تشكيك البعض بحقيقة وجود كورونا يبدد الالتزام بالاجراءات الاحترازية
عمان جو- إخلاص القاضي- "إنتِ مصدقة جد إنو في كورونا"، جملة عامية قالها باستهتار بائع فواكه متجول لسيدة طلبت منه إرتداء كمامة وقفازات حفاظا على صحة العامة ممن يبتاعون منه، ضاربا بعرض الحائط باية اجراءات وقائية للتصدي لهذا الوباء الذي اجتاح العالم بأسره.
وفي ذات المقاربة، لم تراع سيدة اربعينية تتجول في سوق عمّاني، أي تباعد إجتماعي أو اجراءات احترازية من "كورونا"، موجهة سؤالا لمن حولها:"حدا منكم شاف مريض كورونا "، في إشارة إلى تشكيك بغير محله حول حقيقة وجود المرض، وسط استغراب المحيطين بها من تصرف وصفه احدهم ب"غير المسؤول".
وعدا عما يبديه بائع الفواكه والسيدة من عدم تصديق لوجود المرض، ثمة من يشاطرونهما التوجه، ولا يكترثوا بجائحة أرقت العالم بأسره، متسببين بعدوى اجتماعية سلبية مفادها التشكيك المستمر بحقيقة كورونا، رغم ملايين الاصابات حول العالم، ورغم كل ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية بشأن ضرورة إتخاذ كل الاحتياطات الوقائية منعا لتفشي المرض.
هذه التصرفات الفردية للبعض لفتت نظر العديد من المتخصصين في علمي الاجتماع والنفس، الذين يشيرون لمفاهيم مغلوطة لدى البعض، حول طبيعة وحقيقة المرض، الأمر الذي قد يقود للتنصل من ضرورة التقيد بكل ما من شانة الوقاية من عدوى كورونا، مشددين على ان التشكيك بوجود المرض هو ضرب من الاستهتار بحقيقة جالت العالم وحصدت مئات الالاف من الارواح ، وعزلت دولا ، واثرت على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والحالتين المعنوية والنفسية للناس.
يقول عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة الاستاذ في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، ان العلاقة بين السياسي والمواطن تحتاج الى تعزيز اواصر الثقة، وهذا ما نجحت به الحكومة الاردنية في معرض ادارتها لازمة كورونا، الامر الذي بدد الشك حول وجود المرض، ولكن يبقى هنالك من يشكك بكل شيء، وهذا ينسحب على حقيقة هذا المرض، مشيرا الى ان قناعة هؤلاء تكمن ليس بالخوف من المرض بل بالاستمرار بالعيش بشكل اعتيادي دون اي حساب لوجوده. ويعرب الدكتور محادين عن خشيته من أن تتحول الشكوك بحقيقة وجود كورونا الى عدوى اجتماعية تضعف الثقة بالخطاب الطبي ، وبالتالي تبدد فرص التقيد بالاجراءات الاحترازية، مشيرا الى ان المسافة الواقعة بين الخوف من وجود المرض أو الشك به، هو انحياز الفرد للحياة الطبيعية، وعدم رغبته في تصديق واقع الحال الذي كبل الحركة وغيّر يوميات الفرد الى اسلوب غير مألوف.
من جهته يقول المتخصص في علم النفس العصبي العيادي الدكتور محمد الشقيرات، "يبدو ان من لا يثق بوجود المرض قد تأثر بفعل عوامل كثيرة منها تضارب الانباء المتعلقة بهذا المرض، والواردة عبر الفضاء الالكتروني المفتوح على مصراعيه بين "فيديوهات" ومقاطع مصورة واخبار مزيفة تشكك بوجود المرض، وتتحدث عن مؤامرة وتوظيف سياسي لتداعيات وظروف كورونا، وعن تخوف الناس من قصة لا تستند لاي دليل علمي حتى اللحظة، وهي زرع شريحة بجسم الانسان كناية عن لقاح ضد كورونا، لتتحكم بتصرفات وسلوك البشرية، الامر الذي أثار المخاوف والشكوك لدى البعض، لافتا الى انها مخاوف وشكوك في غير محلها على الاطلاق. ويضيف الشقيرات وهو ايضا رئيس الجمعية الاردنية لاخصائيي علم النفس العيادي، أن العقلانية تقتضي ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذا المرض، وعدم الانغماس في اخبار "السوشيال ميديا" التي تحتوي على فائض بالمعلومات من كل حدب وصوب، وكل يفتي في هذا المرض وطبيعته ويجرب بالناس وصفات بدائية، كبديل عن لقاح لم يحسم الطب بعد كلمته بشأنه، رغم كل ما يشاع عن ان هذا البلد أو ذاك قد توصل للقاح وهو تحت التجربة".
ويدعو الدكتور الشقيرات لضرورة أخذ المعلومات المتعلقة بالمرض وتداعياته من المصادر الاعلامية الموثوقة عالميا ومحليا، وخاصة وسائل الاعلام الرسمية ومن ضمنها وكالة الانباء الاردنية (بترا)، التي نثق تماما بكل ما يبث من خلالها.
ويدعو أيضا لنبذ أية اخبار مشوشة وغير منطقية ومبالغ بها، والتي تسبب بفوضى صحية وتؤثر تاليا على الامن المجتمعي وعلى الروح المعنوية للناس، مذكرا بان " اعقل وتوكل"، هي الصيغة المناسبة لهذه المرحلة التي غيرت حياة البشرية جمعاء، فالحذر ضروري في سياق اتباع كل الارشادات الصادرة عن الجهات المعنية بهذا الخصوص. ويؤكد في الاطار ذاته أن التشكيك بوجود المرض سيؤثر سلبا على كل من يتبعه، ممن سيدفعون الثمن حكما لدى اصابتهم - لا قدر الله - جراء عدم التقيد بالتعقيم والنظافة والتباعد والكمامات، متسائلا باستغراب: هل يجب ان يصاب الجميع بفيروس كورونا حتى نستبعد نظرية التشكيك بوجوده؟ويحذر الدكتور الشقيرات مما اسماه، فوضى الاخبار المتأتية عبر" جروبات الواتس اب"، التي تعج يوميا بمئات الاخبار المزيفة والمبالغ بها، والتي يعمد البعض لبثها على سبيل التسلية اللامسؤولة، فيما يصدقها البعض، ذلك أن تفاوت مستويات التفكير لدى الناس بطبيعة الحال يحول تلك الاخبار الى حقائق محسومة، معرجا على الآثار النفسية الخطيرة لاجواء الاشاعات والتشكيك بوجود المرض والتي تسبب الحيرة والقلق وصولا الى الاكتئاب والوسواس القهري بين تصديق المرض وتكذيب وجوده وبين ضرورة اتخاذ الاجراءات الاحترازية والتخلي عنها. من جهته يقول استاذ علم الاجتماع والفكر التنموي في جامعة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري أن ازمة الثقة هي ممارسة معتادة في المجتمعات وليس في الصحة والمرض فقط وانما في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلم والتعليم، الى أن أتت الجائحة التي قابلها المجتمع بكثير من المصداقية والالتزام، والذي قابل التزام الدولة بالتزام مماثل، كما وافرغ المجتمع الاردني الكثير من مخزونة الثقافي وقيمه المساندة مثل التضامن والتراحم والتعاون والتكافل الاجتماعي، فصار الاردن النموذج الذي يحتذي في كيفية ادارة الازمة، مستدركا، لكن ذلك لم يعف البعض من استهتار جراء تشكيكه بوجود المرض.
ويضيف: غير انه ومع استمرار الجائحة بموجات حقيقية ومتوقعة، ومع الخسائر الاقتصادية التي منيت بها الكثير من القطاعات، ليس حصرا بالاردن فحسب، تبدأ المجتمعات بفقدان حماسها للالتزام، وتنساب الاخبار الكاذبة كالسيل في اطار البحث عن الانتشار ولو على حساب الحقيقة، فيقع المراقب العادي في حيرة من أمره، وينساق رغم عقلانيته لتصديق نظرية الشك بوجود المرض. ويذهب الدكتور ساري الى ان مرد ذهاب البعض التشكيك بوجود المرض، يعود لانفصال وبعد الناس عن بعضها بعضا بحكم الحظر والحجر ومنع السفر واقفال العالم على وقع الخوف من انتشار المرض، ما قاد البعض للملل وتاليا عدم تصديق وجود المرض، في ظل التراخي باتخاذ الاجراءات الاحترازية، مشيرا الى ان التشكيك ايضا يرد لاعتقاد البعض بأن الجائحة هي من صنع البشر في سياق الحرب البيولوجية واللعبة الدولية في البحث عن التفوق والقوة، والظفر بمليارات من العملات الصعبة لبيع اللقاح والكمامات ومواد التعقيم واجهزة الكشف عن المرض وغير ذلك.
ويستمر الدكتور ساري في البحث عن تفسير لتشكيك البعض بالمرض، منوها الى ان غموض بداية قصة كورونا، واختلاف الروايات باصلها، جعل الناس في حيرة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التحلي بالجدية في التعامل مع هذا المرض الموجود فعليا والذي طال ملايين الناس، وذلك على الرغم مما تشهده بعض دول العالم وخاصة في اوروبا من مظاهرات تندد باستعمال الكمامة التي قيدت الناس وغيرت مجرى حياتهم، في تعبير عن ملل من روتين جديد سببه فيروس كورونا.
يقول المتخصص في علم النفس التربوي في جامعة اليرموك الدكتور فيصل الربيع ان الانسان العربي بشكل عام يعتمد على ما يسمى بنظرية المؤامرة، خاصة ان هنالك وعبر التاريخ ما يثبت وجود نظرية المؤامرة في اللعبة السياسية كوعد بلفورعلى سبيل المثال لا الحصر.
ويتابع: "وفيما يتعلق بالشق النفسي، فان الانسان بشكل عام وعندما يواجه مشكلة معينة، يلجا الى وسيلة دفاع نفسية اولية، وفي هذه الحالة، انسب وسيلة دفاع هي الانكار، حيث نتجاهل الحقائق والافكار المتعلقة بالجائحة التي تسبب لنا القلق والتوتر، والهدف ان نتخلص من تلك المشاعر، لكي نعود الى مرحلة التوازن، او نقنع انفسنا بذلك".
ويشدد الدكتور الربيع في سياق متصل على ضرورة ان يؤمن المرء بالعلم، وان يثق باهل الاختصاص الطبي، الذين يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك، وجود مرض كورونا كحقيقة، منوها الى ان المشكك سيبدد بالضرورة فرص تقيده بالاجراءات الضرورية للحد من المرض، ليكون عرضة دون ان يدري للاصابة به.
وفي ذات المقاربة، لم تراع سيدة اربعينية تتجول في سوق عمّاني، أي تباعد إجتماعي أو اجراءات احترازية من "كورونا"، موجهة سؤالا لمن حولها:"حدا منكم شاف مريض كورونا "، في إشارة إلى تشكيك بغير محله حول حقيقة وجود المرض، وسط استغراب المحيطين بها من تصرف وصفه احدهم ب"غير المسؤول".
وعدا عما يبديه بائع الفواكه والسيدة من عدم تصديق لوجود المرض، ثمة من يشاطرونهما التوجه، ولا يكترثوا بجائحة أرقت العالم بأسره، متسببين بعدوى اجتماعية سلبية مفادها التشكيك المستمر بحقيقة كورونا، رغم ملايين الاصابات حول العالم، ورغم كل ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية بشأن ضرورة إتخاذ كل الاحتياطات الوقائية منعا لتفشي المرض.
هذه التصرفات الفردية للبعض لفتت نظر العديد من المتخصصين في علمي الاجتماع والنفس، الذين يشيرون لمفاهيم مغلوطة لدى البعض، حول طبيعة وحقيقة المرض، الأمر الذي قد يقود للتنصل من ضرورة التقيد بكل ما من شانة الوقاية من عدوى كورونا، مشددين على ان التشكيك بوجود المرض هو ضرب من الاستهتار بحقيقة جالت العالم وحصدت مئات الالاف من الارواح ، وعزلت دولا ، واثرت على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والحالتين المعنوية والنفسية للناس.
