عمان جو.
قيس الصرايرة
بداية نحمد الله الرحمن الرحيم الرؤوف بعباده والحنون على خلقه والعين لمن استعان الذي أخرجنا من ضائقة اغلقت نوافذ منازلنا ووضعت على عتبات البيوت يمنع المرور

جائحة كورونا والتي أصبحت هاجس يهدد البشرية والروح الإنسانية والتي فعلت مالم تفعله الهيئات والمنظمات العالمية من تخفيف توتر بين الشعوب

جائحة كورونا التي أوقفت نزيف دماء الأطفال بسوريا واليمن والعراق والتي كانت قوى شد عكسي بلبنان لفترات التوتر الاخيرة

كورونا التي اثبتت للعالم اجمع ان الاردن قوي منيع قادر على الاعتماد على نفسه وفعال بالتعامل مع أي خطر قد يهدد الأردن وشعبه

كورونا اثبتت للشعب الأردني ان الجسد الحكومي قادر على العيش والتأقلم مع ظروف الحياة وتقلبات النفس والطبيعة

من الغريب جداً على الاردني ان يتفاخر بحكومته وهذا ما اعتدناه بالسنين الأخيرة، فكان مستوى الرضى عن الحكومات لا يتجاوز العشرات من بين آلاف المواطنين

وعلى غير عادة نرى اليوم الجسد الحكومي الجديد الذي انعشته الحياة وجعلت منه الظروف السيئة مثال تحتذي به دول تكاد ان تصل السحاب من تقدمها وازدهار اقتصادها وعلمها

ابتداءا من العقل المدبر إلى لسان الجسد إلى أعضاءه وصحته والى مصروف جيبه حتى نصل إلى عمله ومصدر رزقه لا نقول الا حمداً لله على هذا الشعب وحكومته

منذ ابتداء الازمة إلى اليوم رأينا التلاحم والمحبة بين أفراد الأردن وقادته، ورأينا متبرعين لصناديق المعونة والاغاثة بالملايين ورأينا من اختار الوطن هوية له ولم يتخلى عنه

ولكن يا دولة الرئيس بمثل هذا الإنجاز لا يعقل ولا يقبله العقل ان تذهب هذه الجهود المبذولة من الحكومة والشعب إلى الهباء المنثور والجهل المبتور من الشعب الواعي

خرجت بأول ايام انفكاك الحظر كمثل الآخرين بشوارع عمان وارتدت إلى المقاهي والمطاعم، ولكن كل ما اوصيتم به قد غاب

موظفي المطاعم والمقاهي وبعد كل ما قدمتم من نصائح ما زالو للان غير مدركين خطورة المرض، وغير مدركين لأهمية الوقاية

رأينا الموظفين مقتربين من الجمهور ورأيناهم غير مرتدين للكمامات والكفوف، رأينا الأدوار بمحال الخضار وكأنكم قد اوصيتم بالتقارب الاجتماعي فضلا عن تباعده

رأينا النقود من يد لآخر غير مدركين إمكانية انتقال المرض عبرها، ورأينا وبكل اسف مظاهر الاكتظاظ بالمطعم الواحد وبالمقهى الواحد

كمواطن طبيعي لم يفكر سوى بالتنفس عن نفسه بعد الحظر للذي دام لاشهر قد لا اكترث وانتبه لأهمية هذه الأمور، ولكن كثير من أبناء الأردن قد زعجوا من هذه المناظر اليوم

نحن كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منا عضو تداعينا جميعا بالسهر والحمى، فارجو من حكومتكم المحبوبة والقريبة من أفراد شعبها ان تؤخذ مثل هذه الملاحظات بعين الاعتبار فليس لدينا أغلى من الاردن وشعبه نملكه

والسلام خير الكلام