لماذا الأردن؟
عمان جو - لم تكن صدفة أن اكتسب الاردن موقعا جغرافيا استراتجيا محوريا في المشرق العربي، والشرق الاوسط. وتقدم الاردن بعد تعريب الجيش في 56، وطرد كلوب، ليلعب دورا اقليميا متقدما على دول المنطقة التي لاحقت باستقلالها الوطني الاردن بعد عامي 46، وتعريب الجيش في 56.
الاردن دفع ثمنا وكلفة باهظة لادوار قومية. لربما لأن كثيرا من العرب في الاعلام والسياسة، وعلى مر حقبات متتالية ينكرون على الاردن ادواره العربية، تحديدا في فترة الاستقلال وما بعد الاستقلال، والصراع العربي -الاسرائيلي.
المشروع العربي، لربما لا يلخص وينحصر في الخطاب الايديولوجي للاحزاب القومية البعثية والناصرية، وينفرد به تيار سياسي وايدلولوجي ودولة ما.
الامن القومي العربي ليس من اختراع زعيم سياسي، ولا فكرة استراتجية انتجها حزب وتيار سياسي. ولم تأت من السماء وسقطت على الارض عبثا ولملء فراغ.
مفهوم الامن القومي العربي، وان كان اليوم هشا وضعيفا ورخوا الا انه من صناعة مقتضيات الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية. ولم يتحقق الاستقلال الوطني بقوة وضمانة تحقيق الامن القومي العربي.
الدور الاردني من تعريب الجيش في 56 الى حرب حزيران ونصر الكرامة في 68 وحرب تشرين 73 لم يخرج عن متطلبات الامن القومي العربي، والانحياز المطلق للموقف العربي الواحد.
قرار الاستقلال الوطني أتى من توليف لسياسات اقتصادية واجتماعية تبنتها الدولة الاردنية. العدل لاجتماعي والتنمية، والديمقراطية الشعبية، والاقتصاد الزراعي، وبناء القطاع العام، ومؤسسات الدولة ومجانية التعليم والطبابة.
المفردات السابقة أسسها الشهيد وصفي التل. ولربما كانت ارهاصاتها موجودة في الجو السياسي العام في البلاد، ولكن التل ثبتها في استراتيجيات الدولة وسياساتها، وايدولوجيتها الوطنية.
بحكم أكثر من عامل بقي الاردن في عين العاصفة والتحدي. الملك الراحل الحسين خطى سياسة خارجية اردنية مستقلة، ودورا اقليميا كان من الصعب على أي طرف ان يتجاهله اعداء قبل الاصدقاء.
كانت السياسة الاردنية تقف على تصور استراتيجي متين من علاقتها في المجالين العربي والاقليمي والشرق الاوسطي. دور سياسي يتقتن بحرفية الالتقاء والابتعاد عن المحاور العربية والاقليمية، وحتى في محطات كان الاردن لاعبا محوريا مركزيا، ونذكر مجلس الوحدة العربية بين الاردن ومصر والعراق واليمن.
لم ينجر الاردن يوما الى موقف تابعي لاي طرف عربي واقليمي. وحتى علاقته مع دول عربية كبرى نسجها بدهاء وحنكة سياسية ودبلوماسية بارعة، وكان الملك الحسين يملك ادوات في السياسة الخارجية مؤثرة ولاعبة، اوراق وازنة، ويقلب استعمالها بحنكة باشكال من دبلوماسية سياسية مباشرة وغير مباشرة شعبية، وبواسطة القوى الناعمة.
في سياسة الملك الحسين عبر عن فكرة الاردن القوي، وكيف يمكن ان يكون الاردن دائم القوة، وحدود الممكن والمستحيل في القوة والمنعة الذاتية الوطنية والقومية، وبادوار سياسية ضاعفت من قوة الاردن استراتيجيا، ولربما ما زال الاردن يستهلك بعضا من ذخر رصيدها العبقري : القويم والقوي.
في التاريخ ثمة حكمة ودرس. واستطاع الاردن بحكمة الملك الحسين السياسية والتفاف القيادة مع الجيش والشعب أن يعبر محطات صعبة في تاريخه الحديث.
يعني، كيف ان الاردن وجد على الخريطة العربية والاقليمية دولة قوية، وذلك ليس بتأثير من أي عامل خارجي او اجنبي انما بارادة وطنية حرة. وقوة الدولة لم تجئ من فراغ وعبث انما من حقيقة سطرت تاريخا من تجربة بناء وتأسيس الدولة.
ثمة حقائق في التاريخ يصعب نسيانها، وان كان البعض يتغافل عنها، ويمر عنها دون تعليق وبتهميش واقصاء مقصود ومبرمج. ولكن ثمة قيمة مرصودة في ذاكرة التاريخ يصعب محيها ونسيانها مهما كلف الأمر.
اقرأ أيضاً :
عمان جو - لم تكن صدفة أن اكتسب الاردن موقعا جغرافيا استراتجيا محوريا في المشرق العربي، والشرق الاوسط. وتقدم الاردن بعد تعريب الجيش في 56، وطرد كلوب، ليلعب دورا اقليميا متقدما على دول المنطقة التي لاحقت باستقلالها الوطني الاردن بعد عامي 46، وتعريب الجيش في 56.
الاردن دفع ثمنا وكلفة باهظة لادوار قومية. لربما لأن كثيرا من العرب في الاعلام والسياسة، وعلى مر حقبات متتالية ينكرون على الاردن ادواره العربية، تحديدا في فترة الاستقلال وما بعد الاستقلال، والصراع العربي -الاسرائيلي.
المشروع العربي، لربما لا يلخص وينحصر في الخطاب الايديولوجي للاحزاب القومية البعثية والناصرية، وينفرد به تيار سياسي وايدلولوجي ودولة ما.
الامن القومي العربي ليس من اختراع زعيم سياسي، ولا فكرة استراتجية انتجها حزب وتيار سياسي. ولم تأت من السماء وسقطت على الارض عبثا ولملء فراغ.
مفهوم الامن القومي العربي، وان كان اليوم هشا وضعيفا ورخوا الا انه من صناعة مقتضيات الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية. ولم يتحقق الاستقلال الوطني بقوة وضمانة تحقيق الامن القومي العربي.
الدور الاردني من تعريب الجيش في 56 الى حرب حزيران ونصر الكرامة في 68 وحرب تشرين 73 لم يخرج عن متطلبات الامن القومي العربي، والانحياز المطلق للموقف العربي الواحد.
قرار الاستقلال الوطني أتى من توليف لسياسات اقتصادية واجتماعية تبنتها الدولة الاردنية. العدل لاجتماعي والتنمية، والديمقراطية الشعبية، والاقتصاد الزراعي، وبناء القطاع العام، ومؤسسات الدولة ومجانية التعليم والطبابة.
المفردات السابقة أسسها الشهيد وصفي التل. ولربما كانت ارهاصاتها موجودة في الجو السياسي العام في البلاد، ولكن التل ثبتها في استراتيجيات الدولة وسياساتها، وايدولوجيتها الوطنية.
بحكم أكثر من عامل بقي الاردن في عين العاصفة والتحدي. الملك الراحل الحسين خطى سياسة خارجية اردنية مستقلة، ودورا اقليميا كان من الصعب على أي طرف ان يتجاهله اعداء قبل الاصدقاء.
كانت السياسة الاردنية تقف على تصور استراتيجي متين من علاقتها في المجالين العربي والاقليمي والشرق الاوسطي. دور سياسي يتقتن بحرفية الالتقاء والابتعاد عن المحاور العربية والاقليمية، وحتى في محطات كان الاردن لاعبا محوريا مركزيا، ونذكر مجلس الوحدة العربية بين الاردن ومصر والعراق واليمن.
لم ينجر الاردن يوما الى موقف تابعي لاي طرف عربي واقليمي. وحتى علاقته مع دول عربية كبرى نسجها بدهاء وحنكة سياسية ودبلوماسية بارعة، وكان الملك الحسين يملك ادوات في السياسة الخارجية مؤثرة ولاعبة، اوراق وازنة، ويقلب استعمالها بحنكة باشكال من دبلوماسية سياسية مباشرة وغير مباشرة شعبية، وبواسطة القوى الناعمة.
في سياسة الملك الحسين عبر عن فكرة الاردن القوي، وكيف يمكن ان يكون الاردن دائم القوة، وحدود الممكن والمستحيل في القوة والمنعة الذاتية الوطنية والقومية، وبادوار سياسية ضاعفت من قوة الاردن استراتيجيا، ولربما ما زال الاردن يستهلك بعضا من ذخر رصيدها العبقري : القويم والقوي.
في التاريخ ثمة حكمة ودرس. واستطاع الاردن بحكمة الملك الحسين السياسية والتفاف القيادة مع الجيش والشعب أن يعبر محطات صعبة في تاريخه الحديث.
يعني، كيف ان الاردن وجد على الخريطة العربية والاقليمية دولة قوية، وذلك ليس بتأثير من أي عامل خارجي او اجنبي انما بارادة وطنية حرة. وقوة الدولة لم تجئ من فراغ وعبث انما من حقيقة سطرت تاريخا من تجربة بناء وتأسيس الدولة.
ثمة حقائق في التاريخ يصعب نسيانها، وان كان البعض يتغافل عنها، ويمر عنها دون تعليق وبتهميش واقصاء مقصود ومبرمج. ولكن ثمة قيمة مرصودة في ذاكرة التاريخ يصعب محيها ونسيانها مهما كلف الأمر.
اقرأ أيضاً :