الشهيد عبد الخالق محجوب .. التهمة .. الوعي بقدر ما استطعت
عمان جو- في عام 2020 اكتب اليكم من عمان.
وما زلنا نبكي شهداء الامة وقضايا التحرر والعدالة الاجتماعية والاستقلال والحرية العربية.
وما زال كرسي الشهادة فارغا، واذا ما اسعدنا الحظ واوطان عربية تتمزق وتتفتت وتنهار بفعل الفساد والخراب والتبعية.
لنقول لكل الشهداء : « سلام عليكم «. ومن حقنا ان نحتفل ببعض الامل الموغل بالابتعاد، ولكن المدى لا ينكسر ما دام هناك شهداء، واحتفال بالشهادة .
نقاتل اليوم بماضي الشهادة والشهداء ودمهم الطاهر والعبق والزكي ، ونقاتل في احياء ذكراهم المجيد ، والحاضر اليوم مخطوف ومعلون، ومصادر، حرمونا من كل شيء حتى البكاء ممنوعون عنه.
وانا اقرا سيرة المناضل السوداني عبدالخالق محجوب قررت كم ان الفكرة اقوى من الجلاد والسوط والمشنقة والبارودة ومسيل الغاز ذي الروائح الكريهة الكثيرة ؟!
كيف يصمد الانسان؟ وكيف يقبل على المشنقة فرحا وباسما ومحتفلا بالشهادة من اجل حرية وطنه وشعبه؟ لم يخف من العسكري، من ارتفاع المشنقة، وانيابها، وغلاظة الحبل.
حمل وصيته للعالم بوعيه. وكما قال الشاعر السوداني محمد الفيتوري : لماذا يظن الطغاة الصغار – وتشحب الوانهم –ان موت المناضل موت القضية. وبعث برسالة للاجيال القادمة التي ناضل واستشهد من اجلها. ولربما تكون قد خانته، ولم تلتزم بوصيته، ولم تصن استشهاده. عبدالخالق محجوب غادر مستشهدا بالحرية والقوة والعزيمة.
حكاية مناضل تروي..قال الشهيد محجوب عند اعدامه : « تهمتي الوعي بقدر ما استطعت «. وقال الفيتوري :»كلما زيفوا بطلا قلت : قلبي على وطني». سلاح الشهيد محجوب العقل والقلم والفكر والوعي. وعبر التاريخ المبشرون بالغد والتغيير والاصلاح ونهوض الاوطان والامم والانسانية هم فلاسفة ومفكرون وعلماء ودعاة ، مبدعون. وهؤلاء عند الامم والشعوب المتقدمة يدفعون دمهم ويفدون ارواحهم من اجل اوطانهم، وهم من يحكمون.
وبحسب ما يروى.. فان المناضل الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب واثناء محاكمته يوم الثلاثاء 27 يوليو1971، قام قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الى المتهم :(ماذا قدمت لشعبك؟!!)..اجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت).
وقد شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الاولى من محاكمته، انه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الاولى من محاكمته التي من ابسط مبادئ العدالة. وحكم الاعدام تم تنفيذه فجر الاربعاء 28 يوليو بسجن كوبر اي بعد يوم واحد من اعتقاله. ذهب عبد الخالق الى المشنقة مرفوع الراس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي. اهدى ساعة يده الى احد العساكر كهدية منه. وطلب من مدير السجن الذي اشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية الى اسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده. ولكن لم يتم توصل (الدبلة) اوالوصية المكتوبة، فقد صادرها احد ضباط جهاز الامن -حسب شهادة ادارة سجن كوبر بعد ذلك-. وقد افاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بان عبد الخالق ذهب الى المشنقة بخطى ثابتة وكان انيق الثياب، لامع الحذاء، متعطرا، باسما كعريس – هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها.
وقال الشاعر الفيتوري في «وحي محجوب» :
– لاتحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الارض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا
وما زلنا نبكي شهداء الامة وقضايا التحرر والعدالة الاجتماعية والاستقلال والحرية العربية.
وما زال كرسي الشهادة فارغا، واذا ما اسعدنا الحظ واوطان عربية تتمزق وتتفتت وتنهار بفعل الفساد والخراب والتبعية.
لنقول لكل الشهداء : « سلام عليكم «. ومن حقنا ان نحتفل ببعض الامل الموغل بالابتعاد، ولكن المدى لا ينكسر ما دام هناك شهداء، واحتفال بالشهادة .
نقاتل اليوم بماضي الشهادة والشهداء ودمهم الطاهر والعبق والزكي ، ونقاتل في احياء ذكراهم المجيد ، والحاضر اليوم مخطوف ومعلون، ومصادر، حرمونا من كل شيء حتى البكاء ممنوعون عنه.
وانا اقرا سيرة المناضل السوداني عبدالخالق محجوب قررت كم ان الفكرة اقوى من الجلاد والسوط والمشنقة والبارودة ومسيل الغاز ذي الروائح الكريهة الكثيرة ؟!
كيف يصمد الانسان؟ وكيف يقبل على المشنقة فرحا وباسما ومحتفلا بالشهادة من اجل حرية وطنه وشعبه؟ لم يخف من العسكري، من ارتفاع المشنقة، وانيابها، وغلاظة الحبل.
حمل وصيته للعالم بوعيه. وكما قال الشاعر السوداني محمد الفيتوري : لماذا يظن الطغاة الصغار – وتشحب الوانهم –ان موت المناضل موت القضية. وبعث برسالة للاجيال القادمة التي ناضل واستشهد من اجلها. ولربما تكون قد خانته، ولم تلتزم بوصيته، ولم تصن استشهاده. عبدالخالق محجوب غادر مستشهدا بالحرية والقوة والعزيمة.
حكاية مناضل تروي..قال الشهيد محجوب عند اعدامه : « تهمتي الوعي بقدر ما استطعت «. وقال الفيتوري :»كلما زيفوا بطلا قلت : قلبي على وطني». سلاح الشهيد محجوب العقل والقلم والفكر والوعي. وعبر التاريخ المبشرون بالغد والتغيير والاصلاح ونهوض الاوطان والامم والانسانية هم فلاسفة ومفكرون وعلماء ودعاة ، مبدعون. وهؤلاء عند الامم والشعوب المتقدمة يدفعون دمهم ويفدون ارواحهم من اجل اوطانهم، وهم من يحكمون.
وبحسب ما يروى.. فان المناضل الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب واثناء محاكمته يوم الثلاثاء 27 يوليو1971، قام قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الى المتهم :(ماذا قدمت لشعبك؟!!)..اجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت).
وقد شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الاولى من محاكمته، انه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الاولى من محاكمته التي من ابسط مبادئ العدالة. وحكم الاعدام تم تنفيذه فجر الاربعاء 28 يوليو بسجن كوبر اي بعد يوم واحد من اعتقاله. ذهب عبد الخالق الى المشنقة مرفوع الراس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي. اهدى ساعة يده الى احد العساكر كهدية منه. وطلب من مدير السجن الذي اشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية الى اسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده. ولكن لم يتم توصل (الدبلة) اوالوصية المكتوبة، فقد صادرها احد ضباط جهاز الامن -حسب شهادة ادارة سجن كوبر بعد ذلك-. وقد افاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بان عبد الخالق ذهب الى المشنقة بخطى ثابتة وكان انيق الثياب، لامع الحذاء، متعطرا، باسما كعريس – هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها.
وقال الشاعر الفيتوري في «وحي محجوب» :
– لاتحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الارض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات