إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لماذا لا يفكرون؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- تهمين على الاردن حالة من الركود السياسي والفكري . حالة متفشية في الشارع والراي العام . وكما يبدو ثمة رفض لاي تغير وتجديد والاكتفاء بافكار من صناديق القديمة، وان كانت لا تتلاءم مع الحاجات الاستهلاكية للاردنيين، وما يولد من ازمات . افكار واراء عامة تمنع التفكير . في الرياضة مثلا، مدرب نادي رياضي قلب الطاولة قبل مباراة نهائية بنصف ساعة، والغى الخطة التقليدية في ملاعب كرة القدم 4-4-2، وراى انها لا تصلح لكرة القدم الاردنية واللاعب الاردني . وكسر قاعدة وقواعد ثابتة، وكان سائدا بان لا يجوز التخطيط لمباراة كرة قدم الا من خلالها .

المدرب جدد على قاعدة تطوير القدرة الفردية للاعب، وان اللاعب الواحد مركز المباراة ومحورها . كانت اشبه بمغامرة ادت الى فوز فريقه بمباراتين هامتين . ولكن رفض الادارة للتجديد والتطوير اقصى المدرب عن الفريق، وابعده عن الكرة، واعاد اللاعبين الى الخطة القديمة، ورجعت الخسائر لتلاحقهم وتطردهم من الدوري من اول مباراة . التجديد مرفوض وملعون .

امثال شعبية تزكم عقولنا من شدة تحريضها وبثها لروح التخاذل والمدارة في اطار العلاقات الفردية والاجتماعية العامة . «حط راسك بين الرؤوس وبقول يا قطاع الرؤوس «، « ومن تعرفه خير ممن لا تعرفه «، امثال تحكم المزاج العام، وتعطل اي مبادرة او خطوة تقدمية، وتتحكم في صناعة التاريخ .

كورونا هتكت بالنظام الصحي الاردني، وعداد الاصابات اليومي فتح بشهية الوباء. ورقاع جغرافيا منسية بالاردن وصلها كورونا. علاج كورونا ما زال مفقودا وغير مكتشف . ولكن ادارة الفايروس والتعامل الحكيم والذكي معه، وهي واحدة من ادوات الصراع ومواجهة ازمة كورونا.

خطة المدرب الذكية ادت الى فوز فريقه . فلماذا لا نبحث في الاردن عن خطة ذكية للتعامل مع كورونا ؟ من بدايات كورونا ووصولها الى الاردن طرحت واقترحت فكرة مناعة القطيع وسياسة التعايش مع الفايروس، حوربت وهوجمت، واتهمت باني مستهتر وعابث ولامبال بحياة وبارواح . والفرقاء في الراي حول مناعة القطيع لم يحملوا وجهة نظرها بالحوار والنقاش انما التشويش والتجييش ولعنات الرعب المعطلة لاي تفكير عقلاني وموضوعي في الفكرة المقترحة من كل الزوايا .

كم نحتاج الى مغامرة في التفكير في كل الاشياء والامور العامة، وحتى الانتخابات النيابية ؟ الخروج عن النص لا يعني اغتياله ومحوه، انما احترام واجلال لقدسية التغيير والتقدم والعقلانية في حركة المجتمعات والتاريخ .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :