حتى لا ننسى كورونا!
عمان جو - نتحايل على اللغة لنتجاهل الواقع، واحيانا نجمله من شدة بشاعته. كورونا والعزلة، وقد انفض الحظر، وانقشعت غيمة كورونا، وصرنا نتحدث صراحة عن قبل وبعد كورونا.
وقد خرجنا من عزلة ضيقة الى عزلة اوسع. وهناك عزلة اخرى اجبارية نعيش بها منذ سنوات.
«الأنا» روضت على العزلة الاجبارية. لربما هو نوع من انقاذ الذات، ونوع من الحمائية الذاتية، ونوع من التقوقع عندما تفقد ادوات الاتصال مفاعليها، ويتحول الناس الى عبء اشكالي بالسؤال المتمرد والشاك.
لا تقبل ان تكون كائنا مكانيا لصيقا. في مختبر اليوميات الشخصية والعامة من لقاءات واجتماعات وحوارات وغيرها. تشعر كثيرا بالاغتراب، وسؤال مصحوب بألم وندب عن التجاهل والتعالي علينا وصعب اخفاؤه في كل لحظات تدرك انه يجب ان ترحل من المدينة.
الحياة سلسلة صدمات، والاستقرار كذبة ملعونة وخادعة. رحلة الانسان بالبحث عن الاستقرار ازلية. الوهم والخيال، والضعف حمى الاستقرار. بقى الانسان يبحث عن قوة ما ليختفي وراءها، ولتكون غطاء للأسى والانكسار العميق، وتمحورت كثير من العقائد والافكار الكلية والمركزية.
في عزلة كورونا عشنا شهورا بمدينة بلا حياة، مطاعم ومقاه وكافي شوبات وصالات سينما مغلقة. اسواق خاوية، والمواد الغذائية وربطة الخبز وقارورة الماء كانت الحلم والهاجس اليومي.
عزلة اجبارية بتعليمات واوامر وارشادات حكومية. كنت «انا « مواطنا صالحا ومثاليا ونموذجيا ملتزما بكل الاوامر الصحية والامنية والاجرائية.اول ايام عزلة كورونا اوهمت نفسي انها فرصة للعزلة والقراءة ومراجعة الذات. انعزال عن العالم وابتعاد عن اليوميات، وفرصة لترتيب امورك الشخصية والعامة بعد سنوات من الضياع.
تهنا ما بين التغيير الايدولوجي الى البيولوجي. من سؤال كورونا الوجودي والعلمي والانساني. الى دوامة الطبخ والنفخ، و»نفش غليل « من نقمة الزمن الثقيل، وتقسيم اليوم زمنيا ما بين الحظر النهاري والليلي بالاكل والشرب، والطبيخ.
اعتزلت العالم حتى اكل واشرب، واتحول الى حيوان محجور. جذبني القطيع والمجموع العددي، وصرت افكر من معدتي، كما الجماعة بما هو المصير القادم.
هي اداة تجريب لو قلبنا المعاني يمينا وشمالا لمفهوم السجن الكبير والترويض والطواعية الجماعية. وكتالوغ المواطن الصالح والمثالي، والمطواع مهما كانت الظروف ومهما اشتدت قسوتها.
مر اسبوعان على رفع الحظر، لم استطع حتى الان ان اخرج من العزلة وفكرتها المطبقة. عادت الحياة المدينة، والتواصل اختلفت اشكاله فرديا وجماعيا، ومخابئ اللهو والمؤانسة اليومية عادت تنبض بالحياة.
هجوم كورونا على حياتنا اليومية انتهى. وذهني منشغول بكثير من الاماني، ولو اني اسافر، ولو اني الان في المطار مسافر للقاهرة او بيروت او تونس. هناك اصدقاء بعيدون من الضروري الاطمئنان عليهم!
اقرأ أيضاً :
عمان جو - نتحايل على اللغة لنتجاهل الواقع، واحيانا نجمله من شدة بشاعته. كورونا والعزلة، وقد انفض الحظر، وانقشعت غيمة كورونا، وصرنا نتحدث صراحة عن قبل وبعد كورونا.
وقد خرجنا من عزلة ضيقة الى عزلة اوسع. وهناك عزلة اخرى اجبارية نعيش بها منذ سنوات.
«الأنا» روضت على العزلة الاجبارية. لربما هو نوع من انقاذ الذات، ونوع من الحمائية الذاتية، ونوع من التقوقع عندما تفقد ادوات الاتصال مفاعليها، ويتحول الناس الى عبء اشكالي بالسؤال المتمرد والشاك.
لا تقبل ان تكون كائنا مكانيا لصيقا. في مختبر اليوميات الشخصية والعامة من لقاءات واجتماعات وحوارات وغيرها. تشعر كثيرا بالاغتراب، وسؤال مصحوب بألم وندب عن التجاهل والتعالي علينا وصعب اخفاؤه في كل لحظات تدرك انه يجب ان ترحل من المدينة.
الحياة سلسلة صدمات، والاستقرار كذبة ملعونة وخادعة. رحلة الانسان بالبحث عن الاستقرار ازلية. الوهم والخيال، والضعف حمى الاستقرار. بقى الانسان يبحث عن قوة ما ليختفي وراءها، ولتكون غطاء للأسى والانكسار العميق، وتمحورت كثير من العقائد والافكار الكلية والمركزية.
في عزلة كورونا عشنا شهورا بمدينة بلا حياة، مطاعم ومقاه وكافي شوبات وصالات سينما مغلقة. اسواق خاوية، والمواد الغذائية وربطة الخبز وقارورة الماء كانت الحلم والهاجس اليومي.
عزلة اجبارية بتعليمات واوامر وارشادات حكومية. كنت «انا « مواطنا صالحا ومثاليا ونموذجيا ملتزما بكل الاوامر الصحية والامنية والاجرائية.اول ايام عزلة كورونا اوهمت نفسي انها فرصة للعزلة والقراءة ومراجعة الذات. انعزال عن العالم وابتعاد عن اليوميات، وفرصة لترتيب امورك الشخصية والعامة بعد سنوات من الضياع.
تهنا ما بين التغيير الايدولوجي الى البيولوجي. من سؤال كورونا الوجودي والعلمي والانساني. الى دوامة الطبخ والنفخ، و»نفش غليل « من نقمة الزمن الثقيل، وتقسيم اليوم زمنيا ما بين الحظر النهاري والليلي بالاكل والشرب، والطبيخ.
اعتزلت العالم حتى اكل واشرب، واتحول الى حيوان محجور. جذبني القطيع والمجموع العددي، وصرت افكر من معدتي، كما الجماعة بما هو المصير القادم.
هي اداة تجريب لو قلبنا المعاني يمينا وشمالا لمفهوم السجن الكبير والترويض والطواعية الجماعية. وكتالوغ المواطن الصالح والمثالي، والمطواع مهما كانت الظروف ومهما اشتدت قسوتها.
مر اسبوعان على رفع الحظر، لم استطع حتى الان ان اخرج من العزلة وفكرتها المطبقة. عادت الحياة المدينة، والتواصل اختلفت اشكاله فرديا وجماعيا، ومخابئ اللهو والمؤانسة اليومية عادت تنبض بالحياة.
هجوم كورونا على حياتنا اليومية انتهى. وذهني منشغول بكثير من الاماني، ولو اني اسافر، ولو اني الان في المطار مسافر للقاهرة او بيروت او تونس. هناك اصدقاء بعيدون من الضروري الاطمئنان عليهم!
اقرأ أيضاً :