تقوية وتنشيط الجهاز المناعي لمقاومة فيروس كورونا Covid 19
عمان جو - بقلم الدكتور نبيل أبو الرب
إن الغذاء الجيد والمتوازن له اهمية بالغة في تنظيم و تنشيط الجهاز المناعي للجسم. و يحتاج هذا الجهاز المناعي الى البروتينات الجيدة وبعض الفيتامينات والمعادن و الاحماض الدهنية الاساسية ليعمل بكفاءة عالية و التغذية السيئة تؤثر سلبيا و بشكل كبير على نشاط وفعالية الجهاز المناعي.
إن الجهاز المناعي متواصل النشاط دائما ولكن يزداد نشاطه عند إصابة الجسم بفيروس أو بكتيريا. وهنا أود أن أؤكد أهمية الغذاء الجيد والفيتامينات و المعادن الضرورية لتنشيط وتقوية الجهاز المناعي حتى يقاوم الفيروسات و بالذات فيروس كورونا 19 و ليمنع حدوث عاصفة الالتهابات الشديدة السيتوكونية Cytokine Storm و أهم المعادن الضرورية لجهاز المناعة هي :
·الحديد : إن الحديد يعتبر عنصر مهم للجهاز المناعي , اذ أن نقص الحديد يسبب ضمور في الغدة الزعترية المهمة لنضوج الخلايا الليمفاوية. كما أن نقص الحديد يقلل من فعالية الكريات البيضاء القاتلة Natural Killer Cells وكما يسبب نقص حاد في عدد الكريات الليمفاوية بنسبة 50-60 %. ولذا فإن نقص الحديد يهيء الجسم للإصابة بالميكروبات و الفيروسات حسب دراسة في المجلة الامريكية للتغذية 2004 .
·السيلينيوم Selenium : اما بالنسبة للسيلينيوم فإنه يقوي الجهاز المناعي ونقص هذا المعدن يؤثر سلبيا و مباشرا على المناعة الاولية والمكتسبة Innate & Acquired Immunity حسب دراسة ل Guillin om etal سنة 2019 وهذا المعدن موجود في السمك السلمون و البيض و الفستق البرازيلي و البقوليات.
·النحاس: والنحاس مهم ايضا لدعم معضم مكونات الجهاز المناعي Besold AN etal و النحاس موجود في الكبدة و البطاطا و السمك و السمسم و المشروم و الشمندر و السبانخ و افوجادو و الارض شوكي و الشكولاتة الداكنة.
·الزنك: اما معدن الزنك فإن اهميته تكمن في إضعاف انزيم RNA لفيروس كورونا و هذا الانزيم مهم لتكاثر و نشاط الفيروسات حسب دراسة ل , Kaa Shik. N etal كما أن نقص الزنك يؤثر سلبيا على نخاع العظم حيث يقلل كثيرا من الخلايا المناعية اللمفاوية البدائية. كما يسبب ضمور في الغدة الزعترية التي تنتج الخلايا اللمفاوية . والزنك موجود في السمك و البقوليات و بذور القرع و عباد الشمس.
أن أهم الفيتامينات التي تعزز نشاط الجهاز المناعي هي فيتامين C,A,D كما أن فيتامينات vit E, B9, B6 لها اهمية لنشاط الخلايا القاتلة المناعية:
·فيتامين A: يحافظ على تماسك خلايا الغشاء المخاطي للأمعاء و ايضا مهم لانتاج المخاط الذي يمنع حدوث الالتهابات بالامعاء. إن نقص فيتامين Aيقلل من فعالية و نشاط الكريات الدموية البيضاء, إن بيتا كاروتين يتحول في الجسم الى فيتامين Aبعد هضمه و يوجد في البطاطا الحلوة و الجزر والبروكلي و الكوسا و السبانخ. كما يوجد فيتامين A في السمك.
·فتامين C: مضاد للأكسدة لمكافحة الجذور الحرة الشاردة, كما أن فيتامين C له دور في انتاج الكولاجين مع الاحماض الامينية ليسين و جليسين. يساعد فيتامين C في التهام الفيروسات و البكتريا حسب دراسة للدكتور جاكوب 1991 و فيتامين C موجود في الحمضيات و الفراولة و الفلفل الاخضر والكيوي.
·فيتامين D: له اهمية كبرى ضد الفيروسات و البكتيريا و بمساعدة فيتامين D فإن الجسم ينتج اكثر من 200 مركب ضد البكتيريا و الفيروسات و الاهم منها هو كاثيلاسيدن Cathilicidinالذي يعتبر مضاد حيوي طبيعي واسع المفعول. إن افضل مصدر لفيتامين D هي اشعة الشمس و ان لم توجد و بالذات في فصل الشتاء فالافضل اخذ فيتامين D بالفم ولكن يجب ايضا تناول حبوب المغنيسيوم و فيتامين K2 كعوامل مساعدة لتحول فيتامين فيتامين Dالى مركب نشيط و فعال كما أن وجود فيتامين K2 يوجه الكالسيوم الى العظام ويقلل الكالسيوم في الشرايين و يمنع الكالسيوم لأن يترسب في الكلى و في دراسة جديدة 27/10/2020 وجد أن 82.2% من مرضى كوفيد 19 عندهم نقص حاد في مستوى فيتامينD بالدم. وتبين في هذه الدراسة ايضا بأن خطر الاصابة بفيروس كوفيد 19 الشديد الخطورة يختفي عندما يكون فيتامين D اكثر من 30 ng/ml وعند تعرضهم للفيروس فتكون الاعراض خفيفة ولذا فإن وجود مستوى جيد لفيتامين Dالنشط يمنع خطر الالتهابات الشديدة السيتوكونية وهذا ما تبين في دراسة في مجلة J.clin End. Metabalisum و في دراسة اخرى على 50 مريض مصابون ب فيروس كوفيد 19 قد تعالجوا بجرعات عالية من فيتامين D بالوريد بعد تشخيصهم فكلهم تحسنوا ولكن مريض واحد فقط ادخل العناية المركزة. و في دراسة اخرى على 26 مريض مصاب بفيروس كوفيد 19 لم يتعالجوا بجرعات عالية من فيتامين D , تبين أن 13 مريض منهم احتاجوا للعلاج بالعناية المركزة و اثنان منهم قد توفوا. إن فيتامين D له ايضا دور في تنشيط الجهاز المناعي البدائي و المكتسب حسب دراسة في مجلة Nutrients 31/10/2020 و الجدير بالذكر فإن مستوى فيتامين D بالدم ليس كافيا لتقيم عمله و فوائده حتى لو كان مستواه طبيعيا لأن الذي يقاس بالمختبرات النوع غير النشط. يتحول فيتامين D من خامل الى نشط في جسم الانسان بواسطةإنزيم هيدروكسيلاز Hydroxylaseα الموجود في الكلى و هذا الانزيم يعتمد في نشاطه على هرمون الغدة الجار درقية, فإذا تناول الانسان كمية كبيرة من الكاليسوم فإن هرمون الجار درقية يقل افرازه ويقل معه افراز انزيم Hydroxylaseα من الكلى الذي بدوره يقلل من نشاط فيتامين D, كما يقل نشاط هذا الانزيم ايضا عندما ينخفض الاحتياط القلوي بالجسم في حال عدم تناول الخضار و الفواكه ولذا حتى يكون فيتامين D نشيطا ليعمل بكفاءة عالية يجب الاكثار من الخضار و الفواكه والسلطة الخضراء والابتعاد عن السكريات و الحلويات و النشويات المكررة و اللحمة الحمراء و التقليل من الحليب و مشتقاته و الاعتدال بتناول الكالسيوم. وفي دراسة حديثة على 192 مريض في مجلة Plos one تبين انه اذا كان مستوى vit D3 اكثر من 45 ng/ml فإن هؤلاء الأشخاص يكونون الأقل عرضه للإصابة بفيروس كوفيد 19 ويكون فحص المختبر سلبيا. وفي دراسة أخرى حديثة فعندما يكون vit D نشيطا فله دور مهم في التوازن الميكروبي في الامعاء لصالح البكتيريا النافعة و له دور ايضا في تماسك الغشاء المخاطي للأمعاء لمنع نفاذية هذا الغشاء المهم.
كما أن للجهاز الهضمي دور كبير في تنشيط وتقوية الجهاز المناعي للجسم.إن الأمعاء تحتوي على أكثر من مائة تريليون من الميكروبات المنوعة من بكتيريا وفيروسات وطفيليات وفطريات، ان عدد هذه الميكروبات تعادل عشرة أضعاف خلايا الجسم تقريبا. وتحتوي الأمعاء على بكتيريا نافعة وبكتيريا ضارة وهذه البكتيريا النافعة تساهم في 75% من الجهاز المناعي الكلي للجسم.إن الجهاز المناعي له القدرة الفائقة للتمييز ما بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة داخل الجسم ليكثف هجومه على هذه الأجسام الغريبة والفيروسات لتدميرها.
كما يوجد بالأمعاء مضاد مناعي رائع إمينوجلبيولين Immunoglobulin IgA الذي يعتبر خط الدفاع الأول ضد الميكروبات والفيروسات الضارة حسب دراسة في مجلة التغذية الطبية الأوروبية سنة ٢٠٠٣.
إن الغذاء الجيد المتوازن له القدرة الكبيرة لتغير التنوع البيئي الميكروبي في الأمعاء لصالح البكتيريا النافعة، ولكن في الإتجاه المعاكس فإن الكحول والتدخين والمقالي والحلويات واللحم الحمراء الخ تسبب اضطراب في التنوع البيئي في الأمعاء Cut dysbiosis مما يسبب ازدياد بعدد البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا النافعة مما يسبب ضعف كبير في جهاز المناعة ويزداد هذا الضرر عند عدم وجود الألياف بالطعام.
عندما يكون الطعام خالي من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة فإن هذه البكتيريا يقل عددها ونشاطها وفوائدها تختفي أيضا. ولذا فلكي ننشط فعالية البكتيريا النافعة يجب ضروريا التغذية بالأطعمة المليئة بالألياف وبالذات الألياف الذائبة مثل الخضار والفواكه وبالذات الفواكه الملونة والحبوب والشعير والشوفان والبطاطا والبقوليات.كما يجب ان تكون كمية الألياف أكثر من ٣٥غم يوميا للرجال وأكثر من ٢٥غم يوميا للنساء.وكثيرا من الناس لا يأكلون الكمية الكافية من هذه الألياف. ولتعزيز البكتيريا النافعة بالأمعاء يجب الإكثار من المخللات بأنواعها وبالذات مخلل الملفوف واللفت لإحتوائها على إندول-٣- حامض لاكتيك Indol-3-lactic acid حيث ينتج منه مادة Indole propionic acid التي تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة في الجسم. كما ممكن تزويد الجسم بالمكملات الغذائية مثل البكتيريا النافعة Probiotics.
والجدير بالذكر بأنه يوجد علاقة وثيقة ما بين الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.لقد اكتشف الصينيون هذه العلاقة قبل قرنين من الميلاد حسب نظرية مسارات الطاقة.حيث يوجد اتصال مباشر بين مسار الطاقة للرئتين ومسار الطاقة للقولون وبينت الدراسات الحديثة بأن اضطراب التوازن الميكروبي بالأمعاء يؤثر سلبيا على الرئتين ومنها أمراض الحساسية والأزمة الصدرية والالتهابات بأنواعها حسب دراسة للدكتور Marsland etal .
وصدق أبو قراط عندما قال: كل الأمراض المزمنة تبدأ من الأمعاء.
الدكتور نبيل كامل أبو الرب
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والأمراض الداخلية
إن الغذاء الجيد والمتوازن له اهمية بالغة في تنظيم و تنشيط الجهاز المناعي للجسم. و يحتاج هذا الجهاز المناعي الى البروتينات الجيدة وبعض الفيتامينات والمعادن و الاحماض الدهنية الاساسية ليعمل بكفاءة عالية و التغذية السيئة تؤثر سلبيا و بشكل كبير على نشاط وفعالية الجهاز المناعي.
إن الجهاز المناعي متواصل النشاط دائما ولكن يزداد نشاطه عند إصابة الجسم بفيروس أو بكتيريا. وهنا أود أن أؤكد أهمية الغذاء الجيد والفيتامينات و المعادن الضرورية لتنشيط وتقوية الجهاز المناعي حتى يقاوم الفيروسات و بالذات فيروس كورونا 19 و ليمنع حدوث عاصفة الالتهابات الشديدة السيتوكونية Cytokine Storm و أهم المعادن الضرورية لجهاز المناعة هي :
·الحديد : إن الحديد يعتبر عنصر مهم للجهاز المناعي , اذ أن نقص الحديد يسبب ضمور في الغدة الزعترية المهمة لنضوج الخلايا الليمفاوية. كما أن نقص الحديد يقلل من فعالية الكريات البيضاء القاتلة Natural Killer Cells وكما يسبب نقص حاد في عدد الكريات الليمفاوية بنسبة 50-60 %. ولذا فإن نقص الحديد يهيء الجسم للإصابة بالميكروبات و الفيروسات حسب دراسة في المجلة الامريكية للتغذية 2004 .
·السيلينيوم Selenium : اما بالنسبة للسيلينيوم فإنه يقوي الجهاز المناعي ونقص هذا المعدن يؤثر سلبيا و مباشرا على المناعة الاولية والمكتسبة Innate & Acquired Immunity حسب دراسة ل Guillin om etal سنة 2019 وهذا المعدن موجود في السمك السلمون و البيض و الفستق البرازيلي و البقوليات.
·النحاس: والنحاس مهم ايضا لدعم معضم مكونات الجهاز المناعي Besold AN etal و النحاس موجود في الكبدة و البطاطا و السمك و السمسم و المشروم و الشمندر و السبانخ و افوجادو و الارض شوكي و الشكولاتة الداكنة.
·الزنك: اما معدن الزنك فإن اهميته تكمن في إضعاف انزيم RNA لفيروس كورونا و هذا الانزيم مهم لتكاثر و نشاط الفيروسات حسب دراسة ل , Kaa Shik. N etal كما أن نقص الزنك يؤثر سلبيا على نخاع العظم حيث يقلل كثيرا من الخلايا المناعية اللمفاوية البدائية. كما يسبب ضمور في الغدة الزعترية التي تنتج الخلايا اللمفاوية . والزنك موجود في السمك و البقوليات و بذور القرع و عباد الشمس.
أن أهم الفيتامينات التي تعزز نشاط الجهاز المناعي هي فيتامين C,A,D كما أن فيتامينات vit E, B9, B6 لها اهمية لنشاط الخلايا القاتلة المناعية:
·فيتامين A: يحافظ على تماسك خلايا الغشاء المخاطي للأمعاء و ايضا مهم لانتاج المخاط الذي يمنع حدوث الالتهابات بالامعاء. إن نقص فيتامين Aيقلل من فعالية و نشاط الكريات الدموية البيضاء, إن بيتا كاروتين يتحول في الجسم الى فيتامين Aبعد هضمه و يوجد في البطاطا الحلوة و الجزر والبروكلي و الكوسا و السبانخ. كما يوجد فيتامين A في السمك.
·فتامين C: مضاد للأكسدة لمكافحة الجذور الحرة الشاردة, كما أن فيتامين C له دور في انتاج الكولاجين مع الاحماض الامينية ليسين و جليسين. يساعد فيتامين C في التهام الفيروسات و البكتريا حسب دراسة للدكتور جاكوب 1991 و فيتامين C موجود في الحمضيات و الفراولة و الفلفل الاخضر والكيوي.
·فيتامين D: له اهمية كبرى ضد الفيروسات و البكتيريا و بمساعدة فيتامين D فإن الجسم ينتج اكثر من 200 مركب ضد البكتيريا و الفيروسات و الاهم منها هو كاثيلاسيدن Cathilicidinالذي يعتبر مضاد حيوي طبيعي واسع المفعول. إن افضل مصدر لفيتامين D هي اشعة الشمس و ان لم توجد و بالذات في فصل الشتاء فالافضل اخذ فيتامين D بالفم ولكن يجب ايضا تناول حبوب المغنيسيوم و فيتامين K2 كعوامل مساعدة لتحول فيتامين فيتامين Dالى مركب نشيط و فعال كما أن وجود فيتامين K2 يوجه الكالسيوم الى العظام ويقلل الكالسيوم في الشرايين و يمنع الكالسيوم لأن يترسب في الكلى و في دراسة جديدة 27/10/2020 وجد أن 82.2% من مرضى كوفيد 19 عندهم نقص حاد في مستوى فيتامينD بالدم. وتبين في هذه الدراسة ايضا بأن خطر الاصابة بفيروس كوفيد 19 الشديد الخطورة يختفي عندما يكون فيتامين D اكثر من 30 ng/ml وعند تعرضهم للفيروس فتكون الاعراض خفيفة ولذا فإن وجود مستوى جيد لفيتامين Dالنشط يمنع خطر الالتهابات الشديدة السيتوكونية وهذا ما تبين في دراسة في مجلة J.clin End. Metabalisum و في دراسة اخرى على 50 مريض مصابون ب فيروس كوفيد 19 قد تعالجوا بجرعات عالية من فيتامين D بالوريد بعد تشخيصهم فكلهم تحسنوا ولكن مريض واحد فقط ادخل العناية المركزة. و في دراسة اخرى على 26 مريض مصاب بفيروس كوفيد 19 لم يتعالجوا بجرعات عالية من فيتامين D , تبين أن 13 مريض منهم احتاجوا للعلاج بالعناية المركزة و اثنان منهم قد توفوا. إن فيتامين D له ايضا دور في تنشيط الجهاز المناعي البدائي و المكتسب حسب دراسة في مجلة Nutrients 31/10/2020 و الجدير بالذكر فإن مستوى فيتامين D بالدم ليس كافيا لتقيم عمله و فوائده حتى لو كان مستواه طبيعيا لأن الذي يقاس بالمختبرات النوع غير النشط. يتحول فيتامين D من خامل الى نشط في جسم الانسان بواسطةإنزيم هيدروكسيلاز Hydroxylaseα الموجود في الكلى و هذا الانزيم يعتمد في نشاطه على هرمون الغدة الجار درقية, فإذا تناول الانسان كمية كبيرة من الكاليسوم فإن هرمون الجار درقية يقل افرازه ويقل معه افراز انزيم Hydroxylaseα من الكلى الذي بدوره يقلل من نشاط فيتامين D, كما يقل نشاط هذا الانزيم ايضا عندما ينخفض الاحتياط القلوي بالجسم في حال عدم تناول الخضار و الفواكه ولذا حتى يكون فيتامين D نشيطا ليعمل بكفاءة عالية يجب الاكثار من الخضار و الفواكه والسلطة الخضراء والابتعاد عن السكريات و الحلويات و النشويات المكررة و اللحمة الحمراء و التقليل من الحليب و مشتقاته و الاعتدال بتناول الكالسيوم. وفي دراسة حديثة على 192 مريض في مجلة Plos one تبين انه اذا كان مستوى vit D3 اكثر من 45 ng/ml فإن هؤلاء الأشخاص يكونون الأقل عرضه للإصابة بفيروس كوفيد 19 ويكون فحص المختبر سلبيا. وفي دراسة أخرى حديثة فعندما يكون vit D نشيطا فله دور مهم في التوازن الميكروبي في الامعاء لصالح البكتيريا النافعة و له دور ايضا في تماسك الغشاء المخاطي للأمعاء لمنع نفاذية هذا الغشاء المهم.
كما أن للجهاز الهضمي دور كبير في تنشيط وتقوية الجهاز المناعي للجسم.إن الأمعاء تحتوي على أكثر من مائة تريليون من الميكروبات المنوعة من بكتيريا وفيروسات وطفيليات وفطريات، ان عدد هذه الميكروبات تعادل عشرة أضعاف خلايا الجسم تقريبا. وتحتوي الأمعاء على بكتيريا نافعة وبكتيريا ضارة وهذه البكتيريا النافعة تساهم في 75% من الجهاز المناعي الكلي للجسم.إن الجهاز المناعي له القدرة الفائقة للتمييز ما بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة داخل الجسم ليكثف هجومه على هذه الأجسام الغريبة والفيروسات لتدميرها.
كما يوجد بالأمعاء مضاد مناعي رائع إمينوجلبيولين Immunoglobulin IgA الذي يعتبر خط الدفاع الأول ضد الميكروبات والفيروسات الضارة حسب دراسة في مجلة التغذية الطبية الأوروبية سنة ٢٠٠٣.
إن الغذاء الجيد المتوازن له القدرة الكبيرة لتغير التنوع البيئي الميكروبي في الأمعاء لصالح البكتيريا النافعة، ولكن في الإتجاه المعاكس فإن الكحول والتدخين والمقالي والحلويات واللحم الحمراء الخ تسبب اضطراب في التنوع البيئي في الأمعاء Cut dysbiosis مما يسبب ازدياد بعدد البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا النافعة مما يسبب ضعف كبير في جهاز المناعة ويزداد هذا الضرر عند عدم وجود الألياف بالطعام.
عندما يكون الطعام خالي من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة فإن هذه البكتيريا يقل عددها ونشاطها وفوائدها تختفي أيضا. ولذا فلكي ننشط فعالية البكتيريا النافعة يجب ضروريا التغذية بالأطعمة المليئة بالألياف وبالذات الألياف الذائبة مثل الخضار والفواكه وبالذات الفواكه الملونة والحبوب والشعير والشوفان والبطاطا والبقوليات.كما يجب ان تكون كمية الألياف أكثر من ٣٥غم يوميا للرجال وأكثر من ٢٥غم يوميا للنساء.وكثيرا من الناس لا يأكلون الكمية الكافية من هذه الألياف. ولتعزيز البكتيريا النافعة بالأمعاء يجب الإكثار من المخللات بأنواعها وبالذات مخلل الملفوف واللفت لإحتوائها على إندول-٣- حامض لاكتيك Indol-3-lactic acid حيث ينتج منه مادة Indole propionic acid التي تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة في الجسم. كما ممكن تزويد الجسم بالمكملات الغذائية مثل البكتيريا النافعة Probiotics.
والجدير بالذكر بأنه يوجد علاقة وثيقة ما بين الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.لقد اكتشف الصينيون هذه العلاقة قبل قرنين من الميلاد حسب نظرية مسارات الطاقة.حيث يوجد اتصال مباشر بين مسار الطاقة للرئتين ومسار الطاقة للقولون وبينت الدراسات الحديثة بأن اضطراب التوازن الميكروبي بالأمعاء يؤثر سلبيا على الرئتين ومنها أمراض الحساسية والأزمة الصدرية والالتهابات بأنواعها حسب دراسة للدكتور Marsland etal .
وصدق أبو قراط عندما قال: كل الأمراض المزمنة تبدأ من الأمعاء.
الدكتور نبيل كامل أبو الرب
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والأمراض الداخلية
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات