المرتزقة والبلطجيّة والميليشيات الإجرامية في عالمنا
عمان جو - د. تيسير المشارقة
(مختص بالدراسات الثقافية والاتصال عبر الثقافات)
العروبة في خطر. تعصف بها رياح السموم من كل حدب وصوب. الأخطار من كل الجهات ولكن الخطر الأكبر من الوسط (الكيان الإسرائيلي الصهيوني). إيران من الشرق، وتركيا من الشمال، وإثيوبيا من الجنوب.. وعواصم أخرى تتكالب على العرب نهباً وعدواناً واستيلاء على العواصم والأراضي العربية. وهناك جماعات متعددة من الميليشيات والمرتزقة والشبيحة والبلطجية الذين يعاونون الأعداء والخصوم في تنفيذ أطماعهم في الوطن العربي.
أثناء الربيع العربي والثورات في عالمنا (2010-2020) برزت ظاهرة "البلطجة" و"التشبيح" (مثل: "الشبيحة" في سوريا الموالين للنظام الحالي التابع للرئيس بشار الأسد، ومثلك "البلطجية" ميدان التحرير في القاهرة وميادين المدن المصرية الأخرى، وهم من المتعاونين مع النظام السابق والمرتشين الذين كانوا يتقاضون رشى مالية لقاء أعمالهم وشهاداتهم أو تقاريرهم). و"البلطجي" أو "الشبيح" من المرتزقة المحليين الذين تستخدمهم بعض الأنظمة العربية (بدلاً من قوى الأمن والجيش) في مواجهة الشعوب الثائرة، وهم من يهاجمون الناس لقاء ثمن مالي.
ولجأت بعض الأنظمة "غير العربية" في الإقليم، مثل إيران، إلى تشكيل ميليشيات عسكرية "شبه عسكرية" في دول عربية هشة أو مفككة طائفياً (مثل ميليشيا حزب الله العسكرية داخل لبنان، وقد شكلت جيشاً موازياً للجيش الوطني بحجة المقاومة ومحاربة إسرائيل، أو مثل ميليشيا الحشد الشعبي في العراق تديرها أجهزة استخبارات إيرانية طائفية لخدمة المشروع الفارسي الاستعماري في المنطقة)
و"ظاهرة الارتزاق" عربياً يستخدمها الأعداء والخصوم غير العرب، مثل: (تركيا وإسرائيل وإيران وإثيوبيا) وهي ظاهرة خطيرة تقترب من جريمة الجاسوسية.
وهناك أمثلة حديثة أخرى على الارتزاق والمرتزقة يقوم بها عصابات منظمة من المرتزقة والبلطجية (مفردها بلطجي)، وهم في الغالب فئات مكوّنة من أفراد تائهة أو منحرفة هويّاتياً، أو متأسلمة أو مدّعية الالتصاق بالدين الإسلامي، أو مستسلمة إرادياً للخارج غير الوطني،
ونذكر منهم:
(1) المرتزقة والميليشيات التركية في سوريا وتونس وليبيا وهم: زمر من فلول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من أقطار عربية وآسيوية ومنها سوريا وافغانستان. وهؤلاء المرتزقة هم من المتدينين المتطرفين والجماعات الأصولية العنيفة والإرهابية، وبعضهم من الفقراء الذين التحقوا بالجيش الانكشاري التركي واصبحوا جواسيس وقتلة يدير عصاباتهم ضباط مخابرات أتراك يدفعون لهم ثمن عمالتهم وارتزاقهم.
(2) المرتزقة والميليشيات الإجرامية الإسرائيلية وهم: روابط القرى العربية ومخاتيرهم وأزلامهم في دولة فلسطين، والعملاء من أشباه العرب [الذين يفتقدون الهوية العروبية، أو هويتهم مشوّهة] الذين يستخدمهم الكيان الإسرائيلي الصهيوني في بلدانهم، ومنهم جيش لحد العميل (جيش لبنان الحر)، ومجموعة العملاء والجواسيس الذين يجندهم العدو لتنفيذ أهدافه باعتبارهم قفازات وسخة، ويلتحق بالميليشيات الصهيونية بعض الدروز والبدو والوافدين من دول العالم للعمل والارتزاق في المستوطنات والمستعمرات. ولا نغفل هنا المجموعات الإرهابية التي تقوم بأعمال إجرامية في رفح والعريش والشيخ زويد، وهي من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء والمرتبطة حالياً بفلول الجماعات التكفيرية والإخوان في مصر.
(3) المرتزقة والميليشيات الطائفية العربية التابعة لإيران (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) ومنها: أفراد من الطائفة الشيعية العربية (وليس كلهم)، ومنهم المجندون في خدمة بلاد فارس بحجج دينية مثل: حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي، الجهاد الإسلامي، حركة حماس، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ويلتق بالنظام الإيراني كذلك شخصيات علمانية أو يسارية لا تؤمن بالعروبة والعرب، وهذه الفصيلة تقدم تبريرات أيديولوجية باهتة لولاءاتها لكيان فارسي طائفي ديني يقوده عقائديون شيعة لهم أهداف توسعية باسم الدين.
(4) المرتزقة والميليشيات الإثيوبية: وهم من قطاع الطرق الصومال والأريتيريين والسودانيين الذين احتضنتهم المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإثيوبية كأذرع للنفوذ الإمبريالي الأثيوبي في إفريقيا الوسطى والشرقية. وقد قامت هذه العصابات والميليشيات بعمليات إرهابية في السودان بحجة معارضة النظام السوداني الجديد.
بتقديرنا، أن العروبة في خطر، والعرب في حالة مواجهة وصدام مع هذه القوى الإقليمية الطامعة في الميراث والتراث والمال والجغرافيا العربية. وهذه الدول الإقليمية لها أطماع استعمارية توسعية بحجج مختلفة (طائفية، دينية، تاريخية، جغرافية، اقتصادية، سياسية، أمنية أو عسكرية)، وهذه الكيانات الاستعمارية الصغرى التي صار تمارس أعمالاً عدوانية مكشوفة ضد العرب وعروبتهم ودينهم هي: إسرائيل، إيران، تركيا، إثيوبيا.
كما أنه لا توجد اختلافات جوهرية أو هامة بين المرتزقة لتلك الجهات الأربع، فهم: مرتزقة وجواسيس وعملاء وميليشيات من المجرمين الذين ينبغي الحذر منهم باعتبارهم افراد من القتلة المنظمين والمأجورين لقاء أجور مالية.
عمان/الأردن ــ 3/06/2020
*/ د. تيسير المشارقة ـ باحث في الدراسات الثقافية والاتصال.
عمان جو - د. تيسير المشارقة
(مختص بالدراسات الثقافية والاتصال عبر الثقافات)
العروبة في خطر. تعصف بها رياح السموم من كل حدب وصوب. الأخطار من كل الجهات ولكن الخطر الأكبر من الوسط (الكيان الإسرائيلي الصهيوني). إيران من الشرق، وتركيا من الشمال، وإثيوبيا من الجنوب.. وعواصم أخرى تتكالب على العرب نهباً وعدواناً واستيلاء على العواصم والأراضي العربية. وهناك جماعات متعددة من الميليشيات والمرتزقة والشبيحة والبلطجية الذين يعاونون الأعداء والخصوم في تنفيذ أطماعهم في الوطن العربي.
أثناء الربيع العربي والثورات في عالمنا (2010-2020) برزت ظاهرة "البلطجة" و"التشبيح" (مثل: "الشبيحة" في سوريا الموالين للنظام الحالي التابع للرئيس بشار الأسد، ومثلك "البلطجية" ميدان التحرير في القاهرة وميادين المدن المصرية الأخرى، وهم من المتعاونين مع النظام السابق والمرتشين الذين كانوا يتقاضون رشى مالية لقاء أعمالهم وشهاداتهم أو تقاريرهم). و"البلطجي" أو "الشبيح" من المرتزقة المحليين الذين تستخدمهم بعض الأنظمة العربية (بدلاً من قوى الأمن والجيش) في مواجهة الشعوب الثائرة، وهم من يهاجمون الناس لقاء ثمن مالي.
ولجأت بعض الأنظمة "غير العربية" في الإقليم، مثل إيران، إلى تشكيل ميليشيات عسكرية "شبه عسكرية" في دول عربية هشة أو مفككة طائفياً (مثل ميليشيا حزب الله العسكرية داخل لبنان، وقد شكلت جيشاً موازياً للجيش الوطني بحجة المقاومة ومحاربة إسرائيل، أو مثل ميليشيا الحشد الشعبي في العراق تديرها أجهزة استخبارات إيرانية طائفية لخدمة المشروع الفارسي الاستعماري في المنطقة)
و"ظاهرة الارتزاق" عربياً يستخدمها الأعداء والخصوم غير العرب، مثل: (تركيا وإسرائيل وإيران وإثيوبيا) وهي ظاهرة خطيرة تقترب من جريمة الجاسوسية.
وهناك أمثلة حديثة أخرى على الارتزاق والمرتزقة يقوم بها عصابات منظمة من المرتزقة والبلطجية (مفردها بلطجي)، وهم في الغالب فئات مكوّنة من أفراد تائهة أو منحرفة هويّاتياً، أو متأسلمة أو مدّعية الالتصاق بالدين الإسلامي، أو مستسلمة إرادياً للخارج غير الوطني،
ونذكر منهم:
(1) المرتزقة والميليشيات التركية في سوريا وتونس وليبيا وهم: زمر من فلول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من أقطار عربية وآسيوية ومنها سوريا وافغانستان. وهؤلاء المرتزقة هم من المتدينين المتطرفين والجماعات الأصولية العنيفة والإرهابية، وبعضهم من الفقراء الذين التحقوا بالجيش الانكشاري التركي واصبحوا جواسيس وقتلة يدير عصاباتهم ضباط مخابرات أتراك يدفعون لهم ثمن عمالتهم وارتزاقهم.
(2) المرتزقة والميليشيات الإجرامية الإسرائيلية وهم: روابط القرى العربية ومخاتيرهم وأزلامهم في دولة فلسطين، والعملاء من أشباه العرب [الذين يفتقدون الهوية العروبية، أو هويتهم مشوّهة] الذين يستخدمهم الكيان الإسرائيلي الصهيوني في بلدانهم، ومنهم جيش لحد العميل (جيش لبنان الحر)، ومجموعة العملاء والجواسيس الذين يجندهم العدو لتنفيذ أهدافه باعتبارهم قفازات وسخة، ويلتحق بالميليشيات الصهيونية بعض الدروز والبدو والوافدين من دول العالم للعمل والارتزاق في المستوطنات والمستعمرات. ولا نغفل هنا المجموعات الإرهابية التي تقوم بأعمال إجرامية في رفح والعريش والشيخ زويد، وهي من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء والمرتبطة حالياً بفلول الجماعات التكفيرية والإخوان في مصر.
(3) المرتزقة والميليشيات الطائفية العربية التابعة لإيران (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) ومنها: أفراد من الطائفة الشيعية العربية (وليس كلهم)، ومنهم المجندون في خدمة بلاد فارس بحجج دينية مثل: حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي، الجهاد الإسلامي، حركة حماس، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ويلتق بالنظام الإيراني كذلك شخصيات علمانية أو يسارية لا تؤمن بالعروبة والعرب، وهذه الفصيلة تقدم تبريرات أيديولوجية باهتة لولاءاتها لكيان فارسي طائفي ديني يقوده عقائديون شيعة لهم أهداف توسعية باسم الدين.
(4) المرتزقة والميليشيات الإثيوبية: وهم من قطاع الطرق الصومال والأريتيريين والسودانيين الذين احتضنتهم المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإثيوبية كأذرع للنفوذ الإمبريالي الأثيوبي في إفريقيا الوسطى والشرقية. وقد قامت هذه العصابات والميليشيات بعمليات إرهابية في السودان بحجة معارضة النظام السوداني الجديد.
بتقديرنا، أن العروبة في خطر، والعرب في حالة مواجهة وصدام مع هذه القوى الإقليمية الطامعة في الميراث والتراث والمال والجغرافيا العربية. وهذه الدول الإقليمية لها أطماع استعمارية توسعية بحجج مختلفة (طائفية، دينية، تاريخية، جغرافية، اقتصادية، سياسية، أمنية أو عسكرية)، وهذه الكيانات الاستعمارية الصغرى التي صار تمارس أعمالاً عدوانية مكشوفة ضد العرب وعروبتهم ودينهم هي: إسرائيل، إيران، تركيا، إثيوبيا.
كما أنه لا توجد اختلافات جوهرية أو هامة بين المرتزقة لتلك الجهات الأربع، فهم: مرتزقة وجواسيس وعملاء وميليشيات من المجرمين الذين ينبغي الحذر منهم باعتبارهم افراد من القتلة المنظمين والمأجورين لقاء أجور مالية.
عمان/الأردن ــ 3/06/2020
*/ د. تيسير المشارقة ـ باحث في الدراسات الثقافية والاتصال.