عمان جو - منذ ايام قلبت صيدليات عمان ومازلت بحثا عن مطعوم «الانفلونزا الموسمي». ولم اترك صيدلية مررت من امامها الا وادخل للاستسفار عن وجود مطعوم الانفلونزا الموسمي. والجواب على السنة الصيادلة كالببغاء: لا يوجد ومقطوع من السوق، وطلبنا مئة حبة من المطعوم وتم تزويدنا بخمس حبات واقل، ولازلنا ننتظر الفرج من وزارة الصحة.

وقد دخلنا فصل الخريف، والموعد الطبي المقرر لاخد مطعوم انفلونزا الشتاء البرد « قد حان من حوالي اسبوعين. وكما يبدو فان الشتاء لهذا العام سيمر دون اخد المطعوم. وعلى الاقل فان هذا المطعوم اقل ما يمكن توفيره للمواطنين في مواجهة وقائية واستباقية وخط دفاع وقائي ضد امراض الشتاء وابرزها الانفلونزا الموسمية وكورونا الفايروس المستجد، والذي مازال بلا لقاح لمقاومته والوقاية منه.

طبيب اخصائي اسر لي بمعلومات مفادها : ان معظم دول العالم قامت بحجز طلبياتها منذ شهر وحصلوا عليها وقاموا باعطائها لمواطنيهم.لافتا المشكلة في الاردن ان الطلبية فقط مئة الف جرعة. ويسال عن الجاهزية والاستعداد منذ بداية العام ووصول كورونا للاردن، ويطالب بمحاسبة كبار مسؤولي القطاع الطبي.

وعلى الرغم ان اطباء وصيادلة نبهوا قبل شهور لضرورة اخذ الحيطة والحذر لشراء الكميات المناسبة والضرورية للسوق المحلي من مطعوم انفلونزا الشتاء. ولا يعرف لماذا لم يجر التحوط والاستعداد؟ والخوف يمتد ويتسع في نظر كثيرين الى ان يطال انواعا اخرى من الادوية، ونصل هنا الى لحظة انقطاع وشح الادوية من الاسواق.

في موسم الامراض والاوبئة تشتد الحروب على الادوية، وتولد التجارة غير الشرعية والسوق السوداء، ويبرز ويظهر تجار الامراض والاوبئة. وهذا ما يخيف من انقطاع مطعوم انفلونزا الشتاء وادوية اخرى. وتذكرون في بداية وصول كورونا للاردن، عصابات ومحتكرو الكمامات وفتامين سي والمعقمات والكلفزات.

فهل ما يجري يمكن اقرانه في الحرب على الادوية والاحتكارات الكبرى التي تتحكم في اقتصاد الادوية في الاردن ؟ وهل الاردن مقبل على ازمة شح ونقص ادوية ؟ سؤال نفرده امام اهل القرار بحثا عن اجابة تحد الجدل وتسبق المخاوف والقلق العام حول توفر الادوية واكتفاء السوق المحلي.

من حوالي 5 اعوام كل فصل شتاء اخذ «ابرة البرد « وانصح الاصدقاء والزملاء وعابري الطريق بان يأخذوها دون تردد،وحقيقة اجد لها مفعولا وقائيا قويا ومنيعا في مقاومة الانفلونزا الموسمية.

الموضوع في ظل الظرف الوبائي الراهن لا يقبل الاعتباط والتاجيل والمماطلة. ولا بد من قرار صحي حكومي حازم وفاصل بتوفير المطعوم وحماية السوق من الاحتكار وتغول مافيات تجار الادوية. والوقوف على اسباب بطلان الجاهزية والاستعداد لشراء المطلوب من المعطوم كما يجري كل عام.

السؤال عن مطعوم الشتاء ينسحب على ادوية اخرى، والعالم يقف الان بانتظار الاعلان عن اكتشاف لقاح لكورونا. ولو ان الحكومة قبل ان تتحدث عن الجاهزية الطبية والحظر الشامل وخطط الطوارئ والاغلاقات وغيرها ان تقوم بتوفير لقاح انفلونزا الموسمية، وكثر الله خيركم!