موسم الرسم على الوجوه ..
عمان جو_احمد حسن الزعبي
أفضل من يفهم الواقع ويفضح تفاصيله الصغيرة ، عامل النظافة الذي يكنس الزبالة من تحت الصور المبتسمة ، هو يعرف أن شيئاً لن يتغيّر، الصور المعلّقة ،ستبقى صوراً معلّقة، والشعارات شعارات، وجودة يافطات «الفليكس» وحدها لا تحسم المعركة .. هو يعرف أن المرشحين مثل «الهمزة» لا تتغير أشكالهم وإنما أماكن تواجدهم في «جملة» السياسة،الآن ينتصبون عالياً على ألف العمود،وغداً سيجلسون على كرسي «المائدة»..لا شيء سيتغير في سلوك المدينة ، المحلات ستفتح أبوابها كالمعتاد، برامج الشكاوى منفرة كالمعتاد، فتحة العدّاد، أما فتات الصور الممزقة والشعارات المبعثرة وأكواب القهوة وأعقاب السجائر ستوقف دحرجتها الجزر الوسطية كما دائماً، لتأتي المكنسة وتجمعها معاً دونما تمييز ..المكنسة «فرشاة» تنظف أسنان الرصيف من عوالق «مضغ» الكلام والوقت..
من يتجوّل في عمان ليلاً يحس انه يعيش أجواء «الليلة الكبيرة» في القاهرة ، مقرات واسعة ، أحبال من «اللمبات» الملونة تزيّن المداخل، شوارع مغلقة ،سيارات فخمة ولامعة ، حواجز مرورية ، بعض المؤازرين المتأنقين ينسلون نحو المقرات بعيد المغرب، بائع شعر البنات يقف على مقربة من المقرّ..طمعاً في «كوتا» من الأطفال القادمين مع البابا ليشاهدوا «عموه» وهو يخطب...حتى الاسترزاق مقسّم حسب القائمة، بائعو العرنوس والترمس والكعك «ببيض» أكثر من بائعي شعر البنات بالمجمل.. قد تشاهد أربع عربات للتسلية الذكورية «ترمس،فول،عرنوس،كعك» وشاب رقيق يحمل على عاتقه أكياس ملوّنة لكنها منتفخة أكثر من اللازم من «شعر البنات»..كم تشبه المسألة القوائم الانتخابية: «ذكور وكوتا»..
التنافس على أشدّه في افتتاح المقرّات ، وهناك مبارزة خفية بتحطيم الرقم القياسي في سعة المقر ، وعدد كراسي «الستيل»، وأرضيات السجاد، وشباب الضيافة الذين يرتدون لبساً موحداً..التنافس على أشده لحشد اكبر عدد من الحضور في افتتاح المقر والكل مهووس بالشعبية «الأردوغانية» ويريد أن يقلّدها بأي صورة كانت ، معتقداً انه إذا امسك ميكرفوناً ولوّحت له بعض القواعد من النساء والمتقاعدين من الرجال بشعار القائمة يكون قد أنقذ وطناً وحقق انجازاً ورفع من سعر صرف الدينار..هناك تنافس مكشوف في جمع اكبر عدد ممكن من الحضور ..البعض بدأ يقدّم عروضاَ مغرية للمشاركة ، تعاقدوا مع مطربين شعبيين وفرق دبكة ، وأغاني تشيد بالمرشح والقائمة ،وسحب عل تذاكر سفر، وبعضهم احضر منشدين ملتحين ليتناسب الغناء مع الرسالة..وآخر كتب على بطاقة الدعوة ، يوجد فقرات شيقة للأطفال...فقرات شيقة للأطفال؟؟ مثل ماذا ؟ الرسم على الوجوه ، اضحك مع المهرّج..عائلة سمسم..ماما جابت بيبي؟؟...ثم لم الإعلان عن هذه الجزئية تحديداً..فموسم الانتخابات كله عبارة عن موسم الرسم على الوجوه...نسلمكم وجوهنا، تغطّون ريشة الوعود في حبر الشعار، ترسمون لنا، أنف أرنب، شوارب، قطه، أو قرني خروف...ثم نتقافز أمامكم فرحين...أرجوكم الغوا هذه الفقرة ، نحن تورطّنا وانتهى الأمر فلا تلوّثوا الصغار..
قلت أن أفضل من يفهم الواقع ويفضح تفاصيله الصغيرة ، عامل النظافة الذي يكنس الزبالة من تحت الصور المبتسمة . وقت الظهيرة ، يحضر «سندويشة» وكأس شاي ويجلس على الرصيف ليتناول إفطاره في ظل يافطة عملاقة لقائمة انتخابية..يقرأ فيها كلمات «العدالة والمساواة والغد ألأفضل» بشكلها المقلوب.
