هبوب الجنوب يكتب : سيدي الملك
عمان جو - كتب- هبوب الجنوب
نحن مثل بيروت , ولكن الإنفجار الذي حدث لدينا هو ليس على الأرض , هو انفجار في القيم والأخلاق الوطنية , في بروز الإنتهازية السياسية, وهو أخطر بكثير مما حدث في بيروت
سيدي الملك ...
أعرف أنك في الصباح تنظر للمرايا , وأعرف أن الشيب غزا كل تفاصيل الرأس, وأعرف أن ثمة تعب يعتري القلب , لاتدري من أي جهة تقاتل وعلى أي صف توجه جهدك ,فلسطين وما يعتريها من تصفية للقضية, الداخل وهذا القلق المتراكم , الإقتصاد المثخن بالجراح, فعلى أي جهة ستقاتل هذا اليوم ؟ وكل الجهات صارت تنتج لنا من الأسى أطنانا ..
سيدي الملك ..
أنا لا أكتب رسالة , ولكني أفكر مثلك في المشهد , أفكر في الناس الذين كانوا مهمشين وأنتجهم الديوان وصنع منهم رموزا سياسة وأغدق عليهم , وفي أزمة عصفت بنا, أزمة كدنا أن نتحول بها إلى ساحة وليس دولة , أزمة تجرأ فيها شخص على الدولة كاملة بقبضته وبضربة على صدره وقال : نحن الدولة
أفكر ياسيدي في الذين صمتوا , ولم ينطقوا بكلمة, وكنت أنت من أخذ بيدهم , من تناولت معهم الطعام , من أنتجت منهم قادة رأي وسياسين ورؤساء وزارات ,لماذا صمتوا ؟ كان بإمكانهم أن يردوا الجميل للدولة ولو قليلا , وكان بإمكانهم أن يقولوا كلمة في المواقع الإخبارية – ولو مقتضبة- كلمة تصب في صف الدولة ,لكنهم للأسف مثل نترات الأمونيوم في بيروت , استطابوا تدمير الساحة , واستطابوا الفوضى ...
السنا بحاجة يا سيدي الملك لأن نعيد نظرة الدولة في الناس !؟
البيوت التي اشتريت لرؤساء الوزارت, هل اشتريت لأجل صمتهم في هذه اللحظات الحاسمة, وهي لحظة حاسمة بمعنى إما أن نكون مع الدولة أو مع الفوضى لا خيار ثالث
والسيارات التي منحت لهم . هل منحت ليشعروا بالرفاه على حساب وطن كان يحتاج للوفاء أكثر من النفط وأكثر من الدولار وأكثر من جدولة الديون
البعثات التي حصل عليها أولادهم في جامعات لندن , والوظائف التي تعمدت الدولة منحها لأولادهم كي يدرسوا في جامعات الغرب على حساب خبزنا وتعبنا ....
وانت يا سيدي كنت من ال هاشم , والإمتدادا لهم , فأعطيتهم , ووسعت لهم أبواب الدولة حين ضاقت عليهم أبواب الجغرافيا , وتحملت (ثرثراتهم ) في المجالس, وكانوا يطلون علينا بالمرافقين , ويتفشخرون بسيارت الديوان وهواتف الديوان , والفواتير التي تدفع, ويأتون إليك على سفح الرجاء , يشكون ضيق الحال,فما بخلت عليهم لابجهد ولا بعطف, فأين كان هؤلاء حين ماجت الساحات ؟ وأين كانوا حين حاول (الإخونج) اختطاف الشوارع؟
سأقول أين كانوا,, كانوا في العقبة يتنعمون ,بفخامة الشقق والفلل التي اشتروها , ويراقبون المواقع الإخبارية , ويضمرون الشر في الفؤاد ...
سيدي الملك
أنا أحبك دون مطمع ولا ثمن , وهذا أنبل حب وأصدقه, أنا أحبك لأني أؤمن أنك بوصلة الوطن وعنوانه والرمز الأوحد فيه , وأقاتل بالقلم واللحم والدم لأجل أن لايخدش الرمز ولا أن يدانيه في العملقة اخر , ولدي معادلة في الحياة وهي أن جدي كان جنديا في جيش عبدالله الأول وأبي جنديا في جيش الحسين , وقدري أن أكون من جنودك , وهؤلاء كأنهم روح الاية العظيمة : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
علي الدولة أن تعيد تحالفاتها داخل العشيرة الأردنية , وهذا ليس رأي بل ضرورة بحيث تنتج من الناس من يتعاطى مع الدولة في إطار الشرف والمسؤولية , لا في إطار الهبش والمنفعة , لا في إطار توظيف العشيرة , وتجييرها لصالحه , بل للوطن والعرش والقيم والمثل العالية ...
في الأردن ..نحن أحوج ما نكون لشطب طبقة سياسية كاملة الان , وقد تأخرنا كثيرا في شطب هذه الطبقة , وإنتاج طبقة جديدة تسود فيها روح المواطنة , لاغريزة الإنتقام , كنا بحاجة , لأن نذهب للقرى الأردنية ونقدم للدولة الفقراء , الذين أحبوا أن يكون لهم مكانا تحت الشمس لا أن نقدم المتخمة بطونهم بالمناسف والعطايا , ويمنون على الوطن بأنهم رفعوا يوما صورة للملك أو حملوا شعارا في مسيرة ...
كنا بحاجة لأن تقرأ أجهزة الدولة وفي مقدمتها الأمنية , الحالات الشبابية الواعية في العشائر الأردنية , وتقدمهم في إطار المسؤولية والحق المكتسب , لا في إطار تحركات نواب جهلة يبحثون عن منافع انتخابية , ويوظفون جوع هؤلاء الشباب للتسول عليهم في مكاتب الوزراء والحكومات ...
لقد هشم الوجدان الأردني تماما في اللحظة التي رأينا فيها قذف الحجارة على الدرك في الجنوب , وسمعنا صوت أحدهم يتحدث بلغة عشائرية ويقول : (عفية النشامي عليهم) ,كأن القبيلة في الجنوب لم تكن حالة تنوير , بل ارتدت للزمن الجاهلي بكل عثراته
أوجعني يا سيدي هذا المشهد حد البكاء , ففي اللحظة التي ننتج فيها للعالم مشروع (البوليفارد) كتحفة عمرانية , وكمجمع اقتصادي فاعل في قلب عمان وننافس دبي وبيروت , نلغي كل ذلك ونعود إلى زمن الجاهلية , ونتعاطى مع الدرك على أنهم (تغلب ) ونحن (كليب) الذين سنرد غزوهم , فهل كانت الكرك تحتاج لهذا النداء ؟ لرجل يصرخ بكل جوارحه : (عليهم يا النشامى) !!
تلك حالة يجب أن نقرأها جيدا , فأحزاب الخراب تحب رسم صورة العشيرة في هذا الإطار, وهو ذات الإطار الذي هدم ليبيا , وجعلها شرقي وغربي ..هو ذات الإطار الذي قسم العراق , وهو ذات الإطار الذي أعاد حكم العمائم هناك ...
لو كان هنالك طبقة سياسية مثقة وقارئة في الأردن لاستفزت , من هذا الخطاب ولأنتجت ردا شعبيا مهولا ولكنها طبقة تحوم على طحالب الإنتهازية والمكاسب وتوظف الوطن وتوظف العشيرة فقط لزيادة منسوب الكرش ومنسوب الدولار ...
سيدي الملك ..
الأردن يحتاج الان للوفاء , أكثر من الدولار وأكثر من خطط الإصلاح , وأكثر من مشارع الحكومات, فقط الوفاء , وأنت كنت على مدى (20) عاما وفيا مع الناس , أخذت بيد رفاق السلاح وأسست للمتقاعدين مساحات في الوجدان , في الإقتصاد ,في الذاكرة , ذهبت لاخر نقاط في الصحراء وأقمت البيوت , أنتجت من العقبة حالة اقتصادية جديدة, وقمت بحماية الدولة من الربيع العربي , وعبرت بها , وواجهت الإرهاب منفردا ...
في زمنك تغيرت عمان تماما , لدرجة أن شبكة الطرق التي بنيت في الأردن خلال العشرين عاما الماضية , كانت أكبر من كل ما أنتجته الدولة في سبعين عاما ...
أنتجت للحراثين والمعوزين والفقراء , مساحات تحت الشمس وقدمتهم في مواقع المسؤولية
حفضت المؤسسة العسكرية والأمنية , وظلت المؤسسة الوحيدة في العالم العربي التي لم يعتريها الضعف ولا الإنشقاق ولا التفتت ...
كل ما نحتاجه هو الوفاء , والدولة الان يجب أن لا تكون وفية مع من لم يؤسس علاقته معها على الوفاء ..
حماك الله وستبقى زيت الزيتون المتقد في سراجنا , والحلم والأمل , وكل العروبة وكل العرب ..حماك الله
نحن مثل بيروت , ولكن الإنفجار الذي حدث لدينا هو ليس على الأرض , هو انفجار في القيم والأخلاق الوطنية , في بروز الإنتهازية السياسية, وهو أخطر بكثير مما حدث في بيروت
سيدي الملك ...
أعرف أنك في الصباح تنظر للمرايا , وأعرف أن الشيب غزا كل تفاصيل الرأس, وأعرف أن ثمة تعب يعتري القلب , لاتدري من أي جهة تقاتل وعلى أي صف توجه جهدك ,فلسطين وما يعتريها من تصفية للقضية, الداخل وهذا القلق المتراكم , الإقتصاد المثخن بالجراح, فعلى أي جهة ستقاتل هذا اليوم ؟ وكل الجهات صارت تنتج لنا من الأسى أطنانا ..
سيدي الملك ..
أنا لا أكتب رسالة , ولكني أفكر مثلك في المشهد , أفكر في الناس الذين كانوا مهمشين وأنتجهم الديوان وصنع منهم رموزا سياسة وأغدق عليهم , وفي أزمة عصفت بنا, أزمة كدنا أن نتحول بها إلى ساحة وليس دولة , أزمة تجرأ فيها شخص على الدولة كاملة بقبضته وبضربة على صدره وقال : نحن الدولة
أفكر ياسيدي في الذين صمتوا , ولم ينطقوا بكلمة, وكنت أنت من أخذ بيدهم , من تناولت معهم الطعام , من أنتجت منهم قادة رأي وسياسين ورؤساء وزارات ,لماذا صمتوا ؟ كان بإمكانهم أن يردوا الجميل للدولة ولو قليلا , وكان بإمكانهم أن يقولوا كلمة في المواقع الإخبارية – ولو مقتضبة- كلمة تصب في صف الدولة ,لكنهم للأسف مثل نترات الأمونيوم في بيروت , استطابوا تدمير الساحة , واستطابوا الفوضى ...
السنا بحاجة يا سيدي الملك لأن نعيد نظرة الدولة في الناس !؟
البيوت التي اشتريت لرؤساء الوزارت, هل اشتريت لأجل صمتهم في هذه اللحظات الحاسمة, وهي لحظة حاسمة بمعنى إما أن نكون مع الدولة أو مع الفوضى لا خيار ثالث
والسيارات التي منحت لهم . هل منحت ليشعروا بالرفاه على حساب وطن كان يحتاج للوفاء أكثر من النفط وأكثر من الدولار وأكثر من جدولة الديون
البعثات التي حصل عليها أولادهم في جامعات لندن , والوظائف التي تعمدت الدولة منحها لأولادهم كي يدرسوا في جامعات الغرب على حساب خبزنا وتعبنا ....
وانت يا سيدي كنت من ال هاشم , والإمتدادا لهم , فأعطيتهم , ووسعت لهم أبواب الدولة حين ضاقت عليهم أبواب الجغرافيا , وتحملت (ثرثراتهم ) في المجالس, وكانوا يطلون علينا بالمرافقين , ويتفشخرون بسيارت الديوان وهواتف الديوان , والفواتير التي تدفع, ويأتون إليك على سفح الرجاء , يشكون ضيق الحال,فما بخلت عليهم لابجهد ولا بعطف, فأين كان هؤلاء حين ماجت الساحات ؟ وأين كانوا حين حاول (الإخونج) اختطاف الشوارع؟
سأقول أين كانوا,, كانوا في العقبة يتنعمون ,بفخامة الشقق والفلل التي اشتروها , ويراقبون المواقع الإخبارية , ويضمرون الشر في الفؤاد ...
سيدي الملك
أنا أحبك دون مطمع ولا ثمن , وهذا أنبل حب وأصدقه, أنا أحبك لأني أؤمن أنك بوصلة الوطن وعنوانه والرمز الأوحد فيه , وأقاتل بالقلم واللحم والدم لأجل أن لايخدش الرمز ولا أن يدانيه في العملقة اخر , ولدي معادلة في الحياة وهي أن جدي كان جنديا في جيش عبدالله الأول وأبي جنديا في جيش الحسين , وقدري أن أكون من جنودك , وهؤلاء كأنهم روح الاية العظيمة : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
علي الدولة أن تعيد تحالفاتها داخل العشيرة الأردنية , وهذا ليس رأي بل ضرورة بحيث تنتج من الناس من يتعاطى مع الدولة في إطار الشرف والمسؤولية , لا في إطار الهبش والمنفعة , لا في إطار توظيف العشيرة , وتجييرها لصالحه , بل للوطن والعرش والقيم والمثل العالية ...
في الأردن ..نحن أحوج ما نكون لشطب طبقة سياسية كاملة الان , وقد تأخرنا كثيرا في شطب هذه الطبقة , وإنتاج طبقة جديدة تسود فيها روح المواطنة , لاغريزة الإنتقام , كنا بحاجة , لأن نذهب للقرى الأردنية ونقدم للدولة الفقراء , الذين أحبوا أن يكون لهم مكانا تحت الشمس لا أن نقدم المتخمة بطونهم بالمناسف والعطايا , ويمنون على الوطن بأنهم رفعوا يوما صورة للملك أو حملوا شعارا في مسيرة ...
كنا بحاجة لأن تقرأ أجهزة الدولة وفي مقدمتها الأمنية , الحالات الشبابية الواعية في العشائر الأردنية , وتقدمهم في إطار المسؤولية والحق المكتسب , لا في إطار تحركات نواب جهلة يبحثون عن منافع انتخابية , ويوظفون جوع هؤلاء الشباب للتسول عليهم في مكاتب الوزراء والحكومات ...
لقد هشم الوجدان الأردني تماما في اللحظة التي رأينا فيها قذف الحجارة على الدرك في الجنوب , وسمعنا صوت أحدهم يتحدث بلغة عشائرية ويقول : (عفية النشامي عليهم) ,كأن القبيلة في الجنوب لم تكن حالة تنوير , بل ارتدت للزمن الجاهلي بكل عثراته
أوجعني يا سيدي هذا المشهد حد البكاء , ففي اللحظة التي ننتج فيها للعالم مشروع (البوليفارد) كتحفة عمرانية , وكمجمع اقتصادي فاعل في قلب عمان وننافس دبي وبيروت , نلغي كل ذلك ونعود إلى زمن الجاهلية , ونتعاطى مع الدرك على أنهم (تغلب ) ونحن (كليب) الذين سنرد غزوهم , فهل كانت الكرك تحتاج لهذا النداء ؟ لرجل يصرخ بكل جوارحه : (عليهم يا النشامى) !!
تلك حالة يجب أن نقرأها جيدا , فأحزاب الخراب تحب رسم صورة العشيرة في هذا الإطار, وهو ذات الإطار الذي هدم ليبيا , وجعلها شرقي وغربي ..هو ذات الإطار الذي قسم العراق , وهو ذات الإطار الذي أعاد حكم العمائم هناك ...
لو كان هنالك طبقة سياسية مثقة وقارئة في الأردن لاستفزت , من هذا الخطاب ولأنتجت ردا شعبيا مهولا ولكنها طبقة تحوم على طحالب الإنتهازية والمكاسب وتوظف الوطن وتوظف العشيرة فقط لزيادة منسوب الكرش ومنسوب الدولار ...
سيدي الملك ..
الأردن يحتاج الان للوفاء , أكثر من الدولار وأكثر من خطط الإصلاح , وأكثر من مشارع الحكومات, فقط الوفاء , وأنت كنت على مدى (20) عاما وفيا مع الناس , أخذت بيد رفاق السلاح وأسست للمتقاعدين مساحات في الوجدان , في الإقتصاد ,في الذاكرة , ذهبت لاخر نقاط في الصحراء وأقمت البيوت , أنتجت من العقبة حالة اقتصادية جديدة, وقمت بحماية الدولة من الربيع العربي , وعبرت بها , وواجهت الإرهاب منفردا ...
في زمنك تغيرت عمان تماما , لدرجة أن شبكة الطرق التي بنيت في الأردن خلال العشرين عاما الماضية , كانت أكبر من كل ما أنتجته الدولة في سبعين عاما ...
أنتجت للحراثين والمعوزين والفقراء , مساحات تحت الشمس وقدمتهم في مواقع المسؤولية
حفضت المؤسسة العسكرية والأمنية , وظلت المؤسسة الوحيدة في العالم العربي التي لم يعتريها الضعف ولا الإنشقاق ولا التفتت ...
كل ما نحتاجه هو الوفاء , والدولة الان يجب أن لا تكون وفية مع من لم يؤسس علاقته معها على الوفاء ..
حماك الله وستبقى زيت الزيتون المتقد في سراجنا , والحلم والأمل , وكل العروبة وكل العرب ..حماك الله
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات