عمان جو -ناقشت محاضرة مساء أمس الثلاثاء في رابطة الكتاب الاردنيين القضايا الفكرية عند المفكر العربي محمود أمين العالم.
وقال الدكتور أحمد ماضي، في محاضرة القاها بعنوان: "محمود أمين العالم مفكرا"، وأدارها امين سر الرابطة الناقد محمد المشايخ إن بروز محمود أمين العالم في النقد قد غطى على اختصاصه بالفلسفة، وأنه يعد الرائد الأول لميلاد المدرسة النقدية الجديدة في الوطن العربي ولا يزال كذلك إلى يومنا هذا، أما رسالته "فلسفة المصادفة" فتعتبر فاتحة لحقل جديد وهام في الثقافة العربية عامة والمصرية خاصة، ألا وهو فلسفة العلم.
وتوقف الدكتور ماضي عند كتاب المفكر العالم "فلسفة المصادفة"، وهو رسالة أعدها لنيل درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة القاهرة في شهر حزيران من عام 1953 وصدرت بعد 17 عاماً (كان أول صدور لها عام 1970، وذلك عن دار المعارف بمصر).
وبين أنّ بعض الدارسين من مثل الدكتور السيد نفادي يرى أن محمود أمين العالم "رائداً في فلسفة العلم... وأنه اول من تناول هذا الفرع من الفلسفة بالبحث والدراسة" ،
بالتالي لا غرابة أنْ يذهب النفادي إلى اعتبار أنّ محمود أمين العالم هو "بحق الرائد الأول لـً "فلسفة العلم في مصر والعالم العربيّ".
ورأى أنّ رسالة 'فلسفة المصادفة' "ذات أهمية تأسيسية في تكوين محمود أمين العالم الفكريّ"، مشيرا إلى "تحول ملحوظ طرأ على نمط" تفكير هذا المفكر المرموق،
وذلك "في اثناء إعداده 'فلسفة المصادفة'" والذي بدأ بحثه "وهو غارق... في الفكر المثاليّ" بحسب الدكتور ماضي.
وقال إنّ محمود أمين العالًم كان يهدف من بحثه هذا إلى "تقويض الموضوعية العلمية"، لكنه، بعدما قرأ كتاب لينين الموسوم "المادية والمذهب النقدي التجريبي"،
ثم كتاب إنجلز "حول الطبيعة"، حدث تغير جوهريّ في فكره الذي انقلب "رأساً على عقب"، لافتا إلى انه تخلص من فكره المثاليّ الذي كان يستغرقه تماماً.
ورأى المحاضر أن هذا التحول يعد نوعياً أو جذرياً في نمط تفكير محمود أمين العالم الذي انتقل من "المثالية إلى المادية، بل المادية الجدلية".
وأوضح أنّ العالًم كان ينتسب بشكل كامل إلى "تيارات فكرية غير علمية"، مبينا أنّ ذلك "كان عقبة منهجية تردّه عن الاستبصار السليم بالبحث الذي استهدفه".
وختم المحاضر بأنه "صحيح أنّ العالًم عني بالفلسفة، لكن لم يعطها الأولوية في حياته"، واصفا إياه بأنه "أول ناقد جديّ ولاذع للوصفية المنطقية".
--(بترا)