أفضل من يفهم الواقع ويفضح تفاصيله الصغيرة ، عامل النظافة الذي يكنس الزبالة من تحت الصور المبتسمة ، هو يعرف أن شيئاً لن يتغيّر، الصور المعلّقة ،ستبقى صوراً معلّقة، والشعارات شعارات، وجودة يافطات «الفليكس» وحدها لا تحسم المعركة .. هو يعرف أن المرشحين مثل «الهمزة» لا تتغير أشكالهم وإنما أماكن تواجدهم في «جملة» السياسة،الآن ينتصبون عالياً على ألف العمود،وغداً سيجلسون على كرسي «المائدة»..لا شيء سيتغير في سلوك المدينة ، المحلات ستفتح أبوابها كالمعتاد، برامج الشكاوى منفرة كالمعتاد، فتحة العدّاد، أما فتات الصور الممزقة والشعارات المبعثرة وأكواب القهوة وأعقاب السجائر ستوقف دحرجتها الجزر الوسطية كما دائماً، لتأتي المكنسة وتجمعها معاً دونما تمييز ..المكنسة «فرشاة» تنظف أسنان الرصيف من عوالق «مضغ» الكلام والوقت..
من يتجوّل في عمان ليلاً يحس انه يعيش أجواء «الليلة الكبيرة» في القاهرة ، مقرات واسعة ، أحبال من «اللمبات» الملونة تزيّن المداخل، شوارع مغلقة ،سيارات فخمة ولامعة ، حواجز مرورية ، بعض المؤازرين المتأنقين ينسلون نحو المقرات بعيد المغرب، بائع شعر البنات يقف على مقربة من المقرّ..طمعاً في «كوتا» من الأطفال القادمين مع البابا ليشاهدوا «عموه» وهو يخطب...حتى الاسترزاق مقسّم حسب القائمة، بائعو العرنوس والترمس والكعك «ببيض» أكثر من بائعي شعر البنات بالمجمل.. قد تشاهد أربع عربات للتسلية الذكورية «ترمس،فول،عرنوس،كعك» وشاب رقيق يحمل على عاتقه أكياس ملوّنة لكنها منتفخة أكثر من اللازم من «شعر البنات»..كم تشبه المسألة القوائم الانتخابية: «ذكور وكوتا»..
التنافس على أشدّه في افتتاح المقرّات ، وهناك مبارزة خفية بتحطيم الرقم القياسي في سعة المقر ، وعدد كراسي «الستيل»، وأرضيات السجاد، وشباب الضيافة الذين يرتدون لبساً موحداً..التنافس على أشده لحشد اكبر عدد من الحضور في افتتاح المقر والكل مهووس بالشعبية «الأردوغانية» ويريد أن يقلّدها بأي صورة كانت ، معتقداً انه إذا امسك ميكرفوناً ولوّحت له بعض القواعد من النساء والمتقاعدين من الرجال بشعار القائمة يكون قد أنقذ وطناً وحقق انجازاً ورفع من سعر صرف الدينار..هناك تنافس مكشوف في جمع اكبر عدد ممكن من الحضور ..البعض بدأ يقدّم عروضاَ مغرية للمشاركة ، تعاقدوا مع مطربين شعبيين وفرق دبكة ، وأغاني تشيد بالمرشح والقائمة ،وسحب عل تذاكر سفر، وبعضهم احضر منشدين ملتحين ليتناسب الغناء مع الرسالة..وآخر كتب على بطاقة الدعوة ، يوجد فقرات شيقة للأطفال...فقرات شيقة للأطفال؟؟ مثل ماذا ؟ الرسم على الوجوه ، اضحك مع المهرّج..عائلة سمسم..ماما جابت بيبي؟؟...ثم لم الإعلان عن هذه الجزئية تحديداً..فموسم الانتخابات كله عبارة عن موسم الرسم على الوجوه...نسلمكم وجوهنا، تغطّون ريشة الوعود في حبر الشعار، ترسمون لنا، أنف أرنب، شوارب، قطه، أو قرني خروف...ثم نتقافز أمامكم فرحين...أرجوكم الغوا هذه الفقرة ، نحن تورطّنا وانتهى الأمر فلا تلوّثوا الصغار..
قلت أن أفضل من يفهم الواقع ويفضح تفاصيله الصغيرة ، عامل النظافة الذي يكنس الزبالة من تحت الصور المبتسمة . وقت الظهيرة ، يحضر «سندويشة» وكأس شاي ويجلس على الرصيف ليتناول إفطاره في ظل يافطة عملاقة لقائمة انتخابية..يقرأ فيها كلمات «العدالة والمساواة والغد ألأفضل» بشكلها المقلوب.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات