البوعزيزي .. لو لم يحرق جسده!
عمان جو - عشرة اعوام على انطلاق ثورات الربيع العربي. البداية، وشرارة النيران كانت من تونس، وحينما اشعل محمد البوعزيزي النار بنفسه في مدينة فقيرة في الداخل التونسي.
امس حلت ذكرى اندلاع الثورة التونسية واستشهاد البوعزيزي باجواء باهتة ودون احتفال يذكر سياسيا واعلاميا. وحتى في تونس فان الساسة والاعلام تعامل بخجل وتستر مع ذكرى الثورة.
من حريق بوعزيزي واندلاع الثورة التونسية تدحرجت كرة الثلج لتصل مصر ودول المشرق العربي، وانتقلت الحراكات الاحتجاجية الثورية تحمل امال وطموح واحلام شعوب عربية اسقطت من ذاكرة السلطة، وشعوب مقهورة ومستبدة ومظلومة وفقيرة، وتبحث عن عدل وحرية وكرامة.
لا يقل ما يعانيه التوانسة عن بقية الشعوب العربية. من افسد الثوارت وحراكات الاحتجاج الشعبية قناصو الفرص السياسية، وومن ركبوا الموجة واستغلوا احتجاجات شعبية غاضبة بدون اطار و راس سياسي، وتصدوا لحركة الشارع، وركب الاخوان المسلمين ربيع الاحتجاجات، وبدات دوامة ثنائية الصراع بين السلطة الرسمية الحاكمة والاخوان المسلمين، وارث الخلاف بين الخصمين عميق وضارب في التاريخ المعاصر باغلب الدول العربية.
مسكين ابو العزيزي «جرس انذار» ، صنع مفارقة في التاريخ التونسي والعربي المعاصر ورحل محروقا. شهرة حادثة البوعزيزي كانت بالصدفة، و لو المصور لم يكن موجودا، وقام بتصوير واقعة اقدامه على حرق جسده لمرت الامور عادية، وقضى البوعزيزي وحيدا وشيع جثمانه دون ان تطرق مسامع التوانسة والعرب والعالم اي حديث عن ثورة كان وقود شرارتها في جسد مواطن هامشي ومظلوم.
و بعد عشرة اعوام على انطلاق الثورة التونسية، يقول التونسيون : وكان شيئا لم يحصل ابدا. ديمقراطية مزيفة وكرتونية في البرلمان والاحزاب واتحادت الشغل، تحولت المؤسسات لساحات للعراك والشتم والصراخ، وصراع على كعكة السلطة. والناس في الواقع ازدادت معاناتهم من الفقر والظلم والقهر، وحتى حرية التعبير فانها تفصل على مقاسات، وما فشلت تونس في تحقيقه من تغيير واسقاط للظلم والاستعباد انسحب حاله على بقية بلاد العرب.
ومن احتراق جسد البوعزيزي فان الالسنة ولهيب النيران احرق رقاع الجغرافيا العربية البالية والبائدة. وبدا الحريق يدب في بلاد العرب من حروب ترعاها بلاد اجنبية وعربية، وراينا ما اصاب سورية والعراق واليمن، ولبنان وليبيا والسودان ، وبقية الدول العربية رهينة لذات الظروف وتحت ضغط الاختناق مرارة وقهرا، وتبدل وتغيير حسابات اللاعبين الكبار في العالم والاقليم.
تونس من ثورة وحلم بالعدالة والحرية والكرامة الى فتنة وفوضى وحروب اهلية ارست اعمدتها على الجغرافيا العربية. الوطن العربي محتل وشعوبه مهلكة وبلا ارادة. فلو ان البوعزيزي لم يقم باحراق نفسه احتجاجا على ظلم وتعبيرا عن عجز بالتغيير والاصلاح، مات البوعزيزي ومن بعده احترقت بلدان وشردت شعوب واصاب العرب عجز امام مستعمر اجنبي وعدو صهيوني يسكن في بلادنا العربية غير مسبوق التاريخ.
تكاد تقول : وقد مرت عشرة اعوام على ذكرى البوعزيزي ان الاحتجاج الشعبي العربي ولد دون اطار ومرجعية فكرية وسياسية. وان الاخوان المسلمين سرقوا الفرصة التاريخية لبناء دول وطنية : ديمقراطية وحكم رشيد وعادل. وان عين الاستعمار متربصة للبلاد العربية طمعا في ثروات وتقديرا لحسابات جيوسياسية واستراتيجية لمصالحها العميقة في المنطقة والعالم، وحماية امريكية وغربية لاسرائيل، فهل تعلمون ان اكثر ما يرعب العدو الصهيوني ولادة شعوب عربية فاعلة ومتمكنة وشعوب تتحرر من الخوف والقهر والتبعية والفقر والتهميش والذل والظلم.
وكل عام وانتم بخير.
امس حلت ذكرى اندلاع الثورة التونسية واستشهاد البوعزيزي باجواء باهتة ودون احتفال يذكر سياسيا واعلاميا. وحتى في تونس فان الساسة والاعلام تعامل بخجل وتستر مع ذكرى الثورة.
من حريق بوعزيزي واندلاع الثورة التونسية تدحرجت كرة الثلج لتصل مصر ودول المشرق العربي، وانتقلت الحراكات الاحتجاجية الثورية تحمل امال وطموح واحلام شعوب عربية اسقطت من ذاكرة السلطة، وشعوب مقهورة ومستبدة ومظلومة وفقيرة، وتبحث عن عدل وحرية وكرامة.
لا يقل ما يعانيه التوانسة عن بقية الشعوب العربية. من افسد الثوارت وحراكات الاحتجاج الشعبية قناصو الفرص السياسية، وومن ركبوا الموجة واستغلوا احتجاجات شعبية غاضبة بدون اطار و راس سياسي، وتصدوا لحركة الشارع، وركب الاخوان المسلمين ربيع الاحتجاجات، وبدات دوامة ثنائية الصراع بين السلطة الرسمية الحاكمة والاخوان المسلمين، وارث الخلاف بين الخصمين عميق وضارب في التاريخ المعاصر باغلب الدول العربية.
مسكين ابو العزيزي «جرس انذار» ، صنع مفارقة في التاريخ التونسي والعربي المعاصر ورحل محروقا. شهرة حادثة البوعزيزي كانت بالصدفة، و لو المصور لم يكن موجودا، وقام بتصوير واقعة اقدامه على حرق جسده لمرت الامور عادية، وقضى البوعزيزي وحيدا وشيع جثمانه دون ان تطرق مسامع التوانسة والعرب والعالم اي حديث عن ثورة كان وقود شرارتها في جسد مواطن هامشي ومظلوم.
و بعد عشرة اعوام على انطلاق الثورة التونسية، يقول التونسيون : وكان شيئا لم يحصل ابدا. ديمقراطية مزيفة وكرتونية في البرلمان والاحزاب واتحادت الشغل، تحولت المؤسسات لساحات للعراك والشتم والصراخ، وصراع على كعكة السلطة. والناس في الواقع ازدادت معاناتهم من الفقر والظلم والقهر، وحتى حرية التعبير فانها تفصل على مقاسات، وما فشلت تونس في تحقيقه من تغيير واسقاط للظلم والاستعباد انسحب حاله على بقية بلاد العرب.
ومن احتراق جسد البوعزيزي فان الالسنة ولهيب النيران احرق رقاع الجغرافيا العربية البالية والبائدة. وبدا الحريق يدب في بلاد العرب من حروب ترعاها بلاد اجنبية وعربية، وراينا ما اصاب سورية والعراق واليمن، ولبنان وليبيا والسودان ، وبقية الدول العربية رهينة لذات الظروف وتحت ضغط الاختناق مرارة وقهرا، وتبدل وتغيير حسابات اللاعبين الكبار في العالم والاقليم.
تونس من ثورة وحلم بالعدالة والحرية والكرامة الى فتنة وفوضى وحروب اهلية ارست اعمدتها على الجغرافيا العربية. الوطن العربي محتل وشعوبه مهلكة وبلا ارادة. فلو ان البوعزيزي لم يقم باحراق نفسه احتجاجا على ظلم وتعبيرا عن عجز بالتغيير والاصلاح، مات البوعزيزي ومن بعده احترقت بلدان وشردت شعوب واصاب العرب عجز امام مستعمر اجنبي وعدو صهيوني يسكن في بلادنا العربية غير مسبوق التاريخ.
تكاد تقول : وقد مرت عشرة اعوام على ذكرى البوعزيزي ان الاحتجاج الشعبي العربي ولد دون اطار ومرجعية فكرية وسياسية. وان الاخوان المسلمين سرقوا الفرصة التاريخية لبناء دول وطنية : ديمقراطية وحكم رشيد وعادل. وان عين الاستعمار متربصة للبلاد العربية طمعا في ثروات وتقديرا لحسابات جيوسياسية واستراتيجية لمصالحها العميقة في المنطقة والعالم، وحماية امريكية وغربية لاسرائيل، فهل تعلمون ان اكثر ما يرعب العدو الصهيوني ولادة شعوب عربية فاعلة ومتمكنة وشعوب تتحرر من الخوف والقهر والتبعية والفقر والتهميش والذل والظلم.
وكل عام وانتم بخير.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات