إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل هذا هو قانون الانتخاب ؟!


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في الاردن هذه الايام كلام كثير عن الاصلاح السياسي و الاداري و قانون الانتخاب و النهوض في الحياة السياسية.
ولربما ان هذا الكلام ياتي في ظروف غير عادية اقتصاديا واجتماعيا، وسياسيا. و الكثير من الازمات و المشاكل التي تثقل كاهل الدولة والمجتمع و الاقتصاد.
ثمة ضرورة لفتح حوار، و الخروج من مربع الجدل الدائر، و بعض من صانعي الجدل يستغلون اللحظة الراهنة بظرفيتها ليمرروا ما هو ذاتي على حساب الموضوعي، و ما هو مرتبط باجندات على حساب المصلحة الوطنية، وما هو عاطفي على حساب الواقع و العقل و المصلحة العامة، و ينفرون من تعرضهم لاي سوال اذا ما طلب منهم ايضاح ما يسردون من جدليات.
وعلى سبيل المثال، اطروحات قانون الانتخاب، والنقاش العام المحتم حول مشروع النظام الانتخابي البديل. و محاولة بعض القوى فرض تصورات مسبقة على شكل القانون و نظام الانتخاب، وتقديم افكار مسبقة لاي نقاش و حوار وطني حول القانون.
وطبعا، البعض ودون ذكر للاسماء حفاظا لماء الوجه - يلعبون دور المنظر والموجه و الفقيه السياسي للحكومة. و لا تتسع صدورهم لسماع اي وجهة نظر اخرى، و يسيرون في سطوتهم ونفوذهم مسارات اي نقاش لطبخ تشريع و موقف سياسي ما.
قانون الانتخاب مطلوب ان ينتج بحوار وطني، و ان تتسع دائرة الحوار الوطني، وان يكون القانون انتاجا من القاع الى الاعلى، و ليس العكس. الحوار هو المدخل لمعرفة ماذا يريد الاردنييون ؟ و الخروج من المنطقة الرمادية في السياسة الاردنية. و الابتعاد عن وصفات جاهزة لجلب انظمة انتخاب مستوردة و اجنبية لا تتلاءم وتتناسب مع المجتمع الاردني.
قانون الانتخاب يراعي الواقع الاجتماعي و السياسي الاردني. بصراحة، فان الاردنيين هم من سينتخب النواب، وهم من يترشحون للانتخابات، وهم وقود العملية الانتخابية و النيابية و السياسية، فمن الاصل العمل على مشاورتهم و استمزاج ارائهم و افكارهم و تصوراتهم حول اي نظام انتخابي جديد، ولو بصورة مقاربات.
اكبر خطر على اي قانون ناظم للحياة السياسة سواء الانتخاب او غيره ان يقر على استعجال و بوصفة فوقية واستعلالية وان يجلب من وصفات اجنبية ومستوردة. الشجاعة والحكمة تتطلبان التفكير العميق و الحوار الرشيد، وذلك لرسم طوق نجاة سياسي و اجتماعي، و مشروعية شعبية لاي قرار و تشريع سياسي.
الحوار ليس عيبا،ولا ينقص من قيمة وقدر اي طرف. الديمقراطية الاردنية ليست وليدة اللحظة الراهنة. والرأي العام يعج و يغلي بالسياسة. واتجاهات الاراء كثيرة و ساخنة، و الاردنيون يطمحون لتمكين سياسي اوسع و اعمق. ولربما الاهم وطنيا التخلص من المنطقة الرمادية في السياسة الاردنية، وليكون صندوق الاقتراع و البرلمان و المجالس البلدية المظلة ووسيطا شرعيا بين الدولة والشعب «.
والمشكلة ان هناك من يسعى للحفاظ على المنطقة الرمادية ويحميها وينسجها، ويناور على اشعالها لتوتير وتعطيل واخراج اي طرح وطني نهضوي و اصلاحي وتقدمي من سياقه واجهاضه و قتله في مهده.
في السياسة يتهاوى الكلام امام فساد الانتخابات. وتسقط كل التبريرات التي تجتزء الحقيقة و تقطعها، وتتغافل عن الجدوى، و تضع الداء في سوء الترجمة.
الوضع السياسي الاردني بحاجة الى حوار و لا غير الحوار. وثمة ما يستدعي حالة طوارىء وطنية لانقاذ المؤسسات و صندوق الانتخاب و ارادة الناخبين الحرة والنزيهة.
حوار لكل صاحب راي وكل صاحب موقف وخبرة واجتهاد. كيف يمكن ان نستعيد الثقة بين المواطن وصندوق الاقتراع ؟ و الوصول الى توافقات وطنية مشتركة للخروج من نفق الازمة، و لتنسوا ان كورونا خنقت الاردنيين و اضرمت الجوع و الفقر و العوز في معاشهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :