كلنا شركاء في جريمة الزرقاء
عمان جو - بقلم:غسان عبدالكريم الزيود
هزت الأردن قبل أيام قلائل جريمة الزرقاء المرعبة بكامل تفاصيلها وهي ليست الجريمة الأولى بهذه البشاعة التي تحدث في الأردن ... ولكنها ايقظت الضمير المجتمعي النائم ... ولكن من المسؤول عن هذه الجريمة ومن هم الشركاء للوصول لهذه الجرائم ...أظن أننا جميعاً شركاء في المسؤولية
نعم *نحن شركاء* في الجريمة عندما عززنا لدى أبنائنا ثقافة التمرد على القانون والاحتماء بعباءة العشيرة والقبيلة والعزوة.
*نحن شركاء* عندما قاومنا جهود جميع المصلحين ومحبي الخير والدعاة. وامتنعنا عن إرسال أبناءنا وبناتنا لمراكز تحفيظ القرآن الكريم فغابت عنهم القدوات الإيجابية والقيم الإسلامية والأخلاق المحمدية...واستبدلناها بقيم الفضائيات وأفلام الأكشن والبطولات الوهمية.
*نحن شركاء* عندما قدمنا التعليم التقليدي الرديء لأبنائنا وبناتنا... ولم نحسن استثمار أدوات العصر من جانب ولم نهتم بصناعة القدوات من المعلمين والمعلمات للجيل الجديد.
*نحن شركاء* عندما تركنا أطفالنا لساعات طوال أمام الفضائيات والإعلام المفتوح والأنترنت المجاني دون رقيب أو حسيب. ليتشبعوا بقيم التك توك واليوتيوبر عديمي الذوق والفكر والمنهاج.
*نحن شركاء* عندما أوصلنا للبرلمان القريب الضعيف الفاسد غير الكفؤ وابعدنا الصديق والجار الكفؤ تحت مبدأ "لا يروح عليكم مقعد العشيرة". فأوصلنا الجاهل بالقوانين والتشريعات. ولا يعرف مجتمعه إلا قبل الانتخابات بسويعات يجمع أصواتهم بفساد ماله ورجاله وزعرانه.
*نحن شركاء* عندما قدمنا أصحاب الرؤى الضيقة والاجندات الشخصية في مؤسسات المجتمع المدني والبلديات والأندية الرياضية واللامركزية وغيرها ممن لا يملكون خبرة في التخطيط الحضري لمدننا. ولا برامج تنمية حقيقية لمجتمعنا، ولا يسهمون بمشاريع جادة لتغيير واقعنا نحو الأفضل.
*نحن شركاء* عندما ضغطنا باسم العشيرة والقبيلة والطائفية والمناطقية والمحاصصة وقدمنا أنصاف العلماء وأشباه الرجال ليتقدموا ويقودوا المجتمع... فانكشف ظهرنا عند أول منعطف.
*نحن شركاء* عندما تسترنا على المجرمين وأخرجناهم من السجون بعد جاهات وعطوات وقدمناهم من جديد ليبثوا اجرامهم وفسادهم وارهابهم للمجتمع.
*نحن شركاء* عندما ساهمنا بإخراج تجار المخدرات والمتعاطين والمروجين لهذه السموم. بعد أن ضغطنا على الحاكم الإداري والقاضي والمحامي والنائب بحجة اعطوه فرصة. فأعطيناه فرصة جديدة لتدمير المجتمع بآفاته... وقتل شبابه.
*نحن شركاء* عندما اعتمدنا المقاربات الأمنية في الحكم على جميع البرامج المجتمعية والإعلامية والقيمية وليس المقاربة العلمية والمنهجية التي تخدم مجتمعنا وتؤسس لجيل واعي ومنضبط.
*نحن شركاء* عندما حصرنا الدين في المسجد والكتاب وليس الدين لحركة المجتمع ولرقي اخلاقه وقيمه ... ولم تقدم كليات الشريعة للأسف المبادرات الأخلاقية المجتمعية وانحصر دورها بالخلافات الفقهية والعقدية إضافة لغياب منهج التزكية والتربية والسلوك عند طلبة الشريعة
*نحن شركاء* عندما أبعدنا اهتمامنا بالدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية التطبيقية لمعرفة حركة المجتمع وتطوره وتغير قيمه في ظل العولمة والرقمنة، ودون برامج تربوية ونفسية تسهم بإصلاح الأفراد وفق رؤى تربوية منضبطة.
*نحن شركاء* عندما عجزنا عن تقديم مشاريع تنموية حقيقية للمناطق المهمشة وتركناها مرتعاً للزعران... واكتفينا بالحلول الأمنية الآنية.
*نحن شركاء* عندما ساهمنا بقتل كل فكرة خيرة تستنهض المجتمع وتعالج مشاكله وتسهم في بث الأخوة والمحبة به نتيجة قصر النظر مرة والأنانية المفرطة مرات ومرات.
*نحن شركاء* عندما حاربنا المبادرات الخيرية والإيجابية لمعالجة الثغرات الاجتماعية بحجج واهية ولم نوفر لها فرص الاشتباك الإيجابي مع قيم المجتمع.
*نحن شركاء* عندما تقلص دور الجامعة إلى دور ثانوي تقليدي لا يتعدى أسوار الجامعة وغابت المراكز البحثية والبرامج العلمية المنهجية والدراسات الأكاديمية المتخصصة ... وغابت البرامج اللاكاديمية التي تبني الشخصية المتوازنة للطالب والأستاذ ... ولم تعد الجامعات مصدراً من مصادر بناء المنظومة القيمية الأخلاقية .... فغاية الأستاذ الترقية وغاية الطالب الشهادة مع الأسف الشديد.
*نحن شركاء* عندما اكتفينا بالتنظير ولم نسهم في تقديم حلول إبداعية لمجتمعنا ولم نعد نستشعر ترابط مجتمعنا وأننا جزء من كل والكل غايته الحفاظ على الإنسان والمجتمع والوطن ككل واحد.
*فلنكن شركاء* جميعاً في اصلاح المجتمع ولن يتم اصلاح المجتمع إلا ببناء الإنسان الواعي المنتمي لمجتمعه ووطنه المستشعر لقيمته ولديه رصيد قيمي تراكمي تميزه في الإنتاج وطرق العيش في ظل إجراءات قانونية تحمي المجتمع ومكوناته وتمكنه من احترام الآخر وعدم التسبب بإيذائه... *فالاستثمار في الإنسان يحصن الأوطان*.
عمان جو - بقلم:غسان عبدالكريم الزيود
هزت الأردن قبل أيام قلائل جريمة الزرقاء المرعبة بكامل تفاصيلها وهي ليست الجريمة الأولى بهذه البشاعة التي تحدث في الأردن ... ولكنها ايقظت الضمير المجتمعي النائم ... ولكن من المسؤول عن هذه الجريمة ومن هم الشركاء للوصول لهذه الجرائم ...أظن أننا جميعاً شركاء في المسؤولية
نعم *نحن شركاء* في الجريمة عندما عززنا لدى أبنائنا ثقافة التمرد على القانون والاحتماء بعباءة العشيرة والقبيلة والعزوة.
*نحن شركاء* عندما قاومنا جهود جميع المصلحين ومحبي الخير والدعاة. وامتنعنا عن إرسال أبناءنا وبناتنا لمراكز تحفيظ القرآن الكريم فغابت عنهم القدوات الإيجابية والقيم الإسلامية والأخلاق المحمدية...واستبدلناها بقيم الفضائيات وأفلام الأكشن والبطولات الوهمية.
*نحن شركاء* عندما قدمنا التعليم التقليدي الرديء لأبنائنا وبناتنا... ولم نحسن استثمار أدوات العصر من جانب ولم نهتم بصناعة القدوات من المعلمين والمعلمات للجيل الجديد.
*نحن شركاء* عندما تركنا أطفالنا لساعات طوال أمام الفضائيات والإعلام المفتوح والأنترنت المجاني دون رقيب أو حسيب. ليتشبعوا بقيم التك توك واليوتيوبر عديمي الذوق والفكر والمنهاج.
*نحن شركاء* عندما أوصلنا للبرلمان القريب الضعيف الفاسد غير الكفؤ وابعدنا الصديق والجار الكفؤ تحت مبدأ "لا يروح عليكم مقعد العشيرة". فأوصلنا الجاهل بالقوانين والتشريعات. ولا يعرف مجتمعه إلا قبل الانتخابات بسويعات يجمع أصواتهم بفساد ماله ورجاله وزعرانه.
*نحن شركاء* عندما قدمنا أصحاب الرؤى الضيقة والاجندات الشخصية في مؤسسات المجتمع المدني والبلديات والأندية الرياضية واللامركزية وغيرها ممن لا يملكون خبرة في التخطيط الحضري لمدننا. ولا برامج تنمية حقيقية لمجتمعنا، ولا يسهمون بمشاريع جادة لتغيير واقعنا نحو الأفضل.
*نحن شركاء* عندما ضغطنا باسم العشيرة والقبيلة والطائفية والمناطقية والمحاصصة وقدمنا أنصاف العلماء وأشباه الرجال ليتقدموا ويقودوا المجتمع... فانكشف ظهرنا عند أول منعطف.
*نحن شركاء* عندما تسترنا على المجرمين وأخرجناهم من السجون بعد جاهات وعطوات وقدمناهم من جديد ليبثوا اجرامهم وفسادهم وارهابهم للمجتمع.
*نحن شركاء* عندما ساهمنا بإخراج تجار المخدرات والمتعاطين والمروجين لهذه السموم. بعد أن ضغطنا على الحاكم الإداري والقاضي والمحامي والنائب بحجة اعطوه فرصة. فأعطيناه فرصة جديدة لتدمير المجتمع بآفاته... وقتل شبابه.
*نحن شركاء* عندما اعتمدنا المقاربات الأمنية في الحكم على جميع البرامج المجتمعية والإعلامية والقيمية وليس المقاربة العلمية والمنهجية التي تخدم مجتمعنا وتؤسس لجيل واعي ومنضبط.
*نحن شركاء* عندما حصرنا الدين في المسجد والكتاب وليس الدين لحركة المجتمع ولرقي اخلاقه وقيمه ... ولم تقدم كليات الشريعة للأسف المبادرات الأخلاقية المجتمعية وانحصر دورها بالخلافات الفقهية والعقدية إضافة لغياب منهج التزكية والتربية والسلوك عند طلبة الشريعة
*نحن شركاء* عندما أبعدنا اهتمامنا بالدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية التطبيقية لمعرفة حركة المجتمع وتطوره وتغير قيمه في ظل العولمة والرقمنة، ودون برامج تربوية ونفسية تسهم بإصلاح الأفراد وفق رؤى تربوية منضبطة.
*نحن شركاء* عندما عجزنا عن تقديم مشاريع تنموية حقيقية للمناطق المهمشة وتركناها مرتعاً للزعران... واكتفينا بالحلول الأمنية الآنية.
*نحن شركاء* عندما ساهمنا بقتل كل فكرة خيرة تستنهض المجتمع وتعالج مشاكله وتسهم في بث الأخوة والمحبة به نتيجة قصر النظر مرة والأنانية المفرطة مرات ومرات.
*نحن شركاء* عندما حاربنا المبادرات الخيرية والإيجابية لمعالجة الثغرات الاجتماعية بحجج واهية ولم نوفر لها فرص الاشتباك الإيجابي مع قيم المجتمع.
*نحن شركاء* عندما تقلص دور الجامعة إلى دور ثانوي تقليدي لا يتعدى أسوار الجامعة وغابت المراكز البحثية والبرامج العلمية المنهجية والدراسات الأكاديمية المتخصصة ... وغابت البرامج اللاكاديمية التي تبني الشخصية المتوازنة للطالب والأستاذ ... ولم تعد الجامعات مصدراً من مصادر بناء المنظومة القيمية الأخلاقية .... فغاية الأستاذ الترقية وغاية الطالب الشهادة مع الأسف الشديد.
*نحن شركاء* عندما اكتفينا بالتنظير ولم نسهم في تقديم حلول إبداعية لمجتمعنا ولم نعد نستشعر ترابط مجتمعنا وأننا جزء من كل والكل غايته الحفاظ على الإنسان والمجتمع والوطن ككل واحد.
*فلنكن شركاء* جميعاً في اصلاح المجتمع ولن يتم اصلاح المجتمع إلا ببناء الإنسان الواعي المنتمي لمجتمعه ووطنه المستشعر لقيمته ولديه رصيد قيمي تراكمي تميزه في الإنتاج وطرق العيش في ظل إجراءات قانونية تحمي المجتمع ومكوناته وتمكنه من احترام الآخر وعدم التسبب بإيذائه... *فالاستثمار في الإنسان يحصن الأوطان*.