أزمة المعلمين .. أين الطرف الثالث؟
عمان جو - في ازمة المعلمين لا أحد في الاردن تقريبا يريد الوصول الى نقطة الصفر. وما تعني نقطة اللاعودة بالازمة، وتراجيديا التأزيم والاشتباك والعنف والتصعيد، وتقسيم المجتمع عاموديا مع او ضد.
وحتى من يمثلون قوة شحن سياسية سلبية وانشقاقية وخلافية سواء بتعبيرات لمواقف اطراف متشددة من النقابة، ومؤيديها وداعميها، واطراف تنظيمية لا ترى بالعين المجردة «لا مرئية» لها اهداف سياسية ماورائية من التجييش والتصعيد واللعب في ورقة المعلمين، والمغالاة بتوظيف اعلام اقليمي لنقل مظلومية المعلم الاردني.
ما الذي يمنع من الحوار؟ الازمة دخلت مرحلة جديدة من المواجهة بين الدولة والنقابة. وكما يبدو فان الازمة لا نهاية لها كما يفكر أهل القرار»الحكومة «. ولذا فان الحوار المفترض بين الجانبين، وتحريك قنوات وادوات الوساطة السياسية لماذا لا تتحرك ؟ وتشتغل بما يخرج الازمة من حالة الترنح والارتهان للمفاجآت والتطور والتصعيد غير المحمودة عقباه.
ما لا تملكه الحكومة من جاهزية للحوار مصاب به ايضا نقابة المعلمين وحلفاؤها الظاهريين والخفيين. الجوهر الحقيقي للازمة، فوق ما يجري من تصعيد واشتباك بين معلمين ومواطنين في الشارع مع قوى الامن والدرك، فانه عدم قدرة اي من الطرفين، أو اي وسيط ادارة حوار ولو بالواسطة.
المعلمون، والجسم السياسي الاردني امام تحد كبير، وللحوار اهمية كبرى في كيفية انتاج اطار تنسيقي يصلح كوسيط يلملم ذيول الازمة، ويجمعها ليضعها على طاولة الحوار، عوضا عن تدحرجها في الشارع، وما قد يتراكم من عواقب ومخلفات سياسية وامنية غير محمودة الذكر.
نعم، هناك قوى سياسية تلعب دور المتفرج، وهي فرحة وساخرة مما يجري بين الدولة والمعلمين، وتتفرج بعين خبيثة لاستثمار غضب الناس، وزيادة حدة الاحتقان والتوتر بين المواطن والحكومة، وعينها الثانية تحدق في معارك سياسية انتخابية منتظرة نيابية ونقابية، وبلدية.
المعملون خارج سياق اي نزاع وخلاف سياسي وتنظيمي موجود سابقا ومولود حديثا بين تنظيمات سياسية والدولة. ولا ينطق بحالهم الا من يفقه مطالبهم، ومشروعيتها، واصلها المهني والعمالي البحت والمجرد من أي اضافات واعتبارات اخرى لا تعني المعلم من بعيد او قريب.
هناك اصحاب مصالح لتعطيل وقتل اي مبادرة للحوار. وفي المقابل أيضا هناك ضرورة وطنية ملحة ليكون هناك قنوات للحوار والتفاهم بين المعلمين والدولة. الحوار ليس عيبا، والاستمالة لا تعني ان القضية والمطلب قد مات واندثر او تمت المساومة عليه.
البحث عن طرف ثالث ليقود الحوار، ويفتح قنواته. وبمعزل عن رأي هذا وذاك. فلا بد من الحوار حتى الازمة لا تصل الى لحظة انسداد وعدمية وعقم في الحل. يعني ان الجميع لابد ان يكون مستعدا للحوار والتغيير الجوهري.
الدخول في حوار وحالة التفكير بعقلية « الدجاجة والبيضة « ارهقت دولا وهدمت اوطانا. والرهان على حرب الاستعصاء عدمية. والرهان ايضا على حال الناس ومظلوميتهم وشكواهم ليس من شغل ولا مجال اختصاص المعلمين، مع الاحترام والتقدير للنقابة والمعلم : مربيا ومدرسا وحامل رسالة علم ومعرفة وتنوير.
واذا ما بقى المعلمون صامتون ازاء اختطاف قوى سياسية للمشهد من بين ايديهم، فسيكونون خاسرين مرتين واكثر من مرة. خاسرين لنقابتهم، وخاسرين لروح وضمير وقيم مهنتهم والعام الدراسي على الابواب، ولربما الاخطر أنهم سيجدون انفسهم في خندق اصطفاف يمين وشمال في معارك سياسية لاحول ولا قوة لهم بها.
وثمة استعراضات على الساحة الاردنية جرت لاحداث كافية لفهم ما يجري. وهنا، اكثر ما يهمني لاقوله: لو ان المعلم يعرف مصلحته أين، ومن أين تبدأ ايضا؟ ليست بمعرض اتهام لاطراف سياسية، ولكن ما اخاف منه، واريد قوله والاعتراف به أن هناك لصوصا حراكات واحتجاجات، ولصوص سياسة، وسارقي مناسبات شعبية ووطنية فاحذروا منهم ! ارجوكم ان تسعموا كلامي، وتقرأوا بإمعان كل حرف كتبته.
اقرا ايضا :
عمان جو - في ازمة المعلمين لا أحد في الاردن تقريبا يريد الوصول الى نقطة الصفر. وما تعني نقطة اللاعودة بالازمة، وتراجيديا التأزيم والاشتباك والعنف والتصعيد، وتقسيم المجتمع عاموديا مع او ضد.
وحتى من يمثلون قوة شحن سياسية سلبية وانشقاقية وخلافية سواء بتعبيرات لمواقف اطراف متشددة من النقابة، ومؤيديها وداعميها، واطراف تنظيمية لا ترى بالعين المجردة «لا مرئية» لها اهداف سياسية ماورائية من التجييش والتصعيد واللعب في ورقة المعلمين، والمغالاة بتوظيف اعلام اقليمي لنقل مظلومية المعلم الاردني.
ما الذي يمنع من الحوار؟ الازمة دخلت مرحلة جديدة من المواجهة بين الدولة والنقابة. وكما يبدو فان الازمة لا نهاية لها كما يفكر أهل القرار»الحكومة «. ولذا فان الحوار المفترض بين الجانبين، وتحريك قنوات وادوات الوساطة السياسية لماذا لا تتحرك ؟ وتشتغل بما يخرج الازمة من حالة الترنح والارتهان للمفاجآت والتطور والتصعيد غير المحمودة عقباه.
ما لا تملكه الحكومة من جاهزية للحوار مصاب به ايضا نقابة المعلمين وحلفاؤها الظاهريين والخفيين. الجوهر الحقيقي للازمة، فوق ما يجري من تصعيد واشتباك بين معلمين ومواطنين في الشارع مع قوى الامن والدرك، فانه عدم قدرة اي من الطرفين، أو اي وسيط ادارة حوار ولو بالواسطة.
المعلمون، والجسم السياسي الاردني امام تحد كبير، وللحوار اهمية كبرى في كيفية انتاج اطار تنسيقي يصلح كوسيط يلملم ذيول الازمة، ويجمعها ليضعها على طاولة الحوار، عوضا عن تدحرجها في الشارع، وما قد يتراكم من عواقب ومخلفات سياسية وامنية غير محمودة الذكر.
نعم، هناك قوى سياسية تلعب دور المتفرج، وهي فرحة وساخرة مما يجري بين الدولة والمعلمين، وتتفرج بعين خبيثة لاستثمار غضب الناس، وزيادة حدة الاحتقان والتوتر بين المواطن والحكومة، وعينها الثانية تحدق في معارك سياسية انتخابية منتظرة نيابية ونقابية، وبلدية.
المعملون خارج سياق اي نزاع وخلاف سياسي وتنظيمي موجود سابقا ومولود حديثا بين تنظيمات سياسية والدولة. ولا ينطق بحالهم الا من يفقه مطالبهم، ومشروعيتها، واصلها المهني والعمالي البحت والمجرد من أي اضافات واعتبارات اخرى لا تعني المعلم من بعيد او قريب.
هناك اصحاب مصالح لتعطيل وقتل اي مبادرة للحوار. وفي المقابل أيضا هناك ضرورة وطنية ملحة ليكون هناك قنوات للحوار والتفاهم بين المعلمين والدولة. الحوار ليس عيبا، والاستمالة لا تعني ان القضية والمطلب قد مات واندثر او تمت المساومة عليه.
البحث عن طرف ثالث ليقود الحوار، ويفتح قنواته. وبمعزل عن رأي هذا وذاك. فلا بد من الحوار حتى الازمة لا تصل الى لحظة انسداد وعدمية وعقم في الحل. يعني ان الجميع لابد ان يكون مستعدا للحوار والتغيير الجوهري.
الدخول في حوار وحالة التفكير بعقلية « الدجاجة والبيضة « ارهقت دولا وهدمت اوطانا. والرهان على حرب الاستعصاء عدمية. والرهان ايضا على حال الناس ومظلوميتهم وشكواهم ليس من شغل ولا مجال اختصاص المعلمين، مع الاحترام والتقدير للنقابة والمعلم : مربيا ومدرسا وحامل رسالة علم ومعرفة وتنوير.
واذا ما بقى المعلمون صامتون ازاء اختطاف قوى سياسية للمشهد من بين ايديهم، فسيكونون خاسرين مرتين واكثر من مرة. خاسرين لنقابتهم، وخاسرين لروح وضمير وقيم مهنتهم والعام الدراسي على الابواب، ولربما الاخطر أنهم سيجدون انفسهم في خندق اصطفاف يمين وشمال في معارك سياسية لاحول ولا قوة لهم بها.
وثمة استعراضات على الساحة الاردنية جرت لاحداث كافية لفهم ما يجري. وهنا، اكثر ما يهمني لاقوله: لو ان المعلم يعرف مصلحته أين، ومن أين تبدأ ايضا؟ ليست بمعرض اتهام لاطراف سياسية، ولكن ما اخاف منه، واريد قوله والاعتراف به أن هناك لصوصا حراكات واحتجاجات، ولصوص سياسة، وسارقي مناسبات شعبية ووطنية فاحذروا منهم ! ارجوكم ان تسعموا كلامي، وتقرأوا بإمعان كل حرف كتبته.
اقرا ايضا :