يحيى السعود
عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي
اجبد
.... مات يحيى السعود , غادر الحياة شابا ومقبلا عليها وكان لديه الكثير من الأحلام والمشاريع التي لم تكتمل ...وأنا لست ملزما في الكتابة عنه من زاوية المراثي ..بل سأكتب عنه كما عرفته .
الإعلام أحيانا يصف البعص بالقول : (فلان أردني من أصل فلسطيني ) ..يحيى السعود هو الوحيد الذي كسر هذه القاعدة وكان ( فلسطينيا من أصل أردني) ...لقد أنتج من لجنة فلسطين في البرلمان الأردني حالة محلية وعربية , والأهم أن هذه اللجنة لم يتعامل معها في إطار لجنة تؤدي عملا ..بل تعاطى معها بما يحس وبما يخفق قلبه اتجاه فلسطين وأهلها ونضالها وزيتونها وكل حجر وشبر منها ...أحب فلسطين كثيرا , وكان مناضلا لأجلها بقلبه ودينه وتكوينه الإجتماعي ...وهذا الأمر في لحظة يكون أصدق من الأيدلوجيا والأحزاب والمظلات الفكرية .
كان يفتخر بأنه من الفقراء , وأن (البسطات) لم تكن عيبا ...والفقراء هم من حملوه للبرلمان , هم من كانوا يأتون لمكتبه كل يوم , ويهاتفونه في كل لحظة وكل ساعة ...ولأنهم السلاح الحقيقي والصوت الصادق قاتل معهم ..لم يغير في القواعد , ولم يبدل في التحالفات ...لهذا حين تتحدث عن الإنتخابات النيابية وفرص فوزه , كنا نتحدث دائما في إطار أن مقعده ..موجود ونجاحه سهل , لأنه تعاطى مع قلوب الناس بصدق وخدمهم بصدق أكبر .
يحيى السعود ..إذا دخل من باب البرلمان ابتسم الجميع , وإن تحدث وراء المايكريفون حتى لو كان غاضبا ..الجميع سيبتسم أيضا , ويحيى ..كان الكل يتسابق لتسجيل مداخلاته ....حتى في قمة يأسنا وإحباطنا استتطاع أن ينتج الفرح ...وينتزع الضحكة من وجوهنا , ويحيى كان صوته أعلى من صوت الأحزاب والتكتلات والوزراء والإذاعات ...كانت مداخلة واحدة في البرلمان منه كفيلة , بأن تتداول على مستوى العالم العربي , لأنه تاجر بالبساطة ولم يتاجر بالتنظير ..ولأنه تحدث بما تمليه عليه الفطرة , ولم يتحدث بما يمليه الموقف ...هو الذي جعل (نواب الألو) مصطلحا يختصر حالة ومشهدا سياسيا في البلد .
لم يمت يحيى السعود فقط, بل ماتت معه بسمة كان ينتزعها من وجوهنا في زمن اليأس ...وماتت معه الحالة الفريدة , التي كنا نختلف ونتفق عليها ..ولكننا نؤمن بضرورة وجودها ...
ماتت معه الجلسات التي تعشقها , والرضى الذي يبثه في أي مكان يجلس فيه ...والبساطة التي امتلكها و كانت درسا لكل المتعالين ....
أنا شخصيا أفتقده كثيرا , وذرفت من الدمع الكثير حين سمعت بالخبر المفجع ...ولكنه في ترك لنفسه مكانا مهما في ذاكرة الشعب , هو الرجل الوحيد البارحة الذي نعته الناس كلها بلا استثناء ...وأبكى الحروف قبل العيون ..رحمك الله يا أخي وصديقي وابن دمي .
Abdelhadi18@yahoo.com
اجبد
.... مات يحيى السعود , غادر الحياة شابا ومقبلا عليها وكان لديه الكثير من الأحلام والمشاريع التي لم تكتمل ...وأنا لست ملزما في الكتابة عنه من زاوية المراثي ..بل سأكتب عنه كما عرفته .
الإعلام أحيانا يصف البعص بالقول : (فلان أردني من أصل فلسطيني ) ..يحيى السعود هو الوحيد الذي كسر هذه القاعدة وكان ( فلسطينيا من أصل أردني) ...لقد أنتج من لجنة فلسطين في البرلمان الأردني حالة محلية وعربية , والأهم أن هذه اللجنة لم يتعامل معها في إطار لجنة تؤدي عملا ..بل تعاطى معها بما يحس وبما يخفق قلبه اتجاه فلسطين وأهلها ونضالها وزيتونها وكل حجر وشبر منها ...أحب فلسطين كثيرا , وكان مناضلا لأجلها بقلبه ودينه وتكوينه الإجتماعي ...وهذا الأمر في لحظة يكون أصدق من الأيدلوجيا والأحزاب والمظلات الفكرية .
كان يفتخر بأنه من الفقراء , وأن (البسطات) لم تكن عيبا ...والفقراء هم من حملوه للبرلمان , هم من كانوا يأتون لمكتبه كل يوم , ويهاتفونه في كل لحظة وكل ساعة ...ولأنهم السلاح الحقيقي والصوت الصادق قاتل معهم ..لم يغير في القواعد , ولم يبدل في التحالفات ...لهذا حين تتحدث عن الإنتخابات النيابية وفرص فوزه , كنا نتحدث دائما في إطار أن مقعده ..موجود ونجاحه سهل , لأنه تعاطى مع قلوب الناس بصدق وخدمهم بصدق أكبر .
يحيى السعود ..إذا دخل من باب البرلمان ابتسم الجميع , وإن تحدث وراء المايكريفون حتى لو كان غاضبا ..الجميع سيبتسم أيضا , ويحيى ..كان الكل يتسابق لتسجيل مداخلاته ....حتى في قمة يأسنا وإحباطنا استتطاع أن ينتج الفرح ...وينتزع الضحكة من وجوهنا , ويحيى كان صوته أعلى من صوت الأحزاب والتكتلات والوزراء والإذاعات ...كانت مداخلة واحدة في البرلمان منه كفيلة , بأن تتداول على مستوى العالم العربي , لأنه تاجر بالبساطة ولم يتاجر بالتنظير ..ولأنه تحدث بما تمليه عليه الفطرة , ولم يتحدث بما يمليه الموقف ...هو الذي جعل (نواب الألو) مصطلحا يختصر حالة ومشهدا سياسيا في البلد .
لم يمت يحيى السعود فقط, بل ماتت معه بسمة كان ينتزعها من وجوهنا في زمن اليأس ...وماتت معه الحالة الفريدة , التي كنا نختلف ونتفق عليها ..ولكننا نؤمن بضرورة وجودها ...
ماتت معه الجلسات التي تعشقها , والرضى الذي يبثه في أي مكان يجلس فيه ...والبساطة التي امتلكها و كانت درسا لكل المتعالين ....
أنا شخصيا أفتقده كثيرا , وذرفت من الدمع الكثير حين سمعت بالخبر المفجع ...ولكنه في ترك لنفسه مكانا مهما في ذاكرة الشعب , هو الرجل الوحيد البارحة الذي نعته الناس كلها بلا استثناء ...وأبكى الحروف قبل العيون ..رحمك الله يا أخي وصديقي وابن دمي .
Abdelhadi18@yahoo.com
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات