الصين
عمان جو - الاستدارة والالتفات نحو الشرق. المفكر العراقي هادي العلوي اول من بشر بالحضارة الصينية، ونبه العرب الى اهمية الصين الحضارية ونموذجها الاقتصادي والتكنولوجي الصاعد.
قدم مهدي عامل ابحاث ودراسات وكتب ومطالعات نظرية في الفلسفة الصينية، والتجربة الجديدة. العرب عرفوا الصين من خلال الغرب استقوا معرفتهم من مصادر اجنبية اوروبية وامريكية.
وحتى ان مثقفين عرب يتظاهرون بالالمام ومعرفة التجربة الصينية، فهم قدموا» الصين الخطأ «. ولكن مهدي عامل قدم الحقبة الاهم في التاريخ الصين، وهي» الماوية «. والانجاز الحضاري لا يقاس في التكنولوجيا والعمران الضخم والمشاريع الكبرى والعملاقة، واقتصاد الصناعة الذي غزا العالم من غربه الى شرقه.
بل ان جوهر الماوية حل المعضلة التاريخية التي كبلت الصينيين منذ عقود طويلة. وتعرف بالمعضلة الصينية بعدد السكان الهائل. وان ملايين من الصينيين يعيشون في حالة خطر اجتماعي وبيولوجي، ووعجز غذائي، وسنوات من القحط والجفاف، والموت من الجوع، مجاعات اودت بحياة الملايين من الصينيين، وامتدت حتى منتصف القرن العشرين.
معادلة الاقتصاد الزراعي، وما يسمى بالمسألة الزراعية هي الاعقد في التجربة الصينية، اطعام نصف سكان الكرة الارضية باقل من 6 % من الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة على هذا الكوكب.
الماوية من انجازتها التاريخية ايضا تأسيس ما يسمى» نظام الانتاج السيادي «، وشاركها في تطبيق هذا النظام دولتان هما كوريا الجنونية وتايوان. والانتاج السيادي يعني الاستقلالية، وامتلاك ادوات الانتاج الذاتية الوطنية تنكولوجيا، وزراعيا وصناعيا، وما يعني تحقيق مشاريع تنمية مستقلة.
دول اخرى لاتنية واسيوية سارت على هذا النهج السيادي، البرازيل والهند، وان كانتا تملكان اقتصادا ناميا الا انه ليس بقوة وصعود الاقتصاد الصيني والكوري.
الصين والتجربة «الماوية «، وفي ظل نظام الانتاج السيادي استطاعات استعياب 400 مليون مواطن نزحوا من الارياف الى المدن. ما يزيد عن سكان امريكا واوروبا، والشرق الاوسط.
حركة نزوح غير مسبوقة في التاريخ، واستطاعت الدولة ان تبني مدارس ومستشفيات، ومساكن وخدمات بنى تحتية، ولاستعياب هذا العدد الهائل من السكان المهاجرين، وتشييد ادارة سياسية وقانونية ومؤسسات، والاستثمار بالاقتصاد القيمي للانسان من خلال التعليم والصناعة والتكنولوجيا.
الصين الماوية من اهم التجارب التاريخية في القرن العشرين. استطاعت الصين ان تسابق بريطانيا مهد الصورة الصناعية قبل ثلاثة قرون، وان تسبقها في مجالات صناعية وتكنولوجية.
في اقل من نصف قرن نقل نصف سكان الكرة الارضية من مجتمع زراعي اقطاعي، مستعمر داخليا وخارجيا، ويعاني من الجوع والفقر، الى مجتمع صناعي متقدم ومنتج للمعرفة والعلم والتكنولوجيا.
لم يعد في الصين ريف في المفهوم القديم والتقليدي، سكان الريف يملكون منازل وكهرباء وتكنولوجيا زراعية، ووسائل انتاجية ونمط اقتصادي وزراعي حديث.
التجربة الصينية تستحق البحث والدراسة، اقتصادها السياسي، والانتاج السياسي، والتنمية الشاملة. الصين موضع درس استراتجي في العالم، وعلماء المستقبليات والعلوم الاستراتيجية يكثفون بحوثهم نحو الصين الجديد الصاعد اقتصاديا وتكنولوجيا، من دولة مختلفة وهامشية الى مركزية وقوى اقتصادية كبرى في العالم تنافس امريكا واوروبا.
هناك خلل فاضح في السياسة والثقافة العربية ازاء الصين. ما زال العرب ينظرون الى الصين من زوايا غربية، وتحت ضغط وتأثير الاعلام والاكاديميا الاوروبية والامريكية.
عدم الالتفات الى التجربة الصينية يضيع على العرب فرصة تاريخية عظيمة. ولو اقتصر حديثي هنا عن الاردن مثلا، وفي غمرة ازمة كورونا، وصعود خطاب رسمي عام يتحدث عن متانة التصنيع الزراعي والطبي والغذائي، وتأسيس لاقتصادات وطنية تقوم على الاكتفاء الذاتي والانتاج المحلي، والاعتماد على الذات.
اليس المراد النهوض والتقدم والتطور وتجاوز محنة كورونا الثقيلة والصعبة ؟ فلماذا لا نستدير ونلتفت نحو الشرق، والشرق الصيني تحديدا؟ الصين نعم اقتصاد عملاق وقوي ولكنه ليس امبراليا.
وامام أكثر من متغيير اقتصادي وسياسي واجتماعي اردني وعربي، وجنوبي اجد نفسي مضطرا بكل المقاييس للدعوة نحو للاتفات والاستدارة نحو الصين والشرق، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وانسانيا.
اقرأ أيضاً :
عمان جو - الاستدارة والالتفات نحو الشرق. المفكر العراقي هادي العلوي اول من بشر بالحضارة الصينية، ونبه العرب الى اهمية الصين الحضارية ونموذجها الاقتصادي والتكنولوجي الصاعد.
قدم مهدي عامل ابحاث ودراسات وكتب ومطالعات نظرية في الفلسفة الصينية، والتجربة الجديدة. العرب عرفوا الصين من خلال الغرب استقوا معرفتهم من مصادر اجنبية اوروبية وامريكية.
وحتى ان مثقفين عرب يتظاهرون بالالمام ومعرفة التجربة الصينية، فهم قدموا» الصين الخطأ «. ولكن مهدي عامل قدم الحقبة الاهم في التاريخ الصين، وهي» الماوية «. والانجاز الحضاري لا يقاس في التكنولوجيا والعمران الضخم والمشاريع الكبرى والعملاقة، واقتصاد الصناعة الذي غزا العالم من غربه الى شرقه.
بل ان جوهر الماوية حل المعضلة التاريخية التي كبلت الصينيين منذ عقود طويلة. وتعرف بالمعضلة الصينية بعدد السكان الهائل. وان ملايين من الصينيين يعيشون في حالة خطر اجتماعي وبيولوجي، ووعجز غذائي، وسنوات من القحط والجفاف، والموت من الجوع، مجاعات اودت بحياة الملايين من الصينيين، وامتدت حتى منتصف القرن العشرين.
معادلة الاقتصاد الزراعي، وما يسمى بالمسألة الزراعية هي الاعقد في التجربة الصينية، اطعام نصف سكان الكرة الارضية باقل من 6 % من الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة على هذا الكوكب.
الماوية من انجازتها التاريخية ايضا تأسيس ما يسمى» نظام الانتاج السيادي «، وشاركها في تطبيق هذا النظام دولتان هما كوريا الجنونية وتايوان. والانتاج السيادي يعني الاستقلالية، وامتلاك ادوات الانتاج الذاتية الوطنية تنكولوجيا، وزراعيا وصناعيا، وما يعني تحقيق مشاريع تنمية مستقلة.
دول اخرى لاتنية واسيوية سارت على هذا النهج السيادي، البرازيل والهند، وان كانتا تملكان اقتصادا ناميا الا انه ليس بقوة وصعود الاقتصاد الصيني والكوري.
الصين والتجربة «الماوية «، وفي ظل نظام الانتاج السيادي استطاعات استعياب 400 مليون مواطن نزحوا من الارياف الى المدن. ما يزيد عن سكان امريكا واوروبا، والشرق الاوسط.
حركة نزوح غير مسبوقة في التاريخ، واستطاعت الدولة ان تبني مدارس ومستشفيات، ومساكن وخدمات بنى تحتية، ولاستعياب هذا العدد الهائل من السكان المهاجرين، وتشييد ادارة سياسية وقانونية ومؤسسات، والاستثمار بالاقتصاد القيمي للانسان من خلال التعليم والصناعة والتكنولوجيا.
الصين الماوية من اهم التجارب التاريخية في القرن العشرين. استطاعت الصين ان تسابق بريطانيا مهد الصورة الصناعية قبل ثلاثة قرون، وان تسبقها في مجالات صناعية وتكنولوجية.
في اقل من نصف قرن نقل نصف سكان الكرة الارضية من مجتمع زراعي اقطاعي، مستعمر داخليا وخارجيا، ويعاني من الجوع والفقر، الى مجتمع صناعي متقدم ومنتج للمعرفة والعلم والتكنولوجيا.
لم يعد في الصين ريف في المفهوم القديم والتقليدي، سكان الريف يملكون منازل وكهرباء وتكنولوجيا زراعية، ووسائل انتاجية ونمط اقتصادي وزراعي حديث.
التجربة الصينية تستحق البحث والدراسة، اقتصادها السياسي، والانتاج السياسي، والتنمية الشاملة. الصين موضع درس استراتجي في العالم، وعلماء المستقبليات والعلوم الاستراتيجية يكثفون بحوثهم نحو الصين الجديد الصاعد اقتصاديا وتكنولوجيا، من دولة مختلفة وهامشية الى مركزية وقوى اقتصادية كبرى في العالم تنافس امريكا واوروبا.
هناك خلل فاضح في السياسة والثقافة العربية ازاء الصين. ما زال العرب ينظرون الى الصين من زوايا غربية، وتحت ضغط وتأثير الاعلام والاكاديميا الاوروبية والامريكية.
عدم الالتفات الى التجربة الصينية يضيع على العرب فرصة تاريخية عظيمة. ولو اقتصر حديثي هنا عن الاردن مثلا، وفي غمرة ازمة كورونا، وصعود خطاب رسمي عام يتحدث عن متانة التصنيع الزراعي والطبي والغذائي، وتأسيس لاقتصادات وطنية تقوم على الاكتفاء الذاتي والانتاج المحلي، والاعتماد على الذات.
اليس المراد النهوض والتقدم والتطور وتجاوز محنة كورونا الثقيلة والصعبة ؟ فلماذا لا نستدير ونلتفت نحو الشرق، والشرق الصيني تحديدا؟ الصين نعم اقتصاد عملاق وقوي ولكنه ليس امبراليا.
وامام أكثر من متغيير اقتصادي وسياسي واجتماعي اردني وعربي، وجنوبي اجد نفسي مضطرا بكل المقاييس للدعوة نحو للاتفات والاستدارة نحو الصين والشرق، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وانسانيا.
اقرأ أيضاً :