إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لا هجري و لا ميلادي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - ما لا يحتمل رؤيته في المجال العام الاردني عجائز مازالوا مصرين على الامساك بالمناصب. مظاهر العمر و الارهاق و التعب المذهلة لا يمكن اخفاؤها. و على العكس فانها بدات تنعكس علينا، جمهور المواطنين والمتابعين، و حتى العاملين في الوسط الاعلامي و الصحفي، و المعنيين بحكم
المهنة وظروفها القاسية بان نتعاطى مع جميع المصادر و المتغيرات و الاحداث التي تشهدها الساحة الاردنية.
احاول احيانا النظر من زواية اخرى لطيفة و ايجابية لوجوه متعبة و اجساد مرهقة، وعقول مضطربة مصابة بداء النسيان، وعلامات الشيخوخة ظاهرة و بارزة الملامح لا يمكن ان ينكرها احد. اجساد تحتاج الى نقاهة، و راحة، واسترخاء، وطبابة، الحقيقة قاسية ومؤلمة وموجعة، وكثيرون لا يحبون سماعها.
يعني، لو سألنا الاردنيين، اليس الخطاب موجها اليهم ؟ هل تتحملون ان لا تروا و تسمعوا احاديث سياسية لفلان وعلان ؟ فماذا سيكون الجواب بتوقعكم اذن ؟ الذكريات و السير الذاتية تروى مرة واحدة في العمر، وتكتب مرة واحدة، و لا يصح ان تبقى كاسيت مفتوحا للتسجيل على الوجهين.
احاديث بعض سياسيي الاردن تحولت الى ميتافيزيقيا سياسية، وحفلات لسهرات الف ليلة وليلة، فان انقطع الحكي فان شهرزاد ستموت حتما. حكي للهو و التسلية، ومليء الفراغ. حكي ماذا يفيد اجيالا من الاردنيين.
العالم و الاقليم يتبدل و يتغير و يتحرك، وبعض سياسيي الاردن بارعون في صناعة مسرح الفرجة..
كورونا اللعينة تكتب تاريخ العالم اليوم. و الوباء لم يعد لديه غير ادوات لتثبيت التكييف و مناعة القطيع، وما دام البحث عن دواء ومصل مستحيلا في مختبرات العالم المتقدم.
وكورونا في الغرب، امريكا وكندا و اوروبا كانها نزلت من السماء لتقتل عجائز المجتمع، و الكهلة، ومن قفزت اعمارهم التسعين. و ما تحولوا الى فاتورة صحية و رخاء و نقاهة مكلفة على الدولة.
لم يعد امام ماكرون الرئيس الفرنسي الشاب الوسيم الا ان يبتسم بسذاجة عندما تتلو وزارة الصحة الفرنسية اعداد مصابي وموتى كورونا. و اختفى ايضا بموقف ترامب وجونسون رئيس وزراء بريطانيا رموز اليمين الجديد الشعبوي في الديمقراطيات الغربية.
خطابات بعض سياسيي الاردن كيف ينظر العالم اليها ؟ من المهم ان نطرح هكذا سؤال، وخصوصا في الظرف الراهن اقليميا ودوليا، و الاقليم عربيا وافريقيا يقترب من حروب وصراعات كبرى، سواء الصراع المصري الاثيوبي و الصراع المصري الليبي و التركي، وعلى امتداد رقاع لحروب وصراعات اخرى على الجغرافيا العربية الممزقة و المتهالكة.
يبدو احيانا أن ثمة طقس عام مسل عندما تشاهد البلاد تقف على مفترق طرق، وتحديات جسام و صعاب سياسية واقتصادية محلية و اقليمية. والبعض مشغول بالدفاع عن نزاهته والرد على متهميه بالفساد، و تبرئة سيرته من استغلال السلطة و تعيينات المحسوبية و التوريث و الاقارب و المحاسيب، وغيرها من استعارات.
حماية الزمن الميت لعنة اردنية. و الزمن الاردني بلا شك بحاجة الى هندسة جديدة. ولا اعرف كثيرين بقاؤهم يخدم من، ولمصلحة من ؟ الشيخوخة مزقت وابتعلت احلام اجيال من اردنيين عالقين بين متاهات الزمن و التحول، والاعتقاد بان للتاريخ قوة وسلطة وحكمة، وما بالي لا اجد اثرا لها.

 

اقرأ أيضا  : 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :