. فكل ما يتطلبه الأمر جهاز استقبال وخدمة اشتراك بالإنترنت بسرعة متوسطة.
خدمة غير قانونية
ويشرح عيسى مسلّم المتخصص بالأخبار التقنية في أحد المواقع لـ"اندبندنت عربية"، ماهية الخدمة التي أقبل عليها الأردنيون بكثافة في الفترة الأخيرة بالقول إنها تقنية حديثة للبث التلفزيوني عبر الإنترنت بطريقة رقمية، باستخدام بروتوكول الإنترنت (IP)، وهي اختصار لـ (Internet Protocol Television).
ويضيف مسلّم "قنوات كثيرة تعمل على توفير خدمات البث عبر تقنية IPTV منها المجاني كالقنوات الفضائية المفتوحة، ومنها المتخصصة كـ NETFLIX و OSN وقنوات الترفيه التابعة لـBe IN وخدماتها المدفوعة، لكن أغلب ماهو متوفر غير قانوني، لأنك ببساطة تشاهد كل القنوات المفتوحة والمشفرة من دون أن تدفع مقابلاً للقناة التي تقدم هذه الخدمة".
وحول طريقة حصول مقدمي هذه الخدمة على البث غير القانوني يقول مسلّم، "لديهم اشتراكات حقيقية في تلك القنوات المشفرة، ويعملون وفق تقنية معينة على إعادة بث الصوت والصورة عبر خوادم يمكنها أن ترسل البث لملايين المستخدمين في وقت واحد وعن طريق الإنترنت، ولكل قناة IP خاص بها على الخادم (السيرفر)".
وتتيح تقنيةIPTV بحسب مسلّم المشاهدة على جميع الأجهزة، كالتلفزيونات الذكية وأجهزة الجوال واللوحية والكمبيوتر، عدا عن قدرة هذا النظام على تحديد وقت مشاهدة البرامج وبجودات متعددة.
ترفيه غير مكلف
ويؤكد عاملون في إحدى الشركة لتي تنتج أحد أبرز أجهزة الاستقبال العاملة بنظام IPTV ، أن إقبالاً ملحوظاً شهده السوق الأردني في الفترة الأخيرة على اقتناء هذه الأجهزة لرخص ثمنها وإمكانياتها التي تضاهي الخدمات الأخرى، من حيث الترفيه وتوفير أحدث الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
ويشير هؤلاء إلى موت جيل الصحون اللاقطة وقلة الإقبال عليها، إذ سجلت مبيعات هذه الشركة إلى جانب وكلاء أجهزة استقبال أخرى، ارتفاعاً مطرداً في المبيعات بعدما وجد الأردنيون أنفسهم أسرى ساعات طويلة من الجلوس في المنازل من دون حراك.
وتتراوح أسعار الخدمة ما بين 30 إلى 50 دولاراً لقاء الاشتراك بباقات تلفزيونية ضخمة تزيد عن 60 ألف قناة، بينما تنشط سوق سوداء على الإنترنت تبيع الخدمة ذاتها بأسعار أقل، في حين تتبرع مجموعات تقنية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي كـ "تيليغرام" و"فيسبوك" لتوزيعها مجاناً ومن دون أي مقابل.
ويدور تنافس شرس بين مقدمي هذه الخدمة على المشتركين، فهناك من يقدم تفعيل الاشتراك على أكثر من شاشة ولمدة ثلاث سنوات، وآخرون عملوا على تقديم مسلسلات رمضان قبل عرضها على الشاشات بأيام، فضلاً عن عرض مسلسلات وأفلام "نتفلكس" بعد عرضها على الشبكة بساعات فقط، بينما أصبحت مباريات الدوريات الأوروبية مشاعاً للجميع.
وعلى الرغم من وجود قانون حماية للملكية الفكرية في الأردن، إلا أنه لا توجد أية متابعة من قبل السلطات لهذا السوق النشط، حيث تنتشر عشرات المحال التي تقدم هذه الخدمة علناً، على الرغم من عدم قانونيتها.
لا عزاء للأطباق اللاقطة
بحسب محمد زغيرّ الذي يعمل فنيّاً في أحد محال بيع خدمة IPTV ، فإن انتشار الإنترنت في الأردن ساهم في الإقبال على هذه التقنية، التي توفر جهداً ووقتاً وبلا تمديدات كانت تتطلبها الأطباق اللاقطة سابقاً، والتي تعمل عبر الأقمار الصناعية، فضلاً عن عدم تأثر تقنية IPTV بالعوامل الجوية.
ويشير إلى أن بداية انتشار هذه التقنية وخلافاً لما هو معتقد، تعود إلى عام 2005 مع إطلاق شركة "آبل" خدمة تحميل المُحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت.
وأكدت أحدث الإحصاءات أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن بلغ مع نهاية عام 2019 حوالى 8.7 مليون مستخدم، بما نسبته 85 في المئة قياساً بعدد السكان.
وبحسب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، فإن استمرار حالة حظر التجول في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا في الأردن، زادت من استخدام الخدمات المرئية بمختلف تطبيقاتها ومنصاتها، واستحوذت على حصة الأسد من حركة تدفق البيانات على شبكة الإنترنت.