يقول عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة الاستاذ في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، ان العلاقة بين السياسي والمواطن تحتاج الى تعزيز اواصر الثقة، وهذا ما نجحت به الحكومة الاردنية في معرض ادارتها لازمة كورونا، الامر الذي بدد الشك حول وجود المرض، ولكن يبقى هنالك من يشكك بكل شيء، وهذا ينسحب على حقيقة هذا المرض، مشيرا الى ان قناعة هؤلاء تكمن ليس بالخوف من المرض بل بالاستمرار بالعيش بشكل اعتيادي دون اي حساب لوجوده. ويعرب الدكتور محادين عن خشيته من أن تتحول الشكوك بحقيقة وجود كورونا الى عدوى اجتماعية تضعف الثقة بالخطاب الطبي ، وبالتالي تبدد فرص التقيد بالاجراءات الاحترازية، مشيرا الى ان المسافة الواقعة بين الخوف من وجود المرض أو الشك به، هو انحياز الفرد للحياة الطبيعية، وعدم رغبته في تصديق واقع الحال الذي كبل الحركة وغيّر يوميات الفرد الى اسلوب غير مألوف.
من جهته يقول المتخصص في علم النفس العصبي العيادي الدكتور محمد الشقيرات، "يبدو ان من لا يثق بوجود المرض قد تأثر بفعل عوامل كثيرة منها تضارب الانباء المتعلقة بهذا المرض، والواردة عبر الفضاء الالكتروني المفتوح على مصراعيه بين "فيديوهات" ومقاطع مصورة واخبار مزيفة تشكك بوجود المرض، وتتحدث عن مؤامرة وتوظيف سياسي لتداعيات وظروف كورونا، وعن تخوف الناس من قصة لا تستند لاي دليل علمي حتى اللحظة، وهي زرع شريحة بجسم الانسان كناية عن لقاح ضد كورونا، لتتحكم بتصرفات وسلوك البشرية، الامر الذي أثار المخاوف والشكوك لدى البعض، لافتا الى انها مخاوف وشكوك في غير محلها على الاطلاق. ويضيف الشقيرات وهو ايضا رئيس الجمعية الاردنية لاخصائيي علم النفس العيادي، أن العقلانية تقتضي ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذا المرض، وعدم الانغماس في اخبار "السوشيال ميديا" التي تحتوي على فائض بالمعلومات من كل حدب وصوب، وكل يفتي في هذا المرض وطبيعته ويجرب بالناس وصفات بدائية، كبديل عن لقاح لم يحسم الطب بعد كلمته بشأنه، رغم كل ما يشاع عن ان هذا البلد أو ذاك قد توصل للقاح وهو تحت التجربة".
ويدعو الدكتور الشقيرات لضرورة أخذ المعلومات المتعلقة بالمرض وتداعياته من المصادر الاعلامية الموثوقة عالميا ومحليا، وخاصة وسائل الاعلام الرسمية ومن ضمنها وكالة الانباء الاردنية (بترا)، التي نثق تماما بكل ما يبث من خلالها.
ويدعو أيضا لنبذ أية اخبار مشوشة وغير منطقية ومبالغ بها، والتي تسبب بفوضى صحية وتؤثر تاليا على الامن المجتمعي وعلى الروح المعنوية للناس، مذكرا بان " اعقل وتوكل"، هي الصيغة المناسبة لهذه المرحلة التي غيرت حياة البشرية جمعاء، فالحذر ضروري في سياق اتباع كل الارشادات الصادرة عن الجهات المعنية بهذا الخصوص. ويؤكد في الاطار ذاته أن التشكيك بوجود المرض سيؤثر سلبا على كل من يتبعه، ممن سيدفعون الثمن حكما لدى اصابتهم - لا قدر الله - جراء عدم التقيد بالتعقيم والنظافة والتباعد والكمامات، متسائلا باستغراب: هل يجب ان يصاب الجميع بفيروس كورونا حتى نستبعد نظرية التشكيك بوجوده؟ويحذر الدكتور الشقيرات مما اسماه، فوضى الاخبار المتأتية عبر" جروبات الواتس اب"، التي تعج يوميا بمئات الاخبار المزيفة والمبالغ بها، والتي يعمد البعض لبثها على سبيل التسلية اللامسؤولة، فيما يصدقها البعض، ذلك أن تفاوت مستويات التفكير لدى الناس بطبيعة الحال يحول تلك الاخبار الى حقائق محسومة، معرجا على الآثار النفسية الخطيرة لاجواء الاشاعات والتشكيك بوجود المرض والتي تسبب الحيرة والقلق وصولا الى الاكتئاب والوسواس القهري بين تصديق المرض وتكذيب وجوده وبين ضرورة اتخاذ الاجراءات الاحترازية والتخلي عنها. من جهته يقول استاذ علم الاجتماع والفكر التنموي في جامعة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري أن ازمة الثقة هي ممارسة معتادة في المجتمعات وليس في الصحة والمرض فقط وانما في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلم والتعليم، الى أن أتت الجائحة التي قابلها المجتمع بكثير من المصداقية والالتزام، والذي قابل التزام الدولة بالتزام مماثل، كما وافرغ المجتمع الاردني الكثير من مخزونة الثقافي وقيمه المساندة مثل التضامن والتراحم والتعاون والتكافل الاجتماعي، فصار الاردن النموذج الذي يحتذي في كيفية ادارة الازمة، مستدركا، لكن ذلك لم يعف البعض من استهتار جراء تشكيكه بوجود المرض.
ويضيف: غير انه ومع استمرار الجائحة بموجات حقيقية ومتوقعة، ومع الخسائر الاقتصادية التي منيت بها الكثير من القطاعات، ليس حصرا بالاردن فحسب، تبدأ المجتمعات بفقدان حماسها للالتزام، وتنساب الاخبار الكاذبة كالسيل في اطار البحث عن الانتشار ولو على حساب الحقيقة، فيقع المراقب العادي في حيرة من أمره، وينساق رغم عقلانيته لتصديق نظرية الشك بوجود المرض. ويذهب الدكتور ساري الى ان مرد ذهاب البعض التشكيك بوجود المرض، يعود لانفصال وبعد الناس عن بعضها بعضا بحكم الحظر والحجر ومنع السفر واقفال العالم على وقع الخوف من انتشار المرض، ما قاد البعض للملل وتاليا عدم تصديق وجود المرض، في ظل التراخي باتخاذ الاجراءات الاحترازية، مشيرا الى ان التشكيك ايضا يرد لاعتقاد البعض بأن الجائحة هي من صنع البشر في سياق الحرب البيولوجية واللعبة الدولية في البحث عن التفوق والقوة، والظفر بمليارات من العملات الصعبة لبيع اللقاح والكمامات ومواد التعقيم واجهزة الكشف عن المرض وغير ذلك.
ويستمر الدكتور ساري في البحث عن تفسير لتشكيك البعض بالمرض، منوها الى ان غموض بداية قصة كورونا، واختلاف الروايات باصلها، جعل الناس في حيرة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التحلي بالجدية في التعامل مع هذا المرض الموجود فعليا والذي طال ملايين الناس، وذلك على الرغم مما تشهده بعض دول العالم وخاصة في اوروبا من مظاهرات تندد باستعمال الكمامة التي قيدت الناس وغيرت مجرى حياتهم، في تعبير عن ملل من روتين جديد سببه فيروس كورونا.
يقول المتخصص في علم النفس التربوي في جامعة اليرموك الدكتور فيصل الربيع ان الانسان العربي بشكل عام يعتمد على ما يسمى بنظرية المؤامرة، خاصة ان هنالك وعبر التاريخ ما يثبت وجود نظرية المؤامرة في اللعبة السياسية كوعد بلفورعلى سبيل المثال لا الحصر.
ويتابع: "وفيما يتعلق بالشق النفسي، فان الانسان بشكل عام وعندما يواجه مشكلة معينة، يلجا الى وسيلة دفاع نفسية اولية، وفي هذه الحالة، انسب وسيلة دفاع هي الانكار، حيث نتجاهل الحقائق والافكار المتعلقة بالجائحة التي تسبب لنا القلق والتوتر، والهدف ان نتخلص من تلك المشاعر، لكي نعود الى مرحلة التوازن، او نقنع انفسنا بذلك".
ويشدد الدكتور الربيع في سياق متصل على ضرورة ان يؤمن المرء بالعلم، وان يثق باهل الاختصاص الطبي، الذين يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك، وجود مرض كورونا كحقيقة، منوها الى ان المشكك سيبدد بالضرورة فرص تقيده بالاجراءات الضرورية للحد من المرض، ليكون عرضة دون ان يدري للاصابة به.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات