مظلومية المعلمين بين توقيتين
عمان جو - ماهر أبو طير- لا يحتمل كثيرون الرأي والرأي الآخر، وكل الشعارات حول الرأي الآخر، موسمية، وتسقط اذا خالفت أحدا بوجهة نظره، وكأنه يريد التعددية لمصلحته فقط، ويحاربها اذا عاندته مرة.
في إضراب المعلمين العام الدراسي الماضي، وقفت وغيري الى جانب المعلمين، والارشيف يشهد على ذلك، بل لمت يومها من دخل في مواجهة مع المعلمين، وتسبب في ذلك اليوم، بإغلاق طرقات عمان، وتعامل مع المعلمين بطريقة لا تليق بهم، وقد تسبب موقفي بصداع بالغ لي من جانب الرسميين الذين كان بعضهم يومها يريد كلاما ضد المعلمين وعلاواتهم، وكأننا مجرد طبالين يتوجب علينا الإساءة للمعلمين، برغم مظلوميتهم آنذاك.
هذا يعني ان أسلوب توجيه الاتهامات، من أي طرف، أسلوب غير لائق، فالجانب الرسمي حين تقف مع المعلمين يتهمك انك تبحث عن الشعبية، والمعلمون اذا طالبتهم بالتخفيف من حدتهم، اطلقوا عليك اتهامات لها بداية وليس لها نهاية، فلا احد في الأردن يؤمن بالتوسط هنا، والكل للأسف الشديد، يريد منك ان تقول الكلام الذي يناسبه فقط.
كيف يمكن ان يكون هناك رأي ورأي آخر، وانصاف في تحليل الآراء، خصوصا، انني لست مع تصعيد المعلمين هذه المرة، على الرغم من انني وقفت الى جانبهم المرة الماضية، من اجل حصولهم على علاواتهم، لكن توقيت هذه المرة مختلف، لأن الاقتطاع وقع على الجميع، العسكري والمدني، والاقتطاعات لم تترك أحدا في القطاعين العام والخاص.
التوقيت الحالي، مختلف تماما عن اضراب العام الماضي، أولا الوضع الداخلي وعر بما تعنيه الكلمة، ولا يحتمل أي مجال للشحن، ثانيا هناك مخاطر كبرى بسبب مشاريع الضم الإسرائيلي، والخاصرة الأردنية لا تحتمل معارك مختلفة في توقيت واحد، ثالثا اقتطاع العلاوات لم يستثن أحدا، ولا احد فينا يقبل اقتطاع قرش من معلم، فنحن منهم، وهم منا، لكن مشروعية المطالبة بإعادة الاقتطاعات، تبدو انانية وتستثني كل موظفي الدولة وموظفي القطاع الخاص، وقد رأينا العسكري يقف تحت الشمس لأشهر خلال حظر كورونا، ولا يشتكي بكلمة واحدة فيما المعلم في بيته، رابعا هناك وضع داخلي يرتبط بالانتخابات، ولا أحب للمعلمين ان يتهمهم خصومهم بكونهم يرفعون السقف حاليا، من اجل الضغط لصالح جهات سياسية محددة، على مشارف الانتخابات، خامسا هناك من يسأل ويقول كيف يمكن للمعلمين ان يخوضوا هكذا معركة، والبلد يفتح ملفات الفساد، في توقيت ضاغط لا يحتمل أيضا هذا المناخ السلبي من الكل، سادسا هناك من يربط بين تحرك المعلمين ومعركة قانونية ذات ظلال سياسية قائمة حاليا، وسابعا هناك من يقول ان المعلمين يريدون اثارة بقية قطاعات الدولة وخلخلتها واستقطابها نحو زاوية محددة، والسابعة اكثرها حساسية.
لو كنت مكان المعلمين، لراجعت موقفي جيدا، حتى لا أكون عرضة لهذه الاتهامات التي تبدو في بعضها جائرة، وبعضها قابل للنقاش، فعقدة التوقيت يجب ألا تغيب عن بصيرة الكل.
لم يحاول المعلمون للأسف ، التواصل مع الذين انتقدوهم سابقا، ولم اكن من الناقدين، وكأن القصة قصة معسكرين، معسكر معهم، ومعسكر ضدهم، وهذا امر لا يليق بطبيعة الحياة في الأردن، الا اذا كان من ينتقدهم شخصا صاحب اجندة، وهنا يقال صراحة ان البنية الداخلية للبلد لا تحتمل كل هذا الضجيج، خصوصا، ان هناك ربع مليون موظف تم الاقتطاع من رواتبهم، ومعهم مئات الآلاف من القطاع الخاص.
بالنسبة لي أوجه اللوم للجهات الرسمية التي توارت وراء الفخر الزائف، بقدرتها على إدارة الملف المالي للحكومة، برغم انها اقتطعت من رواتب الناس، وكان الأولى منذ اليوم الأول، ان تتحدث بشكل شفاف عن مشاكل الخزينة، التي دفعتها للاقتراض لتغطية التزاماتها.
للمعلمين فضل كبير علينا جميعا، ولا احد يريد تجريمهم او الإساءة اليهم، او الغمز من قناتهم او التذاكي عليهم، فالقصة قصة بيوت مفتوحة، والتزامات كثيرة على كل معلم، وهذا حال غيرهم أيضا، مثلما يجب ان نقول اليوم، ان التوقيت ذاته لا يصلح للتصعيد، فوق ان كل من يقرأ الوضع الداخلي والإقليمي جيدا، يدرك ان التوقيت مختلف تماما هذه المرة، عن توقيت اضراب المعلمين المرة الماضية، فتلك كانت مكاسرة مشروعة، أما هذه المرة، فتبدو القصة مختلفة تماما.
يبقى الرهان على العقلاء في كل مكان.
اقرأ أيضا :
عمان جو - ماهر أبو طير- لا يحتمل كثيرون الرأي والرأي الآخر، وكل الشعارات حول الرأي الآخر، موسمية، وتسقط اذا خالفت أحدا بوجهة نظره، وكأنه يريد التعددية لمصلحته فقط، ويحاربها اذا عاندته مرة.
في إضراب المعلمين العام الدراسي الماضي، وقفت وغيري الى جانب المعلمين، والارشيف يشهد على ذلك، بل لمت يومها من دخل في مواجهة مع المعلمين، وتسبب في ذلك اليوم، بإغلاق طرقات عمان، وتعامل مع المعلمين بطريقة لا تليق بهم، وقد تسبب موقفي بصداع بالغ لي من جانب الرسميين الذين كان بعضهم يومها يريد كلاما ضد المعلمين وعلاواتهم، وكأننا مجرد طبالين يتوجب علينا الإساءة للمعلمين، برغم مظلوميتهم آنذاك.
هذا يعني ان أسلوب توجيه الاتهامات، من أي طرف، أسلوب غير لائق، فالجانب الرسمي حين تقف مع المعلمين يتهمك انك تبحث عن الشعبية، والمعلمون اذا طالبتهم بالتخفيف من حدتهم، اطلقوا عليك اتهامات لها بداية وليس لها نهاية، فلا احد في الأردن يؤمن بالتوسط هنا، والكل للأسف الشديد، يريد منك ان تقول الكلام الذي يناسبه فقط.
كيف يمكن ان يكون هناك رأي ورأي آخر، وانصاف في تحليل الآراء، خصوصا، انني لست مع تصعيد المعلمين هذه المرة، على الرغم من انني وقفت الى جانبهم المرة الماضية، من اجل حصولهم على علاواتهم، لكن توقيت هذه المرة مختلف، لأن الاقتطاع وقع على الجميع، العسكري والمدني، والاقتطاعات لم تترك أحدا في القطاعين العام والخاص.
التوقيت الحالي، مختلف تماما عن اضراب العام الماضي، أولا الوضع الداخلي وعر بما تعنيه الكلمة، ولا يحتمل أي مجال للشحن، ثانيا هناك مخاطر كبرى بسبب مشاريع الضم الإسرائيلي، والخاصرة الأردنية لا تحتمل معارك مختلفة في توقيت واحد، ثالثا اقتطاع العلاوات لم يستثن أحدا، ولا احد فينا يقبل اقتطاع قرش من معلم، فنحن منهم، وهم منا، لكن مشروعية المطالبة بإعادة الاقتطاعات، تبدو انانية وتستثني كل موظفي الدولة وموظفي القطاع الخاص، وقد رأينا العسكري يقف تحت الشمس لأشهر خلال حظر كورونا، ولا يشتكي بكلمة واحدة فيما المعلم في بيته، رابعا هناك وضع داخلي يرتبط بالانتخابات، ولا أحب للمعلمين ان يتهمهم خصومهم بكونهم يرفعون السقف حاليا، من اجل الضغط لصالح جهات سياسية محددة، على مشارف الانتخابات، خامسا هناك من يسأل ويقول كيف يمكن للمعلمين ان يخوضوا هكذا معركة، والبلد يفتح ملفات الفساد، في توقيت ضاغط لا يحتمل أيضا هذا المناخ السلبي من الكل، سادسا هناك من يربط بين تحرك المعلمين ومعركة قانونية ذات ظلال سياسية قائمة حاليا، وسابعا هناك من يقول ان المعلمين يريدون اثارة بقية قطاعات الدولة وخلخلتها واستقطابها نحو زاوية محددة، والسابعة اكثرها حساسية.
لو كنت مكان المعلمين، لراجعت موقفي جيدا، حتى لا أكون عرضة لهذه الاتهامات التي تبدو في بعضها جائرة، وبعضها قابل للنقاش، فعقدة التوقيت يجب ألا تغيب عن بصيرة الكل.
لم يحاول المعلمون للأسف ، التواصل مع الذين انتقدوهم سابقا، ولم اكن من الناقدين، وكأن القصة قصة معسكرين، معسكر معهم، ومعسكر ضدهم، وهذا امر لا يليق بطبيعة الحياة في الأردن، الا اذا كان من ينتقدهم شخصا صاحب اجندة، وهنا يقال صراحة ان البنية الداخلية للبلد لا تحتمل كل هذا الضجيج، خصوصا، ان هناك ربع مليون موظف تم الاقتطاع من رواتبهم، ومعهم مئات الآلاف من القطاع الخاص.
بالنسبة لي أوجه اللوم للجهات الرسمية التي توارت وراء الفخر الزائف، بقدرتها على إدارة الملف المالي للحكومة، برغم انها اقتطعت من رواتب الناس، وكان الأولى منذ اليوم الأول، ان تتحدث بشكل شفاف عن مشاكل الخزينة، التي دفعتها للاقتراض لتغطية التزاماتها.
للمعلمين فضل كبير علينا جميعا، ولا احد يريد تجريمهم او الإساءة اليهم، او الغمز من قناتهم او التذاكي عليهم، فالقصة قصة بيوت مفتوحة، والتزامات كثيرة على كل معلم، وهذا حال غيرهم أيضا، مثلما يجب ان نقول اليوم، ان التوقيت ذاته لا يصلح للتصعيد، فوق ان كل من يقرأ الوضع الداخلي والإقليمي جيدا، يدرك ان التوقيت مختلف تماما هذه المرة، عن توقيت اضراب المعلمين المرة الماضية، فتلك كانت مكاسرة مشروعة، أما هذه المرة، فتبدو القصة مختلفة تماما.
يبقى الرهان على العقلاء في كل مكان.
اقرأ أيضا :