الدراسات الثقافية والأوبئة
عمان جو - د. تيسير المشارقة
تغيّرت عادات الناس وتقاليدهم وسلوكياتهم اليومية وممارساتهم وأحلامهم وتواصلهم، وانتاب ذلك كله تغييرات جوهرية بسبب جائحة كورونا. الصلوات الجماعية انتهت، اللقاءات الأسرويّة النووية وكذلك داخل "العائلات الممتدة" أصابها نوع من العطب والوهن والخلل. لم يعد بالإمكان حضور حفلات الزواج أو مراسم الموت والدفن. صار هناك انقطاع في التواصل الاجتماعي الموصوف بالرحمة والرأفة والدفء والحميمية.
فايف جي وما بعد ذلك:
العالم يتغير، ونحن كذلك. ما بعد انتشار فيروس كورونا لن يكون كما قبله. ستكون درجة حرارة الإنسان معيار جديد لعزله أو حجره. سيكون هناك أجهزة جديدة تستخدم "الذكاء الصناعي" لرصد درجات حرارة الناس "عن بعد" وسيكون بإمكان الإنسان استخدام أجهزة اتصال وهواتف (فايف جي) للتعرّف على المصابين في نطاقه الجغرافي الضيّق وتجنّب الاختلاط بهم.
العمارة تتغيّر:
لفت انتباهي ما تناوله الباحث محمد مشارقة (مدير مركز التقدم العربي في لندن) في حديثه مع ابنتي المعمارية (فرح) في جامعة وارسو(بولندا) حول التحوّلات التي ستطرأ على شكل المعمار مستقبلاً، فالعمارة سيعتريها تغيير محتمل بعد كورونا، لأن الروبوتات التي تنقل الطعام إلى الفئات المعزولة والطائرات المسيّرة (درون) التي تحمل الغذاء والمشتريات للمحجور عليهم، تحتاج لبلكونات وشرفات أوسع لوضع حمولتها دون إعاقة.
اللغة في زمن كورونا:
د. صبري الربيحات في مقال له بعنوان "اللغة في زمن الكورونا" (13نيسان2020) تحدّث عن الثراء اللغوي غير المسبوق في القاموس العربي: ((لو أن أحدا امتحننا قبل أشهر من ظهور الكورونا بالسؤال عن الفيروسات والصحة العامة وطرق انتقال الأمراض والفرق بين الوباء والجائحة ومفاهيم الحظر والعزل والحجر والمقصود بالتباعد الاجتماعي وعلاقته بالأمراض الفيروسية لوجد عجب العجاب)). ويضيف الربيحات: ((اللغة الجديدة ومفرداتها تكتسب أهمية خاصة ليس لأنها تشكل اضافة كمية للمفردات والمنتجات التي يشتمل عليها المحتوى الثقافي بل لكونها أوجدت لغة عالمية مشتركة شملت تعريف التهديد الذي واجه الجنس البشري وعبرت عن نوع وطبيعة وأشكال الاستجابات التي قامت بها الإنسانية لمجابهة هذا الخطر)). كما سيكون لجائحة كورونا تأثيرها في اللغة والنتائج الحديثة للدراسات الثقافية الشاملة، والأنثروبولوجيا السياسية، وعلم الاجتماع.
تشكل قاموسٌ لأزمة كورونا أمام مسامعنا:
تتردد كلمات ومصطلحات جديدة (لم تكن متداولة أو ظاهرة من قبل) في ظل الجائحة الحالية. وهناك مفردات أو جمل زاد تداولها بين الناس. هي تعبيرات يفهم معناها القاصي والداني بفعل التداول المنتظم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وازدادت هذه التعابير انتشاراً بفعل الحملات الإعلامية والدعائية المرافقة لتطورات الأزمة.
ومن قبيل الرصد اللغوي، وليس استحداثاً لقاموس أزمة كورونا، نُذكّر بهذه التعبيرات والمفردات الرائجة على المستوى الأردني، وهي:
الجائحة. فيروس كورونا. كارثة إنسانية. إيطاليا. بؤرة. التباعد الاجتماعي. عدوى. مدينة ووهان. الصين. فريق الاستقصاء الوبائي. إغلاق اربد. منصة "مونة". تعقيم المدن. تصريح. غسيل ايدي. قفازات. هايوجين (معقم الأيدي). فيتامين سي. يانسون. صفارة إنذار. مخالفات الحظر. باصات توزيع الخبز. إجراءات احترازية. مخالطة درجة أولى. ساتر حديدي. زواج في الحجر. دفن سريع. عزل اختياري. حجر طوعي. إيطاليا. الفيروس الصيني. وافد من الخارج. انتقال عدوى. "خلّيك في الدار". نتيجة إيجابية. نتيجة سلبية. كسر الحظر المفروض. ناقل للمرض. حامل للعدوى. عائد من بلاد موبوءة. انتشار الوباء. العزل. الحجر الصحي. خط الدفاع الأول. مصاب. مخالط. عيّنات. الوقاية. القابل للعدوى. الحجر المنزلي. العزل المنزلي. مؤامرة. أجهزة تنفس صناعي. كمامات. أعراض. فيروس مستجَد. اكتفاء ذاتي. العمل عن بعد. التعليم عن بعد. التدريب عن بعد. الانضباط. التأقلم. الإشاعات. بيانات الدفاع. اللمس. التباعد. صفارات الإنذار. حظر التجوّل. منع التجوال. مسافة أمان. التضامن الوهمي. المعونات الصينية. إعادة تهيئة المصانع. مناعة القطيع. الحظر الكلي. حظر القطيع. طب الحرب. خلية الأزمة الصحية. تفشّي أزمة كورونا. كوفيد ـ 19. تحت السيطرة. خطة فتح الاقتصاد. الوقاية. العلاج. سعد جابر.
وأخيراً، سيكون على الدراسات الثقافية الشاملة (cross-cultural communication studies)، البحث من جديد، في المبادئ الجديدة للتعايش بين الثقافات والأعراق، وكيفية انتقال الأوبئة والتعامل مع العدوى الكونية، والتأمل في الحضارة الحالية وقضايا العنصرية و"صراع الحضارات" التي تنبأ بها (صموئيل هنتنغتون).
عمّان ــ13/06/2020
*/ (د. تيسير المشارقة/ باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)
عمان جو - د. تيسير المشارقة
تغيّرت عادات الناس وتقاليدهم وسلوكياتهم اليومية وممارساتهم وأحلامهم وتواصلهم، وانتاب ذلك كله تغييرات جوهرية بسبب جائحة كورونا. الصلوات الجماعية انتهت، اللقاءات الأسرويّة النووية وكذلك داخل "العائلات الممتدة" أصابها نوع من العطب والوهن والخلل. لم يعد بالإمكان حضور حفلات الزواج أو مراسم الموت والدفن. صار هناك انقطاع في التواصل الاجتماعي الموصوف بالرحمة والرأفة والدفء والحميمية.
فايف جي وما بعد ذلك:
العالم يتغير، ونحن كذلك. ما بعد انتشار فيروس كورونا لن يكون كما قبله. ستكون درجة حرارة الإنسان معيار جديد لعزله أو حجره. سيكون هناك أجهزة جديدة تستخدم "الذكاء الصناعي" لرصد درجات حرارة الناس "عن بعد" وسيكون بإمكان الإنسان استخدام أجهزة اتصال وهواتف (فايف جي) للتعرّف على المصابين في نطاقه الجغرافي الضيّق وتجنّب الاختلاط بهم.
العمارة تتغيّر:
لفت انتباهي ما تناوله الباحث محمد مشارقة (مدير مركز التقدم العربي في لندن) في حديثه مع ابنتي المعمارية (فرح) في جامعة وارسو(بولندا) حول التحوّلات التي ستطرأ على شكل المعمار مستقبلاً، فالعمارة سيعتريها تغيير محتمل بعد كورونا، لأن الروبوتات التي تنقل الطعام إلى الفئات المعزولة والطائرات المسيّرة (درون) التي تحمل الغذاء والمشتريات للمحجور عليهم، تحتاج لبلكونات وشرفات أوسع لوضع حمولتها دون إعاقة.
اللغة في زمن كورونا:
د. صبري الربيحات في مقال له بعنوان "اللغة في زمن الكورونا" (13نيسان2020) تحدّث عن الثراء اللغوي غير المسبوق في القاموس العربي: ((لو أن أحدا امتحننا قبل أشهر من ظهور الكورونا بالسؤال عن الفيروسات والصحة العامة وطرق انتقال الأمراض والفرق بين الوباء والجائحة ومفاهيم الحظر والعزل والحجر والمقصود بالتباعد الاجتماعي وعلاقته بالأمراض الفيروسية لوجد عجب العجاب)). ويضيف الربيحات: ((اللغة الجديدة ومفرداتها تكتسب أهمية خاصة ليس لأنها تشكل اضافة كمية للمفردات والمنتجات التي يشتمل عليها المحتوى الثقافي بل لكونها أوجدت لغة عالمية مشتركة شملت تعريف التهديد الذي واجه الجنس البشري وعبرت عن نوع وطبيعة وأشكال الاستجابات التي قامت بها الإنسانية لمجابهة هذا الخطر)). كما سيكون لجائحة كورونا تأثيرها في اللغة والنتائج الحديثة للدراسات الثقافية الشاملة، والأنثروبولوجيا السياسية، وعلم الاجتماع.
تشكل قاموسٌ لأزمة كورونا أمام مسامعنا:
تتردد كلمات ومصطلحات جديدة (لم تكن متداولة أو ظاهرة من قبل) في ظل الجائحة الحالية. وهناك مفردات أو جمل زاد تداولها بين الناس. هي تعبيرات يفهم معناها القاصي والداني بفعل التداول المنتظم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وازدادت هذه التعابير انتشاراً بفعل الحملات الإعلامية والدعائية المرافقة لتطورات الأزمة.
ومن قبيل الرصد اللغوي، وليس استحداثاً لقاموس أزمة كورونا، نُذكّر بهذه التعبيرات والمفردات الرائجة على المستوى الأردني، وهي:
الجائحة. فيروس كورونا. كارثة إنسانية. إيطاليا. بؤرة. التباعد الاجتماعي. عدوى. مدينة ووهان. الصين. فريق الاستقصاء الوبائي. إغلاق اربد. منصة "مونة". تعقيم المدن. تصريح. غسيل ايدي. قفازات. هايوجين (معقم الأيدي). فيتامين سي. يانسون. صفارة إنذار. مخالفات الحظر. باصات توزيع الخبز. إجراءات احترازية. مخالطة درجة أولى. ساتر حديدي. زواج في الحجر. دفن سريع. عزل اختياري. حجر طوعي. إيطاليا. الفيروس الصيني. وافد من الخارج. انتقال عدوى. "خلّيك في الدار". نتيجة إيجابية. نتيجة سلبية. كسر الحظر المفروض. ناقل للمرض. حامل للعدوى. عائد من بلاد موبوءة. انتشار الوباء. العزل. الحجر الصحي. خط الدفاع الأول. مصاب. مخالط. عيّنات. الوقاية. القابل للعدوى. الحجر المنزلي. العزل المنزلي. مؤامرة. أجهزة تنفس صناعي. كمامات. أعراض. فيروس مستجَد. اكتفاء ذاتي. العمل عن بعد. التعليم عن بعد. التدريب عن بعد. الانضباط. التأقلم. الإشاعات. بيانات الدفاع. اللمس. التباعد. صفارات الإنذار. حظر التجوّل. منع التجوال. مسافة أمان. التضامن الوهمي. المعونات الصينية. إعادة تهيئة المصانع. مناعة القطيع. الحظر الكلي. حظر القطيع. طب الحرب. خلية الأزمة الصحية. تفشّي أزمة كورونا. كوفيد ـ 19. تحت السيطرة. خطة فتح الاقتصاد. الوقاية. العلاج. سعد جابر.
وأخيراً، سيكون على الدراسات الثقافية الشاملة (cross-cultural communication studies)، البحث من جديد، في المبادئ الجديدة للتعايش بين الثقافات والأعراق، وكيفية انتقال الأوبئة والتعامل مع العدوى الكونية، والتأمل في الحضارة الحالية وقضايا العنصرية و"صراع الحضارات" التي تنبأ بها (صموئيل هنتنغتون).
عمّان ــ13/06/2020
*/ (د. تيسير المشارقة/ باحث في الدراسات الثقافية والاتصال)
الرد على تعليق